( يومية التحري)

الطاهر ساتي

:: المرافعة غير الذكية لا تفسد القضايا والأزمات فحسب، بل قد تطورها بحيث تكون ( كوارث)..ومن الطرائف الرائجة، خطيب المسجد، في الجمعة بعد رمضان، إنتقد الكبائر التي يعود إليها البعض بعد شهر رمضان المعظم، ومنها أم الكبائر، ثم ضرب للمصلين مثلاً ببائعة الخمر التي تسكن في ناصية السوق الكبير في البناية التي تحت التشييد والتى كانت قد بدأت التصنيع والتوزيع منذ أول أيام عيد الفطر..وبعد المغرب مباشرة، قصد أحدهم المكان بخارطة الخطبة الدقيقة، وهناك عاتب البائعة : ( بالغتي معانا يا خالة، شغالة ليك خمسة أيام وما نسمع بيك إلا الليلة من إمام جامعنا؟).. فالقضية عادلة، ولكن مرافعة الخطيب لم تكن ذكية…!!

:: وهكذا تقريباً تناولنا الصحفي لبعض قضايا الحوداث والجرائم، وفلتكن قضية فتاة عطبرة المؤلمة نموذجاً..لها الرحمة والمغفرة ولأهلها الصبر وأجر الإحتساب، أغتالها الجاني في مكان عملها وهرب، ثم تمكنت الشرطة من القبض على المتهم الذي سجل إعترافاً قضائياً بإرتكابه للجريمة، وبعد تمثيل الجريمة كشف أن السرقة قادته إلى قتل الفتاة التي قاومت.. وإلى هنا ليس في السرد ما يُثير العجب و(الإزعاج)..ولكن المٌزعج في التناول الإعلامي لهذه القضية، لم تكتف الصحف والشرطة بالجريمة ومتهمها ودوافعها، بل أسهبت في السرد لحد كشف الثغور التي قادت إلى كشف الجريمة والقبض على المتهم..!!

:: (وكانت الشرطة قد وضعت الجهاز تحت المراقبة وأن المتهم تخلص من الشريحة الخاصة بالقتيلة وأدخل شريحته مما أدى بالشرطة لمعرفة المنطقة التي يوجد بها وتم اعتقاله)، هكذا نص الوصف بكل الصحف نقلاً عن شرطة نهر النيل..ولو لم يُنشر بكل الصحف لما نشرته .. وليس لهذا الوصف جدوى، بل كشف ثغرة الرصد بالهاتف والشرائح – وقد غفل عن سدها المتهم – قد يسبب المتاعب للشرطة في جرائم أخرى لاقدر الله.. وهذا ما يمكن وصفه بالتناول الإعلامي الضار لقضايا الحوادث والجرائم، وما هذا إلا نموذج وما أكثر النماذج ..وهناك تناول إعلامي أخر – وهو أشدً ضرراً – يشرح للغافل الأساليب والطرق التي يتبعها المجرم في إرتكاب الجريمة ..!!

:: على كل حال، قضايا الحوادث والجرائم بحاجة إلى (زملاء مختصين).. نقل الجرائم ( كما هي)، أي بكل تفاصيلها وخيوطها وخطط أطرافها، يَضر المجتمع ولا ينفع القارئ ولا يخدم السلطات الشرطية والعدلية..فالموضوعية دائماً هي مدخل الحلول والمعالجات، بيد أن الإثارة هي الشرارة التي تتحول إلى حرائق ..فالإلمام ببعض الجوانب القانونية يجب أن يتوفر في الزميل المختص بأخبار الحوادث والجرائم..وكذلك التنسيق مع الأجهزة الشرطية والعدلية حول ( ما يصلح نشرها، و ما يضر نشرها)، وليست من الحكمة نشر يومية التحري (كما هي)، وهذا ما يحدث حالياً.. نعم، فالسواد الأعظم من صفحات الحوادث والقضايا لاتجد فيها من الجهد حتى (إعادة الصياغة)، بل هي مجرد نقل – بالكربون – من يوميات التحري، ولذلك تجد أخبارها تنضح – من الكلمات والأوصاف – بما تخدش (الحياء العام)..ليت مجلس الصحافة- بالتعاون مع وزارتي العدل والداخلية – أتاح فرص التدريب والتأهيل للزملاء بأقسام ( الحوادث والجرائم).. أوهكذا ترتقي الصحافة والمجتمع ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. للمرحومة القتيلة الرحمة و نسال الله ان يتقبلها قبولا حسنا …. لا نقلل من هذه الجريمة .. من قتل نفسا بغير حق فكانما قتل الناس جميعا …. و لكن هنالك جرائم اخرى اكبر من هذه و افدح حيث قتلت نفوس كثيرة … لا نراك تذكرها … في سبتمبر قبل الماضي قتل اكثر من مئتي شاب في وضح النهار و في قلب الخرطوم و مدن اخرى … حتى الآن ينعق على قبورهم طائر الصدى … من قتلهم و كيف و لماذا … لم تتوصل الشرطة في تحقيقانها لجان يقتل المئات بالرصاص في وضح النهار …. هل سالت عن ما وصل اليه التحقيق و اذا ما تم التوصل للجناة ؟!

