أين الكوارتة..لتترك لغيرهم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يكون الحديث عن المال والاستثمار في السودان ..كان يكفي أن يرد اسم الكوارتة لتدرك ان الحديث قد بلغ منتهاه ..خاصة لأهل الشمالية..ولأهل منحنى النيل عند الدبة وحولها بالأخص.. وبالطبع في كل بقاع السودان أسماء أسر عرفت بنفس القدر.
بدر في ذهني هذا السؤال.. عندما قرأت أن كارثة فسائل النخل المصابة بفطر البيوض القاتل.. هي في الأصل لزراعتها قرب الدبة..لا أود هنا أن أدخل في سجال النفي والإثبات لوجود المرض..فلذلك مختصوه..لكن الثابت ..أن الفسائل قد وصل بعضها إلى الموقع..وهو ليس ببعيد عن ديار الكوارتة..ما يعني لا قدر الله ..ان كانت هنالك ثمة إصابة ..فإن نخيلهم ..ستكون أولى الضحايا..لذلك فإن السؤال ..هل كان يمكن لأي منهم إن كان هو المستثمر..أن يتردد في إبادة كل الفسائل ..لمجرد وجود شك ولو يسير..في أنها يمكن أن تؤدي إلى موت نخيل متوارثة..مهما كانت الخسائر ..دون انتظار أي نتيجة فحص معملي ؟ بالقطع لا..لأن في الأمر جانباً من الإحساس بالبلد واهلها..يفوق كل العائد المنتظر دخول خزينته الخاصة..وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً مباشراً..أليست واحدة من عوائق الاستثمار في السودان ..والتي يرددها كل المسئولين الحكوميين.. موقف الأهالي الذين يشعرون بالتعدي على أراضيهم ..رغم أنها قانوناً..مسجلة باسم حكومة السودان ؟ وهل كلف أي مسئول نفسه عناء السؤال عن سر ذلك .. يبدو أن اتساع مساحة السودان ..قد أنسى المسئولين حقيقة بسيطة..وهي ان كل جزء من أراضية ..عرف تاريخياً ..بتبعيته إلى شعب ما من شعوبه العديدة ..قبل التشكل كدولة قطرية واحدة بالمفهوم الحديث..لذلك ينهض الاحساس بالتعدي إن جاءها أي غريب..وبنفس القدر..يكون الولاء لها عالياً لأفراد هذه المجموعة..فلا يمكن أن يؤدي فرد منها إلى ما يضرها..ولئن كان الشعور الوطني ..قد أذاب جزءاً من هذا..وخلق تسامحاً في التملك بين السودانيين يغطي على الكامن في النفوس..بالنسبة للمجموعات السكانية..فإن الشعور السالب ما زال موجوداً بالنسبة لمن هو غيرهم أياً كان..والأنكى أن فتح مجالات الاستثمار ..يتم تحت شعور الإحساس بالهوان .. تجاه الآخر..الذي لا يستطيع السوداني ..أن يبعد عن ذهنه..أن تمكين هذا الآخر .. إنما يتم على خلفية من فشل سياسات النظام..ووقوعه في براثن دول استغلت فشله ..لتتمكن من مقدرات البلاد..دون أن يكون الشعب طرفاً فيها..فقارن بين مستوى تقبل استثمار الصناديق الدول العربية والخليجية في سكر كنانة..وكيف تم التقبل تحت أضواء الشفافية ..والشعور السالب مثلاً تجاه بيع الصين أراض زراعية في مشروع الجزيرة..ومنح المصريين مساحات في السودان ..ونشير في الأخيرة إلى ملاحظة الأستاذ عثمان ميرغني..عن وقوف السودانيين ضد المنتخب المصري في مباراته ضد الكاميرون..وسؤاله عن السر في ذلك ..ونسائل ..هل يمكن أن يكون لإحساسهم بأن المصريين إنما استغلوا مياهنا واحتلوا أرضنا ..ويخططون لابتلاع المزيد في ظل فشل سياسات النظام..وهكذا تكون شعور سالب لدى السودانيين ليس في مواجهة المصريين وحدهم..ولكن ..تجاه الصينيين ..والسعوديين بعد بعد عاصفة الحزم ..إما الإماراتيين ..فقد تنامى ذلك الإحساس بعد توالي دعمهم للنظام وجولات المبعوث الرئاسي الذي يصرح بأن له مصلحة مع مديري مكاتب شيوخ..وإن عدت للكوارتة الكرام..فيقيني أنهم في ظل هذا الإحساس..وما يمكن أن تتسبب شركة إماراتية في فناء نخيلهم ..يمكنهم لا أن يقاوموا استثمارها في السودان قرب ديارهم. فحسب.بل لفكروا في شراء أملاك أبناء الشيخ زايد نفسه في الإمارات أن استطاعوا..دعك من غيرهم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأغنياء أصحاب المال البرجوازية مثل الكوارتة يا أستاذ.ليس لديهم مثل هذه القِيَم والأخلاق التى سادت مقالتك..لا أخلاق لبُرْجوازي.

  2. الأغنياء أصحاب المال البرجوازية مثل الكوارتة يا أستاذ.ليس لديهم مثل هذه القِيَم والأخلاق التى سادت مقالتك..لا أخلاق لبُرْجوازي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..