تهافت الدكتور محمد وقيع الله: ليس فى الفكرة الجمهورية نظرية لتطور الاله!!!

فى مقال جديد للدكتور محمد وقيع الله بعنوان “نظرية تطور الاله فى الفكرة الجمهورى”، تحدث الدكتور عن ما أسماه تظرية تطور الاله فى الفكرة الجمهورية استند فيها على نص اورده مبتورا فى مقال سابق، وحتى يخرج من تهمة بتر النص، أورد النص المبتور الذى ينسف حجته التى تزعم أن الأستاذ محمود قال انه الله، وهو زعم لا يورد له معارضوه نصا واضحا يقول فيه الاستاذ محمود “انا الله”، وأقام على هذا النص المبتور نظريته المذكورة. ولكن الجديد فى المقالة الأخيرة أنها قللت كثيرا من سيل السباب الذى كان يكيله لنا الدكتور كيلا، وخفت فيها حدته وغلوائه كثيرا، وهذه واحدة من ثمرات النقاش مع الجمهوريين، التى اعترف بها مؤخرا كثير من الأخوان المسلمين، والتى يجب على الدكتور ان يحمد الله عليها، والعافية درجات. كما أن الرجل توقف عن التصحيح الاملائي لانه عرف انه يمكن ان يخطئ في الاملاء والنحو ايضا،ولعل هذا يورثه بعض التواضع ايضا. أو لعله سمع نصحيتى بالرفق بنفسه من العنت الذى يحمله لها. ولكنه عاد مرة اخرى فى مقالات اكثر توترا واقل موضوعية كعادته، وذلك فى سلسلة مقالات وصف فيها الفكرة الجمهورية بأنها الوجه الاخر للدواعش. وبما أن هذا الاتهام لا يمكن أن يصدقه أحد فى وصف الجمهوريين فاننى سأركز على نظريته حول تطور الاله فى الفكرة الجمهورية. وسيكون هذا الرد اخر كتاباتى له لأننى لا أملك من الوقت ما يمكننى من متابعة تهافته وترهاته، وكفى بالقراء حكما بيننا.
لقد اورد د. محمد وقيع الله فى مقال سابق نصا من كتاب الرسالة الثانية من الاسلام وبتره حتى يستطيع ان يثبت ان الاستاذ محمود يقول عن نفسه أنه الله، وان ذاته انطبقت مع ذات الله، ثم لما اوردت له تكملة النص التى تدحض حجته استعمل النص المبنور ليخرجه بنفس الصورة المغرضة مع كثير من التهافت، ويزعم أن لدينا نظرية لتطور الاله. وقبل أن ارد على هذا الزعم الجديد احب ان الفت نظره الى تساؤلى فى المقال الساابق، والذى تغافل عنه متعمدا، ومطالبتى له “اين يوجد زعمه ان الاستاذ قال بانطباق “ذاته فى ذات الله فى النص الذى اورده”. ربما يكون تغافله لضرورة “تحريرية عملية” اخرى. وحتى اكون واضحا ارجو ان أعيد عليه ما قاله هو بالنص فى مقاله. اورد الدكتور النص التالى مبتورا من كتاب الرسالة الثانية من الاسلام وفهم منه ان الاستاذ محمود يزعم أن ذاته انطبقت مع ذات الله (” ههنا يسجد القلب، وإلى الأبد، بوصيد أول منازل العبودية، فيومئذ لا يكون العبد مسيرا، وإنما هو مخير، ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فأسلمه إلى حرية الاختيار، فهو قد أطاع الله، معاوضة لفعله، فيكون حيا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله “.وقد اتهمته انا بأنه تعمد بتر النص حتى تصح له النتيجة التى يريدها واوردت له بقية النص المبتور وهو (وليس لله تعالى صورة فيكونها، ولا نهاية فيبلغها، وانما يصبح حظه من ذلك ان يكون مستمر التكوين، مجددا حياة شعوره وحياة فكره فى كل لحظة، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه “كل يوم هو فى شأن” والى ذلك تهدف العبادة …). وسألته (اولا يا دكتور-وأنت العالم المدقق- اين زعم الأستاذ محمود فى هذا النص أن ذاته انطبقت فى ذات الله، وأين جاءت كلمة “انطباق”؟، ام أن قولك مجرد استنتاج لدعم خلاصاتك المسبقة؟)، واتهمته بوضوح قائلا له (ثم ان الغرض اعماك ? والغرض مرض- فلم تلحظ عبارة (منازل العبودية) وعبارة (لا يكون العبد مسيرا) فى النص، وهى كانت كافية لنسف زعمك نسفا من أساسه، فالأستاذ يتكلم عن العبودية وليس عن الألوهية).
