عبدالخالق محجوب (1927-2016): وعوض عبد الرازق التي كانت تعاكسنا

متى هل 22 سبتمبر بلغ أستاذنا عبد الخالق محجوب، لو امتد به العمر، ربيعه الثامن وثمانين. وسيحتفل هذا المحب لأستاذه بالمناسبة ببيان الخصومة بينه وبين المرحوم عوض عبد الرازق (1929-1980) الرفيق الذي سبقه لقيادة الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو، التي صارت الحزب الشيوعي المعلوم رسمياً في 1956) في 1947 حتى إبعاده في 1949 ليحل أستاذنا مكانه. ويشمل الاحتفال كذلك توزيع للراغبين نص ورقتي الديجتلي المعنونة “الحزب الشيوعي: ويولد الانقلاب من الثورة” التي عرضت لأفكار أستاذنا حول الثورة والانقلاب. والمقال أدناه عن بؤس الكتابة عن صراع أستاذنا وعوض حلقة أولى في مشروع فض مغاليقه بالانتقال به من لجاج المنابر إلى هدأة الدرس ووكده. فإليه

أضحى المرحوم عوض عبد الرازق، سكرتير الحركة السودانية للتحرر الوطني (1946حستو) والحزب الشيوعي لاحقاً، “مكب نفايات” لكل ذي ضغن مع التقليد الشيوعي في السودان. فالدعوة قائمة على أيامنا هذه لرد الاعتبار له من الحزب الشيوعي الذي لم يكتف باقصائه من ساحته في مؤتمره في 1952 فحسب بل ألصق به صفة “الانتهازية” فصارت بعض اسمه. بل تتصل دعوات رد الاعتبار هذه بتثمين موقفه في آخر الأربعينات وأوائل الخمسينات الذي رفض فيه تحول حستو إلى حزب شيوعي الطبقة العاملة قبلته السياسية كما اتفق لأستاذنا عبد الخالق محجوب ورهطه.ووجد نفر من الكتاب في تداعي الماركسية في معسكرها السوفيتي وأضرابه وتهافت الحزب الشيوعي السوداني في العقود الأخيرة سبباً للقول إن عوض عبد الرازق نصحهم بمنعرج الخمسينات ولم يستبينوا الرشد إلا ضحى التسعينات. وتكأكأ هذا النفر حول عوض عبد الرازق شبيه بتكأكأ مثل صلاح أحمد إبراهيم بالرفيق الشهيد محمد عبد الرحمن شيبون (أقرأ كتابي عنه من دار مدارات) بقرينة أن الطرفين لا يهمهما من موضوع محبتهما (عوض وشيبون) سوى التنكيد على الحزب الشيوعي وتصفيه حساب أو آخر معه. فقلت في السابق إن صلاح أحمد إبراهيم حلب محنة رفيقه الشاعر شيبون بشراهة ولم يتكرم حتى بتعريف قرائه بما تيسر من شعره. وكذلك الحال مع عوض عبد الرازق.
والحال مع عوض مائل. فوجدت عادل عبد العاطي، الصوت الأجهر في حملة رد الاعتبار لعوض، لا يعرف عن سيرته كثير شيء ويختلس من كتاباتي عن الرجل ويهرط ويكابر. فقال في مقال باكر له إن عوض لم ينتم لحزب سياسي بعد انفصاله عن الشيوعيين سوى من جماعة فكرية صفوية نقاشية ضمت اتباعه في الخصومة مع الشيوعيين. وكذب عادل عبد العاطي كذباً. فأول تبادي لم تكن جماعة عوض المعروفة ب”الحركة الديمقراطية” حلقة فكرية بل حركة عازمة لبناء حزب بديل عن الشيوعي. وخاب فألهم. ثم عرف عادل من مقالي أن عوض انضم للاتحاديين (أو كان ضمن شبابهم أصلاً في رواية أخرى) وكتب باسم “الطليعة الاتحادية” يعارض تحول الزعيم الأزهري من الوحدة مع مصر إلى الاستقلال. ثم كان ضمن جماعة الختمية التي وقعت على وثيقة سيئة الصيت باسم “كرام المواطنين” في نحو 1961 شدت من أزر نظام الفريق عبود في وجه معارضيه. وجاء حزب الختمية إلى ساحة أكتوبر مطأطأ الرأس خجلاً من هذا الوزر. وما علم عادل من مقال لي عن سيرة عوض بعد خروجه من الحزب الشيوعي حتى تلقفها وراح يسوق له المعاذير لسقطاته حتى لا يخدش قميص عثمانه.

