الحكومة لا تكذب ولكن تتجمل ..!!

عبدالباقي الظافر
قبل ايام كان عدد من قادة الحزب الحاكم يطوفون على قواعدهم تلمسا للمؤازرة ..في لقاءً حضره نائب رئيس الجمهورية و وزير المالية كانت القواعد النقابية تمور غضبا..احد القيادات قالها بصراحة لن ندافع عنكم ان خرج الشارع.. فيما اخر طالب الحكومة بتقديم القدوة الحسنة لان المواطنين لا يرون الا حكام يعيشون في أبراج عاجية..ذات الهجمة على الحكومة جاءت من قيادات كانت تتقدم الركب في الدفاع عن رؤي الإنقاذ مثل الشيخ كمال رزق امام المسجد الكبير بالخرطوم ..حتى الدكتور عصام البشير مستشار الرئيس لشئون التأصيل وأمام مسجد النور قدم نقدا عنيفا على نيات الحكومة فيً رفع الدعم عن الوقود..على ذات الطريق مضت الأستاذة سامية احمد محمد نائب رئيس المحلس الوطني الذي بلغ بها الغضب ان تخرج من اجتماع تنظيمي اقر سياسات رفع سعر الوقود.
الان الحكومة بدات تتحسس راسها..لن يخرج عليها هذه المرة المعارضون بل المؤيدون كذلك..لهذا السبب راجت أنباء عن تأجيل التوجه بعد ان اختلف عليه البرلمان..وزير المالية لا يرى حوجة لصفقة جديدة من نواب حزبه الذين قابلوا الزيادات من قبل بالتهليل والتكبير..فيما بعض النواب وعلى راسهم مولانا الفاضل حاج سليمان رئيس لجنة التشريع ذهبوا على ضرورة ان يصادق البرلمان على المقترح باعتباره يمس جوهر الميزانية التي أجيزت سلفا من البرلمان.
الخبر كان عند وكيل وزارة المالية الذي تحدث بصراحة لصحيفة الراي العام ..الوكيل وضع الحقائق مجردة ..انتاج النفط لم يتجاوز حاجز المائة وثلاثين الف برميل في اليوم..اكثر من ستين بالمائة تعود ملكيتها للشركات المنتجة للنفط..الحقيقة الأخري ان الحكومة كانت تبتلع نصيبها ونصيب الشركات في الفترة الماضية..وان الشركات وصلت مرحلة التهديد بالتوقف ان لم يسدد دينها..حتى العائد من رسوم عبور نفط الجنوب لن يتجاوز نصف مليار دولار في هذا العام..هذه الأرقام من فم وكيل وزارة المالية شخصيا.
قبل ايام كان رئيس الحكومة المصرية المؤقتة يؤكد ان احتياطات مصر من العملة الصعبة وصلت تخوم العشرين مليار دولار..حدثت هذه الطفرة الاقتصادية والغرب غاضب على الحكومة الجديدة التي جاءت على انقاض حكومة منتخبة..دول الخليج وحدها دفعت في اشهر معدودات مساعدات مالية لمصر بلغت اثنى عشر مليار دولار.
حكومتنا فقدت مبلغ خمسة مليار دولار بسبب عدم إدراكها لخطورة التصعيد مع جنوب السودان ..اذا كتب لاتفاق عقار نافع الإطاري الاستمرار لما وجدت الحكومة نفسها تكابد..الحرب جعلت الحديث عن تخفيض الإنفاق الحكومي مجرد نكتة بايخة..التنظير ان صادرات الذهب ستغطي فاقد إيرادات البترول لم يكن دقيقا ..النتيجة ان الحكومة لم تجد ما تأكله فبحثت عن جسد المواطن السوداني المنهك .
في علم الاقتصاد هنالك مصطلح الفرصة البديلة ..ربما كان بإمكان بلادنا ان تتكيء على العالم في مثل هذه المحنة ..لم يحدث ذلك لان بلادنا تعيش في عزلة بسبب السياسات الخرقاء.. ولهذا يتسال مصطفي عثمان وزير الخارجية السابق ماذا تفعل الحكومة يعني (تشحد)..
