مقالات وآراء

نم قرير العين ياايها الوراق العفيف

في اوائل التسعينيات ذهبت لزيارة استاذنا المناضل الجسور فاروق وراق عليه الرحمة و كان ايامها قد افتتح مطعما انيقا في مدينته الحصاحيصا انفق فيه عصارة اغترابه…
فلفت نظري احد الشباب بطوله الفارع و لونه الصافي وبسمته الطفولية الدقيقة وصوته النحيل وهو يركض بين الزبائن ..يلبي طلب هذا و ينادي المطبخ لاعداد طلبات ذاك الزبون ويحمل الاطباق واباريق المياه بنفسه في همة واضحة..لم اكن حينها اعرفه…فقال لي استاذنا فاروق انه شقيقي حسن ..وهو واحد من ضحايا مذبحة الصالح العام للخدمة المدنية ..و فضل ان يعمل معي جرسونا وهو الذي بلغ في السلم الوظيفي ما يقارب درجة وكلاء الوزارات المساعدين…

ثم ناداه ضاحكا وعرفني عليه وسط مشاغله المتلاحقة .
لم التقِ به بعدها الا في صحيفة الجريدة بعد سنوات طويلة وقد ظللت اقراء له عموده الراتب..رحيق السنابل وجاورته في الكتابة لسنوات في ذات الصحيفة و لم اذهب الى اية مناسبة اجتماعية في الجزيرة وغيرها الا ووجدته في المقدمة كصاحب واجب..مثلما كان نشطا في تغطية كل احداث المنطقة المروية التي عشقها حتى الادمان فنسي معها حياته الخاصة و لم يبعده شقاء المرض عن ملامسة جراحات مشروعها ..فوقف كالطود الاشم يصد عنه بقلمه كل جيوش الاستهداف الممنهج ..حتى ذهب بالامس بعد ان هده طول الصراع..فانتكى قلم حسن وراق دامعا عليه عند حائط ذكراه النبيلة .

الا رحم الله الاخ الاستاذ حسن وراق ..الذي كان مضربا للمثل في النقاء والتواضع والجسارة .. و بذهابه يظل مقعده الحزين خاليا بين مقاعد من كانوا ولازالوا يكتبون من الناس واليهم..

ونسال الله ان يجعل اخلاصه من اجل قضايا الوطن في ميزان حسانته.. ذلك الوراق العفيف.

تعليق واحد

  1. عليه رحمة الله وراضوانه ذلك المناضل الجسور نسأل الله له المغفرة والرحمة إنا لله وإنا اليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..