مقالات وآراء

بعد مقتله وقطع راسه: هل دفن تشارلز جورج “غوردون” في بري؟!!

١-
الحصة تاريخ:-
بهدوء شديد وبلا تذكيرمن احد المؤرخين الذين يؤرخون احداث السودان الكبيرة او من الصحفيين، مرت في يوم السبت الماضي ٢٦/ يناير ٢٠٢١، الذكري (١٣٦) عام علي مصرع اللواء البريطاني/ اللواء تشارلز جورج غوردون – المعروف بعدة القاب منها: (غوردون الصين) و (غوردون باشا) و(غوردون الخرطوم)، الذي اغتيل في “السرايا” بالخرطوم ، والتي سميت بعد الاستقلال باسم (القصر الجمهوري)، والتي هي الان – بحسب ما جاء في احدي الصحف المحلية – انها قد اصبحت “ثكنة” عسكرية لقوات “الدعم السريع”، ومنذ لحظة اغتياله وقطع راسه وحتي اليوم ، لم يهتم احد من المؤرخين بالبحث والتنقيب في بطون الكتب القديمة، والوثائق الموجودة في دار الوثائق المركزية وبالمكتبات البريطانية في لندن عن مكان دفن جثمان غردون بدون راس في الخرطوم؟!!، واين دفن الراس في امدرمان بعد ان وصلت الي الامام/ محمد احمد المهدي في امدرمان؟!!
٢-
ان قصة احداث ما جري في يوم الثلاثاء ٢٦/ يناير ١٨٨٥ ومصرع غردون الذي اغضب الامام/ المهدي من اغتياله لانه كان يرغب في بقاءه حيآ، وما بعدها من قصص وروايات عن تحرير مدينة الخرطوم من حكم الحاكم العام البريطاني غردون، كلها احداث يعرفها كل سوداني، وظهرت مؤلفات كثيرة وكتب عن هذا اليوم، وساهمت جامعة الخرطوم بدور كبير في حل وفك طلاسم كثير من خفايا واسرار هذه الحقبة التاريخية التي استمرت من يوم الثلاثاء ٢٦/ يناير١٨٨٥بداية حكم المهدي للبلاد، وحتي يوم الجمعة ٢٤/ نوفمبر ١٨٩٩ نهاية حكم المهدي بعد واقعة “ام دبيكرات”.
٣-
وكان للمؤرخ الراحل/ محمد سعيد القدال، قدح المعلي في اثراء وتنوير المواطنين بتاريخ السودان عبر محاضراته وندواته القيمة عن احداث قديمة وجديدة شهدتها البلاد، واعادة تجديد الكثير من المغلوطة عن تاريخ السودان بصورة مغايرة عن مفهومها الخاطئ، ولكنه لم يتطرق في كتبه وندوات عن مكان دفن غردون.
٤-
عودة الي عنوان المقال :”بعد مقتله وقطع راسه: هل دفن تشارلز جورج “غوردون” في بري؟!!”، هناك ثلاثة روايات شعبية غير موثقة توثيق رسمي، وكانت متداولة قديمآ بين سكان ذلك الزمان في الخرطوم وامدرمان، والذين عاصروا زمن حكم محمد احمد المهدي.
٥-
الرواية الاولي تقول، انه وبعد سيطرة الدراويش علي “السرايا” قرر الامام/ المهدي زيارة الخرطوم لاول مرة في حياته، عنده بدأ الانصار في ترتيب وتنظيف “السرايا” قبل مقدم المهدي، فبدأت حملة تجميع جثامين الضباط والجنود التي تناثرت في كل مكان ب”السرايا” وخارجها، وكانت اعدادها هائلة، ولم يكن محل اخر لدفنها الا في منطقة بري القريبة من “السرايا”، تقول الرواية، انهم دفنوا جميعآ هناك في بري ومن بينها جثمان غردون.
٦-
(أ)-
رواية اخري افادت، ان رأس غردون بعد ان ارسلت من الخرطوم الي امدرمان، دفنت في منطقة “الطواربي” المعروفة بامدرمان والمطلة علي النيل قبال المسرح القومي، ويقال ايضآ، ان اللورد/ كتشنر، الذي جاء لحكم السودان بعد مصرع غردون، نبش الاراضي في منطقة بري والطوابي بامدرمان بحثآ عن مكان دفن رفات غردون، ولكن لا احد يعرف ان كللت مساعيه بالنجاح ووجد المقبرة، وقام بجمع العظام ودفنها بشكل لائق في “مقابر الكومنولث” وسط الخرطوم؟!!، ولكن اثبتت الشواهد ان قبرغردون مازال مجهول المكان حتي يومنا هذا.