لن نصدق الحكومة لانها كانت دائماً تكذب علينا وتؤكد ان الاقتصاد بخير وان الدولار سيركع..وفي النهاية يركع الشعب الطيب والصابر.
الأهرام اليوم
أحييك يا الظافر
نحن نريدك (حقّانبّا) تقف مع الحق والمنطق
أرى أنّك تتراجع عن خطّك السابق وتتحرّر من التعاطف مع الباطل
إستمر في فضح هؤلاء اللاّأخلاقيين أعداء الله والوطن
بس أبعد عنّا الكاذبين المنافقين ببرامج الصالة
أمثال (ربيع عبد العاطي) المتعجرف والجاهل
تصالح مع المعذبين وعرّي هذا النظام بقوّة
وأنت تعرف الكثير عنهم ونؤمّل فيك الكثير
مصر ربنا سبحانه وتعالي انجاه من تجار الدين الشعب المصري واعي ورفض ان تكون مصر دوله لحزب الاخوان المتاسلمين رفض التمكين ورفض التهميش ورفض الاقصاء للمعارضين ورفض تفصيل العطاءت ورفض بيع مقدرات البلد للتمكينيين والاجانب كما رفض ان تحكمه بيوت الاشباح وتمسك بالقضاء الحر المستقل الذي يحاسب الجهاز التنفيذي للحكومه بدلا من فقه الستره والدغمسه والاعلام المصري لعب الدور الاكبر لانه بيد المفكرين وليس بيد جهاز الامن فمن الطبيعي ان ينعم شعبها بالعداله والرفايه والامن والرخاء قليل من فلول التمكينين في سيناء وبمساعده حركه حماس وحزب الله عملوا شويه زعزعه للامن والجيش المصري يسنده الشعب المصري سوف يقتص منهم عاجلا غير اجل يستحيل ان تلجاء الحكومه المصريه الي توزيع السلاح علي المليشيات والقبائل لاشعال الحروب الاهليه بين ابناء الوطن ولن يقبل الشعب المصري ب هكذا عمل الا ان حكومه اهل التمين والولاء تشرف بنفسها علي توزيع السلاح للمليشيات والقبائل خارج اطر القوات النظاميه التي اصبحت مهمتها الاساسيه حمايه الفساد من ان ينشر في الصحف حفظ الله مصر وشعب مصر من اهل التمكين والولاء وفقه الستره وتفصيل العطاءت وتوزيع السلاح خارج اطر القوات النظاميه للدوله حفظا علي كرسي الحكم وما تم جمعه من ثروة البلد — سير سير يالبشير نحو التعمير والتدمير والجوع والمرض وفقه الستره ومصادره الصحف وتطوير بيوت الاشباح سير سير نحو الصومله والطلبنه
اول مره تكب صاح يابتاع العدس والزبادى
خليك معانا فى الصوره وركز شويه وبرضو مشكور
حال الحكومة لا أرى لا أسمع لا أتكلم،، وهكذا غاب أبوشنب وظهر أبوضنب،،
أكتب يا الظافر الدنيا أمان,, أما وقت الحارة فستقبع فى علبك وتطبل للمؤتمر أونطجى
عبدالباقي الظافر
سلام عليك ورحمة الله تعالي وبركاته
ولك مني كل الاحتراااام والتقدير بالجد انت انسان فريد وكاتب عملاق وفقك الله
وبقول ليك اكتب اكتب اكتب علي هذا المنوال حتي تبين الحقيقة الي كل مخاليق
الارض والسماوات ،،، وانا في اعتقادي الضعيف مخاليف الانس كلها عرفتة الحقيقة
ربنا يوفقك ويكثر من امثالك
الي اللقاء في مقال اخر
البشير اشعل الحرب فى جنوب كردفان باصرار غريب وغبى جدا وذلك بتحريض من خاله العنصرى الطيب مصطفى
السؤال هل حسم البشير الحرب كم كان يراهن
كم انفس فقدت كم اطفال تيتمت كم اسرة شردت
الحرب دمار وقبيحة جدا كم قال مالك عقار
لكن امثال البشير ولانه قاصر بصيرة وحكمة لا يابه بموت الناس
كل همه ان يجعر ويرقص على اشلاء السودان
ان لم تسقطو هذا الرجل الغبى ستسقطون جميعا فى الجحيم يااهل السودان
اكاد لا أصدق سردك لمقال يحمل الهمز و اللمز و توجيه سهامك الى اعلا لتطول القمه و هذا شىء لم نعهده فيك ويكون نشاذا لما اعتدنا عليه من تكسير ثلج كريستال ناصع البياض وبلورى ؟
لكن جميل أن تتناول قلمك و تكتب لما يهم الوطن و المواطن انعكاسات القرارات الهوجاء على الشارع و المشرع و ما سترتب عليه من تظاهر و خروجغير مسبوق وهذا الشىء متوقع بالذياده او دونها لان الشعب وصل به الحد .