وبدلا من ان يدفع الدكتور التهمة عنه “بزوغانات” أو تبريرات مقنعة جديدة، او يعترف بأنه فعلا تعمد بتر النص ليصل للنتيجة الى يريدها ابتداء، برر فعله فى بتر النص وحذفه قائلا (ولداع تحريري عملي يتصل بطول المقال رأيت حذفه). ضرورة تحريرية عملية .. يا راجل!!؟ اتقى الله يا دكتور، انت تملأ مقالك بفيض من السباب والشتائم والاشعار بصورة استعراضية، وهى ليست بمهة لموضوع مقالك فهلا، حذفت ذلك الكم الهائل من الابيات الشعرية والسباب حتى توفر لنفسك المساحة التى تورد فيها النص المبتور. ان هذا النوع من خداع النفس ان جاز على الاخرين فيجب الا يجوز عليك انت لانك اعرف بها منهم، ثم ماذا عن الله الذى يعرف خائنة الأعين وما تخفى الصدور؟ ولم تخبرنا يا دكتور كيف يستقيم المعنى الاول المتعلق بانطباق ذات الأستاذ محمود مع ذات الله حتى مع ايراد النص المبتور وفيه يتحدث الاستاذ عن العبودية وليس الألوهية، ويقول ان ليس لله صورة فيكونها او غاية فيبلغها وانما حظ العبد ان يظل مستمر التجديد لحياة فكره وحياة شعوره؟ ثم انسل الدكتور من هذا المأزق الذى وجد نفسه فيه ليتبرع علينا باكتشافه المذهل عن نظرية تطور الاله فى الفكر الجمهورى. يقول الدكتور فى نظريته العجيبة (وواضح أن هذا الكلام (يعنى النص المبتور) رغم أنه جاء في صيغة الاستدراك، إلا أنه لا ينفي معنى الجزء الأول منه. ويتضح عند مزيد (يقصد مزيد من) التدقيق أنه لا يُثبِت معنى الجزء الأول وحسب، بل يؤكده ويصعد به إلى أفق أعلى من آفاق التجديف. حيث اجترح صاحبه دعوى أكبر تقول بأن الإله نفسه يكون (يقصد يكون فى) حالة تطور مستمر!وإذن فإن نظرية التطور لا تنطبق على البشر وحدهم، وإنما تنطبق على الإله كذلك! ) لماذا كل هذا التهافت يا دكتور وكان فى امكانك فقط انت تقول انا اخطأت هكذا ببساطة. وانا اريد ان ارد على هذه النظرية المزعومة بكلمات الأستاذ محمود فى مقدمة الطبعة الثامنة من كتاب “طريق محمد”. ومن حسن التوفيق ان هذه الكلمات تفصل ايضا فى موضوع سير الانسان فى مراقى الكمال المعبر عنها فى النص المثبت والنص المبتور. يقول الأستاذ وهو يرد على الملحدين الذين ينكرون وجود الله:-
(وقد يرد إعتراض وجيه على ما سقنا من حجج لإثبات وجود الله وهي حجج تقوم أساسا على ما تعطيه البداهة المعاشة .. هذا الاعتراض يقول : إذا كانت البداهة المعاشة تقرر : أن لكل مصنوع صانعا ، ولكل موجود خالقا ، فمن الذي خلق الله ؟؟ هذا اعتراض قد يبدو وجيها ، لدى النظرة العجلى ، ولكنه غير وجيه ، على التحقيق ، لدى النظرة المستأنية .. ومعلوم أن الماديين يبنون على هذا الاعتراض حجتهم بأن المادة غير مخلوقة ، ولا هي تحتاج لقوة خارجها .. إنهم هم يقولون لنا : إذا كنتم ، في آخر السلسلة ، ستصلون بنا إلى موجود لا موجد له ، ثم تطلبون إلينا أن نعقل هذا ، فمن الآن ، فدعونا نقرر : أن المادة موجـود لا موجـد له ، ولا هـو يحتـاج إلى موجد .. واضح عندنا أن هذا منطق غير مستقيم .. ذلك بأن الأمور لا تقرر بهذه البساطة .. هي لا تقـرر اعتباطاً ، ولا هي تقرر خبطاً عشوائياً .. الصورة هكذا : هناك ، في الوجود ، الناقص .. وهناك الكامل .. والعقل يستطيع أن يدرك الناقص ، وأن يحدده .. وهو يستطيع ، بالمقارنة ، أن يدرك ما هو أكمل منه ، وهو أيضاً يستطيع أن يلاحظ أن الناقص يتطور نحو الكامل – العقل يستطيع أن يدرك الناقص ، وهـو يستطيع أن يدرك الكامل ، نسبي الكمال .. وهو أيضاً يستطيع أن يتصور الكامل ، مطلق الكمال .. إننا نحن ، إذن ، كما قررنا ، نعرف الناقص ، ونشاهده يتطور في مراقي الكمال النسبي .. وواضح عندنا أن كل كمال فوقه كمال أكمل منه .. ونستطيع ، من ثم ، أن يمتد بنا الخيال في متابعة الكمال إلى غير نهاية .. فهناك إذن كمال غير متناه .. هذا الكمال غير المتناهي نستطيع أن نتصور وجوده ، وإن عجزنا عن الإحاطة بكيفية وجوده .. ونستطيع أن نسميه : (( الكمال المطلق )) ذلك بأنا إنما عجزت عقولنا عن الإحاطة بكيفية كماله لأن عقولنا (( معقولة )) بمعطيات الحواس ، والمطلق غير معقول ( غير مقيد ) . (( فالمعقول )) هنا إنما هو من العقال .. ومن العلم ـ أعني من علمية المنهج ـ ألا نـنكر (( المطلق )) لأننا نجهل كيفية إطلاقه .. وإنما يجب أن نقره ، وأن نؤمن به ، وأن نصبر عليه ، ريثما نعلمه .. ولـن يجئ يوم يكـون علمنا بالمطلـق علـم إحاطة .. وإلا لما كان (( مطلقاً )) ..