مقالات سياسية

تعزيز التعايش السلمي

Reinforcement Of Peaceful Coexistence

عميد ركن (م) خالد الطيب إبراهيم حسين

التعايش السلمي هو مبدأ أساسي من مباديء التسامح الذي يدعو الي العيش في جو من الإخاء بين الناس بصرف النظر عن اجناسهم و الوانهم و معتقداتهم كما يدعو لتعاون الوثيق بين أفراد المجتمع و العفو و قبول الآخر و العيش بسلام.

و التعايش السلمي عكس الكراهية و العنصرية التي تعمل علي تضييق فكر من يمارسها (وهو ضحية بيئته التي نشأ فيها) لاهتمامه بنفسه بعيدا من الإحساس بالآخرين و التجربة الرواندية خير مثال تم القتل علي أساس إثني كانت تخير الضحية ما بين الموت السريع نظير دفع قدر معلوم من المال او الموت ذبحا! !! هكذا ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية و التطهير العرقي و انتهاك حقوق الإنسان.

شاءت الظروف أن أزور كيجالي عاصمة رواندا (بلد الألف جبل) وزرت المتحف الذي وثق لهذه المذابح المروعة .كانت تجربة مريرة عاشها الشعب الرواندي . و كان الدرس المستفاد هو ليس هنالك خيار غير التعايش السلمي مما ساعد ذلك في التنمية المستدامة و زيادة النمو حتي صارت رواندا (يابان أفريقيا ).

و من مخاطر العنصرية و الصراع علي أساس قبلي و جهوي تولد الحقد و الكراهية بين الشخص العنصري و الشخص الذي تمارس عليه السلوكيات العنصرية حيث يتم رفضه في كافة أشكال الحياة الاجتماعية مما يجعل منه شخصا منبوذا يعيش بين الآخرين.

و إبان النظام البائد تفشت القبلية و العنصرية و الجهوية بشكل بغيض و من افرازاتها ما حدث في ولاية النيل الأزرق و بعض المناطق الاخري .ومن المعلوم هذا السودان يمثل قلب أفريقيا النابض به اعراق شتي و قبائل تجمعها خمسة أصول كبيرة و هي ؛ السود – شبه السود – البجة – النوبة – العرب بالإضافة الذين هم أصول تركية و الأقباط و اعراق أخري و المولدين كونو هذا النسيج الاجتماعي و الصفات التي عرفت بها الشخصية السودانية بساطة القلب و طيب المعشر و الكرم و الشجاعة و الصدق و الإيثار و لكن أطلت القبلية و الجهوية برأسها في أقبح صورها و التي أصبحت مهددة لوحدة السودان بسبب السياسات الخاطئة التي فشلت في إدارة هذا التنوع.

و حتي يتعافي السودان من هذا المرض لابد من ترسيخ قيم الحرية و السلام و العدالة عن طريق الحكم المدني الديمقراطي وهو احرص علي قيمة التسامح أي الاحترام و القبول و التقدير للتنوع و الثقافات و يتم ذلك بتعزيز المعرفة و الانفتاح و الاتصال و حرية الفكر و المعتقد و الوئام في سياق الاختلاف. و للإعلام دور رئيسي في نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة. و من أجل حياة أفضل يسعي التعايش السلمي لتحقيق مقومات الحياة المشتركة بين الأفراد و ترسيخ المصالح العامة و التلاحم بين الناس.

نافلة القول. All humanbeings are equal in dignity and rights.They are endowed with reason and conscience and should act towards one another in a spirit of brotherhood

البشر متساوين في الكرامة و الحقوق و يتميزون بعقولهم و ضمائرهم و يجب عليهم التعامل مع بعضهم البعض بروح الأخوة.
حرية ، سلام و عدالة

الأحد الموافق 25 يوليو 2022 م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..