كلمة الاستاذة هالة عبد الحليم في ندوة حق التي أقيمت مساء الأمس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل 5 سنوات، وبالتحديد في أبريل 2009، وجهت لي دعوة للتحدث في ندوة عن نفس موضوع ندوتنا الليلة، “الوضع السياسي الراهن”. وقد قلت في تلك الندوة، قبل 5 سنوات، حديثاً لا يختلف كثيراً عما سأقوله اليوم، حتى أن نفسي راودتني أن أختلس كلمتي في تلك الندوة وأقرأها كما هي عليكم الليلة، وأنا متأكدة أنكم لن تلاحظوا فرقاً، إلا في بعض التفاصيل البسيطة. لقد قلت في تلك الندوة، مثلاً:
“حينما يتحدث الناس عن “الراهن” فهم يعنون أن هناك ماضي وأن هناك مستقبل، هم يعنون أن هناك حركة وأن الأشياء تتغير وأن هناك فرق بين الأمس واليوم والغد. ولكن الوضع السياسي في السودان ظل كما هو لفترة طويلة جداً مضت، كما أنه، وفقاً لكل المؤشرات، سيظل كما هو لفترة طويلة قادمة أيضاً.” وقلت أيضاً:
“نحن الآن أمام سلطة سقطت كل شعاراتها وكل برامجها، بل ولم يبق لها إلا أن تسقط هي أيضاً، ولذلك فإنها لم تعد تفعل شيئاً سوى ابتياع الزمن. إنها سلطة رزق اليوم باليومليس إلا، وبعد أن فقدت كل مبررات وجودها واستمرارها، تعيش على افتعال واصطناع وفبركة مبررات جديدة… غير أن النظام لا يتردد مطلقاً في تقطيع أوصال المواطنين العزل والطلاب المسالمين، ولا يكف عن تصعيد الحرب على مواطنيه حتى داخل معسكرات النزوح ولاعن حرمانهم من أسباب المعيشة والحياة.” ولخصت كلامي آنذاك بالقول:
“السمات العامة للأوضاع في السودان والحقائق الرئيسية فيه هي أولاً: أن هناك حزباً واحداً، حزب المؤتمر الوطني، يمسك بكل مفاصل السلطة ويسيطر على كل مقدرات البلاد، وأن الآخرين جميعاً، هم على هذا القدر أو ذاك من التهميش. وثانياً: أن المؤتمر الوطني ليس في ذلك الوضع بفضل قوته أو إنجازاته، وإنما بفضل ضعف وفشل الآخرين، وأنه كلما ازداد المؤتمر الوطني ضعفاً كلما ازداد ضعف معارضيه أكثر وأكثر، وهكذا، مما يعني بل ويؤكد في نهاية المطاف الحقيقة الرئيسية الثالثة والأخيرة وهي أن هذا الضعف المتبادل، هذا الكساح وهذا الشلل الشامل يدفع البلاد دفعاً نحو هاوية بلا قرار.”
تلك كانت هي السمات الرئيسية للوضع السياسي الراهن في السودان قبل 5 سنوات، فهل هناك أي قدر ملموس من التغيير في تلك السمات اليوم؟ أظن أن الإجابة واضحة.لذلك، أقول الآن، كما قلت حينذاك، أن كلمة “الراهن” حينما تتبع مصطلح “الوضع السياسي” في السودان، هي تزيد لا معنى له؟ ويكفي أن نقول “الوضع السياسي في السودان” بدون راهن ولا غيره، فالحال من بعضه.
