مقالات سياسية

الفلول جعلوا من وضع د. القراي في إدارة المناهج القومية، وسيلة لضرب الثورة وحكومتها

حملة قوى الهوس ضد المناهج الجديدة تشبه العمل الذى تم عام 1965 لحل الحزب الشيوعي واجهاض ثورة أكتوبر

الاستاذ محمود التقى بعبد الخالق والترابي لوأد فتنة طالب معهد المعلمين العالي فاستجاب له الأول فوراً وماطل الثاني

من أوهام مثيري الفتنة ظنهم أن ربط المناهج الجديدة بالجمهوريين سيجعلها ضد الدين!

ليس دفاعاً عن د. القراي وإنما دفاعا عن الشعب السوداني وثورته (2 من 5)

خالد الحاج عبد المحمود

🔹 ما اشبه الليلة بالبارحة!!:

إن المحاولة التي قام بها تنظيم الأخوان المسلمين وفلول النظام البائد بالتحالف مع الأحزاب السلفية، هي نفس العمل الذي قاموا به في 1965م لحل الحزب الشيوعي، وطرد نوابه المنتخبين من الجمعية التأسيسية.. وكان عملهم هو أكبر اجهاض لثورة اكتوبر المجيدة.. وهم الآن بإثارة ضجة المناهج يستهدفون اجهاض ثورة ديسمبر المجيدة.. ولكن هيهات، فإن الزمان قد تغير بصورة كبيرة ، والوعي قد زاد، وجاءت اجيال جديدة لا تخضع للطائفية، ولا للإرهاب الديني الذي يستخدمه الأخوان المسلمون.. هذه الأجيال هي التي قامت بالثورة الحالية، وهي من بعد الله من يحافظ عليها.. كانت تجربة حل الحزب الشيوعي، بسبب طالب معهد المعلمين.. فقد تعرض طالب بمعهد المعلمين العالي لبيت النبي الكريم، بإساءة استفزت كل الناس.. وقد استغل الأخوان المسلمون والطائفية هذا الحدث لإحداث ضوضاء وصخب كبير.. وقاموا بتهديد الأمن، وحشدوا الاسلحة في دورهم.. كل هذا إفتعلوه من حادث طالب معهد المعلمين، والذي تأكد انه يعاني من خلل نفسي.. كان السبب الحقيقي وراء الضوضاء والفوضى التي احدثوها، سبب سياسي.. فقد فاز الحزب الشيوعي على جميع الاحزاب في انتخابات (دوائر الخريجين)، فوزاً كاسحاً.. فمن أجل تفعيل الديمقراطية وزيادة الوعي بين السياسيين والنواب، تقرر تحديد 15 دائرة للخريجين.. وقد اكتسح الشيوعيون هذه الدوائر، اكتساحا كبيرا، وفاز لهم أحد عشر عضواً ، في حين أن بقية الاحزاب السياسية تحصلت على أربعة أعضاء فقط.. وكانت هذه النتيجة تمثل النسبة الحقيقية للأحزاب في المجتمع الواعي.. وقد ازعج الشيوعيون في الجمعية التأسيسية الحكومة والأحزاب السلفية، ازعاجا شديدا فوجدوا أنه لابد من التخلص منهم.. وكان هذا هو السبب الحقيقي للضجة التي حدثت بسبب طالب معهد المعلمين العالي.. كما احتشد الاخوان المسلمون مسلحين في دورهم، كذلك احتشد الشيوعيون.. وكان هنالك احتمال كبير لحدوث فتنة، تقضي على حياة العديد من شبابنا المتعلمين.. لم يقبل الأستاذ محمود هذا الوضع، ولم يسكت عليه .. فقام الأستاذ محمود وبعض أبنائه الجمهوريين بالعديد من المحاضرات والندوات والكتابات يشرحون للمواطنين خطورة الموقف، والغرض الحقيقي من وراء الفوضى والتهديد للأمن، الذي قام به تحالف الطائفية والاخوان المسلمين.. وقد