معاركنا الخاطئة..!!

عبد الباقى الظافر

*قبل سنوات وحينما بدات ثورة البث الفضائي تحركت السلطات السودانية ووضعت قيوداً على تجارة وتقانة الأطباق اللاقطة للبث ..بل إن عبقرية الانقاذ تفتقت وتم التفكير في إنشاء (دش كبير) يقوم بفرز القنوات، ومن ثم السيطرة على المادة الإعلامية ..المظلة المؤسسية لهذه الخطة كانت قناة الخرطوم الدولية.. ولأن المد الإعلامي أقوى من السيطرة عليه استسلمت الحكومة وسمحت للناس بحرية المشاهدة، ولكن في نفسها شيء من حتى.
الأسبوع الأخير من شهر رمضان شهد حدثين ..تصريحات غير موفقة من معتمد الخرطوم ضد الأزياء التي ترتديها الجالية الاثيوبية وأختها الإريترية ..بعدها وربما قبلها تصاعد في الأثير الفضائي أن شرطة النظام العام اعتقلت عشرات الفتيات من شارع النيل بتهمة إرتداء الزي الفاضح.. إنتهت معركة الزي الفاضح بفتاوي مثيرة تضع تهمة الكفر على عاتق المتجاوزات،
انشغال الحكومة بملابس الناس يعبر عن حالة انفصام عن الواقع ..صدر في العام ٢٠١٢ تقرير رسمي من شرطة مكافحة المخدرات يضع بلدنا في أعلى قائمة الدول المنتجة للبنقو في أفريقيا..ولاية واحدة تزرع مخدرات في مزارع تساوي مساحة دولة البرتقال في أوربا ..هنالك وفقاً لتقارير رسمية اثنين مليون عاطل في السودان .. نسبة الطلاق تصاعدت إلى اًرقام مزعجة للغاية، ويتزامن ذلك مع ارتفاع في نسبة العنوسة وإحجام الشباب من الدخول في مؤسسة الزوجية، بسبب العوز المادي..بلدنا واحدة من الدول المصدرة للمقاتلين لحركة داعش.
* الحقيقة إن في كل بلد مقاييس للحد الأدنى في الزي.. مثلاً في أمريكا يمنع التعري في الأماكن العامة.. بل إن معظم الولايات تحرم الدعارة وتجارة الجنس..لكن الأحق أن هذه المواصفة يضعها المجتمع وفق معتقداته وأعرافه وبيئته..في بعض مناطق أفريقيا يعتبر ارتداء الأزياء عملاً فاضحاً باعتبارها مثيرة للغرائز..في مجتمعات السودان المحافظة لا تستطيع فتاة أن تشق الشوارع بأزياء شاذة..بل إن هنالك ممارسة في شوارع الخرطوم الحديث عنها يفسد الصيام ..رغم ذلك لا تهتم بها السلطات الاهتمام اللائق.
في تقديري..مطلوب في البداية وضع الأولويات وفق الترتيب الصحيح ..المخدرات مثلا خطر داهم يستلزم إعلان حالة التأهب القصوى.. مخالفات الزي تحتاج إلى آليات أخرى حتى لا ترتد في شكل هجمة عكسية نحو مرمانا.. النصح والتوعية واستخدام الأدوات الإعلامية كفيل بمحاربة الظواهر السالبة المتعلقة بالأزياء ..الطاقات هذه تحتاج أن توجه إلى القضايا والتحديات الماثلة .
* بصراحة.. الأدوات القديمة غير صالحة للاستخدام مع الأجيال الجديدة.. جهاز هاتف جوال يضع العالم بخيره وشره بين يدي يافع في أطراف السودان..الأسلوب الافضل أن تصنع ترياقاً مضاداً لهذه التجاوزات ..رفع الصوت أحيانا ينبه بشكل ترويجي لبعض الممارسات السالبة.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. المشكلة التشريعيين والتنفيذيين عندنا من عصارة المتخلفين،،، بينما في الستينات والسبعينات كان التشريعيين والتنفيذيين ناس راقين وحلوين ودارسين شيم الاولين ومحتكين بالثقافات ،، السودان يعاني من مرض الارتكاس والانتكاس ،، الآن في كمية كبيرة جدا من السودانيين حملة الجوازات الاوربية والامريكية والكندية الذين زاد عددهم خلال ال 27 سنة الاخيرة،، طبعا دي حصيلة معرفية كبيرة لو حدث تغيير ممكن الاستفادة من التجارب التي اكتسبوها في العالم الاول ،،

  2. يقول المثل (غلبها راجلها جات تأدب حماها)
    او المثل (الغلبها تبني بيتها قعدت تطارد الكلاب)

    ابو شنب معتمد الخرطوم يترك كل المشاكل الاساسية وانعدام الماء والكهرباء والاوساخ والفريشة واصبح يطارد في الاثيوبيات والارتريات وكأن العاصمة اصبحت من غير مشاكل الا الارتريات والاثيوبيات ولا ادري عما اذا كان لديه الجرأة والقدرة على مطاردة اي جنسيات اوروبية او امريكية ولا حقيرتي في بقيرتي..

