أخبار السودان

كيكة الوثبة.. اعملوا “فتة مناصب”..!

يوسف الجلال

لو كان الخيار بيدي، لدعوت جماهير الشعب السوداني للخروج إلى الشارع، ليس لإسقاط النظام، لان ذلك كلفته دماء واشلاء المتظاهرين؛ وإنما لإنهاء استعلائية الساسة، واستفزازهم لمشاعر المواطنين..!
صحيح أن الانتفاضة يمكن أن تنهي مرحلة سياسية ترقى لأن توصف بالفاشلة، ولكنها ? في الوقت ذاته ? لن توصد الباب أمام بروز فاشلين آخرين..! ولذلك أجدني ميالاً لطرح مقترح عملي يتمثل في دعوة هذا الشعب المعلم للخروج إلى الشارع، لصفع الساسة بالنعوت الحارقة، وخاصة من يكرّسون لحملات تسخيف الوطن وتتفيه المواطنين، ومن يشرعنون لاقتسام الثروة بينهم عياناً بياناً، دون أن يطرف لهم جفن، أو يهتز لهم رمش..!
نعم سأدعو الشعب للقصاص من الساسة الذين يمارسون السياسة بسادية لا تخلو من تحقير للوطن والمواطنين. وذلك حتى نضمن – إذا تغيرت المجموعة الحاكمة – أن لا تأتي مجموعة أخرى أكثر عسفاً..!
انظروا إلى القاموس السياسي السوداني؛ تجدونه حاوياً لمفردات مستفزة على شاكلة “قسمة الثروة والسلطة”. وانظروا إليه جيداً لتجدوا أن تلك المفردات أفضت لإقصاء المواطن من معادلة قسمة الموارد؛ وكرّست لاقتسام ثروة البلد وصولجانه بين النخب والحاكمين، دون أن يكون لعامة الشعب؛ أي نصيب في ذلك.
قناعتي، أن بروز مصطلحات مثل قسمة الثروة والموارد والسلطة، تعني تراجع البرامج الوطنية لصالح المطامح الشخصية والذاتية للنخب السياسية. بل ربما تعني موت الوطنية الحقة الرامية إلى خدمة الوطن والمواطنين، من خلال المنظومات السياسية التي يُفترض أنها صُممت لتحقيق مطالب الشعوب، وليس لاغتناء النخب وثراء الطليعة..!
المؤسف في القصة كلها، أننا بلغنا مرحلة يغيب فيها أي إحساس بالخجل لدى السياسيين، حينما يتحدثون عن قسمة الثروة والسلطة بينهم. وظني أن ذلك هو ما فاقم أزمة هذا الوطن الجريح، وزاد من نكباته..! وخاصة بعدما أضحت المناداة باقتسام المال العام بين تشكيلات سياسية وعسكرية محددة، سلوكاً اعتيادياً لا يندى له جبين المُقسِّم ولا جبين المقُسَّم له..!
الآن يتكرر “سيناريو قسمة الثروة”، في صورة أسوأ بكثير من أي مرة سابقة، فقد أثبتت الوقائع الدامغة أن الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية، ليس سوى “كيكة” وكمان صغيرة مقابل أيدٍ كثيرة؛ كما وصفها الرئيس نفسه..! بل إنه يوشك أن يتحوِّل ? أي الحوار الوطني – إلى رافعة مالية إثرائية لبعض الذين تداعوا سِراعًا إلى قاعة الصداقة حيث فعاليات الحوار الوطني، مع أن مبادرة الوثبة التي أطلقها الرئيس البشير كانت تهدف ? وفقاً لديباجة التأسيس ? إلى إنهاء أزمة البلاد والعباد..!
الشاهد، أن ما يجري الآن يخالف تلك الديباجة كلياً. بل إن الممارسة أفرزت تعريفًا جديدًا للحوار الوطني، لدرجة أن البعض لم يتوانوا في تسميته بـ”حوار الكيكة الصغيرة”، وخاصة بعدما تعامل معه كثيرون على أساس أنه وسيلة لتنعيم النخب، وليس لرفاهية المواطن، أو حل أزمات الوطن.
الثابت، أن هذا الوضع الشاذ، ليس وليد اليوم، فمن يذهب في رحلة إستعادية إلى الماضي القريب، سيجد أن أعضاء الحوار الوطني كان تركيزهم ? إبان المفاوضات والمباحثات ? ينصب على النثريات وليس جودة المخرجات، ولذلك لن يكون غريباً إذا انصب اهتمامهم حاليًا على المناصب..!
الآن، وفي ظل الكيكة الصغيرة والأيادي الكثيرة، لن يجد الواحد منا حرجاً في أن يدعو لعمل “فتة وزارات” أو “فتة مناصب” على وزن “فتة بوش”، حتى يتسِّع صحن الكيكة الصغيرة ليشمل الأيادي الكثيرة، التي جاءت تمني نفسها بوجبة دسمة، مع أن المواطنين – كانوا – يمنون أنفسهم بأداء تنفيذي وتشريعي أدسم، يُنهي معاناة المواطن، ويضع حداً لمشكلات الوطن.
(الصيحة)

تعليق واحد

  1. اووووووووو الفته دي اهم شي يموتوا فيها المراغنة وصبيانهم والمناصب خلوها لاولاد المهدي وصبيانه ، والله الكيزان الحرامية ارحم من هؤلاء

  2. نعم استفزوا الشعب وهاك الامثلة
    مصطفي عثمان كنتم شحادين قبل الانقاذ
    حاج ادم ؟ كان الواحد عندو قميص واحد
    نافع الكهرباء شفتوها وين ؟؟
    الريس علمناكم الهوت دوق والبيزة

  3. اووووووووو الفته دي اهم شي يموتوا فيها المراغنة وصبيانهم والمناصب خلوها لاولاد المهدي وصبيانه ، والله الكيزان الحرامية ارحم من هؤلاء

  4. نعم استفزوا الشعب وهاك الامثلة
    مصطفي عثمان كنتم شحادين قبل الانقاذ
    حاج ادم ؟ كان الواحد عندو قميص واحد
    نافع الكهرباء شفتوها وين ؟؟
    الريس علمناكم الهوت دوق والبيزة

  5. صدقت .. فقد تمخض الحوار بعد ثلاث أعوام من مخاض الوثبة الكذوبة عن كيكة صغيرة يتهافت عليها الوطني و الشعبي و احزاب الزينة !!! و لا عزاء لمعاناة الشعب الفضل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..