ذهب الأستاذ مع بعض تلاميذه للمرحوم د. حسن الترابي زعيم الاخوان المسلمين وحدثه عن ما يقومون به من عمل خطير يشيع الفوضى، ويهدد بإزهاق ارواح المواطنين الابرياء .. وطلب منه فض الاعتصامات، والتخلي عن العنف.. وذهب في نفس الموضوع للمرحوم عبد الخالق.. والحق يقال، وللتاريخ، نؤكد أن عبد الخالق إستجاب فورا لطلب الأستاذ محمود، وأمر بفض تجمعات الشيوعيين المسلحة.. هذا في حين أن د. الترابي ماطل، وسار هو وحلفاؤه مسيرتهم التي ادت في النهاية الى طرد النواب الشيوعيين من الجمعية التــأسيسية.. وقد تم هذا الطرد بعد تعديل الدستور.. فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة 5/2، وهي المادة التي تنص على الحقوق الأساسية، وتعتبر روح الدستور.. وبعد تعديلها لم يعد هنالك دستور حقيقي.. وعلى ضوء هذا التعديل تم طرد النواب الشيوعيين، وقد جاء عن هذا ما نشر بغازيتة حكومة السودان بتاريخ 9 ديسمبر 1965م، ما نصه: (منذ سريان هذا القانون يحل الحزب الشيوعي السوداني وجميع المنظمات غير المشروعة في حدود المعنى المراد في المادة السابقة وتقفل دورها وتصادر ممتلكاتها وصحفها وجميع وسائلها” .. حل الحزب الشيوعي هو قمة ما وصل اليه الهوس الديني في ذلك التاريخ، وكان تقويضا حقيقيا للديمقراطية.. فقد رفع الشيوعيون قضية عند المحكمة العليا بغرض ابطال قرار الحل، وحكمت لهم المحكمة بعدم صحة تعديل المادة 5/2 الذي انبنى عليه الحل.. فأعلن رئيس الوزراء المرحوم السيد الصادق المهدي بأن الحكومة غير ملزمة بأن تأخذ بالحكم القضائي الخاص بالقضية الدستورية.. فرفعت الهيئة القضائية مذكرة الى مجلس السيادة تطلب فيه تصحيح الوضع بما يعيد للهيئة القضائية مكانتها.. فوصف مجلس السيادة حكم المحكمة العليا بانه خطأ قانوني.. فما كان من السيد رئيس القضاء، المرحوم بابكر عوض الله، إلا أن قدم استقالته، وجاء في تلك الاستقالة قوله: “انني لم أشهد في كل حياتي القضائية اتجاها نحو التحقير من شأن القضاء، والنيل من استقلاله كما ارى اليوم.. انني اعلم بكل اسف تلك الاتجاهات الخطيرة عند قادة الحكم اليوم، لا للحد من سلطات القضاء في الدستور وحسب، بل لوضعه تحت اشراف السلطة التنفيذية”.. وهذا الغاء لحكم القانون، ودليل قاطع لفشل التجربة الديمقراطية.. قال الأستاذ محمود في هذا الصدد: “هذه صورة لفشل التجربة الديمقراطية في بلادنا، مما حول النظام الى دكتاتورية مدنية، تهدد الاستقرار السياسي”.

قامت حركة كبيرة للدفاع عن الديمقراطية.. ولم يستمر الأمر طويلا فقامت ثورة مايو 1969م .. وقد اعتبرها الاخوان المسلمون والطائفية أنها ثورة قام بها الشيوعيون.. وهذا هو نفس ما يقومون به اليوم بالنسبة لثورة الشعب حين يزعمون ان حكومتها الانتقالية مكونة من الشيوعيين، والجمهوريين، والبعثيين، والعلمانيين.. والغرض من زعمهم هذا أن يصوروا ثورة الشعب بأنها ثورة معادية للدين، وانهم هم من يمثل الدين.

