شكراً لمن ساهم في انتزاع الحق لأصحابه..

شكراً لمن ساهم في انتزاع الحق لأصحابه….
✍ صراع نقابة جامعة كسلا مع إدارة الجامعة متمثلة في مديرها د.عبدالله علي ووكيلها د. الطيب محمدين شهورعديدة، حول موضوع استحقاق بدل الوجبة الصادر بقرار وزاري رقم (389- لسنة 2016م) القرار الصادر من رئاسة مجلس الوزراء، بعد الاتفاق مع وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي أمام النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح، لدعم وتحسين أجور العاملين بالدولة حيث قامت ادارة الجامعة بإلغاء صرف استحقاق بدل الوجبة منذ بدايات هذا العام.
✍ ومع المطالبات الصارمة لاتحاد العمال السوداني لكافة الجهات المركزية والولائية بالتطبيق الفوري لهذه الزيادات، رفض مدير الجامعة ووكيلها صرف هذا الاستحقاق، ولكن أصرت نقابة الجامعة وقاتلت عبر القوانين الادارية بقوة من أجل استراد هذا الحق المسلوب من المدير ووكيله، عبر تقديم شكوى لنقابة التعليم العالي وشكوى لاتحاد العمال السوداني، وغيرها من مخاطبات رسمية تم التعامل بها في رحلة نزاع اداري وقانوني استمرّ لشهور عديدة، وأثمر في نهاية الأمر تثبيت بدل الوجبة كحق قانوني أصيل.
✍ وقد كتبت مقالات كثيرة مطالباً فيها بارجاع بدل الوجبة للموظفين والعمّال، الذين عانوا من ايقافه كثيراً، خاصة مع ظروف الحياة المعيشية الصعبة مع تدني أجور العاملين، مما حدا بالحكومة صرف هذا الاستحقاق لعمال وموظفي الدولة تماشياً مع سياسة تحسين الأجور. وذكرنا أن بعض العمال بالجامعة يأتي لعمله (كداري) بسبب قيمة المواصلات اليومية والتي تُشكل جزءاً من مرتبه المتهالك، وبحمد الله وتوفيقه رجع الحق لأصحابه، وسيتم الصرف لمنسوبي جامعة كسلا بدل الوجبة منذ هذا الشهر.
✍ أغلق ملف بدل الوجبة، بعد تهديد من بعض الموظفين والعمال بالإضراب عن العمل، يقودهم في ذلك الموظف الشجاع عمر أحمد عمر، أحد كوادر المؤتمر الوطني (القدام)، وتم عقد اجتماع سريع مابين ادارة الجامعة ونقابة العمال، انتهى تماماً بتثبيت بدل الوجبة في هذا الشهر الجاري، واغلاق هذا الملف للأبد، وعلى إثره قدّم وكيل الجامعة استقالته، فقد كان مُصرّاً على عدم تنفيذ بدل الوجبة منذ شهور سابقة لدرجة أن وصل الخلاف بينه وبين نقابة الجامعة لحد المقاطعة الإدارية لفترات طويلة، حقيقة الظلم الذي مارسه المدير ووكيله، أفقد الجامعة كثير من الاستقرار والترابط الاجتماعي الذي كان بين أفرادها، وصادفت أكثر من أستاذ بالجامعة وهم يتذمرون لسياسة وزيرة التعليم العالي، وقد قبع هذا المدير تحت حمايتها هي ووكيل الوزارة، بالرغم من أخطائه الإدارية القاتلة، ومحاباته الواضحة للفاشلين وحمايته للظلم، وتجاهله لقيادات الولاية المدنية والحكومية، وصراعه مع ثلاثة من أساتذة كلية الطب في الحاكم، وفصله لكثيرين، وغيرها وغيرها….
✍ ومع إستقالة الوكيل، وتعيين خلفاً له المراقب المالي بالجامعة، الذي نتمنى له مشوار اداري ناجح وأن يستفيد من عثرات غيره، وأن يكون عوناً في الاستقرار الاداري الذي بلا شك سيؤدي للاستقرار الاكاديمي للطلاب.
✍ قضية استحقاق بدل الوجبة قضية ساخنة استمرت شهور طويلة ما كان لها أن تكون لولا غياب النضج الاداري لادارة الجامعة، وغرقها في تخبطات المراهقة الإدارية، التي أنتجت انتهاك حرمات الحقوق وضياعها، وكادت أن يأتيها المخاض لتُنجب الاضرابات والتوقف عن العمل بسبب سؤ ادارة أخصائي النساء والتوليد، الذي لا يحسده أحد في حاله الذي وصل إليه، وكان من الأكرم له أن يتقدم بإستقالته هو الآخر، فلا يعقل أن يقبل بإدارة جامعة لا يرغب في وجوده على ادارتها أحد سوى العمداء الذين يتمتعون في عهده بمخصصات لم يحلموا بها طول حياتهم.
✍ حقيقة إيقاف استحقاق بدل الوجبة، كاد أن يذهب بأمن واستقرار الجامعة، أكثر من مرة، لدرجت أن لجأت نقابة الجامعة بنفسها لمدير جهاز الأمن بالولاية السيد الطريفي، الرجل المهذب الخلوق، والذي ساهم مساهمة فعّالة منذ بداية هذا الخلاف في تهدئة الأمر والتوصية الفورية بتنفيذ القرار الوزاري المتعلق ببدل الوجبة، ولهذا الرجل والشهادة لله، دور كبير في الاستقرار الأكاديمي والاداري بجامعة كسلا، ولولا فضل الله ثم مجهوداته، لصارت جامعة كسلا ساحة صراع وعراك لا يُحمد عقباه، ولقد امتص هذا الرجل الخلوق كثير من الأزمات الخلافية بصبر وحكمة، وكان يساهم في تقريب وجهات النظر في أكثر من خلاف، ولعب دوراً كبيراً في الوصول بقضية بدل الوجبة وقضية علي بابا لبر الأمان، أقول هذا وأشهد الله على ذلك، وهذه هي الحقيقة التي يعلمها كل أفراد الجامعة والقيادات المدنية الموجودة بالولاية، هذا الرجل له مفهوم أمني واسع من خلال اهتمامه بالاستقرار الإجتماعي والاداري بالولاية.
✍ انتهى ملف، وبقيت ملفات أخطر، الرسوم الدولارية للطلاب أبناء المغتربين، وقضية (بلاغ غفاري)، والرسوم الباهظة للنفقة الخاصة في جامعة ولائية أغلبها موظفين وعمّال، وفرص الطلاب الفقراء في التعليم العالي بالولاية، وغيرها من أمور نتمنى أن يعمل الحادبين على مصلحة انسان الولاية من حلّها والعمل على تضميد جراح هذا الصرح التعليمي، جامعة كسلا….
✍ السيدة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، لن ينسى لك التاريخ ما وصل إليه حال الجامعات السودانية في عهدك، وقبل كل هذا أنت مسؤولة أمام الله عزوجل في يوم، لا ينفع فيه توصيات حزبية ولا سلطة، غير عملك الصالح، وكل دعوات العمال والمظلومين بسبب هذا المدير، الذي تقومين بحمايته، قد تُصيبك يوماً ما، فعدالة الله عزوجل لا تخطئها عين، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فلا تغُرّنك السلطة التي أنت فيها، فالسلطة بلا ضمير واعٍ مستيقظ إنما هي وبالٌ على صاحبها، وقد دعا رسولنا الكريم بالمشقّة على من له سلطة ويشُقّ على الناس، (اللهم من شّق على أمتي فأشقق عليه).
✍ علي بابا
10-10-2017م.