المشكلة الرئيسية والمأساة الحقيقية تتضح حينما نسأل أنفسنا: كم يا ترى من المواطنات والمواطنين السودانيين فقدوا حياتهم وهلكوا في خلال هذه السنوات الخمس فقط، دع عنك ما سبقها من عقود، كم طفل فقد أبويه؟ كم شاب في مقتبل العمر فقده أهله؟ كم أم ثكلت، وكم أب تمزقت نياط قلبه؟ بفعل الحروب الهوجاء والصراعات والنزاعات المسلحة المستمرة في كل أصقاع الوطن، أو ما تبقى منها، نطفئها هنا لتشتعل هناك، ونخمدها اليوم لتندلع غداً؟ كم ماتوا بفعل الأوبئة والأمراض المستوطنة، بل وبالأمراض البسيطة أيضاً، وكم من الأمهات غادرن هذه الحياة وهن يهبنها في غرف الولادة الملوثة؟ كم من الأطفال يهيمون على وجوههم، بيوتهم الشوارع، ومأواهم الخيران والمجاري، بلا تعليم ولا مستقبل، وكم طفل تسرب من الدراسة البائسة، أو أخرجه أبواه منها لعدم قدرتهم على تحمل المصاريف؟ كم من مئات الآلاف، بل والملايين من الشباب، أضيفوا لصفوف البطالة، وتغلق أمامهم أبواب الحياة الكريمة يومياً؟ كم من النساء اغتصبن في مناطق الحروب والنزاعات، وكم من الفتيات جلدن وأهينت كرامتهن بفعل قوانين النظام العام الحقيرة؟ كم وكم وكم؟؟؟؟؟ كم من الخسارات الفادحة على مختلف الأصعدة؟ كم من الفرص المفقودة والمهدرة؟
بالطبع فإن النظام الحاكم مسئول تماماً عن كل تلك الخسارات الفادحة والمآسي والآلام الفظيعة، ولكننا قطعاً لن نكون أمناء لو قلنا أن النظام وحده هو المسئول عن كل ذلك. نحن أيضاً مسئولون، نحن كمعارضة للنظام، أفراداً كنا أم تنظيمات، في الإجماع الوطني أو خارجه، في المقاومة المسلحة أو المدنية. نحن مسئولون عن كل ذلك ومساهمون في تكريسه عبر فشلنا وعجزنا، وبسبب تغليب المصالح الحزبية والشخصية على المصلحة الوطنية العليا، وبسبب انعدام المبدئية وفقدان العزيمة والإرادة السياسية. يجب أن نواجه أنفسنا بصراحة. لقد كان من أهم أهداف الفترة الانتقالية التي أعقبت نيفاشا، تحقيق الوحدة الجاذبة وإنجاز التحول الديمقراطي، فماذا حدث؟ لقد انتهت الفترة الانتقالية ليس فقط بتحقيق الانفصال، وإنما أيضاً بانتقال الحرب إلى مناطق جديدة في الشمال. وليس فقط بالفشل في إنجاز التحول الديمقراطي، وإنما بتكريس الشمولية والدكتاتورية والقمع في بلدين، بدلاً من بلد واحد! ألم يحدث ذلك بتآمر صريح من الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي لم تكن آنذاك جزءاً من النظام فقط، وإنما كانت أيضاً جزءاً من المعارضة. ألسنا أيضاً مسئولون عن ذلك عبر تفريطنا وتعاملنا قصير النظر والمساوم في الانتخابات العامة والرئاسية السابقة في 2010؟
تطرح الآن دعوة ما للحوار، وهي دعوة تتسم بالغموض والإبهام والالتباس إلى حدود كبيرة، فمثلاً تم توجيه الدعوة لبعض الأحزاب، بينما أهملت أحزاب أخرى، وكذلك فقد أطلقت الدعوة بعد أن انخرط عدد من الأحزاب في ذلك الحوار فعلاً ومسبقاً، بل وقطع فيه شوطاً لا بأس به، إن لم يكن قد توصل بالفعل إلى اتفاقات كاملة، فهل تلك الأطراف هي جزء من الحكومة أم من المعارضة الآن؟ هل هي من الأطراف المدعوة للحوار، أم هي من الأطراف الداعية له؟ هؤلاء، للأسف، هم الذين لم يكفوا لحظة واحدة عن وعظنا بأن “من جرب المجرب حاقت به الندامة”! وهذا بالضبط هو ما تريده السلطة، أن تحاور نفسها في نهاية الأمر، أو ألا تحاور احداً.
