مقالات وآراء سياسية

في المسألة السودانية

التجاني محمد صالح

إن ما يردده بعض السودانيين من أسباب رئيسة أدت في ظنهم إلى تخلف المجتمع السوداني ما هي في الواقع إلا أعراضا و مظاهر تطفو على السطح و تحجب الرؤية عن السبب أو الأسباب الجوهرية الغارقة في أعماق وعي الشخصية السودانية.

إن ما نراه من سلوكيات غير متسقة تميز الشخصية السودانية عن غيرها من الشعوب يرجع في أصله لخلل جوهري في التكوين الوجداني للسودانيين. تحديد ذلك الخلل يحتاج إلى تضافر جهود المجتمع كله لتشخيصه بدقة. نتيجة التشخيص ربما كانت صادمة و إعلان نتائجها يحتاج إلى الكثير من الشجاعة و الصبر و المثابرة. إن الحقيقة التي تناقض الموروث لن تجد غير الرفض و المقاومة من سدنة الماضي الذين أستقر لهم الأمر و سلم لهم قياد الشعب.

إن الخرافة الممتزجة بالتدين الشعبي اللاعقلاني الذي ساد هذه البلاد دهرا طويلا و لا يزال هي ما ألقت بظلالها الكثيفة على تكوين الشخصية السودانية و صبغتها بصبغة مميزة أعاقت تقدمها. نرى مظاهر ذلك التخلف في الإخفاقات الكثيرة التي لازمت التجربة السودانية على مدى أزمان طويلة. و يتمثل علاج ذلك في إعادة تصورنا لذاتنا بتطوير التعليم و مناهجه بعد أن تترسخ لدى الشعب بوسائل الإتصال المختلفة و ضمن خطة شاملة فكرة التغيير و ضرورته إذ لا يمكن إحداث التغيير المنشود من دون رضاء و إختيار و مشاركة الشعب.

التجاني محمد صالح

تعليق واحد

  1. ان لم يتم الاعتراف بالمشاكل والخلل في الشخصية والتركيبة السودانية لو يقوم للسودان قائمة ولو بعد الف عام. تفضل بكتابة المزيد عن هذا الموضوع. ليك التحية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..