مشروع الجزيرة..”بي كم بيت المفتش؟” – صور

الأرض موقوت القنابل والحدود

تزامناً مع يوم الأرض الذي صادف الجمعة 21 أكتوبر التاريخ له تأثيراته السياسية والإجتماعية والإقتصادية في السودان بعد الإطاحة بنظام عبود في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر 1964. تحالف المزارعون وأعلنوا عن وثيقة هي الأولى من نوعها في المحافظة على المشروع وملاحقة الذين تسببوا في تدميره قضائيا..!!

طيبة الشيخ عبدالباقي: نصرالدين عبد القادر

وثيقة الأرض والمشروع (الأرض محور الصراع)

تقول الوثيقة التي تعاهد عليها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في مقدمتها إن الأرض هي محور الصراع منذ لجنة رِسْت التي أرسلها البنك الدولي عام 1963 وكانت تسعى لتحويل المشروع إلى حيازات إقطاعية كبيرة برفع الحد الأدنى للحيازة الزراعية إلى (360) فداناً في الجزيرة و(270) فداناً في المناقل وهذا يعني التخلص من (80) ألف مزارع من أصل (114) ألف فوراً، وتغير علاقات الإنتاج فتح الباب أمام الشركات. تصدى المزارعون لمخططات البنك الدولي والرأسمالية الطفيلية ?كما تقول الوثيقة- بقيادة اتحادهم، لكن بعد مجيء نظام الإنقاذ سارت في طريق لجنة رِست ومخططات البنك الدولي حتى تمت إجازة قانون 2005 الذي جعل التمويل مقابل الأرض ، وعندما فشلت البنوك في الحصول على الأرض مقابل التمويل فُتح سوق الأرض تحت دعوى توفيق أوضاع أراضي الملاك، فأوقفت المحكمة ذلك إستنادا إلى قانون 1927. عليه أصدرت الحكومة قانون 2014 الذي يحول المزارع إلى مستأجر وبهذا تم إلغاء قانون 1927م، وبدأوا بتكوين تنظيمات الإنتاج الزراعي والحيواني بغرض الحصول على الأرض بعد تحويلها إلى أسهم بغرض رهنها للبنوك والشركات الأجنبية. تناولت الوثيقة مسألة تدمير وسرقة كل أصول المشروع من سكك حديدية وهندسة زراعية (محالج، ورش، مكاتب، عربات، مؤسسات المزارعين الإجتماعية، قوز كبرو، مصنع الملكية، الحاصدات، المنازل، الصيدليات والدكاكين، ودور الاتحادات، والخدمات الاجتماعية والأرصدة بالبنوك..) لكل هذا ذكرت الوثيقة أن المشروع ظل عاجزاً عن القيام بدوره.

على ما سبق تم التعاهد على الآتي:

نحن الموقعون أدناه نتعاهد جميعاً على أن نلاحق قضائياً كل من قام بنهب وسرقة وتدمير أصول مشروع الجزيرة والمناقل، ونعلن للعالم أجمع بأننا غير مسئولين قانونياً عن أي إتفاق مبرم بين إدارة المشروع وأية جهة أخرى فيما يختص بأرض وأصول المشروع، وهذا بمثابة إعلان للجهات القانونية محلياً وعالمياً. سكرتاريا تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل- 21أكتوبر 2016م طيبة الشيخ عبد الباقي.

هذا ما جاء في الوثيقة التي وقع عليها المئات من مزارعي الجزيرة وقادة الأحزاب السياسية ممثلة في قيادات من قوى الإجماع الوطني ونداء السودان يتقدمهم سكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب. لهذه الوثيقة في هذا التوقيت تزامناً مع الذكرى الثانية والخمسين لثورة أكتوبر ربما هي إشارة لجعل قضية المشروع الذي كان يمثل عصب الاقتصاد السوداني إلى شرارة مطلبية بكل الحقوق التي يرى الموقعون على الوثيقة أنها سلبت من الشعب السوداني في كل أرجائه، والدلالة الأخرى هي إجتماع نداء السودان وقوى الإجماع الوطني في مائدة واحدة والتوافق حول هدف واحد وهو تغيير الواقع السوداني سياسياً وإقتصادياً بعد فتور العلاقة بين الطرفين في الفترة الماضية، فربما تكون الوثيقة التي وقع عليها الطرفان برعاية شيخ الطريقة القادرية العركية عبد الله أزرق طيبة.

أزرق طيبة ينادي بوضع خطة مدروسة لنهاية الظلم

في كلمته التي بعث بها كتابة في أربع صفحات حجم الـ(أ4) قال رئيس الطريقة القادرية العركية عبد الله أزرق طيبة: نداؤنا لأهل الوطنية والتجرد على مستوى جميع قطاعات العمل بالبلاد لتكوين قيادات على مستوى كل القطاعات دون النظر إلى اللون الحزبي، حيث أنه لم تصبح هنالك أحزاب، وأن يجتمع ممثلو هذه القيادات ليتدبروا أمرهم ويعملوا فكرهم بوضع خطة مدروسة للعمل على نهاية هذا الظلم ورفع المعاناة عن الإنسان المغلوب على أمره، ولا نريد أن نضع دراسة لهذا الأمر حتى لا يعتبر توجيهاً، بل متروك لكم ولرأيكم وتدبيركم… هذا جزء من كلمة أزرق طيبة لكن تحمل معنًى واحداً وهو ضرورة لم شمل جميع القوى التي تهدف إلى التغيير، وهو ما أكدته المبادرة التي نادى بها بضرورة مبادرة لإصلاح المعارضة أولاً. إذاً فإن من المتوقع أن يقوم مشروع الجزيرة والمناقل بعد عودة الحديث عنه بهذه الصورة التي ربما تكون سبباً في جمع شمل المعارضة السودانية أن يحدث حراك في الساحة، وربما يجعل أهل الحوار يتعجلون في تنفيذ مخرجاته وربما منح المشروع أولوية في سياسات الحكومة القادمة سلباً أو إيجاباً.