رحى الحرب لا تزال تهلك النسل والحرث في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا تزال همجية القصف بكافة أنواع الأسلحة والقنابل بما يشمل المحرمة دولياً وفق ما تورده جهات إعلامية متعددة، مستمرة. من الواضح أن النظام قد فشل في تحقيق أي اختراق عسكري في تلك المناطق، وأنه قد تعرض لهزائم قاسية وباءت حملاته بخسران مبين. الخسارات الضخمة التي تلحق بالنظام، تقابلها ايضاً من الجانب الآخر أيضاً وقائع واحتمالات سلبية تتمثل، على سبيل المثال لا الحصر، في الحرب التي اندلعت في دولة جنوب السودان. لقد دخل قطاع الشمال من الحركة الشعبية في جولة مفاوضات جديدة مع النظام، وهذا يتم في إطار قرارات دولية، غير انه من جانب آخر يفت في عضد الجبهة الثورية، التحالف الأوسع للمقاومة المسلحة، لاستثنائه حركات دارفور والتي تتفاوت مواقفها من التفاوض فيما بينها من رافض من ناحية مبدئية، لباحث عن منصات ومنابر جديدة.
لقد اطلق النظام دعوته الملتبسة للحوار لأسباب تتعلق به هو نفسه، ولا تتعلق بالأزمة الوطنية الشاملة. المقصود من هذه الدعوة هو حل أزمة النظام وليس حل الأزمة الوطنية ودليلنا على ذلك بكل بساطة هو أن هناك قضايا حلها في يد النظام بصورة كاملة ومطلقة ولا يحتاج النظام للتفاوض مع المعارضة ولا مع أي جهة أخرى للتوصل إلى حلول لهاوتنفيذها. مثلاً، النظام لا يحتاج للتفاوض مع المعارضة حتى يلتزم هو بنصوص دستوره، لا المعارضة ولا أي جهة أخرى تمنعه من ذلك، وإنما هو نفسه الذي نكص عن الالتزام والتقيد بدستوره، بإصداره عمداً لقوانين تخالف الدستور، وبتعمده استمرار سريان قوانين تتعارض مع الدستور، وبقيامه بممارسات وإجراءات تنتهك الدستور انتهاكاً واضحاً وصريحاً. قد يكون الذين يقولون أن النظام جاد هذه المرة في دعوته للحوار على حق، ولكنه جاد في حوار يفضي إلى حل أزماته هو، وإلى تشديد قبضته على السلطة، وإلى إطالة عمره حتى ولو من خلال تحالف أوسع.
المستجيبون لدعوة الحوار هذه أو المهرولون للاستجابة، وفيهم أطراف استجابت قبل إطلاق الدعوة ذاتها، مدفوعون، بنفس القدر، ليس بالرغبة في حل الأزمة الوطنية وإنما بالرغبة في حل أزماتهم مع النظام من خلال توسيع ماعونه الآخذ في الضيق والانكماش. إذا كان الدافع هو معالجة الأزمة الوطنية، فكيف يبرر أولئك الذين ملأوا الآفاق وزحموها، بحق وبغير حق، بنقد ومهاجمة الاتفاقات الثنائية، والتي كانت قد أبرمت علناً وفي رابعة النهار، أن يدخلوا هم أنفسهم الآن في حوار ثنائي مع النظام سراً وتحت جنح الظلام؟ ما نراه ليس بعيداً عن النزوع التاريخي لبناء تحالف أهل القبلة. أما بالنسبة لأطراف أخرى في هذه المجموعة المهرولة فإن موقفهم منسجم تماماً مع تراجعهم الصريح عن ورفضهم التام والقاطع لمبدأ الدولة المدنية والذي اتضح في آناء النقاش حول وثيقتي البديل الديمقراطي والإعلان الدستوري لقوى الإجماع الوطني.