ووجود (( المطلق )) هو أس الرجاء في نظرة التطور ، ذلك بأن حياتنا إنما تتـطور من (( الناقص )) إلى الكمال النسبي ، وهي تطلب الكمال (( المطلق )) .. وهذا يعني أن ليس هناك حد لكمال حياتنا ..المادة غير العضوية ناقصة ، والمادة العضوية – الخلايا الحية – أكمل منها – فالنملة أكمل من الشمس .. والمادة العضوية ، في الحيوات الدنيا ، في مرتبة النمل والذر ، ناقصة ، وحيـاة الحيوان الثديي ، مثلاً ، أكمل منها .. وحياة الحيـوان الثديي ناقصة ، وحياة الإنسان أكمل منها .. وحياة الإنسان (( الجاهل )) ناقصة ، وحياة الإنسان ((العالم )) أكمل منها .. وكل من كان (( أعلم )) فهو (( أكمل )) ممن هـو دونه (( وفوق كل ذي علم عليم )) .. وحياة أعلم عالم تقصر دون العلم (( المطلق )) .. وهي ، من ثم ، نسبية الكمال لنسبية علمها ، وهي تتطور في المراقي تطلب (( العلم المطلق )).. والعلم المطلق علم يدرك العقل وجوده ، ويستطيع أن يتصوره ، وأن يؤمن به ، وأن يسعى في تحصيله .. هذا العلم المطلق هو علم الله .. وهو الله .. فللناقص خالق ، ومن ههنا جاء نقصه ، لأنه محتاج لغيره .. وللكامل ، نسبي الكمال ، خالق ، ومن ههنا جاء نقص كماله ، لأنه محتاج لغيره أيضا .. وليس للكامل ، مطلق الكمال خالق لأنه ، لإطلاق كماله ، لم يكن مسبوقاً بعدم ، ولا هو ملحوق بعدم ، ولا هو محتاج لغيره .. ولإنهاض هذه الحجة يرد في القرآن : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله.. والله هو الغني الحميد )) .. فنحن ، حين نقرر ، في آخر السلسلة ، أن هناك موجوداً لا يحتاج إلى خالق ، إنما نقرره على صورة يقبلها العقل ، بل يستحيـل عليه أن يقبل غيرها .. ومن ههنا فإن ما تعطيه البداهة هو ، في حقيقته ، أمر يبلغ من الدقة مبلغاً عظيماً .. هذا ، وغني عن القول أن الخالق واحد ، للناقص وللكامل نسبي الكمال .. وإنما تقرر وحدة الخالق وحدة الوجود ..). انتهى النص وانا ارجو ان يقرأه الدكتور ويخرج لنا بنظرية جديدة!!
إدعاء الدكتور، وإدعاء غيره، سرقة الأستاذ من ابن عربى، لا دليل له عليها والا فليثبت لنا أن ابن عربى قال بالرسالة الثانية، او تطوير التشريع، او الأمة المؤمنة والامة المسلمة، او الاسلام اسلامان، هذا ولا انفى ورود بعض معارف الصوفية فى الفكرة اللجمهورية لانها معارف لدنية يحصلونها فى سيرهم خلف النبى، دون ان يكون أخذها صوفى من اخر، فاذا ورد قول لصوفى فى كتابات الاستاذ فلا يعنى هذا ان الاستاذ سرقه منه، الا اذا كان من الممكن ان نقول ان اينشتائن سرق من نظرية نيوتن حينما استخدم بعض مقولاتها فى نظرية النسبية. العلم الروحى والعلم التجريبى الحديث يبنى على بعضه يا دكتور وهذا ما يجب ان تعرفه انت بالضرورة. أما تفسير الايات التى ذكرتها صحيح ومناسب لمن قيلت لهم فى وقتها، ولكنها لا تحجنا لانها لا تناسب وقتنا. ولذلك احب لك ان تعرف – وانت اكيد لا تعرف كما هو ظاهر من ايراد هذه التفسيرات- ان القران يحوى علم الله المطلق ولا يمكن ان تحويه اللغة العربية التى هى مجال التفسير، فهى لا تمثل الا مدخلا عليه، وقد ضاقت مواعين اللغة بكثير من معاني القران فأصبحت اشارات فى شكل حروف التهجئ التى أفتتحت بها بعض السور المكية. فالقران لذلك لا يستقصى بفهم اللغة العربية واساليبها وحدها، والا كان المستشرقون محيطين بعلم الله المطلق، وفيهم من اجاد فهم اللغة العربية وتفسير القران اكثر من بعض اهله، ولكن معانى القران تفهم بالتوحيد – وهو صفة الموحد بكسر الحاء وليس بفتحها- فتفسير النبى عليه الصلاة والسلام للقران لأصحابه كان فى مستوى فهمهم ومقدرتهم وثقافة عصرهم، اليس هو القائل “نحن معاشر الانبياء امرنا ان نخاطب الناس على قدر عقولهم”. ولكى أسوق لك دليلا لذلك من تفاسير اصحاب رسول الله، عليهم رضوان الله، فقد فسر ابن عباس اية “والنجم اذا هوى” بقوله “ذهب نورها وسقطت فى البحر”، ونحن نعلم الان أن اصغر نجم اكبر من كوكب الأرض. ولا تثريب على ابن عباس فى تفسيره للاية فقد اجتهد فى اطار علوم عصره، ولكن التثريب لمن يقول بصحة ذلك التفسير لاية و”النجم اذا هوى” الان.
