الجفاف يضاعف أسعار الخراف في السودان

يهبط في موسم العيد الكبير على أرصفة الشوارع، وفي الساحات العامة وعلى أطراف الأحياء السكنية، مربيو الماشية على مدينة الخرطوم محولين المدينة إلى أكبر سوق موسمي للخراف، تتحلق حوله الأسر لاختيار خروف الأضحية، وسط أجواء احتفالية لا تخلو من المراوغة بين البائع والمشتري من أجل الوصول إلى سعر يتراضى عليه الجميع.

بعد جولة مفاوضات شاقة ظفر الحاج عباس بخروف حمري تربي في بادية كرفان غرب السودان، موطن أجود الخراف وأكثرها طلباً وأغلاها سعراً.

لكن فرحة الحاج عباس اختلطت بالامتعاض من دفع 1500 جنية سوداني (أي ما يعادل200 دولار) في بلد يمتلك أكبر القطعان من الماشية في العالم, لكن الإجابة جاهزة من صاحب الخراف وهو يدس المبلغ في جيب منتفخ بالأموال: إن التصدير وغلاء الأعلاف والضرائب والجبايات وارتفاع أسعار النقل هي السبب.

وأوضح صاحب أحد القطعان لـ”العربية.نت” أن تأخر هطول الأمطار والقحط الذي اجتاح المراعي الطبيعة فاقم من ازدياد أسعار الماشية هذا العام، مشيراً إلى أن تجار الأعلاف استغلوا الموسم وضاعفوا من أسعار البرسيم والذرة.

ارتفاع سعر الأعلاف ورقة ضغط يستغلها المشتري، لذا ينتظر أغلب الناس يوم الوقوف بعرفة حتى تنخفض الأسعار تدريجياً. أما أصحاب القطعان فيتخوفون من انقضاء موسم العيد من دون بيع عدد كبير من القطعان في موسم يبست فيه المراعي.
الخروف رمز الفرحة

لكن الشكوى والامتعاض والاحتجاج تتبدد كلها عندما يسحب أحدهم الخروف المختار ويحمله داخل السيارة وسط ترحاب كبير من أفراد العائلة.

وعلى مدار ليلة ونصف تسمع أصوات الخراف تتردد عبر الأحياء في الخرطوم وسط احتفاء عائلي. ويتحول الخروف إلى نجم تؤخذ له اللقطات التذكارية وتعمم صورة عبر الوسائط كانتصار لا يتكرر إلا كل عام.

مشاهد لا تخلو من الطرافة يشاهدها المرء هذه الأيام تتعلق كلها بالخروف أحد أهم رموز العيد الكبير وجالب الفرح لمن يظفر به.

سيارات الأجرة الكورية الصنع ينتعش سوقها هذه الأيام، حيث ترى الخروف متربعاً في الكرسي الخلفي يبحلق في المارة أو يطل عبر الزجاج وسط ابتسامات المارة وتعليقاتهم الساخرة.
أضحية بالتقسيط

ارتفاع ثمن الأضاحي لهذا العام يتزامن مع ظروف اقتصادية صعبة نقلت الجدل الدائر في الأسواق إلى مراكز دائرة الفتوى بهيئة علماء المسلمين, حيث أعلنت دائرة الفتوى بالهيئة بياناً أجازت فيه تقسيط ثمن الأضاحي للموظفين في المؤسسات العامة والخاصة، شريطة أن تدفع هذه المؤسسات ثمن الأضاحي للجهة التي تشترى منها، ثم تقوم باستقطاعها من موظفيها لاحقاً.
عوائد مليارية من أسعار الجلود

لكن ثمة من ينتظر الملايين من الدولارات في موسم الأضحية هذا العام – هكذا تقول إحصائيات وزارة الصناعة التي دشنت حملة كبرى في أنحاء البلاد كافة لجمع ما يزيد عن 3 ملايين جلد من جلود الأضاحي لتحقيق عائد كبير يصل إلى قرابة المليار دولار، حسب إحصائيات الوزارة.

وزارة الصناعة ليست وحدها من يتسابق في الحصول على جلد أضحية تحصل عليها الأغلبية بمشقة بعنت كبير.

وأعلنت عشرات المنظمات الخيرية عن حملة لجمع الجلود يعود ريعها لأعمال خيرية.

العربية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..