مقالات سياسية

كبسور!!

سهير عبد الرحيم

كلما قرأت أو شاهدت توجيهاً للفريق البرهان رئيس مجلس السيادة بفتح بلاغ في هذا أو ذاك، تذكّرت الممثل السوداني الكوميديان الدكتور فيصل أحمد سعد الشهير بشخصية (كبسور) .

وشخصية كبسور لمن لا يعرفها، شخصية فكاهية معروفة للجميع، حيث يمثل د. فيصل دور شخص يعشق الذهاب الى النيابات وأقسام الشرطة، ودائماً هو في حالة شكاوى ضد كل من يُصادفه في الطريق أو يُعلِّق معه في أمر ما مهما كان هذا الأمر صغيراً ولا قيمة له .

كبسور يشكو الجميع، الأصدقاء، الجيران، الأهل، زملاء العمل، أي شخص من الممكن أن يقع تحت طائلة شكاوى كبسور، حتى إنه في إحدى المرات شكى (غنماية) من غنم جاره في قسم الشرطة..!!

والشاهد في الأمر أن كبسور في كثير من الأحيان كان الحق الى جانبه، ولكنه حتى في تلك المرات التي كان فيها على حق، إلا أنّ الأمر يظل غير ذي قيمة كبيرة ويمكن تجاوزه والترفع عنه .

ما يفعله الفريق أول البرهان هذه الأيام من سلسلة بلاغات في مواجهة هذا وذاك هو أقرب إلى ما يفعله كبسور، الانشغال بأمور غير ذات جدوى، في وقتٍ يحتاج فيه الوطن الى العمل والاتحاد ونبذ الفرقة والشتات .

أول بلاغ للبرهان من موقعه الجديد القديم كرئيس للمجلس العسكري كان في مُواجهتي، وكان ذلك أول بلاغ عقب الثورة في مواجهة صحفي، وقد كان لذلك الأمر الكثير من الدلالات السيئة، بل إنه اعتبر ارتداداً لعهد الكيزان، حيث تكميم الأفواه ومُصادرة حرية التعبير .

وقد استمرّت محاكمتي تلك زمناً طويلاً، حتى إنني وفي إحدى المرات وعقب أدائي لفريضة الحج عُدت الى الوطن فوجدت أن هنالك أمر قبض صادراً في مواجهتي لتغيبي عن الجلسات في فترة الحج، وكان يمثل البرهان في البلاغ ضابط برتبة لواء يحضر الى المحكمة ومعه مجموعة من الضباط.

وقد علّق يومها أحد العابرين أمام المحكمة، بقوله إن عدد الضباط الذين يأتون لمتابعة محاكمة البرهان لـ”سهير” يكفون لتحرير حلايب، وليتهم تعاملوا مع ملف حلايب ذاك بذات الحماس..!!

ما ينبغي قوله، إنّ بلاغ البرهان في مواجهتي قد تم شطبه، ولكن يبدو أن الرجل يعشق المحاكم، وكل يوم بلاغ مُختلف في مواجهة أحدهم..!!

إن النفق المظلم الذي يسير فيه الوطن حالياً لا يحتمل كثرة الزعازع، بل يحتاج القيادة الرشيدة الواعية، ولا أعتقد أن من أولويات البرهان حالياً فتح البلاغات في مواطنيه وملاحقتهم والثأر لعبارة أو كلمة .

بل أعتقد أن من أوجب واجباته التجاوز عن الخلافات والالتفات الى ما فيه مصلحة البلاد، خاصة وأن النار تمسك بجلباب الوطن في الأطراف، فعليه أن يعمل على إطفائها وإخماد كل وميض تحت الرماد وليس الانشغال بالبحث في جلباب الوطن عن موقع (زرارة) غير مربوطة أو خيط غير معقوص أو البحث في (جيوب) الجلباب..!!

خارج السور :
الزعماء يسعون لحفر أسمائهم في التاريخ بالبطولة والفداء وبناء أوطانهم بالجد والتفكير والعمل الدؤوب، فلا تجعل نصيبك من هذا اسم كبسور..!

[email protected]
نقلاً عن الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. أستاذه سهير بالمناسبه كبسور هو راعى الضأن ويمتاز دائما بالهدوء وبعض الجمود لمحدودية اجتماعياته مع أغنامه ولكنه دائما فى جانب الحق. تابعنا محاكمتك وكنا نضحك من هذا الهبل والغباء وكنا وما زلنا نعلم ان البرهان ببلاغاته كان يغطى على دكتاتوريته ليظن الناس بانه رجل قانون وحقاني ويذهب للقضاء عند الحوجه. وكان يأمل ان يقوم بإنقلاب ولكن الرأى العالمى وضعف الحكومة جعله يتراجع. فالحكومه اهدت له كل الصلاحيات التى يريدها فليس هنالك داعى للدخول فى معمعة الانقلاب. ولديه وثيقه غير دستوريه يحرفها ويبدلها كما يريد وعندما يريد ولديه ايضا الكباشى الذى خُلق ليملأ الفضاء كذبا وتدليسا كما له مجلس الشراكه ورجرجة الهبوط الناعم. ولهذا كله كان يمكن ان يضعك وحرية الصحافة فى السجن ويطلق سراح وداد بابكر شى عادى. وقد اثبت انه يخلق احداث جانبيه ليشغل الناس عن المصاعب التى وضعوا فيها البالد والعباد فبعد كل الانبهالات فى الحدود وتهريب الذهب مع صديقه الجنجويدى يشعل الحروب نيابة عن السيسى مع اثيوبيا الجارة الصديقه. هذا زمانك يا مهازل فامرحى.
    هذا التعليق من كبسور ولكنه كبسور اخر ليس كبسورك الذى تحدثت عنه.

  2. كنت أتابع كديسه جاها كديس فى البرد دا عاوز يقل أدبه معاها ، الكديسة تمنعت وقالت له بصوت عالى : لا لا الكونونا ، لكنه أصر ولمان ضاقت من تصرفاته قالت بصوت مرتفع : كبســـــــــــــــــــور وفجأة وصل عمك كبسور وهو يحمل عصاه والكديس المعفن بسرعة نطه الحيطه
    شكرا كبســـــــــــــــــــــــــــــور
    انت حارس مش لينا نحن
    حتى الكدايس تستجير بك بعد الله

  3. يا اخوانا قالوا فى المثل الشعبي كلام القصير ما بتسمع والعبد لله طويل وعريض مناسبة الكلام ده البرهان بالو مشغول بموضوع اهم من الحُكم ربما لم ينتبه ليه احد هذا الرجل عندو لعبه كبيره وكبيره جداً لاعبا مع الكيزان فى بداية عهدهم وخايف الكيزان يفضحوا آمره والحكايه وضحت آكتر لما قناة العربيه إذاعة آسرارهم الكبرى وعلى لسان البشير قال نحن كنا بنرصد عملية حركه إنقلابيه وذكر العشره فى الميه وغيرها من المعلومات البتدل على أن الكيزان كانت ليهم عيون داخل تنظيم الحركه التصحيحيه او الخلاص الوطنى وفى الحقيقه هى كانت عين واحده مافى غيرا وقيل مؤخراً أن هذا العين نجا من الاعدام باعجوبه وطبعاً كلنا عارفين مافى حاجه إسمها اعجوبه عند الكيزان ديل بيعذبوا وبيقتلوا بدون مناسبه وآكيد ترصدهم لم يترك شارده ولا وارده!! هل قلت العين المقصوده كان البرهان!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..