محلل اقتصادي : تغيير العملة أمر مهم لتلافي التزوير والتهرب الضريبي

نترك الأمور المصيرية التي يجب تغييرها ونهتم بتغيير الأمور التي لا تسمن ولاتغني من جوع ، ماذا يجدي تغيير العملة والعلم والمناهج سوى مزيد من إضاعة الوقت والمال والجهد . بدون إستقرار سياسي وأمني لايمكن القضاء على التزوير والتهريب وكل أنواع الجريمة عموماً خاصة ما يمس هيبة الدولة والقانون من تعديات . لقد قامت الحكومة السابقة بتغيير العملة عدة مرات وفي كل مرة يزداد الأمر سوءً نظراً لتراجع الإنتاج في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية عصبا الإقتصاد خاصة بعد الإعتماد الكلي على البترول ، ولم تتدارك تلك الحكومة الأمر بعد فقدان البترول للعودة للإعتماد على الزراعة بل إنصرفت إلى إنتاج الذهب بطرق عشوائية مازالت تخلف آثاراً كارثية في معظم أنحاء البلاد دون أن يكون له أي مساهمة في توفير خدمات في تلك المناطق وأصبح الذهب يشكل العنصر الرئيسي في التهريب الذي ينتظم البلاد . لايوجد أي تغيير حتى الآن إلا للأسوأ ولم تنجح محاولات تغيير المناهج الدراسية بين يوم وليلة . لماذا لا نعمل الآن بصدق لوضع لبنات ودعائم للإستقرار ومن ثم ننتج مثلما تنتج الهند وبعد ذلك نحاكيها في تغيير العملة وغيرها . ماجدوى تغيير عملة مرتبطة بالدولار ويتحكم بها غيرك . وبدلاً من تركيز الحكومة على زيادة جزافية ومجحفة في الضرائب لا تستند لأي معايير نظامية ولاحتى إنسانية ! سوى التعسف وإستغلال السلطة ، فقد فرضت زيادات قاسية للضرائب في العام الماضي والبلاد غارقة من أقصاها إلى أقصاها في مياه الأمطار والسيول المدمرة التي ضربت البلاد وأغرقت المحاصيل على الأرض وفي المخازن وقطعت الطرق والطاقة ، وفي مثل هذه الحالات فإن الدول التي تقدر مواطنيها تسارع بالإعفاء من الضرائب بل وتدعم المنتجين .

لو كان وزير المالية رجل بعرف اقتصاد وإدارته لفكر في تغيير العملة قبل أن يجلس على كرسي المالية حتى يجنب التزوير في العملة والتحكم في العملة المتداولة وإجبار التجار جلب أموالهم لداخل البنوك السودانية
لكن وزراء المالية أصحاب العقول خارج وزارة المالية والأغنام هي التي تدير المالية الان وشوف الانهيار الحاصل