هل يُصطاد الثعلب بشرك الفأر..؟

الصقُر شالوا الصقُر وطار..
يروى أحدهم أن كفيله الخليجى استشاره يوماً فى الذهاب معه فى رحلة صيد إلى السودان للاستفاده منه ومن معرفته بجغرافيا السودان وبقية التفاصيل التى تُعينهم فى الحركة وتذليل الصعاب المتوقعة ، لم يُصدق صاحبنا الحديث وقد جاءته إجازة لم يكن يتوقعها وطلب منه الاتصال بالسودان لمعرفة المناطق التى يتوفر فيها الصيد فى مثل هذا الوقت وترتيب الرحلة للوصول إليها ..
كان للخليجى صقر رائع يتباهى به ويخرج به أحياناً لاصطياد بعض الطيور الصغيرة والأرانب فى صحارى الخليج ولكن السودان ومساحاته الواسعة وما فيه من مناطق غنية بكل أنواع الصيد من طيور وحيوانات وحديث أصدقاءه ومن زاروا السودان من قبل وما اصطادوه كُلها عوامل جعلت الرجل يحرص على المجئ للسودان وقد كان له ما أراد ..
جاء يحمل الصقر المُدلل فى يده وقد اعتنى به كثيراً ووفر له الرعاية والعناية المطلوبة لمقابلة أجواء السودان ، ما إن حط رحاله فى مطار الخرطوم حتى طلب من السودانى الاتصال بالجهة المُنظمة وتجهيز السيارة التى تقلهم إلى مناطق الصيد وهو يُمنى نفسه بصيدٍ وفير بواسطة الصقر الذى ظل يُباهى به أصدقاءه فى الخليج ، اختاروا له المنطقة الفاصلة بين كُردفان ودارفور فى زمانٍ كانت تلك المناطق آمنة مُطمئنة يأتيها رزقُها من حيثُ لا يحتسب أهلها ..
تحركت بهم السيارة والرجل يدفع فى السائق للإسراع والمسافة ليست بالقريبة ، فى طريقهم كان الرجل يُرسل الصقر للاصطياد يأتى إليهم بقمرية أو حُبار وأحياناً بغراب أو أرنب ، دخلوا المنطقة المُقترحة ليلاً بواسطة الخبير المُرافق والتابع للوكالة المُنظمة للرحلة وفى الصباح الباكر تأهب الرجل للخروج للصيد وما إن أشرقت الشمس حتى أرسل الرجل الصقر فى الجو وظل يُتابع فيه ببصره مُعجباً به فجاءة ظهر أحد صقور تلك المناطق اللافة ساى ديك وقام باختطاف صقر الخليجى وطااار به بعيداً ولم يعُد وانتهت الرحلة بلا شئ..
انتظر الرجل كثيراً مجئ الصقر إليه ظافراً ولم يعُد ..
قطر تطرح تجربتها فى مجال الشفافية ومحاربة الفساد وسيادة حكم القانون للسودان للاستفادة منها فى محاربة الفساد المُستشرى بعد أن أثبتت تجربتهم جدواها فى بلادهم ، نشكُر للسادة أهل قطر تكبدهم المشاق وحضورهم إلينا لنتعلم منهم ونقتبس من تجربتهم فى القضاء على الفساد والمُفسدين ، نخشى على التجربة من تجربة صاحب الصقر الذى عاد إلى بلاده بلا صيد أو صقر يصطاد به ، ما عندنا من فساد لن تُجدى معه النظريات يا هؤلاء وشتان ما بين قطر والسودان ..
لا بأس من تبادل التجارب بين الدول للاستفادة منها ولكن..
هل يستطيع أحدهم أن يصطاد ثعلباً بشركِ الفأر..؟
أو تُمساحاً عُشارياً بسنارة السمك (الصير)..؟

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة…l

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..