انه الخسران المبين واصبحنا رجل افريقيا المريض و هذا بحق و حقيقه فى ظل هذا النظام و الى اين سيقودونا أخان الشواطين بعد عقدين من الزمان الله اعلم ؟
مصر شعبا و قوات مسلحه كانوا اكثر يقظه و حكمه تداركوا الامر قبل أن يستشرى التمكين و سفك الدماء و الاحلال و الابدال و هذه محمده ولطف من المولى عزوجل بهذا الشعب الصامد الصابر على الديكتاتورية و الشموليه و القبضة العسكرية والذل الذى شافوهو فى هذه الدنيا لم يشهده اى شعب فى العالم ولكن نحن فوتناهم حبتين فى و زمن وجيز لا يتعدا عقدين ونيف ؟
لن ينصلح حالنا ابدا وهؤلاء الطغاة لمتجبرين قابعين على سدة الحكم ؟
اسقاط النظام و اعادة الوطن الى عهده السابق و اعادة النظر فى علائقنا الدبلوماسيه و من اين تؤكل الكتف .
حتى انت يا الظافر؟؟؟؟ انقلبت علينا – لماذا الجبن والخوف سنزيد الجمارك والضرائب وسنرفع الدعم لمصلحة الوطن+ي والعاجبو عاجبو والماعاجبو يشرب من البحر – نحن لا بنخاف ولا بنعرف الخوف سير سير يا البشير
زمان كانو يقولوا ليك البلد ماشه على حافة الهاوية…لكن نحنا هسع في قعر الهاوية بس الناس ما حاسين
قتباس :
(( لن نصدق الحكومة لانها كانت دائماً تكذب علينا وتؤكد ان الاقتصاد بخير وان الدولار سيركع..وفي النهاية يركع الشعب الطيب والصابر )).
انت لما بتقدر تقول كلام زى ده … ليه من زمان بتتطبل مع بقية الطبالين لحد ما ( الجماعة ) صدقوا انهم صاح وانهم ( كيشونا )
( كل نفس بما كسبت رهينة )
يوم الحساب آت
رغم انه مقالك في الصميم .. لكن لن ننسي كل من طبل لهذا النظام وساعد في اطالة عمره يوما واحدا يابتاع صحيفة التيار الطباله
الحساب لكل من ساعد هذا النظام في البقاء يوما واحدا
لن نعفو ولن نسامح
الحقيقة المهمة التي لا يجب تجاهلها حال مناقشة مشاكلنا الإقتصادية هي الصرف السياسي البذخي وتبديد المال بواسطة النفعيين المحسوبين على النظام، صدقوني إن إيرادات الدولة كانت ستفوق منصرفاتها لولا الصرف على الوزراء والولاة والمعتمدين ووزراء الدولة والمستشارين ومساعدي الرئيس ووو…إلخ من وظائف الترضيات السياسية،الصرف على هذا الجيش الجرار من الدستوريين بالإضافة إلى الصرف الأمني هو الذي أدى إلى إفلاس الدولة ونفاد ميزانيتها، فعوضاً عن رفع الدعم عن المحروقات وما يتبع ذلك من إرتفاع أسعار جميع السلع كان يمكن للحكومة أن تستغنى عن نصف الدستوريين وكل المساعدين وسترى حينها أن مخصصاتهم ستكون كفيلة بحل ضائقتها المالية.