فما يجري اليوم من احداث ربطت بتغيير المناهج، هو نفس ما جرى سابقا من احداث جرت بسبب طالب معهد المعلمين..

هذه المرة أرادوا أن يجعلوا من د. القراي الوسيلة لما قاموا به من فوضى واضطرابات.. فأخذوا يهاجمون القراي من منابر المساجد، وفي وسائل الاتصال هجوما عنيفا، وقد كفروه وهددوا بقتله.. كل هذا وراءه فقط الغرض السياسي الذي يريدونه بزعزعة الثورة وإضعاف نظام حكمها المرحلي، وتصويره بأنه ضد الدين.. الأسلوب واحد، ولكن اختلفت الملابسات والظروف التاريخية.

منذ 1965م والى اليوم 2021م لم يتغير إسلوب الأخوان المسلمين في العمل السياسي.. وكذلك الحال لمن اتبعوهم من الطائفيين.. لقد كان الغرض من الفتن التي كانوا يتسببون فيها هو زعزعة النظام الديمقراطي الهش.. وبعد زوال النظام الديمقراطي ومجيء حكم نميري، عارضوه في البداية، ثم توحدوا معه في نظام واحد.. وبايعوا نميري كخليفة للمسلمين، وهذا امر لابد ان نتذكره دائما.. ثم اقاموا قوانين سبتمبر الجائرة والتي نسبوها للشريعة.. ولما كانوا، بحكم تفكيرهم لا يؤمنون بالديمقراطية، فقد كانوا دائما يعملون على القضاء عليها الى ان تحقق لهم ذلك بانقلابهم، ومجيئهم للسلطة عام 1989م، تحت إسم الانقاذ.. وقد حكموا منفردين لفترة ثلاث عقود وفشلوا فشلا ذريعاً، ليس في اقامة شرع الله الذي زعموه، وإنما في اقامة حكم يقوم على الحد الأدنى من الاصلاح، الذي يتناسب مع حكومات دول العالم الثالث.

ولما استشرى شرهم، وأفسدوا في الأرض بصورة لا نظير لها، قيض الله للشعب السوداني ثورته التي اقتلعت نظام حكمهم.. وهي بسبيل من اقتلاعهم اقتلاعا تاما من عقول وقلوب الشعب السوداني.. وهذا الذي جرى في السودان له نظير في مختلف الدول التي بها تنظيمات للإخوان المسلمين، خصوصا دولة مصر، التي هي أصل مولد دعوتهم.. وهم الآن يعملون على زعزعة النظام الذي اقتلعهم في مصر، عن طريق الارهاب ووضع العراقيل، ومن بينها نشر المخدرات بين أفراد الشعب المصري، وتخريب الاقتصاد، فيعملون بكل ذلك وغيره على تقويض نظام الحكم في مصر.. ولكن عملهم هذا سيعود عليهم بالخسران المبين، فقد كرههم الشعب المصري، كما اتاحوا بأعمالهم التخريبية، الفرصة للنظام لضربهم عسكرياً وأمنيا بصورة مستمرة.