أما قول الدكتور بما سماه مغالطة فيما يتعلق بامر التسيير والتخيبر فاحب ان اهديه هذه الاية الكريمة (والله خلقكم وما تعملون) وتفسير احد اساتذته من السلفيين(الشيخ محمد بن صالح العثيمين) لها، فى اجابة لمن سأل عن الاية هكذا: (فضيلة الشيخ: خلقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96] هل أفعال العباد من سيئات وحسنات مخلوقة، بارك الله فيكم؟) فكانت اجابة الشيخ (قال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96] هذه فيها قولان للعلماء: قول أن (ما) مصدرية، والمعنى: خلقكم وخلق عملكم، وعليه يجري سؤالك: هل عمل الإنسان مخلوق أم لا؟ و أنه مخلوق لله لا شك، عملك من صفاتك، أليس كذلك؟ عمل الإنسان من صفاته الحركات .. السكنات .. ذهاب .. مجيء من صفاته، والإنسان نفسه مخلوق وصفات المخلوق مخلوقة لأنها تابعة له، فالله سبحانه وتعالى خلقك، وأفعالك من صفاتك؛ فتكون صفاتك مخلوقة لله كما أن ذاتك مخلوقة لله. الوجه الثاني أو القول الثاني في الآية: أن (ما) هنا اسم منصوب، أي: خلقكم وخلق الذي تعملونه، والذي يعملونه ما هو؟ أصنام ينحتونها، كما في الآية التي قبلها: قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:95-96] يعني: والذي تعملونه، وهي هذه الأصنام التي ينحتونها بأنفسهم، فإذا كانت هذه الأصنام مخلوقة فكيف يصح أن تكون معبودة؟!) (المصدر: موقع الاسلام العتيق [url]http://islamancient.com/play.php?catsmktba=21322[/url]). والقول بأن الانسان مخير بمعنى ان له ارادة مستقلة من ارادة الله، هو من الشرك الغليظ. فاذا كانت ارادتك تنفذ احيانا ضد ارادة الله تكون قد وضعت ارادتك بازاء ارادة الله. زاذا كانت ارادة الله تنفذ دائما ، وهذا هو الحق، فانت مسير. يقول تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). يعنى لو كان فيها ارادات نافذة عديدة غير ارادة الله لفسدت السماوات والارض. وهذا موضوع طويل ارجو ان ترجع فيه لكتاب الرسالة الثانية لتجد فيه التوضيح المؤثق الذى ظهر مشوشا فى اجابة الشيخ. واخيرا فان استاذية د. الامين داؤود ظاهرة فى براعتك فى السباب الذى كدت ان تتفوق فيه على استاذك.
ارجو ان اعلمك بأننى لن ارد على أى شئ تكتبه بعد الان، فقد قلت انت كلما تريد قوله وفهمتك، وقلت انا كلما اردت قوله لك وارجو ان تكون قد فهمته، ولنترك الحكم الاخير للقراء الذين هم السبب الأساسى فى ردى على مقالاتك. وبما أن الموضوع انزلق الى جدال عقيم كما لاحظ بعض القراء، وتعاف نفسى مثل هذا الجدال، فقد رجانى هذا البعض من القراء ان اتوقف عن هذا الجدال العقيم وابدأ فى شرح الفكرة الجمهورية لمصلحة الشباب الحائر الذى أضحت تتلقفه الجماعات المتطرفة باسم “الاسلام” الذى يدعو له د. محمد وقيع الله واشباهه. وأخيرا ارجو ان اقرر فى خاتمة هذا المقال ان الفكرة الجمهورية هى دعوة لطريق محمد صلى الله عليه وسلم وتقليده تقليدا واعيا فيما يطيق السالك من عبادته واسلوب حياته، فاذ فعل ووفقه الله فىى ذلك، فان المعارف التى تشكل على عقل الدكتور ستتفجر فى قلبه شلالا مصداقا لقوله تعالى. ولذا فالمعارف التى وردت كتب الاستاذ محمود وغيره من الصوفية انما هى ثمرة هذا التقليد الواعى، ولن يفهمها الا من كانت له قدم فى التقليد النبوى او كان صافى النية مفتوح القلب مشروح الصدر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا بروف محمد وقيع الله دا لم يقم بتجويد بحثه الاكاديمي إذ كان يدخل الي مكتبة جامعة أكسفورد بالمسسيبي ويقوم بنزع صفحة كاملة من إحدي الدوريات فيقوم بإلصاقها في صفحات بحه ألامر الذي أدهش البروفسور المشرف عليه وكاد هذا التصرف ان يحرمه من مواصلة البحت

