هيبة الدولة من هيبة القضاء

عشرات الفيديوهات والصور على الانترنت تصور حالات سرقة من تلاميذ وطالبات وكذلك اشعال النيران في ممتلكات الدولة..علماء الاجتماع انتم مدعوون لدراسة هذه الحالة

الطبيعي أن يخجل السارق أو يخاف أو يتوارى لكن الطلاب يظهرون في الفيديوهات وهم يلوحون ويبتسمون ويرددون شعارات الثورة للكاميرا وبعضهم يلوح بعلامة النصر.هل أصبح لدينا فعلا جيل جديد بلا أخلاق يعتبر السرقة براعة وتخريب ممتلكات الدولة مهارة؟!.هؤلاء تعلموا في نظام المشروع الحضاري الذي ظن بأن الاخلاق تبنى فقط في جمعيات القران الكريم وبالخطب في الجوامع لقد اتضح انه من السذاجة بدون وضع اي اعتبارات اخرى واهمها العدالة الاجتماعية هؤلاء التلاميذ تربوا في ظل حكومة غير صادقة تقول لهم شي وكانت تفعل شي آخر فكانت هي السارق الاكبر

انا لا ابرر للسرقة ولا للانحراف .. لكنني اؤمن بانه لا يجوز ان تحاسب الناس قبل ان توفر لهم الحد الادنى من العدالة.. وهناك فئة ممتازة من الناس ستظل عصية على الظروف. لكن معظم الناس تتأثر اخلاقهم بالنظام الذي يحكم وهناك علاقة وثيقة بين النظام والاخلاق. ولم يقم الشعب السوداني بهذه الثورة الا بعد ان اصبح الظلم أكثر من طاقته على الاحتمال

إن احساس الانسان بالعدالة يخرج افضل ما فيه من صفات جميلة وغاية في الانسانية واحساس الانسان بالظلم يدفعه لليأس والانحراف والعدوان على حقوق الاخرين ولا يقتصر تأثير العدل على القضاة والمتقاضين في قاعات المحاكم وإنما يمتد إلى الناس جميعا. في البيت في الشارع في العمل وتنطلق طاقاتهم للعمل والاجتهاد وبالتالي الى السلوك القويم …

ولن تعود الاخلاق الى طبيعتها إلا إذا استعادوا السودانيين احساسهم بالعدالة ولايمكن للعدالة أن تتحقق فى ظل هذا التهاون وهذه الانتقائية ..كل انسان في السودان يعلم انه مازال القانون لايطبق كما يجب الا على الضعفاء أما أصحاب النفوذ فيكونون فوق القانون.من الذي اطلق سراح وزير الداخلية الاسبق ابراهيم محمود؟ الذي في عهده قتل اكتر من 214 طالب وطالبة في هبة سبتمبر خرج قبل الاعلان عن نتائج التحقيق

من اطلق سراح السيدة حرم الرئيس المخلوع ؟ دون علم الناس بالذي جرى معها من تحقيق
من الذي اطلق سراح (الترزي) التركي اوكتاي مرتكب مخالفات مالية بمليارات الدولارات ؟
من قتل بهاء الدين جراء التعذيب في زمن حكومة الثورة؟ وما هي الجهة التي اعتقلته ؟
بينما يتم فتح بلاغات في شرفاء الثورة والقاء القبض عليهم بسرعة فائقة ..وكذلك معتقلين سياسيا دون معرفة سبب الاعتقال بالرغم من اختلافنا معهم هذا مرفوض والاف الاسئلة التي تحتاج الى اجابة

ياسر عبد الكريم
[email protected]