إن التحالف الجديد الذي يجري بنائه في إطار النظام القائم مع بعض التعديلات الشكلية، هو تحالف يقوم في جوهره على أساس آيديولوجي وهذا، في حد ذاته وبصرف النظر عن أي أيديولوجية نتحدث، ينافي ويتناقض مع الزعم بأن المطلوب هو حل من خلال إطارقومي عريض يشمل كافة القوى الوطنية في السودان. هذا الاصطفاف الآيديولوجي مدفوع بالهزيمة ذات الآثار العميقة وبعيدة المدى التي تلقاها تيار الإسلام السياسي عموماً والإخوان المسلمين خصوصاً في مصر وتونس. في ظل الأزمات العميقة التي دخل فيها النظام والفشل الذريع في إدارة الحكم، وبضغوط متعددة داخلية وخارجية، يتم بناء التحالف الجديد لقوى الإسلام السياسي لدعم إخوتهم في الشمال وفي المنطقة. النظام في مأزق، فهو لا يستطيع، نتيجة الضغوط النافذة الخارجية، إلا توفير القواعد الخلفية للإخوان المسلمين في مصر، وفي ذات الوقت فهو يدرك أنه من الهشاشة بحيث لا يستطيع تحمل عواقب هذا الموقف صراعاً مع النظام الجديد في مصر. هذا التحالف الآيديولوجي مطلوب لمساعدة النظام على الخروج من هذا المأزق، أما على صعيد الأزمة الوطنية، فسيؤدي هذا التحالف إلى فركشة قوى الإجماع الوطني، كما سيكون واجهة للنظام لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وجبهة موحدة لمفاوضة الجبهة الثورية بعد محاصرتها إقليمياً وإضعافها.
لقد واجهت قوى الإجماع الوطني، أو ما تبقى منها، دعوة المؤتمر الوطني للحوار بالرفض التام، وبنبرة عالية ومتحدية. فحينما طالبنا داخل قوى الإجماع بأن يكون ردنا على الدعوة هو ضرورة أن يقوم النظام بإجراءات لتهيئة الأجواء للحوار تتضمن رفع القيود عن الحريات وإيقاف إطلاق النار وغير ذلك، أصر البعض على أن تعلن تلك المطالب كشروطوأن تتضمن قبول النظام المبدئي لقيام حكومة انتقالية. في رأينا أن موقف قوى الإجماع، والمطالب باتخاذ إجراءات لتهيئة المناخ للحوار أولاً، هو موقف سليم في جوهره، إلا أن الطريقة التي يحاول البعض بها إخراج ذلك الموقف وصياغته في شكل شروط، مصراً على أنها ليست مطالب وإنما شروط وواضعاً خطين تحت كلمة شروط في كل سطر، هذه الطريقة لا تخدم قضية قوى الإجماع الوطني مطلقاً بل تضعفها تماماً وتظهر هذه القوى بمظهر من يضع العراقيل أمام الحلول التفاوضية وبمظهر الرافض للحوار من ناحية مبدئية، وهذا ليس في مصلحة قوى الإجماع بتاتاً. نحن، كحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، داخل قوى الإجماع الوطني نقف مع مطلب تهيئة الأجواء لحوار صحيح يتم بندية حول قضايا الأزمة الوطنية الحقيقية، ليس تنطعاً ولا رغبة في فرض الشروط وإنما لأن ذلك هو المدخل الصحيح لحوار معافى. وفي ذات الوقت نحن ندرك أن هناك أساليباً ووسائل وطرق متعددة لمعالجة مسألة تهيئة الأجواء هذه بصورة إيجابية وفي مصلحة الحل التفاوضي، وأنه يجب تناول هذا الأمر بما يستحقه من جدية.