  2. ديل ما بجيبو خبرهم. … ببساطة لأنه ما عندهم وجيع ودى أم المشاكل…دى اسمها صحافة الالهاء. … كلكم مسئولون عم ما تكتبه أقلامكم وسوف تسئلون … الا لعنة الله على الافاكين. … إلا لعنة الله على المضللين.

  3. لا أعتقد ذلك اخي الطاهر ساتي فيقال أن القاتل لا يمكن ان ينجو بعد فعلته ولو بعد حين وإذا أخذناها من ناحية هذه الأجهزة التي يعلم بتقنياتها كل من هب ودب فهناك رابط قوي بين حجم الجريمة وعقلية المجرم إذ انه لا يمكن لعاقل أن يقوم بمثل هذا الحجم من الجريمة ويقوم بسرقة جهاز لو أنه كان يعلم ان هذا الجهاز البخس هو من سيضع حبل المشنقة على رقبته لمات من شدة الحسرة والندم قبل ان تمسك به الشرطة. فبالتالي فإنني لا أفترض ان يقوم عاقل بمثل هذه الجرائم حتى لو في أمريكا والسبب بسيط هذه الجريمة لا يقوم بها عاقل وإذا قام بها عاقل فهو ليس عاقل . ولأن الصحف وكل وسائل الاعلام لا يمكنها أن تحجب اشعة الشمس وأن العالم صار بفضل هذه التكنولوجيا قرية صغيرة جداً ينتشر فيها الخبر إنتشار النار في الهشيم. عليه ارجو سيادتك التكرم بالحرص على نشر خبر القصاص بالصورة والقلم حتى يتعظ كل من تسول له نفسه المساس بأرواح واعراض ومقدرات الناس . نسأل الله ان يتقبل المرحومة شهيدةً وتشفع لسبعين من أهلها يوم الدين.

  4. لا أعتقد ذلك اخي الطاهر ساتي فيقال أن القاتل لا يمكن ان ينجو بعد فعلته ولو بعد حين وإذا أخذناها من ناحية هذه الأجهزة التي يعلم بتقنياتها كل من هب ودب فهناك رابط قوي بين حجم الجريمة وعقلية المجرم إذ انه لا يمكن لعاقل أن يقوم بمثل هذا الحجم من الجريمة ويقوم بسرقة جهاز لو أنه كان يعلم ان هذا الجهاز البخس هو من سيضع حبل المشنقة على رقبته لمات من شدة الحسرة والندم قبل ان تمسك به الشرطة. فبالتالي فإنني لا أفترض ان يقوم عاقل بمثل هذه الجرائم حتى لو في أمريكا والسبب بسيط هذه الجريمة لا يقوم بها عاقل وإذا قام بها عاقل فهو ليس عاقل . ولأن الصحف وكل وسائل الاعلام لا يمكنها أن تحجب اشعة الشمس وأن العالم صار بفضل هذه التكنولوجيا قرية صغيرة جداً ينتشر فيها الخبر إنتشار النار في الهشيم. عليه ارجو سيادتك التكرم بالحرص على نشر خبر القصاص بالصورة والقلم حتى يتعظ كل من تسول له نفسه المساس بأرواح واعراض ومقدرات الناس . نسأل الله ان يتقبل المرحومة شهيدةً وتشفع لسبعين من أهلها يوم الدين.

  5. خاصية كشف موقع المتصل عليك في جوالات دول الخليج كانت متاحة حتى وقت قريب .
    في الأفلام الأجنبية وخاصة الامريكية هذه الخاصية يعرفها المراهقون ويتخلصون من الجوالات فور انتهاء الجريمة ! .
    بصراحة يا أستاذ الطاهر ، انت الذى تحتاج الى تدريب وتأهيل لمعرفة بعض الحقائق المعلومة للمجرمين ورجال الشرطة .
    مجرم فتاة عطبرة ،كان جاهلآ وساذجآ .. اما مجرمى كلاب جماعة حمزة الذين ضربوا زميلك الأستاذ عثمان ميرغنى في مكتبه ، والذين خطفوا دكتورة ساندرا كدودة ، كانوا خبراء في هذه التقنية ! .
    بالله زملاءك ذنبهم شنو ، انا لو مواطن عادى وبعرف أن رجال الأمن ممكن يصلوا الى الموقع الذى انا فيه بواسطة جوالى او بواسطة رقم لوحة سيارتى ! . هل هذه المعرفة تحفزنى لارتكاب الجرائم ؟ ، ابدآ وابدآ لا .
    أستاذ الطاهر ، انت قد اسئت الظن في بعض زملائك .

  6. لماذا لا تقول انها تجعل المجرم يفكرالف مرة قبل ارتكاب جريمة ؟ بالرغم من انه لم توجد جريمة كاملة حتى الآن
    افترضاتك انت سؤ النية في المجتمع لذلك تدعوا لحجب مثل هذة التحقيقات وتغيبها عن المجتمع؟؟!
    دائما ماقول ان هؤلاء كتاب النظام المرتزقون هم كأسيادهم في تناول المواضيع والمشاكل ,,, سطحيون جداً

  7. لقد اصبت استاذ الطاهر لأن الكثيرون يعتقدون بأن المراقبة تتم عبر الشريحة وليس الجوال نفسه لذلك يتخلصون من الشريحة ويحتفظون بالجوالات وأما من بعد الكشف هذا فسوف يتم التخلص من كليهما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..