مقالات وآراء

الدروب المغلقة ..

الفاتح خضر رحمه

_ وجراحنا لا شيء يوقف نزفها ويضمدها ويغسل ما اعتراها من قيح ونفوسنا لازالت تحت ضيق الألم تقاوم لكي تسمو رغم أن كل شيء يحبطها فيرديها من سلم النقاء، كان كتب عليها ان لا فكاك من روث الدونية وغبار السقوط في أتون الآثام، وابصارنا عجزت أن تري وسط كثافة ضباب الحزن ما خلف الصورة من معاني، لم نعرج ليعانق حلمنا أفق الذهول فكل أحلامنا كسيحة وامانينا عاجزة من ان تبني مجرد فكرة في المخيلة تثير الانتباه وتنير لنا الدرب حتى عقولنا معاقة تستجدي تاريخنا المضني بالمخازي والعار ونتنكر له لكي لا نبصر مافيه من عبر ودروس.

_ لا شيء غير أفق مملؤ بالعجز وممشي مرصوف بالوهم مصنوع من زخرف الشتات مسكون بلعنة البؤس والعناء فكل دروبنا مغلقة بمتاريس الحقد والحسد، حتى نشوة انتصاراتنا مقلوبة نستمدها من كأس الشماته وسقوط الآخرين والحقيقة التي لا نريد وعيها أن عدونا هو ذاتنا فنحن لا نبني لكي نصعد ولكننا بالأماني الكذوبة نتوهم زيف الوصول، كل ارثنا في مصاف الحياة نفخة بالونية لا شيء في جوفها غير الهواء، فهل نحن أمة ميته رغم كل هذا الصراخ المفضي للضجيج ام ان نبض حياتنا مسكون بلعنة الانكسار وجوفنا يأبى تقبل الهزيمة فنصتنع النجاح لكي نرضى غرورنا الرافض للتعايش مع جل الحقائق.

_ كل عيوبنا اننا ادمنا الفشل وبات لا شيء يحركنا صوب النجاح، كرهنا ذاتنا ببخس نجاح الآخرين واتقنا وضع العثرات أمام خطي الآخرين كل همنا ذاتنا ولا ضير في حريق روما، ماتت جذوة فهمنا للحياة واستسلمنا لمعاقرة التنظير والتحليل الاهوج الذي لا يصنع لنا مجد ولا يضيء درب هدى تغلفنا ببلادة الاستسهال ونحن أعجز من النهوض للوقوف، نحن أمة فقدت بوصلة الاتجاه فتخبطت في المسير.

وخزة:
أن النكسات المريرة تعلم الشعوب صناعة الحياة والخيبات العظام دروس تلهم الأمم كيف تتسلق سلم النجاح فمتى نصحى لنلحق بركب الأمم لنصنع تاريخنا بلا زيف.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..