  2. يا سلام ، يا سلام لهذه المقدمة الرائعة الراقية ، التى أوردتها من كتاب “طريق محمد” ، ليت هذا الدكتور يطلع عليه ليعرف طريق نبيه ويعرف خالقه ،، ويحفظ لذاك المفكر العظيم حقه من الإحترام والتقدير .

  3. يابروفيسور ما معنى ( والنجم اذا هوى ) ؟ واصغر نجم اكبر من الارض كما قلت . والشمس نجم حجمه يساوى حجم الارض مليون مره . والارض نفسها مقارنة بحجم الكون تساوى ذرة رمل واحده من رمال الصحراء الكبرى اذا اعتبرنا ان الصحراء هى الكون
    اعتقد ان هناك لغة عربيه اخرى سريه لا نعرفها. فكلما اجتمع ( علماء ) الدين فى برامج التلفزيون يتشاتمون ويتهمون بعضهم البعض بعدم معرفة اللغة العربيه . وانا مثل بن عباس افهم هوى بمعنى سقط ووقع ( وضرب الواطه ) او البحر . فتركتنا ولم تشرح لنا اين سقط ذلك النجم بمعرفتك للغة العربيه ( السريه )

  4. يعنى إنت راجل بروفيسور منتظر واحد يفلسف ليك الصلاة والزكاة ويشوش عقلك برسالة الإسلام ويقنعك بأنه من كلف بإتمامها .. ياخى خليك من بروفسور والله راعى الضأن فى الخلا يعرف يصلى ويصوم ويزكى عن بهائمه على أكمل وجه خير منك ومن صاحبكم محمود !

