الثروة الحيوانية مغالطات الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم
ونواصل…
تمنيت من خلال متابعتي للحوار الذي جرى مع وزير الثروة الحيوانية في قناة النيل الازرق ومن خلال اجاباته عن واقع الثروة الحيوانية والمشاكل التي تحيط به ان يمتلك الشجاعة الكافية والمبادرة في اصلاح واقع حال القطاع بدلاً من الانكار والتسويف وان يحارب الممارسات والفساد الذي احاط بوزارته في وقت يعيش فيه القطاع في اسوأ مراحله من تدمير على كافة مستوياته ولا شك ان التناغم الذي تحدث عنه الوزير في وزارته والذي يعكس تناقضاً وتجافياً للحقائق في ظل حديث الوزير السابق بروفيسور تبن وما لاقاه من فساد وتكتلات جعلت اصلاح الحال عسيراً فمن اين جاء هذا التناغم وانت لم تمكث اكثر من شهرين في وزارتك. واشكالية الرسوم الغير القانونية وتجنيب الاموال التي قمت بنفيها ليست جديدة او محض افتراء وانما هي عبارة عن رسوم غير قانونية ومن غير أورنيك (15) المالي والتي بلغت في جملتها اكثر من 56 مليون جنيه سوداني (56 مليار) بالقديم وفاقد الممارسات السالبة نتيجة للفساد بلغت مئة وخمسون مليون جنيه سوداني وفاقد عائد النقد الاجنبي 300 مليون دولار . بالإضافة لما يحدث من تدمير للقطاع من تهريب وذبيح الاناث وتصدير اناث الانعام وما يجري من فساد في تصديقات اناث الثروة الحيوانية وتبديد في اموال المشروعات المخصصة للقطاع.
ولا يخفى على أحد ما يعانيه قطاع الثروة الحيوانيه من مشاكل على مختلف مستوياته في ظل انهيار في كل بنياته من محاجر ومسالخ في ظل فوضى عارمة وعندما يكون من هو على دفة قيادة الوزارة بذلك الفهم لمجريات الامور التي تحدث في قطاع الثروة الحيوانية وما يحدث من ممارسات وتلاعب وتدمير وتهريب وعدم مصداقية في مواجهة المشاكل التي تواجه القطاع فالاجدر أن نقول على ثروات البلاد السلام.
وعندما ينكر الوزير الممارسات التي تجري في وزارته وهو لم يكن شاهد عليها وملم بكل تفاصيل ما يجري لقصر الفترة التي جاء فيها ولم يرهق نفسه ليتحرى عما يجري ويعتمد على من هم موجودين بالوزارة في مده بمعلومات غير صحيحه ويأتي ليقنعنا بأن ليس هناك مشاكل في القطاع وينفي ما ذكرناه فلا شك أن ذلك أمر خطير وعندما يتم تسويف الأمر وتحميله لعمال المواني والمحاجر ولجهات أخرى كأنهم لا يتبعون لوزارته أو للدوله كان الاحرى به قبل أن يشير إلى هؤلاء أن يذهب إلى إدارة المحاجر والتي لا تبعد عن مكتبه بعيداً وأن يسألهم عن تلك الرسوم التي يتحصلونها وعن نسبة الـ 10% التي تأتيهم من المحاجر المختلفة واموال التجنيب وإلى أين تذهب؟ وعندما تتم تلك الممارسات التي هي اضرار بالقطاع وتهريب مقنن بكل الطرق وتدمير للثروه الحيوانيه وتهريب للصادر ولإناث الضأن والإبل تحت مسوغ جمع أكبر قدر من الأموال وتحت حمايه كريمه من الوزارة لهو أمر خطير كان الأجدر بالوزير الذي نأمل أن يكون بشارة خير والذي لم يمضي على وجوده أكثر من شهرين أن يتقصى ويقف على مكامن الفساد في وزارته وأن يقفل كل الطرق التي تؤدي اليه ولكن أن يأتي ويترافع ويدافع وينفي فهذا ما لا نقبله والسؤال الذي يتبادر للأذهان من يحمي الوزير بتلك التصريحات وما هي مصلحته في حماية من يدمرون القطاع ويفسدون في موارد البلاد والعباد ولا شك أن ما يحدث ممارسات وجبايات وسياسات قد اخرجتنا من المنافسة على اقرب الاسواق الخارجية الينا في ظل ارتفاع التكلفة لمواشي الصادر وما انعكس على ارتفاع اسعار اللحوم والمواشي داخلياً والتي ظهرت نتائجها على ارض الواقع وموسم الهدي والاضاحي على الابواب.