سير سير سيييييييييييييييييير يا بشير المعاجبوا يشوف ليه بلد
صديقى الظافر دعنى اختلف معك قليلا
فنحن فى عالم يموج ويمور
هل سمعت ان عاصمة صناعة السيارات ديترويت اعلنت افلاسها
هل سمعت بحجم العجز فى الميزانية الامريكية
اليوم هنالك مظاهرات فى اليونان ضد الحكومة
امس مظاهرات فى المكسيك للمعلميين
السودان يا ناس يا حلويين ليس استثناء
بدلا عن الشكوى قدموا الحلول دونما مساس بنظام الدولة واجهزتها
اذا واجهت الحكومة المسيرات السلمية التى ستخرج حتما بعد تطبيق هذه الزيادات المهولة اذا واجهتها بالعنف سوف ترى ماسيفعل بها المجتمع الدولى الذى هو ينتظر أى هفوة لهذه الحكومة الظالمة ليرمى بها فى مزبلة التاريخ .. حكومة الضلال والظلم لاوجيع لها لا محليا أو عالميا الاالمنتفعين منها وبها وعددهم قليل .. اذا خرج احفاد أكتوبر وأولاد أبريل لن تستطيع كل جحافل عصابات الامن ومليشيات الاخوان ان تقدر عليهم … سيهطل علينا الخير غيثا بزوال هذه الطغمة وهذه الغمة.
اللهم ارحم الشعب السوداني وابدله بمن يصلح ولا نامت اعين الجبناء
وثبتنا علي الاسلام واعد علينا الامن والامان
دولة الاستعباد التام أو الموت الزؤام
في دولة الإسلام نصين بأيدي المسلمين ؛ أحدهما نظري خطابي إرشادي وعظي قصصي حكمي روائي و الآخر عملي تم تدوينه في أرض الواقع فعلا و حدثا ؛ النص الأول غالبا ما يركز على العدالة و المساواة والرحمة المهداه ؛ بينما الثاني لا يتحدث إنما يفعل و يحرك الواقع و يدفعه بموجب نصوص دينية منها المقدس السماوي و منها الفقهي البشرى ؛ وكلاهما مقدس ؛ وكلاهما عندما فعل في الواقع بالفعل البشرى أدى إلى احتلال البلاد و الاستبداد بالعباد مع قهر و ظلم بلا شبيه أو نظير لأنه تم تدوينه في الواقع بالدم و الحرق و الذبح و الإبادات الجماعية التي نسميها اليوم وفق مفاهيم أيامنا بالجرائم ضد الإنسانية .
الكلام حلو و جميل ؛ ما أحلى كلام الإنجيل عن المحبة و الصفح لكن الحروب الصليبية و محاكم التفتيش قالت في الواقع شيئا آخر ؛ هو على النقيض بالمرة مما قال المسيح و ما أراد من أتباعه.
أي كلام يمكن أن يكون جميلا و مؤثرا ؛ أليس جميلا قول العربي لأول خليفة : لو أخطأت لقومناك بسيوفنا ؛ أليس رائعا وحقوقيا حرا قول الخليفة الثاني : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ و احتماله مسئولية دابة لو عثرت بالعراق؟ و كيف أصابت المرأة وأخطأ عمر؟ منتهى العدل و الاعتراف بحق المواطن في التصويب على الحاكم ؛ لكن المشكلة التي حدثت مع المسيحيين إزاء الكلام الجميل ؛ هي ذات المشكلة التي حدثت مع المسلمين إزاء أقوالهم المأثورة المكررة على الأسماع دوما ؛ وإن بشكل أكثر فداحة و كارثية بحق شعوب المنطقة جميعا .
