الأزهري والفضلي وغضب الملك عبدالله – ذكريات وزير (13)

كان اسماعيل الأزهري ويحيى الفضلي في جولة حول الدول العربيّة (في الفترة بين ١٩٤٦ و ١٩٥١). ذكر لي يحيى الفضلي في حديث لي بمنزلي بأمدرمان أنهم عندما حضروا إلى الأردن لمقابلة الملك عبدالله الأول جدّ الملك حسين سألهم الملك قائلا:
– أنتم مشيتوا للضعيفتلي (من ضعيف) قبل ما تحضروا للقويتلي (من قوي). كان يقصد بها الملك فاروق. (ثمّ معقبّاً): الحمد لله المامشيتو للحرامي ابن العرّافة قبل أن تأتوا إليّ. (وكان يقصد الملك سعود لأنه أخذ الملك من أبيه الحسين بن على الهاشمي).

حدثني صديقي يحيى الفضلي عن تلك الرحلة التي قاموا بها حول الدول العربيّة. ذكر له أنه هو والأزهري ومبارك زروق ذهبوا لمقابلة الملك فاروق. قابلهم سكرتير الملك فاروق المسمى حسني (الذي كتب مذكراته فيما بعد بدار الشروق). وكان يحيى الفضلي شهماً وشجاعا ولا يخشى في الله لومة لائم. حضروا إلى القصر وقابلهم حسني ودعاهم إلى الجلوس في صالون كبار الزوار. كانوا يتحادثون إلى حسني في أمور شتى وفي خضم الحديث انتفض يحيى الفضلي قائلا:
– يا سيد حسني لو عندكم أي حاجة تجيبوها لينا في السودان ما تجيبوها لينا بواسطة قائد الجيش المصري. نحن ما مطمئنين له.
أجابه حسني بصوت عال متجهما غاضبا:
– إزاي يا يحيى تقول كلام زي ده، إنت عارف إنت بقول إيه؟ أنا أجيب دلوقت بوليس القصر يحقق معاك!
لم يتلعثم يحيى الفضلي في الإجابة على السكرتير حسني فأجابه بصوت أعلى منه بغضبه السوداني:
– يا سعادتك البخاري، قائد قوات الجيش المصري بالسودان، لص وحرامي.

كان يحيى الفضلي شديد في الحق.
اتكأ حسني من وهل الصدمةالمباغتة على كرسي الجلوس وقد دهشته شجاعة هذا السوداني الذي لا يعبأ لبوليس القصر، ثم قائلا:
– يا يحيى يعني إنت بتقصد أنا برضو حرامي، لأنو الأشياء بتجي بواسطتي؟

أجابه يحيى:
– لا أنا ما قلتش كده.

كان يحيى الفضلي جرئي جدا ولا يخاف في الله لومة لائم.
(ألا رحمة الله عليهم أجمعين)

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..