قلنا أنهم ارادوا ان يجعلوا من د. القراي ووضعه في ادارة المناهج القومية، وسيلة لضرب الثورة وحكومتها
هل د. القراي هو من يضع المناهج الجديدة؟:
1. لا يمكن لأي فرد، مهما كان ان يضع بمفرده المناهج لدولة.. فلابد من اجل وضع المناهج، ان يتم من خلال لجان من المعلمين اصحاب التجربة والفنيين المتخصصين في المناهج.
2. د. القراي صاحب وظيفة ادارية في المناهج، وهو لم يتخط وظيفته بأي صورة من الصور.. فعمله ليس وضع المناهج، وإنما الاشراف على عملية وضع المناهج، ومتابعة عمل الاتيام المتخصصة التي يوكل لها هذا العمل.
3. من الناحية العملية، وحسب الواقع الفعلي، لم يضع د. القراي ولا منهج واحد من المناهج موضوع النقاش.
4. د. القراي لم يضع منهج التاريخ للصف السادس الذي اثير حوله الجدل الباطل.. والأساتذة الذين وضعوه معروفون.. وهم قد قاموا بعمل جليل، وحتى الآن لم يتعرض له احد بالنقد الموضوعي
5. جميع كتب المناهج الجديدة مكتوب في الصفحة الأولى منها لكل كتاب: اعدت الكتاب لجنة من المعلمين والخبراء بتكليف ومتابعة من المركز القومي للمناهج والبحث التربوي” .. ولم يرد اسم د. القراي قط..
6. موضوع لوحة خلق آدم ليس موضوعا يتعلق بالمقرر، وإنما هو فقط وسيلة من وسائل ايضاح الفنون في عصر النهضة.. وليس على الاساتذة الذين وضعوا هذه الوسيلة أي لوم على عملهم، بل هم يشكرون جزيل الشكر عليه.. فالموضوع موضوع تاريخ ويتعلق بالديانة المسيحية، ولا علاقة له من قريب او بعيد بالإسلام.. وكما ذكرنا الموضوع ظل يرد في كتب التاريخ للمرحلة الثانوية منذ الخمسينات، وطوال عهد الانقاذ.. وقد اوردنا شهادة أ. محمد ارباب التي ذكر فيها انه ظل يدرس التاريخ من كتاب يتضمن هذه اللوحة، لفترة ثمانية اعوام والكتاب لا يزال يعمل به ضمن مقرر التربية الفنية، بجامعة ام درمان الإسلامية.

الذين حاولوا ان يصوروا د. القراي بصفته جمهوريا، بأنه يؤمن بتجسيد الذات، هؤلاء كذبةُ، رقيقي الدين، عديمي الورع.. فالإخوان الجمهوريون، من أكبر دعاة التوحيد في الارض اليوم.. وموقفهم من الذات معروف وموجود في العديد من الكتب.. فهم يرون ان الله تعالى مطلق، فوق ان يعرف او يوصف، او يشار اليه.. فهو تعالى في إطلاق يتسامى عن كل قيد، أو تجسيد او تحديد.. في الحديث القدسي جاء قوله تعالى: “كنت كنزا مخفيا، فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فبي عرفوني”.. فالله تعالى لا يعرف المعرفة العقلية إلا عن طريق خلقه.. فهو تعالى من حيث ذاته المطلقة، كان ولا يزال، ولن ينفك، في حضرة خفاء تجل عن أن تعرف.. فالمعرفة دائما قيد، والعقل لا يعرف إلا المقيد، فمن أجل ذلك لا يعرف العقل ذات الله، وانما يعرفه عن طريق معرفة تنزلاته في خلقه.. فبدون العقل لا نعرف الله، وبالعقل لا نشهد الله.. فالشهود اداته القلوب وهو مستوى من المعرفة يجل عن الكيف.. يقول تعالى: ” سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ” وهي آية تفيد تنزه الله تعالى في ذاته عن كل وصف.. وقوله: (وسلام على المرسلين) تعني ان خير من وصف الله هم المرسلون، لأنهم وصفوه بما وصف به نفسه، وفق ما تقتضيه حكمته في التنزل ليعرف.. ومن هاهنا يأتي السلام للمرسلين.. هذه هي عقيدة الجمهوريين، ومتوفرة في العديد من كتبهم.. ومن زعموا خلاف ذلك زعمهم رد عليهم.. نحن بفضل الله علينا اهل التوحيد، وسنرى توحيد القائمين على الفتنة في موضعه.. ونحن بفضل الله علينا اتباع طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. ولا شك عندنا أن منهاج الطريق هو أكمل منهاج على الاطلاق.. ونحن دعاة الى طريق محمد.. فمن يرى انه على منهاج أكمل دينا من (منهاج الطريق)، فليأتنا به؟ ومثل هذا الادعاء دليل قاطع على بعد اصحابه عن الدين الصحيح.. عندنا الدين عمل، يقوم على تجويد تقليد المعصوم والتخلق بأخلاق القرآن، ويجيء في هذا قول الاستاذ محمود: ” أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد.. أما القرآن فهو مفتاح الخلود.. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن.. فمن قلد محمدا، تقليدا واعيا، فهم مغاليق القرآن.. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام.. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة..