بل أن الواقع الذي نسرد عنه تلك الحكم الروائع هو نفسه ما كان ينطق بغيرها بالمرة
فالخليفة الذي قبل من البدوي أن يقومه بسيفه ؛ هو من قوم الجزيرة كلها بسيفه ؛ فقتل أهلها شر قتله عندما اعترضوا على خلافته و مدي صحة بيعته ؛ و قتل من أرتد عن الإسلام إلي أديان أخرى ؛ و أمر برمي الجميع من شواهق الجبال و تنكيسهم في الآبار وحرقهم بالنار .
و الخليفة الثاني صاحب لقب العادل ؛ وصاحب مجموعة المأثورات الشفاهية التي يكررها مشايخنا علي أسماعنا دلالة عدل وسلام ساد البلاد و العباد ؛ هو نفسه من استعبد شعوبا بكاملها ؛ و مات مقتولا بيد واحد ممن تعرضوا للظلم و الاستعباد أثناء خلافته .
أما الخليفة الثالث فكان واضحا من البداية في عدم العدل و المساواة بين العرب أنفسهم فكان أن قتله أقاربه و صحابته وصحابة النبي قتلة أقرب للمثلة فكسروا أضلاعه بعد موته ؛ ورفض المسلمون دفنه في مقابرهم ؛ فدفنوه في حش كوكب حيث مدافن اليهود.
عندما تسأل عن أحداث الواقع يحكون لك حكايات أقرب إلى خيال الأطفال ؛ وكيف دخل رجل الجنة عندما روي عطش كلب ؛ أو كيف تم ضرب بن الأكرمين لصالح بن الآسفلين ؛ دون أن توضع أمام المسلم الحقائق كلها حتى يكون علي بينة من شأن دينه و تاريخه الذي يلزمه اليوم السلوك و التصرف بموجبه ؛ وهو ما يؤثر في حياتنا و موقفنا من المستقبل ومن قضية الحريات و الحقوق الإنسانية تأثيرا شديد السلبية . لذلك يصبح الوضوح الشفاف مع حقائق ذلك التاريخ الذي نؤسس عليه اليوم مواقفنا ضرورة تأسيسية ؛ إذا أردنا إصلاحا حقيقيا ؛ بأقل قدر من الأخطاء و الكوارث المحتملة إبان التغير المرتقب ؛ لندخل المستقبل الأتي بأقل قدر ممكن من ارث الأكاذيب و الوهم على النفس قبل الآخرين .
لأن من بيننا من يريد عودة دولة الشريعة الإسلامية و الخلافة مثل حزب التحرير الإسلامى و جماعة الإخوان المسلمين و كل الفرق الإسلامية على أصنافها المختلفة ؛ و كثير من رجال الدين الأزاهرة و غير الأزاهرة ممن وجدوا الشغل بالدين أسهل و أكثر كسبا و شهرة و مكانة و وجاهة وسلطه يريدون اكتمالها بين أيديهم غير منقوصة .
و لنبدأ بنغمة الحريات التي يغنيها لنا طوال الوقت مشايخ الفضائيات و الإخوان و من لف لفهم لنتأكد إن كان في عودة دولة الشريعة ترسيخا للحريات التي يهتفون بها في المظاهرات؟؟ فإن كانت كذلك قبلنا بل و فرحنا و أقمنا الأهازيج و الليالي الملاح لأنها دولة نتمناها في ضمائرنا ؛ إسلامية سمحة تدافع عن حقوق الناس في الحرية. و أن لم تكن كذلك فليكفوا و يصمتوا عن هذه الدعوة ؛ وأن يتوقفوا عن تضليل أهلنا و ناسنا البسطاء الطيبين و خديعتهم باسم الدين ليسوقونهم إلي حتفهم بدينهم .
أولا يجب أن نؤكد على أن مفهوم الحرية بمعناه الحديث يختلف بالكلية عن مفهوم الحرية في الزمن القديم حتى لو كان المتحدث هو رجل دين .
وأن الحرية في الإسلام لم تكن تعنى سوى التحرر من العبودية بمعناها الدقيق و الضيق ليصبح العبد حرا .أي يرتقى درجة عن درجته السابقة من عبد إلي حر؟و هو بمقاييس زمنه كان إصلاحا حضاريا مرموقا يؤخذ بالاعتبار و التقدير ؛ فقد أدخل الإسلام على نظام الرق منافذ للعبيد ليرتقوا إلى طبقة الأحرار ؛ وذلك بتشجيعه على العتق وجعله أحد أهم الكفارات ؛ و القرب إلى الله .
