مقالات وآراء سياسية

جيشٌ يطعنهم في الظهر.. وحركاتٌ تُقاتل لتُذبح: تفكيك التحالف المسموم بين الجيش والمشتركة

مجاهد بشرى

تفكيك التحالف المسموم بين الجيش والمشتركة

في قلب الجحيم السوداني المشتعل، تقف “القوات المشتركة”، أو ما تبقى منها، تقاتل على جبهات دارفور، و كردفان، و الصحراء بالنيابة عن جيش فرَّ وتوارى، بينما يمضي قادته وقتهم في توزيع المناصب الوهمية، وافتعال مشاهد القسم في بورتسودان، وتدبيج الخطب الوطنية التي تفيض نفاقًا. لكن ما لا يقوله أحد — وما يجب قوله الآن — هو أن هذا التحالف بين الحركات المسلحة والجيش لم يكن شراكة، بل فخًّا تكتيكيًا، واستغلالًا ماكرًا دفع بالحركات إلى القتال ثم إلى الذبح.

الحركات بين مطرقة الانهيار وسندان الخيانة

حين خيّر ياسر العطا قادة الحركات بين القتال مع الجيش أو اعتبارهم متمردين، لم يكن يفاوض، بل كان يهدد. واليوم ليس هنالك خيارات حقيقية أمام الحركات، خصوصًا بعد الحصار الذي يضيق يوما بعد يوم على الفاشر، وانسداد الطريق إلى ليبيا، وتقطُّع خطوط الإمداد من الطينة، وتراجع المعنويات بعد اخبار غير مؤكدة عن مقتل قادة ميدانيين كبار أمثال عبدالله جنا. كل ذلك حوّل الحركات إلى رهينة موضوعة على خط النار، لا تقاتل دفاعًا عن مشروع، بل هربًا من نهاية وشيكة.

الجيش يفرُّ… والحركات تنزف

في الوقت الذي تحصّن فيه الجيش داخل بورتسودان، مدجّجًا ببياناته وإعلامه، ومواكبه المصفّحة، كانت الحركات تقاتل في ميادين الموت. الجيش الذي سلّم دارفور للدعم السريع بلا قتال، ترك المشهد خلفه، وتفرّغ لمعارك السلطة والمجاملات. أما الحركات، التي لا تملك امتدادًا جغرافيًا يتجاوز قبائلها، فقد دخلت الحرب بكل ما تملك: مقاتليها، أبنائها، وشرعيتها.

لكن القتال كان نزيفًا وجوديًا لها، فكل مقاتل يُقتل هو تهديد لبنيتها الداخلية، وكل انسحاب يعني انكشافها، وكل صمت يعني الطرد من مشهد السلطة.

بعبع الدعم السريع: كذبة الجيش التي تبتزها به الحركات

صوّر إعلام الجيش الدعم السريع كوحشٍ وجودي، لا بديل عن مواجهته إلا الفناء، وهي رواية تبنّاها الإسلاميون وروّجوا لها في وسائل الإعلام. هذه الرواية كانت المفتاح النفسي الذي دفع بالحركات للمشاركة في القتال؛ ليس عن قناعة، بل عن خوف. الجيش صنع بعبعًا وصدّقه، ثم سلّمه للحركات لتقاتله بدلاً عنه، بينما جلس يتفرّج.

لكن الحقيقة أن نصف الحركات الدارفورية اليوم تقاتل ضمن “تأسيس” المتحالفة مع الدعم السريع، ولم تمسهم نار التطهير الإعلامي، ولم يتهمهم أحد بالخيانة. وحدها الحركات التي تقاتل الجيش، هي من تُجلد، وتُتهم، وتُستنزف..

ومن سخرية اقدار الله ان المشتركة اليوم تستخدم ذات الخوف و الفزاعة التي صنعها الجيش و اعلامه في تخويف العسكر و الكيزان ليحافظ على مناصبه، و يأمن نفسه من شرهم.

المناصب مقابل الدماء: كيف باع الجيش الحركات؟

حين يتمسك قادة الحركات بوزارتين تم منحهما في اتفاق جوبا المنهار، فإنهم لا يفعلون ذلك طمعًا فحسب، بل خوفًا من أن تنكشف لعبتهم. لأن الاعتراف بأن هذا التحالف كان خطأ، سيجعلهم خونة أمام قواعدهم، وساذجين أمام التاريخ. إنهم يقاتلون ليحموا شرعية منصب فارغ، مقابل دماء تُسكب.