إن ما تحتاجه قوى الإجماع الوطني، الآن أكثر من أي وقت مضى، هو إعمال العقل والتدبير والحنكة السياسية، لا إعمال العقيرة والحناجر بالصراخ والهتافات المدوية والشعارات العنترية. ما تحتاجه أولاً: نظرة إلى داخلها هي ذاتها، نظرة نقدية شفافة ومسئولة وأمينة وصادقة مع النفس تسلط الأضواء على مواطن الخلل والقصور والضعف والفشل طوال الفترة الماضية، تحدد الأسباب الحقيقية وتصف العلاجات الناجعة مهما كان مذاقها مراً. إن الاستمرار بالطريقة العقيمة القديمة لم يعد ممكناً. هناك امتحان حقيقي يواجه قوى الإجماع الآن وفي هذه اللحظة بالذات، هو امتحان سياسي وأخلاقي في آن معاً، وفي طريقة حله سنرى ما إذا كانت قوى الإجماع راغبة فعلاً في معالجة القضايا بروح الجدية والحسم كما هو مطلوب، أم بوسائل المساومة والتسويف كما درجت. الامتحان هو كيف يتسنى لقوى الإجماع أن تتخذ هذا الموقف المتشدد من الدعوة للحوار وفي ذات الوقت تقبل داخلها وضمن مكوناتها الرئيسية ببقاء قوى خرتت يدها تماماً من أي التزامات سابقة وانخرطت في ذلك الحوار فعلاً ومسبقاً؟
ثانياً: إن خروج قوى بعينها من قوى الإجماع هو أمر مؤسف، ولكنه ليس كارثة، وليس نهاية الطريق. لقد كنا نعول على وحدة أكبر قطاع من القوى الوطنية في مجابهة الإنقاذ، ولم يكن أمر الحفاظ على تلك الوحدة هيناً أو يسيراً، إنما كان طريقاً وعراً مليئاً بالعقبات والإحباطات. أما الآن وقد خرج من خرج بينما آخرون في طريقهم للخروج، فإننا نعول على وحدة أكثر متانة بين القوى الباقية داخل الإجماع الوطني، وعلى وحدة أكثر كفاءة وفعالية. بوسع قوى الإجماع أن تحول الأثر السلبي لخروج أطراف منها من التحالف إلى طاقة إيجابية، وأن تتجه الآن لتعزيز طاقاتها بالاقتراب أكثر من الجماهير والقوى الشعبية، وبناء قواعد التحالف وسطها، وتصعيد وتعزيز قدراتها وإمكاناتها، بما يجعل من قوى الإجماع الوطني جبهة جماهيرية شعبية حقيقية.
ثالثاً: بدلاً من محاورة النظام، فإن على قوى الإجماع أن تعمل الآن وفوراً وأولاً للدخول في حوار عميق وشفاف مع الجبهة الثورية، ليس مثلما حدث مع وثيقة الفجر الجديد، حوار واضح وبناء يهدف إلى تكوين جبهة معارضة واحدة موحدة القيادة والاستراتيجيةوالخطط، متعددة الوسائل. كما قلنا فإن النظام يستهدف من تكتيكاته الحالية بناء صف موحد بإزاء الجبهة الثورية. إذن لنهزم هذا التكتيك بتوحيد الصف مع الجبهة الثورية.
خلاصة الأمر في النهاية ثلاثة أشياء:
أولها: أن الحوار ليس هو القضية، الحوار هو مجرد وسيلة وليس غاية في حد ذاته. الاتفاق أو الاختلاف حول الحوار هو اختلاف نسبياً ثانوي. القضية الأساسية هي الموقف النهائي من هذا النظام، مصالحته أو إسقاطه. هذه هي القضية الحقيقية والتي يحاول الكثيرون أن يدفنوها تحت أكوام وركام من القضايا الزائفة.
وثانيها: أن المطروح على الطاولة الآن ليس دعوة للحوار، وإنما هو دعوة للإلحاق بالنظام، فقد شرعت القوى المعنية بأمر الحوار في حوارها مع النظام وهي بصدد إكماله، وهي تسعى الآن لإلحاق الآخرين به.