كذلك حصر مصادر الرق ضمن إطار الحروب و الغزوات ؛ وكان ذلك إغلاقا لمنفذ كبير إلى الرق وهو رق العجز عن وفاء الديون .
ولكن مع تطور المفاهيم الإنسانية ورقي الأخلاق البشرية منذ أيامهم حتى زماننا خاصة في بلاد الحريات يصبح مجرد الحث على العتق و قصر العبودية على الحروب موقف شديد التخلف بالنسبة لمفاهيم اليوم عن الحرية بمعناها الضيق أو الواسع .
لكن بدلا من أن يعترف أهل الدين في بلادنا بهذه الحقائق الواضحة البسيطة ؛ فإنهم يلجأون لتأكيد سبق الإسلام لكل معاني الحقوق الإنسانية اليوم ؛ بعمليات تلبيس لا تليق بالإسلام نفسه ؛ بينما الاعتراف الهادئ أن ذلك كان زمن ؛ وأن لنا زماننا ؛ هو الأكثر احتراما للدين و للقيم ؛ و أول خطواتنا نحو إصلاح شأننا حتى نلحق بزماننا تحضرا و رقيا .
أنظر إلى ما يشغل الدكتور البوطي مثلا ؛ أنه لا يريد الاعتراف أبدا بنسبية الحقيقية و بالطبع ولا نسبية الأديان ؛ هناك دين واحد صحيح ؛ كامل صالح لكل زمان و مكان ؛ و بقية الأديان و بقية المنجزات الإنسانية هي الفساد الكامل .
فهو يرى أن موقف الإسلام من الرق ?مظهرا من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ؛ ودقة أحكامها ؛ وبرهانا جديد على مرونتها وصلاحيتها لكل زمان و مكان ? هذه مشكلاتهم ? 62″.
وذات يوم رد على طلبي إيقاف العمل بأحكام آيات الرق و ملك اليمين الثلاث و عشرين ؛ فيلسوف الدولة الديني الدكتور عبد المعطي البيومي ؛ وقرر و جوب بقاء هذه الأحكام ندرسها للطلبة و نحتفظ بها حتى يوم التمكين ؛ لنحتل العالم ؛ فنقوم بتفعيل آيات الرق و فقهها .!!
أما الدكتور محمود السقا ؛ فقد شرح لنا و فلسف حكمه في الإسلام في القضاء على الرق على مراحل تدريجية لأن الواقع كلن لا يسمح بخطوة فجائية في شأن اجتماعي واقتصادي راسخ ? إذ لو حرم الإسلام الرق بشكل حاسم من أول الأمر لحدثت هزات ! ولغرق المجتمع بأعداد كبيرة من العاطلين عن العمل الذين لا يجدون عملا ? شبهات حول الإسلام -265″ .
إن كلا الأستاذين يردد ما نسمعه في كل وسائل الإعلام و نقرأه في التعليم في أي دوله إسلامية ؛ هو احترام لمبادئ الحرية كما نعرفها اليوم واحترام للدين في الوقت ذاته ؛ ولكنه يقف في الموقف الخطأ ؛ فهو يحاول تجاوز المستحيل و غير الممكن ؛ بربط ثقافة القرن السابع الميلادي بثقافة القرن الحادي و العشرين ؛ بل و يؤكد تفوق الأولى على الثانية ؛ وهنا يبدأ الخبل !! .
الموقف الصواب هو احترام حريات زماننا واحترام ديننا بالاعتراف أن تلك ثقافة كانت تليق بزمانها
و هذه ثقافة تليق بزمننا ؛ أن نسبية الزمان و المكان يجب أن تلحق بأي شأن حتى لو كان دينا ؛ إذا كانوا يصرون على سبق أسمائهم بالألقاب العلمية ؛ و هو ما يشكك في نظامنا التعليمي كله .