جبريل إبراهيم حوّل وزارة المالية إلى سلاح حرب ضد شعبه، لم يصدر ميزانية واحدة بأرقام منذ 2021م، وسحق ما تبقى من اقتصاد السودان، بينما لا يظهر في دارفور إلا في الصور. مناوي لم تطأ قدماه دارفور منذ بدء الحرب، لكنه متمسك بلقب “حاكم”. وتمبور يؤدي القسم واليًا لوسط دارفور، بينما يجلس في بورتسودان. مشاهد عبثية تثير الغثيان.

الجيش يعدُّ لذبحهم جميعًا

ما لا يفهمه قادة الحركات — أو يفهمونه ويصمتون ويعدون العدة لذلك سراً — هو أن الجيش يعدّ العدّة للتخلص منهم. التململ داخل القيادة العسكرية من “أعباء الحركات” يتصاعد، والإسلاميون بدأوا يتحدثون عن “تنظيف الدولة” من النفوذ القبلي. حين تنتهي الحاجة التكتيكية لهم، سينقلب عليهم الجيش، كما انقلب على المدنيين، وكما انقلب على حميدتي. وما وصف إعلام الكيزان لهم بـ”المرتزقة” إلا نذير أولي لما سيأتي.

الجيش لا يثق في الحركات، ويتجسس عليها، ويمنع عنها التمويل الحقيقي، ويُلقي بها في الخطوط الأمامية دون دعم لوجستي. يرسلها للموت، ثم يعاملها كأدوات لا كحلفاء. حتى الإعلام الرسمي يشيطنها من الخلف، ويصوّرها ككيانات قبلية طامعة. إنهم لا يخفون احتقارهم للحركات، بل يزرعونه في الوعي العام…

و الخطير في. الأمر هو أن الجيش حاليا يترك المساحة للمشتركة في التصعيد الإعلامي، حتى يجعل الجميع يراها على انها مجموعة حركات طامعة في المال و السلطة فقط، و انها فارقت خطهم الوطني،و هو ما سيسهل عملية القضاء عليها و شيطنتها إعلامياً، و نزع اي شرعية منها.

الجسر الأخير: نحو تحالفات مع الجانب الآخر.

إذا كانت الحركات المشتركة تريد البقاء، فلا طريق أمامها إلا القطيعة مع الجيش، ووضع اليد في يد صمود، التحالف المدني، أو “تأسيس”. فدعوة حميدتي لمناوي لم تكن مصالحة شخصية، بل فتحًا سياسيًا لفرصة تاريخية: وحدة الهامش. هذا التحالف، إن تم، سيحوّل الحركات من أدوات إلى لاعبين، ومن وقود حرب إلى بناة سلام، وسيفتح الباب لتأسيس جيش جديد ووطني يطوي صفحة الدولة الكيزانية.

التحالف مع تأسيس هو نجاة سياسية وعسكرية، وهو انتصار لأهل دارفور الذين جُرّوا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى بقاء رجال في مناصبٍ فشلوا في خدمتها.

خلاصة

الجيش لا يريد شراكة، بل تبعية. والحركات، إن واصلت القتال تحت رايته، ستُباد سياسيًا وعسكريًا. اليوم، المعركة لم تعد بين “عرب وزرقة”، بل بين من يريد بناء دولة، ومن يتمسّك بدولة الغنائم.

كل قطرة دم تُسفك من أبناء الحركات الآن، هي خدمة مجانية لجيشٍ يحتقرهم، ويستعد للتخلص منهم.

إما أن تتصالح الحركات مع الحقيقة، وتتحرر، أو تبقى تقاتل… حتى تُذبح..

ولهم الخيار.

