د.عبدالله ادم عبود يتذكر: الوسيلة في تشييع حسن الطاهر زروق

لقد بذلنا جهدنا و أبدينا حرصنا علي إقناع الوسيلة علي تجاوز الحديث عن أنور السادات و مسؤوليته في إغتيال حسن الطاهر زروق حتي لا نتجاوز المواقف و الضرورات اللازمة لحماية زملائنا و الدفاع عن حزبنا. و وعدته بأن فيما سأقوله في خطاب التأبين ما يهدئ من روعه, و بما يرد علي الإشارات السالبة التي وردت في حديث إمام المسجد-جار المرحوم زروق- أثناء التشييع بعد ذلك إعتليت سور مقبرة مجاورة مؤبناً لفقيدنا و قلت:إننا و شعبك لن ننساك أبداً, نذكرك كأول نائبٍ عن دوائر الخريجين في برلمان 1954 حيث ساهمت في الإقتراح بإعلان إستقلال السودان, و عن دفاعك عن الوحدة بين شطري السودان شمال و جنوب, و عن ندائك عن مساواة العمال في الشمال والجنوب علي أساس الأجر المتساوي للعمل المتساوي, و عن زعامتك للمعارضة جنباً إلي جنب مع السيد محمد أحمد محجوب و عن جهودك في مضمار الفنون والآداب, و ختمت خطابي قائلاً:إن الشرايين التي تفجرت في رأسك قد تفجرت خيراً و براً و حباً للسودان و شعبه و طبت حياً و ميتاً يا رفيق. والحقيقة فإن ما ذهب إليه الوسيلة في أن السادات هو المتسبب الأول و معه القذافي في إجهاض ثورة 19 يوليو 1971 و إغتيال شهدائها البواسل. لقد كانت الأعراف تفرض عليهم عدم التدخل في شؤون دولة مستقلة مع إبداء النوايا طيبة, وألا يكون ما وقع من تطورات في السودان بتغيير نظام الطاغية مدعاة لمواقف عدائية أو إنتهاك لسيادة بلادنا الوطنية أو المساس بحقوق و مصالح الشعب السوداني إن إرسال طائرات حربية لإعتقال بابكر النور و فاروق حمج الله و أخذهما رهائن إنما يقف دليلاً ساطعا ًعلي تأييدهما لنظام السودان و عدائهما للحركة الثورية فيه. ولكن و بعد عقد من الزمان قيض للوسيلة أن يشهد النهاية البشعة التي إنتهي إليها السادات يوم 6 اكتوبر 1981, وليشرب من نفس الكأس التي جرعها لأعظم شهداء السودان. بعد حادث المنصة قابلت الوسيلة في مكتبة لبيع الصحف في مدينة الثورة فعانقني مذكراً بوقائع تشييع المناضل حسن الطاهر زروق, و ظل يردد:اللهم لا شماتة, مؤكداً أن القذافي سوف يلقي نفس مصير السادات و أنه ينتظر يومه سواءاً عاجلاً أم آجلاً.
من أوراق العمر: د.عبدالله ادم عبود,
أجري المقابلات المحامي سيد علي طه و عبدالقادر الرفاعي.
مع تقديرتنا لطهر أياد الأخوة الشيوعيين .. ونثمن أدوار كل من الأساتذة عبد الرحيم الوسيلة وحسن الطاهر زروق وعبد الله آدم عبود عليهم الرحمة .. ولكن إتقلاب 19 يوليو كان خطأ فادحا من فصيل منهم أراد به تصحيح خطأ فصيل آخر راهن على إنقلاب مايو ..وهما ومهما كانت الدوافع فليس لهما من المبررات ما يجعل من أي منهما ثورة بالمعنى الذي يفسره النضال اليساري في تلك الفترة الذي يواجه الديكتاتوريات الحاكمة فقط تبديلا ً لهيمنتها إذا ما أضطر الي ذلك ولو بالنضال المسلح أو تحريك غبار الشارع في عيونها وليس بالإنقلاب على ديمقراطية نتباكى عليها الأن حينما سلبنا أياها الأخوان المسلمون وعسسكرهم بذات الوسيلة الليلية الماكرة ! الحالك وإن كان أحمراً فاقعا يساريا فهو في لون الدم أو إسلاميا ظلاميا فهو في لون الحداد الطويل !
مع تقديرتنا لطهر أياد الأخوة الشيوعيين .. ونثمن أدوار كل من الأساتذة عبد الرحيم الوسيلة وحسن الطاهر زروق وعبد الله آدم عبود عليهم الرحمة .. ولكن إتقلاب 19 يوليو كان خطأ فادحا من فصيل منهم أراد به تصحيح خطأ فصيل آخر راهن على إنقلاب مايو ..وهما ومهما كانت الدوافع فليس لهما من المبررات ما يجعل من أي منهما ثورة بالمعنى الذي يفسره النضال اليساري في تلك الفترة الذي يواجه الديكتاتوريات الحاكمة فقط تبديلا ً لهيمنتها إذا ما أضطر الي ذلك ولو بالنضال المسلح أو تحريك غبار الشارع في عيونها وليس بالإنقلاب على ديمقراطية نتباكى عليها الأن حينما سلبنا أياها الأخوان المسلمون وعسسكرهم بذات الوسيلة الليلية الماكرة ! الحالك وإن كان أحمراً فاقعا يساريا فهو في لون الدم أو إسلاميا ظلاميا فهو في لون الحداد الطويل !