إن نظام الرق كان يجرد الإنسان المستعبد من إنسانيته فيصبح مثل بقية السوائم أو الأدوات التي يتم بها إنجاز الأعمال ؛ وله قواعد وقوانين تليق بالبهائم لا بالبشر ؛ فالعبد لا يمكن أن يتزوج إلا بمشيئة سيده ؛ ولسيده أن يطلقه من زوجته عندما يريد ؛ أو أن يركب زوجته عندما يريد لأنها بالضرورة أمه لزواجها من عبد ؛ أو أن يمنحها لأحد أصدقائه ترطب عليه ليله و تلين له جسده . و العبد غير مقبول الشهادة ؛ و هو غير مثله من البشر ؛ فإن سبه أحد لا يقام عليه حد القذف ؛ ولا يقتص من الحر لأجل العبد ؛ ودية العبد نصف دية الحر ؛ و كذلك المرأة حتى لو حرة ؛ وإن كان مسلما تسقط عنه الواجبات الدينية مثل صلاة الجمعة و الحج و الجهاد في حال احتياج سيده له .
هذه قوانين تقرأها في كتب أزهرية يدرسونها لأبنائنا و بناتنا في كتب الفقه على المذاهب السنية الأربعة ؛ فكيف ألغى الإسلام الرق؟! بينما كان الفقهاء يقننون للعبيد فقها خاصا بهم !!( أرجع لهذا في دراستنا المنشورة روزاليوسف من 2000-98 ؛ و إلى كتابين لنا هما : الفاشيون و الوطن ؛ و شكرا بن لادن ) .
ألا تلحظون كلما واجههم فارق بين قواعد القرن السابع وقواعد القرن الحادي: والعشرين ؛ يقولون لك إنها فلسفة التدرج في التشريع؟!
تتساءل هنا شبكه (تنوير) : هل كانت العبودية أكثر استحكاما في المجتمع العربي من الوثنية؟ وهل كانت قضية الوحدانية و القضاء على الوثنية أهم من الحرية و الكرامة الإنسانية؟
فلماذا حسم الموقف من الوثنية دون تدرج؟ وتدرج في شأن هو أهم الشئون : هو الحرية؟
إن سادتنا من الذين يعيشون بيننا لكنهم من القرن السابع لا يلحظون أن النبي كان له عبيده و إماءه و أن الصحابة كلهم قد امتلكوا العبيد و الغيد الحسان بالعشرات قادمات بالسلاسل من مصر أو العراق أو فلسطين ?لا فرق . ولماذا ظل العبيد في بلادنا حتى الستينات في السعودية بعد أن ألغته أمريكا العنصرية بأزمان وقررته مواثيق دولية؟؟
أما ما رسخ نظام الرق في الإسلام فهو قوانين الحرب الإسلامية التي نشطت عمليات الاستعباد بضخ المزيد دوما إلى أسوق العبيد ؛ قادمين من البلاد المفتوحة. بتحويل أبناء الشعوب الحرة إلى سلع . أن فقهنا أباح للعرب الفاتحين وسوغ لهم استعباد كل الشعوب المفتوحة للإسلام ؛ بالاستيلاء على الأرض ومن عليها .
الملحوظة الصارخة هنا هي أنه كان بإمكان الجيوش العربية وهى تفتح البلاد حولها و تسقط إمبراطوريات ؛ لتنشر الإسلام الأرقى من تلك الإمبراطوريات ؛ أن تقدم أدلة واضحة ملموسة على هذا الرقى بتفعيل قاعدة أن الناس سواسية كأسنان المشط ؛ كما قرر لهم نبيهم ؛ كان بإمكانهم أن تصدروا قرارات بإعطاء الحرية لجميع العبيد في البلاد المفتوحة ؛ وما كانت ستخسر شيئا لأنهم لم يكونوا عبيدا عندهم بل هم عبيد عند غيرهم .