وثالثها: أن هناك مستحقات ضخمة على قوى المعارضة بكل أطيافها، المدنية والمسلحة، داخل قوى الإجماع وخارجها، وهذه المستحقات واجبة السداد سواء قبلنا بالدخول في حوار مع النظام أو رفضنا ذلك، وسواء انتهجنا طريق الحل التفاوضي، أو طريق المقاومة المسلحة، وأنه قد آن الأوان لنعد لكل حالة عدتها، إذا اخترنا الحوار والتفاوض فعلينا أن نستعد له كما يجب، وإذا رفضنا الحوار والتفاوض فعلينا أيضا الاستعداد لمتطلبات الخيارات الأخرى، ما لم يعد مقبولاً، وما لم يعد من الممكن السكوت عليه هو الركون إلى حالة العجز والعقم والهروب والخداع هذه، لا نحن قادرون على الحوار ولا نحن مؤهلون لغيره، لأن الثمن، ثمن هذه اللكلكة، غال جداً، الثمن الذي يدفعه أبناء وبنات هذا الشعب يوميا من حياتهم ومن حقوقهم في الحياة وفي الأمن والأمان والصحة والعلاج والتعليم والمسكن والمأوى والعمل والحياة الكريمة دون أمل، ودون طائل.
نعم الرأي والرؤيا وبارك الله قدرك
من أشد المعجبين بهالة عبد الحليم من حركة حق والمهندس خالد سلك ود امجد فريد وشباب التغيير وشباب المؤتمر السوداني رضوان داؤود واخوته ونحن يا شباب من نسيطر على الأثير والمنابر الشبابية والطلابية ..تتفق الأحزاب التلقيدية القديمة مع المؤتمر الوطني أو تتختلف لن تغيير من المشهد السياسي شيئاً .. حضرت امس الندوة وجميع المتحدثين تحدثو حديثاً طيباً ولكني لأ أخفيكم مازلت أتوجس من الحركات التي ترفع مطالب اقليمية أو فئوية ضيقة . لا نريد تكرار تجربة الحركة الشعبية حيث تنكست عن حميع الشعارات التي دعمناها في حينها .. تذكرون كيف كانت مسرحيتها في انتاخبات الرئاسة2010م
الكلام و المؤتمرات و الندوات لا تفيد شيئا مع المؤتمر اللاوطنى لابد من الخروج الى الشارع و على قبادات الاحزاب و الطلاب استعدوا لتنظم و تعبئة و اعلانات الخروج للشارع – خلاص الشياطين الثلاثة اتلموا تانى عمر و الصادق و الترابى – مافى حل الا الاعتصامات و المظاهرات – تانى 25 سنة حتكونوا فى الدوامة دي – تغير كراسى و ادوار و ده فيلم هندى مش حتنتهى .
الاستاذة هالة كلما وجدت مايك تكيل اللوم والتقريع لقوى الاجزء منه . دائما ما تميل الى جلد الزات وهى صفة لا يجب أن تكون لدى قائد/ة او رئيس/ة حزب
ليس لديها ما تضيفه والدليل هو انها كررت نسبة 80% من كلامها قبل خمسة سنوات . اذن ما هى الاضافة التى اضفتيها انتى طيلة الخمس سنوات سوى . الضغط واللوم لقوى الاجماع
لا ادافع عن قوى الاجماع وبها قصور كبير وكلنا يعلم ذلك . لكنهم يجتهدون لتحريك الشارع . على الرغم من انهم كانوا يعانون من بعض الاحزاب التى كانت مصالحها تتعارض مع التغيير . وبكل اسف كانت الاستاذة هالة تتقرب من هذه القوى. فقد سعت للم شمل الصادق والترابى رايناها تتوسطهم وهى تتبسم وكأنها فعل شىء يحسب للتغيير
اقتباس ( عندما يتحدث الناس عن الراهن فهذا يعني ان هناك ماضي ومستقبل) ما هذا الاكتشاف الجديد ما هذا الذكاء الفريد؟ يا سلاااااااااام والله ما كنت عارف كده…… انه زمن معفن ان نخاطب بهكذا خطاب….. هالة فاقد تربوي بمزاااااج تفوووووووووووووووووو عليك زمن.