وإذا كان ما سقناه قد أغضبه فالاجدر أن تغضب على نفسك وعلى عدم مقدرتك على معرفة ما يجري حولك من ممارسات سالبة وعندما يتم اختصار مشاكل البلاد في كلمات مثل (أمشو اشتكو) و(أمشو المحكمه) والوزارة تعمل في تناغم وغيرها من التعابير التي تعبر عن عجز وفشل في ادارة هذه الوزارة التي يعول عليها الشعب كثيراً وهذا ما نسميه نحن طق حنق فعمل الوزارة ليس تصريحات وحوارات وكلام هواء ساكت وليس جلسه من جلسات الحوار الوطني الذي أتيت من مخرجاته فقطاع الثروة الحيوانيه يعتمد على حقائق ووقائع واسواق وممارسات وعمليات تحدث على كافة المستويات داخلياً وخارجياً وسياسات مرتبطة بجهات أخرى وتمس المواطن في كل احتياجاته وأن كمية المعلومات والممارسات الخاصة في القطاع متوفرة بكثره ولا تحتاج إلى دلائل وبراهين ولا مشقه في الحصول عليها كان الاحرى أن تعلم أن من هم حولك يسوقونك إلى نفس طريق بروفسير تبن والذي لم تستمع إلى نصيحته التي قالها مخلصاً لك وأن ما يحدث من فساد في الوزارة استعصى عليه علاجه وأن مسألة التقارير والمعلومات كانت من أكبر المشاكل التي واجهته وافشلت كل جهوده في الاصلاح ولكنه فهم كما قالها (بني علي) في تونس الأن فهمت ولكن بعد فوات الأوان وأنت لا شك معك بعض الوقت لتفهم أن ما يحدث في قطاع الثروة الحيوانيه لن تستوعبه في خلال شهرين ولا من خلال من هم حولك وأن ما يقولونه لك حسب أهوائهم الضيقه ومصالحهم والتي جنيت ثمارها من خلال برنامج حوارات وستجنى ثمارها في مقبل الايام ومن خلال ما نعلمه ونعرفه من مشاكل واشكاليات.
عموماً شكراً لقناة النيل الأزرق والتي كشفت لنا ما نحن فيه من مآسي وما كنا نأمل أن نرجوه من تقدم واصلاح في هذا القطاع الهام الذي هو ركيزه اساسيه لاقتصادنا الوطني ومستقبل اجيالنا ولا عزاء لنا إذا كان عقلية من يديرون هذا القطاع الذين كان الاجدر بهم محاربة كل من تسول له نفسه الاضرار بمكتسبات هذا القطاع واهدار موارده وتدميرها في ظل وقائع واحداث افقدتنا الكثير من العائدات المرجوه من هذا القطاع في ظل تدمير كامل لبنياته التحتية ولا شك أن ما يحدث من استمرار في استخراج تصاديق اناث الابل بكثافة يؤكد ما ذهبنا إليه فالفساد قد توطن في وزارة الثروة الحيوانية وتحتاج إلى تغييرات هيكلية وجوهرية على كل مستوى الادارات والمحاجر والمسالخ فبلادنا لديها الكثير من الخبرات من الاطباء البيطريين والمنتشرين على امتداد ربوع بلادنا والذين نشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والامانة ونقولها كما قالها شيخنا اب سن عندما سأله المفتش الانجليزي عن ضابطه المسئول فرد عليه (زولك كويس إلا طول) ولا شك أن ما يحدث من فساد وممارسات يدل على ذلك.
وعموماً لدينا اجراءات بطرف المحكمة الدستوريه ضد وزارة الثروة الحيوانيه وما تمارسه من تدمير للقطاع وتشريد للعاملين في القطاع وشكوى بلجنة التحصيل الغير قانوني والتابعه لرئاسة الجمهورية بخصوص ما نفاه الوزير بخصوص الرسوم الغير قانونيه وليس من الحكمه أن تنفي وقائع حقيقه ونسبتها لاتفاقيات لم تحدث وإن حدثت فليس بالصوره التي ذكرتها فالصادر هو عمل الدوله والتي يجب عليها أن تحميه من تلك الممارسات والجبايات التي تتم والتي اصبحت مسوغاً للتهريب والتدمير وجمع للأموال الحرام.
ونواصل …
ولا حول ولا قوة الا بالله
خالد علي محمد خير
مقرر شعبة الماشية السابق
[email][email protected][/email]