مقالات سياسية

غسيل الأحوال!!

في سودان العجائب كل شيء ممكن فقبل يومين أكد الأستاذ فارس النور مدير عام بنك الإنتاج ومستشار قائد قوات الدعم السريع أن الإنتاج هو الوسيلة الوحيدة التي تسهم في إخراج البلاد من الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها خلال هذه الفترة الانتقالية.

وأوضح لدي مخاطبته بقاعة الصداقة ختام فعاليات البرنامج التدريبي للشباب الذي نظمه بنك الإنتاج بحضور الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي،أن البرنامج يستهدف فئة الشباب بإعتبارها الفئة القادرة على الإبتكار والإنتاج مبيناَ أن البنك سيعمل على تمويل المشروعات الإنتاجية التي يقدمها الشباب وسيتيح فرص تمويلية لقطاع عريض منهم وذلك لدفع عجلة الإنتاج في البلاد.

وشدد فارس النور على أهمية التدريب وتنمية القدرات البشرية خاصة وأن التدريب هو المدخل الرئيسي لنجاح المشروعات داعياَ كل المشاركين في البرنامج التدريبي للإستفادة من الأفكار الخلاقة التي قدمها العلماء والخبراء خلال 3 أيام من العمل المتواصل. وقال النور إنه لن يكون هناك معسرين صغار من المزارعين.

من الواضح أن الهجوم الواسع من قبل شباب الثورة جعل قوات الدعم السريع تحاول صده خاصة وأن إتهامات ظلت تلاحقها بشأن مشاركتها النظام البائد وولوغها في سياساته القمعية تجاه المواطنين العزل ، و(زاد الطين بلة) فض الاعتصام أمام القيادة العامة الذي كانت محصلته ضحايا شهداء ومفقودين ظلت أسرهم تطالب بالقصاص في وقت تنشر فيه مقاطع للفيديو توضح مشاركة قوات الدعم السريع في عملية الفض، ولذلك تحاول قيادة الدعم جاهدة (غسيل الأحوال) بتقديم خدمات وطرح مشروعات للشباب مثل بنك الانتاج الذي طرحه فارس النور.

وإذا كان البنك الزراعي (سيد الاسم) تواجهه تحديات جسام فيما يتعلق بتمويل المزارعين وأصبح بنكاً تجارياً أكثر من كونه بنك يعمل في مجال الانتاج ، هل الافضل أن يعاد ترميمه وتأهيله وزيادة رأسماله أم الشروع في مشروعات مماثلة له وتأسيسها على حسابه ، هذا نفس (الاستهبال) الانقاذي الذي نجم عنه تأسيس مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة وعلى حسابها وبالتالي تكسيرها لتحل محلها.

ومن الاسئلة التي ترفع عقيرتها ما علاقة الدعم السريع كمؤسسة ببنك الانتاج وهل تم تكوينها للقيام بهذا الدور ، من الواضح ان فارس النور (جا يكحلا عماها) ، لأن بنك الانتاج يعني صراحة انه محاولة لـ(غسل أحوال) جهة لاعلاقة لها بالعمل في هذا المضمار وبالتالي يصبح الهدف من تأسيسه مصلحة سياسية ، وهنا يكون الرفض من ناحية قانونية إذا لا يسمح لقوات بالعمل في مثل هذه المشروعات ، ومن ناحية اخلاقية لايجوز لها التكسب سياسياً من هكذا مشروعات.

ومهما حاول فارس النور التبرير والمدافعة فمشروعات مجددون تختلف تماما عن مقترحاته التي تخرج من تحت ابط الدعم السريع ، لأنه ببساطة لاعلاقة للدعم السريع بهذه المشروعات في الاساس ، ولذلك لن تنجح في (غسل الاحوال) أيها المستشار.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..