(( تتفق الأحزاب التلقيدية القديمة مع المؤتمر الوطني أو تتختلف لن تغيير من المشهد السياسي شيئاً .. حضرت امس الندوة وجميع المتحدثين تحدثو حديثاً طيباً ولكني لأ أخفيكم مازلت أتوجس من الحركات التي ترفع مطالب اقليمية أو فئوية ضيقة . لا نريد تكرار تجربة الحركة الشعبية حيث تنكست عن حميع الشعارات التي دعمناها في حينها .. تذكرون كيف كانت مسرحيتها في انتاخبات الرئاسة2010م ))
This is the point where opposition has to be careful when dealing with the members of the Revolutionary Front (RF) which is mainly made up of the armed regional rebel movements including the Sudan Peoples liberation Movement(North).All these movements are against the regime for reasons other than that the wide spectrum of Sudanese people opposing it and wish to see it removed. We had witnessed and now also seeing how these movement are splitting into competing factions to negotiate deals with the regime to achieve and securing a poor share of power and wealth for their members rather than for the regions that they claim to be representing. Joining hands with these movements, for sure, will be tactical from their side. Until these movements declare national agendas and proclaiming themselves as national Sudanese political bodies without any affiliation to race or region it will be a fatal mistake to depend on them in realizing the national goals in creation of a free, federal, liberal, democratic civil state in the Sudan whereby all citizens have equal rights irrespective of race, religion , believes or regional affiliation. As stated in the above quoted comment, we have seen how the Sudan Peoples liberation Movement(SPLM)tactically joined efforts with the National Alliance against the regime and when the time came they negotiated solo agreement with the Islamist regime and the rest is known to everybody including their dirty tricks during the last elections.
In my modest opinion, there is no other way to topple this regime than a popular uprising similar to that of October,1964 and March/April,1985, hence all the efforts, whether individual or collectives must be in this direction. Any negotiations ,whatever, is a mere gift to this regime to stay on and offering him reasons to remain.
المشكلة ان هناك من يتصدرون للقضايا والمشاكل من عقدين ويضيعون الوقت ضجيج في ضجيج ولا يوجد طحين
المشكلة ان هناك من يتصدرون للقضايا والمشاكل من عقدين ويضيعون الوقت ضجيج في ضجيج ولا يوجد طحين
التحية لك الاستاذة هالة نقول ان الحكومة القومية التئ يهرل من اجلها قوئ السودان القديم لن تحل مشكل السودانئ والحمد للة الكيمان انفرزت وعلئ كل قوئ السؤدان الجديد ان تستعد الئ المعركة المقبلة بكل الوسائل المتاحة حتئ نجرب النظام من انشاء حكومة انتقالية وتفكيك دولة الحزب الواحد ونتزاع الحريات واعادة هيكلة القوات النظامية والخدمة المدنية ثم اقامة انتخابات حرة ونزيهة والاهم من ذلك المحاكمات للذين قتلوا وروعوا وكلوا المال العام
الندوة التي حضرتها مساء السبت شبابية بامتياز، وقد جاءت كلماتها ساخنة تحرض بشدة على الخروج الآن وفي الحال إلى الشارع، وهم يرفضون بذلك هذا التلكؤ الذي يهيمن على الساحة السياسية، مع مناشدات متكررة إلى تضامن وتحالف قوى المعارضة الحقيقية المسلحة والسلمية، ومثل هذه الندوة تهيئ بالفعل إلى عمل سياسي ناجز يمكن أن يقود إلى التغيير المأمول..