النظام أكثر الأنظمة في العالم تفريطاً في الارض

شن المتحدث باسم تحالف مزارعي الجزيرة والمتحدث باسم تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل حسبو إبراهيم هجوماً عنيفاً على حكومة الإنقاذ واصفاً لها بأنها أكثر الأنظمة في العالم تفريطاً في الأرض وبيعاً لها، وقال في كلمته إنه يسمع بأن ملايين الأفدنة تهدى لدول الخليج وخاصة السعودية لزراعة العلف، وهذا يعني بأننا نصدر مياهنا والعلف السعودي لا يستفيد منه السودان دولاراً واحداً، وذكر أنه في عهد المتعافي قام ببيع مليون فدان بأرض الجزيرة، وحينما تحركت جماهير الجزيرة وتصدى تحالف المزارعين لهذا الأمر تراجع المتعافي وكان وزيراً للزراعة ? حينها- ونفى الواقعة لكن وزير الزراعة المصري فضحه حينما نشر الاتفاقية كاملة، وأضاف أن الحكومة باعت (400) ألف فدان بغرب الجزيرة لشركة كورية لمدة (99) سنة بأجر دولار واحد لكل فدان، وحينما تقرأ الاتفاق يتبدى لك أن هذه أرض كورية وليست سودانية… حديث حسبو كان مطولاً ولكن هذه الجزئية غاية الخطورة، وتتجلى خطورتها في مسألة اللا مبالاة بتراب الوطن إن صح ما ذهب إليه، فهل يجتمع أهل السودان على كلمة للخروج من هذه الأنفاق المظلمة؟؟

طواقي الخوف

الشاعر الكبير محمد طه القدال وهو من أبناء الجزيرة كان حاضراً وقال: إنه أعد طواقي أسماها طواقي الخوف وهي للذين يخافون من هذا الشعب، وهي طواقي تناسب جميع الرؤوس وقرأ رائعته (طواقي الخوف) التي ألهبت حماس الحضور، وطواقي الخوف شهرتها سطعت بعد أن تغنت بها مجموعة عقد الجلاد.. حضور القدال وتضامنه مع قضية المشروع فيها دلالات إعادة المشروع إلى قوميته المعهودة. فهو رمزية لقطاع المثقفين أو الشعراء بصورة أدق. والعنوان أعلاه مقتبس من قصيدة طواقي الخوف.

يدر الله يا بسلوكة

سلوكة الجزيرة

كل يوم فينا بتنتش

سكك الحديد بي كم؟

بي كم بيت المفتش؟

والبيع بيعة عدوكا

بعت الأرض بترابا؟؟

باكر تبيع أبوكا

وان مُتْ من تُخمة باكر

ناس الشرق يبكوكا

وناس الغرب يبكوكا

ناس الشمال يبكوكا

وناس الجنوب يبكوكا.

بهذا الجزء من قصيدة طواقي الخوف يبدو أن هنالك توافقاً تاماً بين كل المتحدثين عن مشروع الجزيرة والمشاكل التي لاحقته

تضامن المعارضة مع التحالف

سكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب أعلن في كلمته تضامن حزبه مع تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، لحقه رئيس الحزب الوطني الاتحادي يوسف محمد زين الذي قال إن استهداف مشروع الجزيرة هو استهداف لكل السودان، ولا بد من وثبة مشروع السودان، ومثله فعل ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى عبد الرحمن وحزب المؤتمر السوداني الذي مثله أمينه العام مستور أحمد وهيئة محاميي دارفور التي مثلها المحامي يوسف إبراهيم وقيادات من منظمات المجتمع المدني.. هذا الحشد في أرض الجزيرة الذي بدأ صباحاً وانتهى في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي فيه دلالة إستشعار هذه القوى على حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد، لكن تظل التساؤلات قائمة في مدى صمود هذا الشعور بالوحدة حول قضايا البلاد الشائكة؟ خاصة أن أزرق طيبة كان واضحاً في طرحه الذي نادى بضرورة تكوين قيادات من كل القطاعات ليضعوا خطة عمل مدروسة. فالشيخ أزرق طيبة خريج جامعة الخرطوم ربما وهو يطرح هذا الموضوع ربما كان يستدعي سخرية إينشتين من الذين يفشلون في بعض الأمور ويكررون أفعالهم نفسها وينتظرون نتائج مختلفة. إذاً هي مرحلة تحتاج إلى أفعال مختلفة، للحصول على نتائج مختلفة.
التيار
[CENTER]


[/CENTER]

تعليق واحد

  1. مشروع الجزيرة كان مادة اساسية في المدراس وايضا التربية الوطنية كذاك ايام التعليم كان تعليم رحم اللة مشروع الجزيرة و الوطنية كذاك

  2. اتحاد المزارعين وثلة من العاملين ضعاف النفوس هم من سرقوا اصول المشروع من اتحاد جمال دفع الله وصلاح المرضي والمدعو النقر ومن عاونهم والآن يمتلكون الشركات بالخرطوم علي عينك ياتاجر!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..