مقالات سياسية

تذكرة..!

عثمان شبونة

* إذا كانت الأولويات وكرائم الأمور شغلنا الشاغل وسط هذا الحضيض السوداني والتردي الشامل والمآسي؛ لتحسنت المشاهد وتقدمنا بمقدار الهِمم.. أقول ذلك على ضوء الأخبار الجديدة التي تفرض علينا التعجبات والأسى؛ في الوقت الذي ينشغل فيه بعضنا بالتوافه والحواشي.. فقد حملت صحيفة (المواكب) خبراً فاجعاً جاء على لسان مدير هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. هاشم محمد صالح: (كشفت هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم؛ عن وجود أكثر من 800 جثة موجودة بالمشارح منذ فض اعتصام القيادة العامة السنة الماضية. وأشارت الهيئة أنها بصدد انتظار تقرير لجنة التحقيق في جريمة فض الإعتصام لدفن تلك الجثث).

* اللهم أرحمهم وارزقهم بجناتك عِوضاً عن سعير العسكر.. ومن (الرحمة) الرفق بالجثث التي طال مكوثها هكذا دون تكريم.. بينما تطول أنفاسنا الغاضبة لحد الإنفجار حسرة على الشهداء؛ واستهجاناً للجنة المتلكئة بقيادة نبيل أديب؛ المحامي الذي يبدو أنه أوكل بأمر أكبر منه حينما اختاروه على رأس لجنة التحقيق في مجزرة القيادة العامة.

* أكثر من 800 جثة؛ لم يخبر بها أحد هذا الشعب الذي منه خرج هؤلاء وثاروا.. لم يخبروه حتى لحظة تبختر بعض القتلة في (مهرجان السلام) والشوارع خرساء.. ونحن في مواقع التواصل نتلهّى؛ أو نتغزل في فستان تلك الوزيرة..! فمن علامات فراغنا أننا نندفع بالغفلة حتى تبلغ منتهاها؛ دون أن نتذكر دورة الأيام؛ وأنه من الممكن والإعتيادي أن يطالنا الذي طال الشهداء إذا لم نحرص على حقهم؛ كحرصنا على حياتنا.. والحق ميسور (بالكلام) كأضعف الإيمان..! والسكوت قاتل.

أعوذ بالله
—–

عثمان شبونة
المواكب — السبت

تعليق واحد

  1. انت رجل والرجال قليلوا في هذا الزمن الاغبر لماذا لا يكون مثلك من قادة العمل السياسي في المجتمع السوداني وقلمك رصاصة تصيب كبد الحقيقة دائما وابدا متي يسترجل هذا الشعب ليحكمة من يستحق حكمة حق وحقيقة دائما يحكمنا الانتهازيون والرمم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..