
الاستهلاك هو نشاط طبيعى لكل كائن حى ، فالنبات و الاشجار تستهلك الغذاء و الماء من التربة وجميع المخلوقات فى طبيعنها مخلوقات إستهلاكية وهناك علاقة مزدوجة بين السماء و الارض فيما تحتاج كل المخلوقات من غذاء ونشاط يتعلق بالحياة وقد ذكر رب العزة و الجلال فى سورة الذاريات (وفى السماء رزقكم وماتوعدون (22)فورب السماء و الارض إنه لحق مثل ما إنكم تنطقون )(23)وفى سورة الملك يقول جل جلاله (هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فأمشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور )(15) هذا يقودنا بأن هناك إنسجام و تجانس كامل بين السماء و الارض و الإستهلاك !!! و إذا تدبرنا بتعقل وتفكر آيات الذكر الحكيم نجد كثيرا منها متواترة ومتتابعة مع بعضها ومتزاوجة كلمة (السماء و الارض) وبما أن علماء الاقتصاد قد ذكروا لنا بأن عناصر أو عومل الانتاج تم حصرها فى أربعة عناصر هى :- 1/ الارض 2/ رأس المال 3/القوى العاملة 4/ التنظيم (الادارة) هذا هو المتفق عليه بين علماء الاقتصاد النظرى داخل أروقة كتب الاقتصاد العلمية المحفوظة ومعلومة لكل مهتم بعلم الاقتصاد ، لذلك نجد بأن علم الإقتصاد هو علم إجتماعى يسمى فى كثير من الاحيان علم البدائل الواقعة على الارض وهو من أصعب العلوم الإجتماعية على الاطلاق وليس له قوانين أو معايير هيكلية ثابتة فهو يتمحور و يتحور ويتشكل حسب ظروف كل دولة على حدة !!! وهكذا قد يرى الناس بأن المدرسة الاقتصادية الروسية لا تتناسب مع المدرسة الاقتصادية الامريكية و النظام الاقتصادى المصرى لا يتناسب مع النظام الاقتصادى السعودى والكل له خصوصية و خاصية !!!! نحن هنا فى السودان لدينا مناطق كثيرة ومساحات شاسعة تزرع بالرى المطرى ، وتنتج آلاف الاطنان من الحبوب و القطن وكثير من السلع الآخرى و بما أن علماءنا من الاقتصاديين فى السودان يحفظون النظريات فى الكتب الإقتصادية الغربية أو الشرقية ويقلدون كل ما يقوله علماء الاقتصاد فى الغرب و العالم الخارجى دون تمحيص أو تفكير و إنما هو التقليد الاعمى و الاكتفاء بما يقال فى الكتب دون إجهاد العقل الاقتصادى السودانى بما يتناسب وواقعنا على الارض !!!! ولذا كان واجب علماءنا أن يضيفوا العامل الخامس من عوامل الإنتاج هو السماء وليس الارض وحدها كما ذكر اهل العلم الاقتصادى فلولاء عامل المطر فى السودان والتى تأتى بها السماء فى بعض المناطق لما تحصلنا على انتاج تلك المناطق !! أضف الى ذلك بأن كثير من الإقتصاديين فى السودان يعتقدون بأن الاستهلاك هو عيب إقتصادى وسبه تؤثر فى الاقتصاد الكلى للدولة ، علما بأن المستهلكين أصبحوا فى كثير من بلدان العالم هم سادة السوق وهم الذين يحددون الإستراتيجيات والنشاط الاستهلاكى فى ضوء رغبات و إحتياجات المستهلك ولذا وجب علينا ان نعرف النشاط الاستهلاكى بأنه العنصر السادس من عناصر الإنتاج – فبأى حال من الاحوال لا يمكن أن يكون هناك نشاط إنتاجى دون وجود مستهلك لعمليات الانتاج – هب إنك لديك مزرعة لإنتاج البصل وقد قمت بإنتاج عشرة الف جوال من البصل ولم تجد من يستهلك هذا الانتاج من البصل !!! من المؤكد و الطبيعى إنك لن تقوم بزراعة البصل مرة آخرى !! ومن هذا المنطلق يصبح الاستهلاك هو إشباع لحاجيات الناس الحياتية و حتى تكتمل الدورة الانتاجية وتأخذ دورتها كاملة فيما سمى بالعجلة الاقتصادية ، وهذا سوف يعطيك الانطباع الكامل بأن الاستهلاك عنصر مهم من عناصر الدورة الانتاجية !!! فأى دولة من دول العالم بها إستهلاك كبير للسلع يعنى ذلك بأنها حبلى بمناخ إستثمارى جاذب وسوق رائدة لتبادل المنافع بين الناس !!! عندما يأتى بعض الاقتصاديين الكبار و يحدثوك بأننا رفعنا الدعم عن المحروقات بسبب التهريب وتقليل كمية الاستهلاك ورفعنا سعر الكهرباء بسبب الحد من إستهلاك الكهرباء وقمنا بزيادة الجمارك و الضرائب وزيادة رسوم الخدمات لإصلاح التشوهات الهيكلية الاقتصادية ويشطحوا و ينطحوا بأننا دولة إستهلاك و ليس دولة إنتاج ويأتى من يحدثك بأنهم رفعوا سعر الوقود لتقليل الاستهلاك، يصبح من المؤكد بأن هؤلاء الكبار لا علاقة لهم بحل الازمة الاقتصادية السودانية وليس لهم برنامج يعملون من أجله وإنما نظرياتهم خبط عشواء وتجاربهم العملية الواقعية مستمدة من واقع لا يشبه واقع الاقتصاد السودانى ذو الموارد الكبيرة ولا يستطيعون السيطرة بسبب الوصايا الخارجية من صندوق النقد الدولى ذو التجارب الفاشلة و السمعة السيئة فى كثير من دول العالم الثالث !!! وهم بذلك يمثلون الفشل الذريع !!(والجماعة طلعوا مواسير!!) إصرار القائمين على الامر بحل الازمة الاقتصادية عن طريق القروض الخارجية !! وعن طريق جيب المواطن !! ، سوف يتسبب فى مزيد من تعميق جراح الاقتصاد السودانى ، وعلى الشعب السودانى الاستعداد لوقف الاستهلاك على جميع السلع !!! ويلتحف السماء ويمسك الريح!!!! وينتظر منظور وصول سعر الواحد دولار عتبة الالف جنيه سودانى فى القريب العاجل!!! 24/يناير 2021
|