(ب)-
مقابر الكومنولث.. شواهد غربية وتذكارات في قلب الخرطوم…
يرتادها الناس وذوو القتلى منذ الحرب العالمية
https://aawsat.com/home/article/535311/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85%D9%86%D9%88%D9%84%D8%AB-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85
(ج)-
هناك رواية اخري غير مؤكدة افادت، ان الجنرال/ كتشنر نجح في العثورعلي مقبرة غردون في الخرطوم ومكان دفن الرأس في امدرمان، وقام بتجميع الرفات وارسلها الي لندن.
٧-
وبما ان الكلام هنا عن المقابرالمجهولة لشخصيات بارزة لعبت ادوار بارزة، فسبق ان كتب بعض الكتاب عن المك نمرالذي توفي في اثيوبيا عام ١٨٤٦ ومازالت مقبرته هناك، وكل ما تبقي من ذكراه شارع يحمل اسمه في الخرطوم – صورة -:
موكب حفيد «إسماعيل باشا».. هل يمر في شارع «المك نمر» بالخرطوم؟
https://www.okaz.com.sa/politics/na/1600470
٨-
(لا احد يعرف حقيقة اين دفن الامام/ عبدالله التعايشي؟!!، فقد أقدم الإنجليز بعد استشهاد الخليفة وزوال الدولة المهدية على اعمال انتقامية كالتمثيل بالجثث، وتعقب أبناء المهدي وخليفته وكبار قادة الأنصار وقتلهم، وتهجير قبيلة التعايشة والإشراف من ال المهدي من أم درمان إلى النيل الأزرق وسنار وود مدني، وحتى نبش قبر المهدي.).
٩-
لا احد يعرف اين هي مقبرة الملازم/ عبدالفضيل الماظ بعد استشهاده في يوم ٢٨/ نوفمبر عام ١٩٢٤؟!!
١٠-
هل حقيقة تم العثور علي مقبرة الاستاذ/ محمود محمد طه..واين هي؟!!،
ام انه وبعد اعدامه شنقآ عام ١٩٨٥ في سجن كوبر تم القاء جثمانه في البحر الاحمر من عبر طائرة
حربية بتوجيهات من النميري حتي لا يكون القبر مزار لمريدي محمود؟!!
ام انه وري الثرى في قبر سطحي، في منطقة ما، واقعة في الصحراء غرب أمدرمان؟!!
١١-
بعد نجاح انتفاضة ديسمبر وزوال نظام الانقاذ، تم معرفة مكان المقابر الجماعية التي ضمت رفات الضباط ال(٢٨) الذين اعدموا في عام ١٩٩٠، ومعرفة مقابر الطلاب الذين اعدمهم كمال حسن علي قتل بالرصاص في معسكر العيلفون عام ١٩٩٨…وايضآ معرفة مقابر الشهداء الذين قتلوا في ساحة الاعتصام عام ٢٠١٩؟!!

بكري الصائغ
[email protected]

 

تعليق واحد

  1. وصلتني رسالة طريفة من صديق يقيم في جدة، وكتب:
    (…هل دفن تشارلز جورج “غوردون” في بري؟!! ، والله ياود الصائغ دة سؤال غريب، انت فاكر منطقة بري دي لسه علي حالها زي زمن غردون؟!!، ياأخي المنطقة بقت دولة قائمة بذاتها من ناحية العمران المتطور وزيادة المساحة، يعني لو كان غردون مدفون في بري حتمآ كانوا ناس حفريات المباني لقوا المقبرة، او يمكن لقوها وماعرفوا صاحبها ودفنوها في مكان تاني!!، واشمعني الدراويش دفنوا غردون في بري بالتحديد ومادفنوه في مكان وزارة المالية القريبة من القصر؟!!، ويمكن كمان دفنوه داخل حوش القصر؟!!، ويمكن كمان رموا جثته في النيل؟!!، اما عن رأس غردون ومدفونة في امدرمان دي حكاية مقبولة لان الرأس وصلت لامدرمان وبعدها تم الدفن هناك في امدرمان، وما استبعد تكون مدفونة في قبة المهدي!!.).)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..