نزاع على تحطيم الرقم القياسي لأهداف الممتاز.. عودة الملك والأباتشي

الخرطوم ? حافظ محمد أحمد
لا أحد يستطيع الجزم بنجاح مطلق لبطولة الدوري الممتاز التي استحدثت في العام 1996 كبديل للمحلي المسيطر حينها على الشارع الرياضي السوداني، حيث لا تلتقي أندية البلاد إلا عبر مسابقتي كأس أو دوري السودان.
المسابقة الأولى في البلاد أفرزت الكثير من الإيجابيات وحملت مثلها من السلبيات، وبعيدا عن هذه أو تلك يبقي الممتاز محط اهتمام كبير من قبل الشارع الرياضي، ما جعله ينافس على الأفضلية من بين كل الدوريات العربية ويحل في ترتيب متقدم بحسب آخر إحصائية في هذا الصدد.
حسنا الدوري السوداني يمثل متنفسا للشارع السوداني، الرياضي خاصة، وقد حفل بعديد الظواهر المثيرة خلال سنواته الماضية، لعله أبرزها ارتفاع عدد ديربيات المدن واستمرار غياب بعض الأندية كالموردة العاصمي وأندية شرق السودان.
من ناحية أخرى، فإن بعض اللاعبين ظلوا الأكثر حضورًا في المنافسة، ولعل أبرزهم فيصل العجب بما يمثله من تاريخ كروي حافل بالعطاء، وهكذا يعتبره كثيرون بمثابة الظاهرة الفذة في السوداني، لجهة أن الملك كما يُكني ظهر في النسخة الثانية وما يزال يواصل رحلة العطاء الوافر والألق الباذخ.
النجم الأشهر في السودان تفوق على جميع أقرانه بتحطيم كل الأرقام القياسية فهو أول لاعب وسط ينال لقب الهداف بعد أن ظفر باللقب الشخصي في النسخة الرابعة برصيد سبعة، كما توج به في النسخة العاشرة مناصفة مع مهاجم الهلال هيثم طمبل قبل انتقاله لاحقا إلى المريخ حيث حطم مع الأحمر الرقم القياسي كأكثر لاعب يحرز أهدافًا في نسخة واحدة عندما سجل 21 هدفا.
العجب وصل بأهدافه الشخصية في مسابقة الدوري الممتاز إلى 117 كثاني أفضل هداف للمسابقة، وهو معدل لم يسبقه إليه أي لاعب وسط. النجم الكبير والقائد الملهم رفض مغادرة الممتاز بعد رحيله واعتزاله الكرة لمدة ستة اشهر، وانتقل من ناديه الكبير (مريخ العاصمة) إلى مريخ الفاشر وأدى معه موسما جيدا قبل أن يعود ليبدأ رحلة جديدة في النسخة الحالية رفقة النيل شندي الوافد الجديد للممتاز.
وعلى الجانب الآخر يمثل كليتشي أوسونوا واحدة من ظواهر الدوري الممتاز لكون النيجيري يعد عميدا للأجانب وأمضي في الممتاز ثمانية مواسم، خمسة منها في المريخ وثلاثة قبلها مع الهلال، تخللتها رحلة احترافية استمرت موسمًا واحدًا ليعود من جديد للعب في الدوري السوداني رفقة الأهلي شندي في النسخة الحالية.
النسر الجارح أو الأباتشي كما أطلقت عليه جماهير الكرة في السودان سجل أول بداية له في الممتاز مع الهلال في موسم 2005 واستمر ثلاثة أعوام قبل أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل وينتقل للمريخ ويقدم عطاء أفضل بكثير لكونه أمضى فترة أطول، ونال اللاعب اللقب مع الهلال مرتين وتقاسمه أولا مع مهاجم المريخ الراحل أندوراونس إيداهور في العام 2006 وتوج به منفردا في ثاني مواسمه مع الأزرق ومع المريخ حقق النيجيري القوي اللقب مرتين تساوي في الأولى مع زميله هيثم طمبل كأكثر لاعب يسجل أهداف في نسخة واحدة 21 هدفا وتوج به منفردا في موسم 2011.
كليتشي أوسنوا عاد ليخوض تجربة احترافية ناضجة رفقة نمور دار جعل وهو يتصدر لائحة هدافي الدوري حتى الآن برصيد 9 أهداف وتخطى الأباتشي حاجز الـ120 هدفا، ليكون مرشحا فوق العادة لتحقيق رقم قياسي سيكون في حكم المستحيل على الأقل على المدى المنظور أن يبلغه لاعب آخر، فيما ينافسه عليه فيصل العجب فقط، وكلاهما مرشح ليكرس نفسه كأفضل هداف للممتاز، على الإطلاق.
العجب والأباتشي يمثلان جيلا رائعا حقق الكثير من الإنجازات وحطما الأرقام القياسية الشخصية ما يؤكد تميزهما كلاعبين يملكان ناصية الألق ولا ينقصهما الإبهار.
اليوم التالي