حاجة عجيبة !ا

حاطب ليل

حاجة عجيبة !!!

عبد اللطيف البوني

البلاد ممثلة في جنوبها مقبلة على استفتاء يقرر مصيرها، هل تبقى موحدة أم تنقسم إلى بلدين، والشيءالطبيعي أن يكون هناك جنوبيون مع الانفصال، وإن شئت قل الاستقلال، وآخرون مع الوحدة؛ وبما أنه تبقىت أربعة أشهر وأسبوع كان ينبغي أن يكون الجدل محتدمًا بين أصحاب الخيارين، كان ينبغي أن تكون هناك ندوات سياسية ومناظرات تلفزيونية ومسيرات تأييد لهذا الخيار أو ذاك ومراشقات صحفية وسماسرة التصويت يجوبون القرى والوديان والمدن الجنوبية ولكن كل هذا لم يحدث ? ياربي يكون يمكن أنا الماجيت؟. عوضًا عن المناظر أعلاه نشاهد مفارقات تتمثل في شمال يتكلم عن الوحدة في وسائط الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحف، لا بل حتى الصحيفة الوحيدة التي تنادي بالانفصال أُسكتت، وحكومة تبذل الأموال من أجل هذا الهدف ولقاءات وندوات كلها تدور في الشمال من أجل الوحدة بينما السيد رئيس الجمهورية ونائبه وسوار الدهب وياسر عرمان ومنصور خالد والطيب مصطفى وكل الشمال ليس لهم صوت في هذا الأمر، وساعة التوجُّه للصناديق سوف يكتفي الجميع بالفرجة. بالمقابل حكومة الجنوب يتحدث رئيسها عن الخلاص من التبعية والمواطنة من الدرجة الثانية، ووزير سلامها يجوب العالم من أجل الاعتراف بالدولة الجديدة قبل أن تولد، ومسيرات جماهيرية تخرج في التاسع من كل شهر تغني (يا يوم 9 يناير ما تسرع تخفف لينا الانتصار على الشمال)، وصحف تتوعد الجلابة بيوم الخلاص، وإذاعات وفضائية ليس فيها إلا من يذمّون الخرطوم. الوضع الطبيعي أن يكون هناك جدل بين الجنوبيين أنفسهم حول الوحدة والانفصال، والنشاط الإعلامي في هذه المرحلة كان يقتضي أن تكون كل الدوائر الإعلامية مشغولة بهذا الجدل، أما إذاعات الشمال وفضائياته وصحفه الكثيرة- إن كان لابد لها من تدخل في هذا الأمر- كان ينبغي أن تكون مليئة بالمناظرات بين دعاة الوحدة ودعاة الانفصال؛ كل يقدم حجته ويدحض حجة الأخر والشماليون يتفرجون. حكومة السودان في دعمها للوحدة كان ينبغي إن تدعم حملة الجنوبيين الداعين للوحدة. سال ليس بريئًا أين الجنوبيون في المؤتمر الوطني؟ هل كلهم دعاة انفصال واختلافهم مع الحركة حول السلطة في الجنوب فقط ؟ أين حلفاء المؤتمر الوطني من قادة الجنوب؟ في (الحتة دي) المؤتمر تحالف مع قدامى الانفصالييين من أمثال بونا ملوال والدكتور لام أكول، لا بل حمائم الحركة الذين كانوا يهادنون المؤتمر أمثال رياك مشار من الداعين للانفصال دون مواربة. قبل عدة شهور وفي برنامج (عدد خاص) الذي نقدمه من خلال فضائية النيل الأزرق (الاستاذة منى أبوزيد وشخصي) طرحنا موضوع موقف الجنوبيين من الوحدة، ففي جبرونا التقينا شباب الحركة الشعبية وقدموا لنا إفادات تطالب بالانفصال بدون أدنى تحفظ، وعندما جئنا إلى شارع الدكاترة بأم درمان وجدنا عددًا كبيرًا من الجنوبيين يمتهنون بيع الأحذية وكانوا كلهم وحدويون ولكنهم رفضوا رفضًا باتًا الوقوف أمام الكاميرا ليقولوا إنهم مع الوحدة فكان هذا مؤشرًا على أن الصوت الطاغي هو صوت الانفصالأ وأن الوحديين مهما كان حجمهم ليس لهم صوت أو صوتهم خافض، فهذا يعني أن الرأي العام الجنوبي قد تم تشكيله وبصورة قاطعة. إذن ياجماعة الخير دعكم من حوار الطرشان هذا، وفاوضوا الجهة التي تملك تشكيل الرأي العام الجنوبي أو استسلموا لقرارها.

التيار

تعليق واحد

  1. الحوار يجب ان يكون عن كيفية تطبيق الإنفصال بهدوء دون حساسيات ولا يروح ضحايا له في الشمال او الجنوب ،، فالأمر واضح للجنوبيين ولذلك لا يجادلون فيه فقد إتخذوا قرارهم وعزموا على الإنفصال لأسباب كثيرة تجهلها ذاكرة الإنسان في الشمال.

    ودور الإعلاميين العمل على تشجيع الشماليين لقبول الإنفصال دون إساءه للجنوبيين فإن هم إختاروا قرار الإنفصال فعلينا ان نحترم قرارهم ونخجل مما فعله جيش الشمال والتاريخ يشهد بذلك،،، وعلينا ان نكون عادلون فقد عاني الجنوبيين لسنين طويله وفي إنفصالهم تتويج نضال طويل وحلم طال إنتظاره
    لماذا ننسى ما فعله الجيش السوداني في القرى والشعب الجنوبي وحتى الأن لم نعتذر رسميا لجرائم الحرب التى تمت في الجنوب
    فلا تكونوا ظالمين ،، فليتم الإنفصال دون اذى او إهانة او هجوم على ممتلكات الجنوبين في الشمال وعلينا ان نستحى من انفسنا ومن التاريخ المشين في الإعتداء على العنصر الزنجى في السودان فهم اصحاب البلاد الأصليين ،،،

  2. كلامك يا أم الحسن غرييييب وعجيييب….!!
    انفصال : لا مانع..
    ولكن ما معنى كلامك الآخر؟!؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..