شماعات أبو قردة الذي لن يستقيل

جنة الشوك
شماعات أبو قردة الذي لن يستقيل
المشكلة أن الإسهالات المائية التي تسببت حتى الآن في وفاة وإصابة أكثر من 16 ألف شخص في 11 ولاية من ولايات البلاد فعلت كل هذا الفعل قبل موسم الخريف مما يعني أن الأسوأ لم يأت بعد.
وزير الصحة الاتحادي في معظم إفاداته أمام البرلمان الأسبوع الماضي وفي خيمة الصحفيين أول أمس كان يحرص على دفع كرة المسؤولية الكاملة في انتشار الوباء بعيداً عنه وعن وزارة الصحة وهو يتحدث عن انهيار مريع في منظومات إصحاح البيئة ومعالجة مياه الشرب في ولايات السودان المختلفة ويدعو لإغلاق مضارب المياه بالنيل وتشديد الرقابة لمنع التسرب، بجانب مراجعة شبكات المياه ومصادرها وتوفير تناكر للمناطق المتضررة.
الرجل لم يترك لكم دليلاً تحت أيديكم لإدانته وإدانة فريقه العامل في وزارة الصحة فقد وزع دم التقصير بين القبائل، لتبدو المسؤولية وجهة المساءلة التاريخية عن انتشار هذا الوباء مشتتة (كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه)..
بل احتاط أبو قردة للتقصير القادم في تغطية وزارة الصحة لجميع المناطق بعد دخول فصل الخريف حيث تحدث عن صعوبة الوصول إلى بعض المناطق خلال فصل الخريف.
وقد يكون وزير الصحة محقاً في حديثه عن انهيار منظومات إصحاح البيئة وأي انهيار آخر تسعفه به ذاكرته لأن الانهيارات فعلاً كثيرة.. لكن ليست هذه اللغة التي يتحدث بها أبو قردة مناسبة مع وزير يواجه كارثة لم يواجهها هو شخصياً للمرة الأولى فهو وزير قديم والإسهالات المائية ظهرت في عهده عدة مرات وكانت كل تلك الشماعات موجودة وكل تلك الانهيارات حاصلة لكن لم يتمكن الوباء في عضم البلد كما حدث هذا العام فتعرف الرجل عليها لتوه.. وإلا فلماذا لم يباشر العمل ويكرر النداء ويشترط لتحمل مسؤولية الصحة من جديد أن يتم علاج هذه المشكلات التي تسببت في انتشار الوباء هذا العام؟.
لماذا لم نسمع من وزير الصحة القديم المتجدد عهده معنا هذه الألحان الجريئة من قبل.. حين كانت الدولة تتحدث عن نهضة سياحية وتخطط لفتح أبواب المطارات والموانئ أمام المستثمرين؟ هل كانت تلك الشماعات غير موجودة..؟
هل كانت منظومة البيئة مطمئنة..؟ هل كانت مياه الشرب صالحة؟ أم أن كل ما في الأمر أن حبال المسؤولية التفت حول عنق الوزير عند محك (الكوليرا) الآن.
لا تحدثنا عن انهيار منظومة إصحاح البيئة حين يحاصرك الوباء فقط وأنت الذي تقود وزارة الصحة لسنوات طويلة.. وقد ظللنا نتحدث طويلاً أيضاً وبشكل متكرر بأن وزارة الصحة هذه ليست وزارة ترضيات سياسية وأنصبة تفاوضية في بلد مثل السودان.
ها هو الوباء الحالي.. يهدد أحلام البلد بتنشيط الاستثمار وتنشيط السياحة.. نعم يهدد هذا الحلم بعد أن بدأت الفضائيات تمضغ سيرة الإسهالات على فم الساعة.
اسْتَقِلْ يا وزير الصحة.. ليس لأنك أدركت الآن أن الموضوع كبير والموضوع (بتاع الصحة دا) يحتاج إلى وزراء أصحاب تأهيل عالٍ ومعرفة بلغة الصحة وأرقامها وعالمها ودنياها.
اسْتَقِلْ? لأنك اكتشفت الآن فقط أن منظومات إصحاح البيئة في البلد الذي تقود فيه وزارة الصحة (حتى الموت) هذا منهارة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جمال علي حسن
اليوم التالي
كيف يستقيل ؟ ومن فيهم استقال؟
كلهم في الاصل قتله ولا يهمهم ارواح العباد
خليك من ابوقردة معلوم للكل
اليوم
غواصات المباحث هنا
العلة ليس أن يستقيل هو، لكن العلة في النظام القائم برمته
لا ينفع اذا استقال أو انتحر، طالما هذا النظام البائس موجود.
ممكن السيرة الذاتية لابي قردة
كيف يستقيل ؟ ومن فيهم استقال؟
كلهم في الاصل قتله ولا يهمهم ارواح العباد
خليك من ابوقردة معلوم للكل
اليوم
غواصات المباحث هنا
العلة ليس أن يستقيل هو، لكن العلة في النظام القائم برمته
لا ينفع اذا استقال أو انتحر، طالما هذا النظام البائس موجود.
ممكن السيرة الذاتية لابي قردة