  5. واضح أن البروفيسير محمد وقيع الله قد وقع في شرك دون أن يدري و إنساق و راء قضايا إنصرافية لا تخدم القضية الأساسية ، و يدهشني جداً إنه لم يفطن لذلك و إستمراره لنفس النهج في عدة مقالات ، و هو بالتأكيد قد تلقى النصح من أقرانه أو طلابه ، فلا يعقل أن يكون جميع من حوله لم يلاحظوا ذلك ، لأن هذه الخاصية في الجمهوريين معروفة لذا يتحاشى معظم الناس للدخول معهم في أي نوع من أنواع النقاش أو الجدل ، و من يفعل! يقم بذلك مكرهاً ، لعزوف أهل العلم و المعرفة عن التصدي لهم ، و هذا تقصير في حق جمهور القراء ، و أرجو منهم السماح و المغفرة إن كنت قد أجحفت في حقهم ، لكن الأمر قد إستفحل و لم يحركوا ساكناً.
    و لعلنا في السودان ليس لنا باع في علم الكلام (قلة المختصين) ، و ربما ذلك ناتج من عدم ظهور الكثير من الملل و الفرق في مجتمعاتنا (رأي شخصي يحتمل الصواب و الخطأ) ، كما في الدول و المجتمعات التي ظهرت فيها الكثير من الملل و الفرق التي تخالف العقيدة السليمة ، و ربما أيضاً لميل الغالبية للتزود بالعلم بنية العبادة ، فقط ، و أعتقد إن هذا ناتج من قصور الأنظمة الحاكمة المختلفة ، أوجز ذلك في قول الإمام أبو حنيفة ، في رده على من ذم علم الكلام بحجة أن الصحابة والسلف لم يتعلموه ولم يخوضوا فيه فقال:

    “وقد ابتلينا بمن يطعن علينا، ويستحل الدماء منا، فلا يسعنا أن لا نعلم من المخطئ منا ومن المصيب، وأن نذب عن أنفسنا وحرمنا، فمثل صحابه النبي الكريم كقوم ليس بحضرتهم من يقاتلهم فلا يتكلفون السلاح، ونحن قد ابتلينا بمن يقاتلنا فلا بد لنا من السلاح”

    و هذا واقع حالنا اليوم ، و أعيب على البروف عدم إلمامه بأساليبكم في النقاش و جنوحكم لخلق مواقف إنصرافية للحيد عن صلب الموضوع أو للتهرب من الإجابة عن الأسئلة (و كثير من الأسئلة المشهورة لم يجاب عليها إجابة شافية بلغة علمية واضحة) ، و أعيب عليه أبضاً عدم النهل أو التحضير من كتب العلوم المختلفة (الفلسفة و الكلام ، و النظريات التقدمية و الديانات .. إلخ ، و ربما أن للبروف الأكاديمي بعض التسرع في الحكم دون التعمق و الدراسة و إجراء البحوث العلمية بصدق و أمانة ، خاصة في حكمه على محي الدين بن عربي (في بعض مقالاته) ، دون التحقق من المصادر ، فظلم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي (لأنه لم يقل بالحلول أو الإتحاد ، و له أن يرجع للمصادر و منها بحوث محمود غراب كمدخل) ، و ظلم القراء بتمليكهم معلومات مغلوطة و ظلم درجته العلمية حيث لم يقم بحقها من البحث و التمحيص ، و لعلي أكون قد ظلمته ، فمحي الدين بن عربي لا يمكن تفهم كتبه إلا عن طريق عالم متحقق ، و معظم العلماء و الفقهاء المؤيدين لفكر محي الدين بن عربي ، إنتقدوه لأنه طرح علماً خاصاً للعامة ، و لذلك نهوا عن مطالعة كتبه إلا تحت إرشاد عالم أو شيخ متبحر.

    أحب أن أؤكد بأن الفكرة الجمهورية ليس لها علاقة بالتصوف ، إلا ما إقتبسوه من كتبهم كسائر ما إقتبسوه من أفكار و نظريات عن الفلسفة الوجودية و غيرها (الشيخ عبد الجبار المبارك – كتاب الفكرة الجمهورية).

    الإمام أبو القاسم الجنيد (إمام التصوف و الفقه) من أقواله المشهورة: “الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول”[5]. وقال: ” من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ”

    و هذا التوضيح يكفي و لمن أراد المزيد عليه أن يراجع أقوال الأئمة المعتمدين ، قبل إصدار حكمه.

    جماعة الأخوان المسلمين (و التنظيمات المتأسلمة) ، يعتقدون بأنهم أفضل المسلمين ، و لديهم نظرات و آراء متفاوتة نحو المجتمع.

    من التجربة المصرية و من تجربتنا نحن في السودان ! كل هذه الجماعات عقيدتها قائمة على العداء نحو المجتمع ، سواء بالتجهيل أو بالتكفير ، رغم نكرانهم ذلك ، لكن ممارساتهم تؤكد ذلك.

    على أرض الواقع ، أي ذو عقل سليم يعلم فساد عقيدتهم و خبث نواياهم (يظهرون خلاف ما يبطنون).

    على أرض الواقع ، أي ذو عقل سليم يعلم فساد عقيدتهم و خبث نواياهم (يظهرون خلاف ما يبطنون) ، و يعلم

    في مقالك بعنوان (أرفق بنفسك قليلاً يا دكتور محمد وقيع الله) بالراكوبة ، جاء فيه:

    إقتباس:
     
    [فكل من يعترض على الفكرة الجمهورية متمسكا برسالة الاسلام الأولى وشريعتها ? وهى رسالة عظيمة وشريعة حكيمة كل الحكمة فى وقتها، واجهت وقدمت حلولا لقضايا وقتها- فهو داعشى، عرف ذلك أم لم يعرف، او مزيف لشريعة الاسلام بالزوغان والتنطع كما تفعل أنت ومعارضو الفكرة الجمهورية الذين يحاولون الاعتزار للشريعة والتنصل منها بعد أن واجههم تقدم القيم الانسانية فى المساواة بين البشر وحقوق الانسان بتحديات لا قدرة لهم عليها] ، إنتهى الإقتباس.