في ظني انك قد جانبتي الصواب يا هالة خصوصا في ما وصفتيه في مقالك بالاصطفاف الايدولوجي لقوى الاسلام السياسي مع النظام…وتحديدا انتي تقصدين المؤتمر الشعبي…ارجو يا اخت هالة ان لا تضيعي فرصة اجماع الشعب السوداني بأطيافه السياسية على قضية وطنية تمثل الحد الادني من الوفاق لأخراج البلاد من مصير التمزق والتفتت…وهذا ما يمثله تحليلك المجافي للحقيقة…فليس هناك جديد يجعل الشعبي يقبل بما رفضه امس وهو في السلطة فأختار ان يخرج منها مختارا..ومواقفه تجاه الثورات العربية الربيعية معروف بما اسداه لقادتها من نصائح بعدم التعجل في حصد النتائج والانفراد بالسلطة…ولكن ان نتعلم من تجارب انظمتهم الخالفة التي شرعت الاقتتال وتصفية الحسابات فتعطلت التنمية وجعلت الشعوب تحن الى ايام الطواغيت والعسكر الذين ثاروا عليهم، وان نختار البناء لا الهدم نهجا لنظام خالف وطني يستوعب الجميع في عملية البناء الوطني ولا يغفل بطبيعة الحال عن العدالة في رد المظالم ومحاسبة المفسدين …ذلك هو عين ما جعلنا نقبل الحوار المفضي لما اجمعنا عليه في وثائق المعارضة الوطنية…حريات عامة تلد دستور ديمقراطي في دولة ديمقراطية مبنية على التعاقد الحر بين الشعب ومن يفوضه للحكم لأجل مسمى..اما ان تزايدي علي وطنية من يختلف معك وتصفيه بالهرولة للحاق بالنظام والحاق الاخرين به..فهذا لعمري ما يتناقض مع تصديرك المتفق اصلا مع قبول مبدأ التفاوض والحل التفاوضي…وكأني بك تعارضين بدون افق سياسي يا هالة..!
وختاما ارجو ان تكفي عن الخوض في استهلاك بضاعة الزمن القديم في استثارة ايدولوجيا المعسكرات التقدمية والرجعية …فقد شربنا منها جميعا كأسا مريرة..حينما ركل فيها حزبكم اليساري العجوز خارج البرلمان فلم تعدموا وسيلة للتسلل للحياة السياسية ولو على ظهر دبابات مايو الخلاص ومن ثم شرعتم معاول الانتقام من الحركة السياسية فصادرتم من صادرتم واعتقلتم من اعتقلتم وشردتم من الخدمة العامة من شردتم وتم تطبيق برنامج اشتراكي للتنمية شوه اصول فكرتكم الاشتراكية وخرب البلاد بل واراق الدماء في ودنوباوي وابا وغيرها…والمضحك ومن سخرية الزمان ان ذات السيناريو قد تكرر حينما قذفت الجبهة الاسلامية خارج ائتلاف حكومة الوفاق الوطتي بمذكرة الجيش المشهورة
فلم تعدم هي الاخرى وسيلة هدم معبد النظام الديمقراطي الهش والآئل للسقوط اصلا وتتصدر المشهد خلال ربع قرن من الزمان ..دماء لا حدود لها وتمزق وتفتت وحدة البلاد وازمة هوى وهوية…ماذا نقول بعد كل هذا؟ اليس ثمة عقلاء ينظرون بعين الحكمة المستقاة من التجارب والتاريخ القريب؟ جبهة ثورية؟ الم تسمعي بجبهة حركة يوليو 76 (المرتزقة)؟ هل اسقطت نميري؟ الجيش السوداني يا هالة لن تنكسر شوكته ودون ذلك خرط القتاد…لأنو ببساطة اصل اصيل يملكه الشعب السوداني…الحل هو الصبر على آلام الحوار ليفضي الى وضع جديد جديد جديد بدون دماء …ولتترفع القيادات المعارضة عن اجندة الانتقام الشخصي وما قاسوه من حرمان وليتذكروا دائما هذا الشعب الصابر الذي قاسى وعانى وفقد العائل والابن والمستقبل..وليكن الشعار : يا ابناء السودان اتحدوا معا لنعيد بناءوطنا ما جنى علينا..