    قلت في تعليق سابق هل معتمد بحري ومعتمد كرري ومعتمد امدرمان موافقين على نفس الاجراء ام الشي الذي يكون حرام في الخرطوم يصبح حلال في بحري وامدرمان وكرري ؟؟

  3. المشكلة التشريعيين والتنفيذيين عندنا من عصارة المتخلفين،،، بينما في الستينات والسبعينات كان التشريعيين والتنفيذيين ناس راقين وحلوين ودارسين شيم الاولين ومحتكين بالثقافات ،، السودان يعاني من مرض الارتكاس والانتكاس ،، الآن في كمية كبيرة جدا من السودانيين حملة الجوازات الاوربية والامريكية والكندية الذين زاد عددهم خلال ال 27 سنة الاخيرة،، طبعا دي حصيلة معرفية كبيرة لو حدث تغيير ممكن الاستفادة من التجارب التي اكتسبوها في العالم الاول ،،

  4. يقول المثل (غلبها راجلها جات تأدب حماها)
    او المثل (الغلبها تبني بيتها قعدت تطارد الكلاب)

    ابو شنب معتمد الخرطوم يترك كل المشاكل الاساسية وانعدام الماء والكهرباء والاوساخ والفريشة واصبح يطارد في الاثيوبيات والارتريات وكأن العاصمة اصبحت من غير مشاكل الا الارتريات والاثيوبيات ولا ادري عما اذا كان لديه الجرأة والقدرة على مطاردة اي جنسيات اوروبية او امريكية ولا حقيرتي في بقيرتي..

    قلت في تعليق سابق هل معتمد بحري ومعتمد كرري ومعتمد امدرمان موافقين على نفس الاجراء ام الشي الذي يكون حرام في الخرطوم يصبح حلال في بحري وامدرمان وكرري ؟؟

  5. الامور لا تتجزاء وليس هنالك اوليات في شرع الله هنالك ذي فاضح يجب ان يجتث هنالك مخدرات يجب ان تحارب هنالك اتجار بالبشر يجب ان يقمع فالسلطان عليه ان يغير المنكر بيديه ما استطاع وفي ما هو تحت يديه يجب ان لانربط الحاله السياسيه برضاء لاختراق امور ديننا وان لا نتوهم الحريه الشخصيه المطبقه في دول بعينها والتي تعدي علي حرية المجتمع …اذا اردنا ان نصلح دنيانا فعلينا باصلاح اخرتنا فالجوع والفقر والمسغبه ليس مبرر ان نستبيح ديننا …

  6. يا الظافر اخوى اهلك ديل راح ليهم الدرب تب ، وشغالين بالمثل السودانى الواضح : أكان غلبك سدها وسع قدها .

  7. المصور دا كوز والهدف لزوم الداعاية بان الكيزان مع الحداثة….
    منتهي الخداع والنفاق..وهؤلاء هم اخوان نسيبة السودانيون…..

  8. كنت مسافر للقاهرة بطائرة مصر للطيران الساعة الخامسة صباحا فأتيت مطار الخرطوم الساعة الثانية صباحا وبينما كنت ساحبا حقيبتى إلى باب صالة المغادرة مررت بثلاثة نساء مثل الصورة أعلاه تماما جالسات على مقاعد وزيادة عليهم لابسات نضارات سوداء فى عز الليل إضافة إلى قفازات وجوارب سوداء ولدهشتى توقفت دون إرادة لأتأكد من هذا المشهد لكنى تمالكت وواصت سيرى للقاعة. المشكلة مش فى الإسلام المشكلة فى فهمنا له وقد إنتقد الشيخ مجمد الغزالى ما أسماه فقه البدو.

  9. الامور لا تتجزاء وليس هنالك اوليات في شرع الله هنالك ذي فاضح يجب ان يجتث هنالك مخدرات يجب ان تحارب هنالك اتجار بالبشر يجب ان يقمع فالسلطان عليه ان يغير المنكر بيديه ما استطاع وفي ما هو تحت يديه يجب ان لانربط الحاله السياسيه برضاء لاختراق امور ديننا وان لا نتوهم الحريه الشخصيه المطبقه في دول بعينها والتي تعدي علي حرية المجتمع …اذا اردنا ان نصلح دنيانا فعلينا باصلاح اخرتنا فالجوع والفقر والمسغبه ليس مبرر ان نستبيح ديننا …

  10. يا الظافر اخوى اهلك ديل راح ليهم الدرب تب ، وشغالين بالمثل السودانى الواضح : أكان غلبك سدها وسع قدها .

  11. المصور دا كوز والهدف لزوم الداعاية بان الكيزان مع الحداثة….
    منتهي الخداع والنفاق..وهؤلاء هم اخوان نسيبة السودانيون…..

  12. كنت مسافر للقاهرة بطائرة مصر للطيران الساعة الخامسة صباحا فأتيت مطار الخرطوم الساعة الثانية صباحا وبينما كنت ساحبا حقيبتى إلى باب صالة المغادرة مررت بثلاثة نساء مثل الصورة أعلاه تماما جالسات على مقاعد وزيادة عليهم لابسات نضارات سوداء فى عز الليل إضافة إلى قفازات وجوارب سوداء ولدهشتى توقفت دون إرادة لأتأكد من هذا المشهد لكنى تمالكت وواصت سيرى للقاعة. المشكلة مش فى الإسلام المشكلة فى فهمنا له وقد إنتقد الشيخ مجمد الغزالى ما أسماه فقه البدو.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..