أمران مقترنان: القرآن وحياة محمد، هما السر في أمرين مقترنين: “لا إله إلا الله، محمد رسوله الله”، لا يستقيم الأخيران إلا بالأولين”.. ومن يكفر من يكون على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، فليبحث عن دينه، فإنه لا دين له!! يقول المعصوم: “ايما امرؤ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، أو رجعت اليه”.. فجميع من يتباكون على المناهج هم يكفرون المسلمين دون تمييز، ويكفرون بعضهم البعض، وهذ ما سنراه.

نحن في هذه المشاركة سنعرض موقف الوهابية من التجسيد، موثقا من كتب زعمائهم الذين يعتمدونهم، فهم من يجسد ذات الله.

7. شهد السيد وزير التربية بأن المناهج وضعها خبراء تم نشر أسماءهم في صحيفتي (التيار والجريدة) عدد 5/ يناير/2021م، الصفحة الأولى.
8. شهد وزير التربية وهو المسؤول السياسي الأول عن موضوع المناهج، والرئيس المباشر لد. القراي، شهد بأن د. القراي لا يتصرف من عنده في امر المناهج.
9. مما يؤكد ان الأمر كله كان عبارة عن مؤامرة مدبرة ما ورد عن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء فقد جاء قوله: ” جاءني مدير المناهج في المكتب وسلمني نسخة من كتاب التاريخ بقصد تسليمها الى رئيس الوزراء” وواصل: ” ونصحته بأن يبتعد عن المشهد لأن المعركة ضده منظمة”.. فالمعركة منظمة، والسيد المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء على علم بها.. من اجل ذلك ينبغي ان يكون رئيس الوزراء أيضا على علم بها – راجع صحيفة الجريدة بتاريخ 10/ يناير/ 2021م
10. نسب المرجفون لد. القراي الكثير جدا من الأمور الكاذبة والخاطئة ومن هذه الامور التي نسبوها له انه وضع ضمن المناهج كتابا عن الفكرة الجمهورية.. وعرضوا في وسائل التواصل صورة من غلاف الكتاب المزعوم مروسة بجمهورية السودان وزارة التربية والتعليم- المركز القومي للمناهج- التعليم الثانوي- موضوع الكتاب الثقافة العامة- المادة شذرات من فكر الشهيد محمود محمد طه.. تأليف د. عمر القراي.. الصف الثالث الثانوي.
وجاء ضمن مزاعمهم وافتراءاتهم الباطلة أن كتاب الصف السادس ابتدائي تضمن في الدرس الخامس موضوع الفكرة الجمهورية.. وكتبوا حوالي الصفحة من الموضوع الذي يفترض أنه ورد في الكتاب المذكور.
ومثل هذه الترهات الصبيانية كثيرة جداً، وهذه مجرد نماذج.

