مقالات وآراء

 لماذا حدس ما حدس ؟

حسن عباس النور

 

هناك راي عند الكثيرين بأن هذه الحرب من الإثار السالبه المتعدده لحكم الانقاذ تسببه في حرب دارفور وسوء ادارته للازمه ورعونته في التعامل مع اهل الاقليم والمجتمع الدولي اضافة احتقاره لاهل دارفور حسب شهادة د. الترابي .

اما اكبر الاخطاء فكان العمل علي تأسيس مليشيا الدعم السريع السرطان الذي لا زلنا نعاني من اثاره السالبه في كل مكان ومنحه صلاحيات واسعه الامر الذي استمر للاسف في عهد الفترة الانتقاليه كل ما ورد نتفق عليه الا انني اود ان اتعرض علي امور اخري ساهمت فيما نعانيه من انسداد الافق وتدني الوعي والمعرفه عند الكثيرين من الذين فتحوا عيونهم علي عهد الانقاذ واصبحوا صيدا سهلا للاستقطاب من قبل ازلام النظام البائد والمستفيدين منه الجيل الجديد تعرض لمحاوله لتغبيش الوعي والتجهيل من خلال الاله الاعلاميه التي شملت قنوات تليفزيونيه وصحف ومعسكرات يدور فيها تقديم محاضرات تعبويه من اهل النظام اضافة لدورات الدفاع الشعبي وهي عبارة عن مليشيا ايدولوجيه باطشه هددوا بها المتظاهرين ايام ثوره ديسمبر باعتبارها كتائب ظل لماذا متخفيه تحت هذا الظل هل تعيش في الظلام كالخفافيش التي تخشي الضوء! اود ان اتعرض لجوانب قد تكون معلومه لدي البعض لكن نحتاج ان نذكر بها للتأريخ حتي لا يسعي دعاة الحكم الاستبدادي من محاولة اعادته باي وجه كان بالوطنيه او الكرامه المزعومه .. لقد تمكن ذلك النظام احتكار للفضاء العام للراي العام لتناول الشأن العام بايقاف الصحف والسماح بجريدتين يحررهما اهل النظام والمرضي عنهم من الذين يأكلون في كل الموائد دون حياء الغرض من ذلك التبشير بسياسات النظام وشيطنة الاخرين وغسيل دماغ عام للشعب خاصة الجيل الذي لم يشهد عهد اخر غير الانقاذ اتبعت نفس السياسه في التلفزيون وبرامجه ومنعت الصحون الفضائيه (الدش) اقتصر الامر علي قناه بالاشتراك تقوم الدوله باختيار ما يسمح به من برامج ! اما في قطاع العمل المدني والعسكري فيتم التعيين علي اساس الولاء لا الكفاءة والاستحقاق فتدني الاداء في كل مجال. مثلا قطاع مهم مثل التعليم العام والجامعي تم فصل كل من لا يحمل بطاقه الحزب شمل ذلك غير الحزبيين من المستقلين ادي ذلك الفصل التعسفي الي تدني مستوي الخريجيين في اختبار اجري لعاملين بوزاره الخارجيه رسبوا في اختبار اجري لهم في في اللغه الانجليزيه ! كيف تم تعيينهم اصلا حتي الشهادات العامه حتي الجامعيه اصبحت مضروبه بل اصبحت احدي الجامعات التي تدعي بالاسلاميه مقصدا لبعض اهل الخليج للحصول علي الشهادات العليا بمقابل وكشفت بعض تلك الدول ذلك واتخذت عقوبات علي هؤلاء (الخريجين) وكانت فضيحه بحق السودان واهله الذين عرفوا في تلك الدول بالامانه والمصداقيه هذه التخبطات شملت عدد سنوات التعليم في المرحله قبل الجامعيه اذ اصبح احدي عشر عاما بدلا من المعمول به في معظم الدول وهو اثنتي عشر سنه مما اربك وضع السودانيين الدارسين في الخارج ومثل هذه القرارات المرتجله في التعليم الجامعي شككت بعض الدول في مستوي الخريج السوداني لكن بفضل علاقة سودانين في تلك الدول بالجهات المختصه تمكنوا من ايجاد حل مناسب حفاظا علي مستقبل ابناء السودان . شملت اجراءات ذلك النظام تسليع الصحه والتعليم واجراءات الخصصه واحتكار هذه الخدمات علي المحاربين . وصارت التعليم بل والصحه حكرا علي القادرين اما غيرهم فيحالون الي ديوان الزكاه ولا يجدون معين هذا بالرغم من الشعارات المرفوعه ولا تجد لها اثر علي ارض الواقع المعاش . شمل التغيير حالة الناس الاقتصاديه فاختفت الطبقه الوسطي او كادت قيل ان هذه هي سياسه مقصودة علي اعتبار ان الطبقة الوسطي هي قاطرة التغيير وهذه الحقيقه تؤكدها فترات الحراك السابقه في السودان اردوا ان يقضوا عليها ويكونوا طبقه جديده من المنتفعين من الوظيفه العامه ومن البنوك الاسلاميه وغيرها التي تتبني سياسات تدعم فئات واشخاص بعينهم دون شفافيه او محاسبه حتي تقارير المراجع العام التي تتضمن مخالفات تحفظ في الادراج اما لجان التحقيق التي يأمر النظام بتكوينها كقضيه خط هيثرو مثلا فهي ذر للرماد في العيون بلا طائل . الخلاصه انتشر الفقر والتسول وهو ظاهره غير معتاده عند السودانيين . انتشرت مواقع ستات الشاي ومعظمهن قادمات من مناطق الحروب والمشكلات الاقتصاديه كما اتخذ كثير من الابناء المهن الهامشيه مصدرا للعيش . كل ذلك وغيره بالطبع ادي لتفجر الثوره التي شارك فيها شبان وشابات تمكنوا بالرغم من كل هذه العقبات وبفضل قوة ارادتهم وايمانهم بقضيتهم من هزيمة نظام الانقاذ الذي يسعي لاجهاض الثوره ويعود مرة اخري باستخدام ظروف الحرب والحكم الاستبدادي وطموح بعض العسكريين لتاسيس ديكتاتوريه جديده لكن الجيل الجديد الواعي المستنير يقظ وحتما سيفشل مثل هذا المخطط بمثل ما هزم نظام بائد ظن انه باق للابد فتهاوي بطريقه ادهشت اهله قبل غيرهم اخيرا المجرب لا يجرب بعد ما حدس ما حدس ! .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..