الملحوظة التي تستصرخنا هي أن العبد الإسبرطي ؛ (سبارتاكوس) لم يكن يعرف إسلاما ؛ فلم يحضره ليتعلم منه المبادئ ؛ ولم يكن صاحب الرسول ليستمع منه ؛ إنه لا فضل لعربي على أعجمي ؛ كان سابقا لكل هذا ؛ كان في القرن الأول الميلادي ؛ لكنه عرف أن للإنسان كرامة ؛ أولها الحرية ؛ فقام بثورة لتحرير العبيد سجلها تاريخ النضال الإنساني بالاعتزاز و الفخار بهذا البطل الإنساني الرفيع ..
فأيهما أرقى !العبد الإسبرطي أم من ألقوا بحديث نبيهم عن المساواة خلفهم ثم نسوه؟؟ ولا يتذكروه إلا عند الموعظة الحسنة .
أبدا لم تطلق الفتوحات عبيد البلاد المفتوحة ؛ بل هي زادت و أضافت لأسواق الرقيق عددا لا ينفذ بتحويل أحرار البلاد المفتوحة إلى عبيد للعرب هم و عبيدهم.
لقد بذل العرب الفاتحون دماءهم في سبيل الإسلام ؛ وأيضا لإسقاط النظم و الدول الاستعمارية لكن ليأخذوا مكانها و ممتلكاتها من بلاد بكاملها بما فيها و ما عليها .
إن المطالع لتاريخ الخلافة بعين محايدة سيجده صحيفة سوابق لها ملفات كبرى موثقة و مدموغة بخاتم المؤرخين الإسلاميين الثقات ؛ سيجده مجموعة وثائق وسجلات آثام و استعباد وظلم و دمار وخراب للشعوب المقهورة المفتوحة ؛
وهنا لابد أن يقفز السؤال المندهش : كيف جاز لأتباع دين جديد و ساغ لهم أن يمارسوا ما مارسوا من وحشية مع الشعوب المفتوحة ؛ بينما الدين أول ما يقوم ؛ يقوم على رقي الحس الإنساني ورهافة الضمير؟
أيضا الحياء المفترض في الدعاة إلى النعمة المهداه للبشرية ؛ وهو أمر لا تجده مطلقا فيما مارسوه من ركوب للنساء في ساحات المعارك وقبل أن تهدأ أجساد ذويهم المذبوحة .ثم إرسالهن بعد ذلك ليتم تفريقهن علي عرب الجزيرة حتى وصلت نساء مصر اليمن قبل أن يكتمل فتحها .
قبل الفتح كان الرق فرديا ؛ لكن بعد الفتح أصبح الرق الجماعي هو سيد الموقف ؛ استرقاق شعوب بكاملها بحجة نشر مبادئ الإسلام ؛ فجعلوا من البلاد المهزومة إرثا لهم و لنسلهم من بعدهم ( على ذات السنة الإبراهيمية و الوعد الإلهي له بوراثة الأرض و من عليها من نهر مصر إلى نهر الفرات أنظر سفر التكوين) ؛ بل و تصارعوا على من يحق له هذا الميراث ؛ ما إن كنا ميراثا لأولاد فاطمة أو ميراثا لقريش على المشاع .
لا يمكن لأحد هنا أن يفهم أغاني مشايخنا حول العدل و المساواة ؛ اللهم إلا إذا كان العدل و المساواة يحق تطبيقه بين العرب و حدهم ؛ ولا يحق لغيرهم من أبناء البلاد المفتوحة .
إنه حق ممنوح من السماء بفريضة من السماء بفريضة الجهاد المستمرة حتى قيام الساعة ؛ حتى يتم فتح كل بلاد العالم لنور الإسلام كما تم فتح بلادنا من قبل لهذا النور . إن العربي ذبح من ذبح و أحرق ما أحرق و أغتصب من أغتصب وفق قانون خاص تشريعي سماوي ؛ وهو يراه أرقى القوانين ؛ لذلك أبدا لم يستح و أبدا لم يجد في ذبح من ذبح أي إحساس تجاهه ؛ لأنه إنسان آخر ؛ إنسان غير مقدس ؛ ليس إنسانا ؛ بل هو عبد مملوك ؛ يمكن تقديمه قربانا للرب .