نحن الاخوان الجمهوريين، لا علاقة لنا في قليل او كثير بموضوع المناهج.. د. القراي دخل في الوظيفة التي اختاروها له من نفسه فهو في هذا الصدد لا يمثل الجماعة.. ووظيفته وظيفة خدمة مدنية، وليست وظيفة سياسية، فهي لا تحتاج لموافقة الجماعة.. اختار مثيرو الفتنة د. القراي كوسيلة لغرضهم المبيت، فذهبوا يصورون الأمر كله، وكأنه امر يتعلق بالجمهوريين.. وهاجموا الفكرة الجمهورية كالعادة هجوما جائرا مبني على الأكاذيب، وذلك حتى يسوقوا جماعتهم والآخرين الى الضجة التي اثاروها حول المناهج، مفتعلين ان المناهج عمل يتعلق بالفكرة الجمهورية.. ونحن لم ننساق الى مجاراتهم في هذا الأمر، فلسنا اغبياء بالصورة التي تجعلنا نمكنهم من استغلالنا في غرضهم الرخيص.. لعشرات الأعوام كانوا يتعرضون للفكرة الجمهورية باسلوبهم المناقض للدين، وللأخلاق الشريفة، وقد وصلوا حد التآمر على اغتيال الأستاذ محمود، ظنا منهم أن جريمتهم ستؤدي الى نهاية الفكرة.. نحن انصرفنا عن الرد على ترهاتهم، حتى لا يضللوا الآخرين بربط المناهج بالفكرة.. وقد ظلوا هم من جانبهم ، لعشرات الأعوام يعملون على تشويه الفكرة.. وقد سول لهم غباؤهم ان صنيعهم هذا قد أثمر، وأن معظم الناس يرون الفكرة الجمهورية من منظورهم هم، وحقيقة الأمر على عكس ذلك فإن معارضتهم غير الموضوعية دفعت الناس للبحث عن الفكرة، مما أدى الى وعي كبير وواسع بها، هذا خلاف النشاط الذي قام به الجمهوريون من كتب ومحاضرات واركان نقاش.. هم بجهلهم، واستيلاء الأوهام عليهم ظنوا انهم مجرد ان يربطوا تعديل المناهج بالجمهوريين سيؤدي هذا توا الى اقتناع الناس بأن المناهج الجديدة تقوم على تشويه الدين.. ولكن هذا الأمر لم يجز الا على اتباعهم ، الموالين لهم.. الجمهوريون لا علاقة لهم بالمناهج لا من قريب ولا من بعيد.. الفكرة الجمهورية لا علاقة لها بما اثاره دعاة الفتنة لا من قريب ولا من بعيد.. فالفكرة الجمهورية ليست ما يقوله د. القراي او غيره من الجمهوريين او غير الجمهوريين.. ومصادرها معروفة ومتوفرة ومن يريد مناقشتها فعليه ان يرجع الى هذه المصادر.

نواصل

مدينة رفاعة

‫3 تعليقات

  1. القراى ورعونته وعدم تقديره وانكفائه المعرفي وخطل اعتقاده وتعصبه الاعمى ورط الحكومة في عداء غير مبرر مع جميع السودانيين وليس الفلول وحدهم وامر أقالته كان متوقع

  2. [ جوهر الصراع صراع سياسى و ليس دينى…و المؤسف حقا ان معظم شيوخ المنابر هؤلاء يكذبون ..صحيح انهم نجحوا سياسيا و لكنه سقطوا اخلاقيا…و لن تعود عقارب الساعة الى الوراء.. ولن يقبل هذا الجيل الراكب راس بمناهج تقليدية عقيمة تكرس فقط للحفظ و الاستظهار
    لابد من مناهج حديثة بعيدة عن الاستعلااء الدينى او الثقافى او القبلى و تكرس للتفكير النقدى..
    المحزن حقا ان شيخ انصار السنة ( البكاى) صرح مؤخرا بقوله ( كان اخير القراى جابوا لينا لجنة مكونة من شيوعيين ملحدين لتراجع المناهج..يقصد بذلك تلك اللجنة التى تم تكوينها مؤخرا من اكاديميين و تربويين مستقلين…
    الوهابية و الفلول هكذا هم دوما
    يريدون لجنة وهابية سلفية ايعترفوا بها؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..