الجفاف يقنع الدول الأفريقية باللجوء للمحاصيل المعدلة وراثيا

من الروايات الشائعة لترويج المحاصيل المعدلة وراثيا أنها تساعد في تخفيف الفقر والجوع رغم مخاطرها الصحية، وبسبب عدة ظواهر مناخية التجأت دول أفريقية أخيرا إلى الاعتماد على هذه المحاصيل. ويقول المراقبون إن الهندسة الوراثية في المجال الزراعي تمثل حلا حقيقيا لتحقيق الأمن الغذائي في القارة.

العرب

جوهانزبيرغ – اضطرت دول أفريقية بعد موجة الجفاف الشديد التي ضربت عدة مناطق من القارة السمراء، وأدت إلى خسارة فادحة في المحاصيل الزراعية، إلى أن توافق على التعويل على المحاصيل المعدلة وراثيا لتحسين الحصاد وتقليل الاعتماد على استيراد الحبوب.

وتكتسب ظاهرة ?النينيو? هذا العام قوة مطردة منذ شهر مارس الماضي. ويتوقع أن تكون هذه واحدة من الأحداث الأكثر شدة على الإطلاق، إذ يحذر مكتب الأمم المتحدة المسؤول عن تنسيق المساعدات الطارئة ?أوتشا? من أن ?الملايين سيتأثرون? بها.

وتشير عدة منظمات دولية أن البلدان الأكثر تضرراً من ذلك هذا العام هي أنغولا وجنوب أفريقيا وبوتسوانا وزامبيا وزيمبابوي وليسوتو وسوازيلاند وموزمبيق.

ويحتمل أن يواجه سكان جنوب القارة ومنطقة القرن الأفريقي، وإلى حد أقل في شرق أفريقيا، اختبارا أكثر صعوبة للعام الثاني على التوالي باعتبار وأن 80 بالمئة منهم يعتمدون على الزراعة.

وتعتبر المناطق المدارية هي الأكثر تضررا. ?فالمناطق القريبة من خط الاستواء ليست فقط أكثر عرضة للظواهر المناخية الشديدة مثل الفيضانات أو الجفاف، ولكن صغار المزارعين لا يملكون الموارد اللازمة لمواكبة التغيرات المناخية?، بحسب ما نقلته شبكة الأنباء الإنسانية عن فرانك ريجسبرمان، رئيس المجموعة الاستشارية العالمية المتخصصة في البحوث الزراعية.

وتقول وكالة ?أوكسفام? للإغاثة إن 10 ملايين شخص غالبيتهم يعيشون في أفريقيا يواجهون خطر الجوع بسبب الجفاف. وأدى هذا إلى تسليط الأضواء على المحاصيل المعدلة وراثيا خاصة الذرة وهو من المحاصيل الذي تزرعه وتستهلكه غالبية دول جنوب الصحراء.

وفاقمت ?النينيو? من موجة الجفاف التي امتدت إلى جنوب أفريقيا أكبر منتج للذرة في القارة السمراء وجاءت بعد موجات الجفاف التي حدثت العام الماضي وأثرت على دول امتدت من زيمبابوي إلى مالاوي.

ويعاني أكثر من 30 مليون شخص من ?انعدام الأمن الغذائي?. وقد كان إنتاج الذرة في جنوب أفريقيا يعوض تقليديا العجز الإقليمي، ولكن البلاد أعلنت عن انتشار الجفاف في خمس ولايات العام الماضي، كما انخفض الإنتاج بنسبة 30 بالمئة.

وفي حين تعتبر زامبيا إحدى الدول الأكثر تضررا الآن، وبعد أشهر من قلة الأمطار، لجأت إلى تحديد حصص التيار الكهربائي للمواطنين والصناعات على حد سواء. بينما تقول زيمبابوي إنه على الرغم من أن المحاصيل المعدلة وراثيا قد تكون مقاومة للآفات في البداية، إلا أن هذه المقاومة قد تنهار مع الوقت.

كما أثرت قلة الأمطار على أجزاء من إريتريا وجيبوتي والسودان والصومال، ولكن التركيز يميل نحو أثيوبيا. ويرجع ذلك جزئيا إلى الربط السطحي بين ما يحدث حاليا ومجاعة عام 1984، ولكن أيضا لأن أعداد المحتاجين كبيرة جدا.

وحتى من دون ظاهرة ?النينيو? يحتاج حوالي 3.2 مليون صومالي إلى المساعدات المنقذة للحياة ودعم سبل العيش، في ظل نزوح أكثر من 1.1 مليون شخص داخل البلاد.

وحظر عدد كبير من الدول الأفريقية المحاصيل المعدلة وراثيا بزعم أنها تنقل العدوى الى نباتات أخرى وتلوث البيئة وقد تكون لها أثار صحية غير معروفة على الإنسان على المدى الطويل.

غير أن العديد من المختصين في هذا المجال أكدوا أن المخاوف المثارة وخصوصا في أوروبا من تداعيات هذه التكنولوجيا على الزراعة لا تستند إلى حقائق علمية صحيحة، وأن المزارعين الأفارقة الفقراء سيكونون على الأرجح أكبر المستفيدين من خفض استخدام المبيدات الحشرية وخفض تكاليف الإنتاج ووفرة المحصول وارتفاع أسعاره خلال السنوات المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..