    أليس حكمك الذي أطلقته على أمة (جميع المسلمين) سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و يؤمنون به رسولاً خاتماً أدى رسالة ربه كاملةً (اليوم أكملت لكم دينكم) ، أليس في هذا الحكم إجحاف بحقنا (هذا على أقل تقدير!!) .

    إقتباس من تفسير بن كثير:

    [ جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] فقال : يا أمير المؤمنين ، إنكم تقرءون آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . قال : وأي آية؟ قال قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة]

    تمنى اليهودي لو نزلت هذه الأية فيهم ، و تريد من المسلمين بعد هذه الآية الصريحة من رب العباد أن يذهبوا و يبحثوا عن رسالة ثانية ، و بعد ذلك يأتي من هو أشد مكراً و دهاءاً و يبتكر رسالة ثالثة ، و يستمر المسلسل.

    إقتباس من بن كثير:

    [ وقوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ; ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف ، كما قال تعالى : ( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا ) [ الأنعام : 115 ] أي : صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ; ولهذا قال[ تعالى ] ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) أي : فارضوه أنتم لأنفسكم ، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام ، وأنزل به أشرف كتبه] ، إنتهى الإقتباس.

    تريد منا ترك صلاة الجمعة ، و ترك الأضحية ، و ترك باقي العبادات التي ذكرها بعض الأخوة حتى لا أتهم من قِبلك كما أشرت في مقالك السابق في معرض هجومك على البروفيسير (الإقتباس الأول)!

    أليس هذا نفس نهج حسن البنا (الرسائل) ، و نهج اامودودي ، و سيد قطب الذي كفر المجتمع؟؟

    ألم تسأل نفسك لماذا هيأ مالك الملك للأئمة الأربعة (أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي ، أحمد) إنتشار مذاهبهم بين أغلبية أمة محمد ؟ نحن نعتقد بصلاحهم و علمهم و أمانتهم و الكثير من المميزات و الصفات التي حباهم بها الله ، خاصةً تواضعهم و عدم نقدهم لعالم أو شيخ ، و عدم إدعاءهم المعرفة في غير تأكيد:
    [حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ شَهِدْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سُئِلَ عَنْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً فَقَالَ فِي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْهَ لَا أَدْرِي].

    نحن نتمنى نتبرك بقدح النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان مع أنس بن مالك ، و نتمنى إن كنا نجد الوسادة التي كان ينام عليها النبي صلى الله عليه و سلم ، و نتمنى إن كنا شاركنا عبد الله بن الزبير جرعة من دم (دم الحجامة – حديث مشهور) النبي صلى الله عليه و سلم ،

    قال النبي صلى الله عليه و سلم للسائل عن يوم القيامة:

    “أَيْنَ السّائِلُ عَنْ قِيَامِ السّاعةِ؟ فقال الرّجُلُ: أَنَا يا رسُولَ الله. قال: “ما أَعْدَدْتَ لهَا”؟ قال: يَا رسُولَ الله، ما أَعْدَدْتُ لهَا كَبِيرَ صَلاَةٍ وَلاَصَوْمٍ إِلاّ أَنّي أُحِبّ الله ورَسُولَهُ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “المَرْءُ معَ مَنْ أَحَبّ، وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ”، فمَا رَأَيْتُ فَرِحَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ الإسْلاَمِ فَرَحَهُمْ بهذا. 

     قَالَ أَنَسٌ عندما سمع بالحديث: [فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ].

    و لا يهمنا ما تنعتنا به !!

    ملحوظة: أعتذر للأخوة قراء الراكوبة ، إذا وجدت بعض الأخطاء ، فأنا (عنقالي) عادي أصارع في الجهاز و قد ألاحظ الخطأ و عندما أحاول الرجوع و تصحيحه ، أرتكب المزيد من الأخطاء ، لكن أعتقد في النهاية القصد واضح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..