‫4 تعليقات

  1. بالرغم من الخساسة الواضحة في طرحك حيث تشجع حركات الارتزاق المسلح للانضمام لتوافه حميتي التشادي الأجنبي وهمج الرزيقات اقول لك ليتهم يتحدوااو يتحالفوا مع اوباش الرزيقات وهمج المسيرية ويكونوا دولتهم ويرتاحوا من الفصل العنصري والتهميش.
    القوى الفاعلة في الشمال والوسط تعمل بتناغم وان كان غير معلن بفك الارتباط بدارزفت وغرب كردفان وعلينا أن نتحسب في حالة تحالف شرازم القتلة والسفاحين وسفهاء الميديا ومادبو ةحامد برقو وكل عنصري الغرابة علينا ان نبني قدراتنا الدفاعية لقد تحول القتال والحمد لله بين مكونات دارفور بين حميتي التشادي مع همج الرزيقات واوباش المسيرية وبين عناصر حركات الارتزاق المسلح وهذا القتال هو ليس وليد حرب الأجنبي حميتي التشادي بل هو ممتد لقرون خلت.
    ليس واجب علينا دفع فاتورة قتال قبلي

    دكتور حياة عبد الملك مفخرة السودان

    عمسيب يمثلني

    1. ومن انت يا عمر الشويقي ود الحايل نطفة المستعمر حتي تحدد للمشتركه واهل الغرب ماذا يفعلون؟ انتم الخسة والخيانة والغدر والقذارة تمشي علي رجلين وجميعكم سواء شوايق او جعلتيه او دناقله تتحدرون من فولان نيجيريا وبعضكم نطف مصريين واتراك والبان وشراكسه وبالتالي انتم الاجانب والدخلاء علي السودان ولا غرو ان كل الغزوات الاستعمارية قد دخلت السودان عن طريق خيث لا زال ولائكم لأسيادكم في جزيرة العرب حيث كنتم تمتهنون الحلب والصر ورعي ماشيتهم كعبيد اذلاء.
      فلتذهب انت وعمسيبكم وشمطائك حياة الفدادية عديمة الحياء وجميع وكلاء المستعمر للجحيم وخليك متأكد مافي انفصال ومافي حكم تاني لقبائل مثلث الشر الثلاثة واهل الهامش جاؤوا لإنتزاع حكم بلدهم من عملاء المستعمر امثالكم ولا مكان لكم في سودان المستقبل ولا حتي في دولة نهركم وبحركم المزعومه والما عاجبو ديك مصر يا عبيد مصر او خيار القبر في تراب السودان.

  2. يا كاتب المقال انت طبعا تهدف الى دق اسفين بين المشتركة والجيش حتى لا تحارب المشتركة مع الجيش ممنيا نفسك بان ينتصر اوباش ولصوص الجنجويد الذين تتبع لهم لكن صدقني حتى لو تحققت امنيتك ولم تحارب حركات دارفور الى جانب الجيش فان اوباش ولصوص الجنجويد لن ينتصروا ولن يعودوا للسلطة واكثر ما سيتحقق انه سيطول زمن المعركة لكن اوباشك لصوص المنازل شفشافة ملايات وعفش الجلابة هم وبعض الزرقة الحاقدين ساكني الحزام الاسود حول الخرطوم طال الزمن او قصر سيتم دك ودحر اوباش الدعم الصريع بعدين حكاية انك تقلل من قوة الجيش الكلام ده لن يجلب لك انتصار لانه مجاف للواقع والحقيقة الان استنفر كل الشماليين وحملوا السلاح لهزيمة حراميتك الجنجويد وفعلا فروا وهربوا لغرب كردفان ودارفور ونقلوا الحرب الى تلك المناطق النائية فربنا سيخزيكم ويكسر شوكتكم والذلة المسكنة والهوان جاييكم ومتحمدك انت وحراميتك

    1. ما تحلم يا كويز يا قنيط بدحر الدعم السريع لأنهم هم والزرقه البتقولهم ديل هم اساس الجيش وانت كشايقي وظيفتك داخل المكاتب المكندشه تصدر الاوامر وتلهف الاموال وتحيك المؤامرات. الشفشفه فضلة خيركم ومع ان اغلب الشفشافه يتعبون لإستخبارات وامنجية مليشيات كرتي ولكن نقول عليهم حلا عليكم ملايات وعفش الجلابه المجرمين الحرامية امثالكم ودي قطرة في محيط سرقاتهم لاموال وموارد السودان وذهبه المستمره لاكثر من ثمانية عقود.. الخزي والعار والذلة والمسكنه راجياكم وتاني السودان دا يا تعيشو فيهو بي ادبكم وتتمدو علي قدر فراشكم ولا تتفرشو فيهو وتطردو لمصر حيث تنتمون هذا اذا قبلت مصر بذلك وانفصال ليكم بي تراب السودان مافي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..