أما الجهل المريع الآخر بسيرة عوض فمؤسف ومحرج لعوض نفسه. فقد “تعنعنت” رواية بين كتاب مكب النفايات عن المرحوم الطبيب عبد الوهاب زين العابدين السكرتير الأول والمؤسس لحستو (1946-1947). ومفادها أن من استبعدوه عن سدة السكرتارية فعلوا ذلك لأن به “عرق دساس”. فقال شوقي بدري ” سمعنا أن الحزب الاممي، والذي يدعو للعدالة الاجتماعية ونبذ الشوفينية والعرقية، قد تجنب انتخاب الاستاذ عبد الوهاب عبد التام لان خلفيته القبلية لن تجعله مقبولا للكثيرين”. وتلقف الرواية عادل عبد العاطي، الذي تأذى من شيوعيّ الأسافير حد الأذى وأذاهم حد الأذى، ولحنها. فقال إن من رأي البعض أن صراع الحزب بين عوض وأستاذنا عبد الخالق حَفَل ب”شوفينية” (عصبية) العناصر الشمالية في حستو التي لم تطق أن تعمل تحت قيادة عنصر من أصول نوبية وجنوبية؛ وهى الأصول التي انتمى إليها عبد الوهاب زين العابدين عبد التام؛ أول سكرتير عام للحركة؛ وابن زين العابدين عبد التام؛ أحد نشطاء وقواد ثورة العام 1924″.
ثم أخذ محمد جلال هاشم بالرواية وتفنن فيها كما هو معروف عنه. فوضع لها مقدمات موسيقية وخلفيات ميلودية بلغ بها عنان الضلالات. فرأى في نزاع أستاذنا عبد الخالق وعوض إعادة إنتاج لصراع خفي ظاهر بين الأبروفيين (أولاد القبايل) ضدّ الفيليّين (أولاد العبيد). ولا أدري كيف اختلط الأمر على محمد جلال الذي دربناه على تحري الدقة في مدارج الجامعة. فالصراع الذي أشار إليه هو صراع جرى في أروقة نادي الخريجين بأم درمان في 1930 بين شيعة الفيليين (نسبة إلى شيخ الفيل) والشوقيين (نسبة إلى محمد على شوقي). وكان بعض شباب الأبروفيين طرفاً في الصراع. ولا عبيد ولا يحزنون. بل تخللت النزاع مطاعن لشوقي بأنه من المواليد مما خسر به الفيليون الانتخابات. وقال محمد جلال إن من فرط استهتار الحزب الشيوعي بأول سكرتير له أن جاء بصورة له في المعرض المقام في مناسبة انعقاد مؤتمره الخامس في 2009 وعرّفه بأنه فنان تشكيلي. ومن رأي محمد جلال أن هذه التعمية ” ربّما ليست سوى حلقة في مشوار طويل بدأ بإزاحة د. عبد الوهاب من قيادة الحزب بغية تدجين الحزب داخل فضاء الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة مروراً بإزاحة عوض عبد الرّازق عن القيادة ليحلّ محلّه عبد الخالق محجوب (دون تشكيك منّا في قدراته) ضمن المفاصلات التي عُرفت باسم “صراع الفيليّين والأبروفيّين” لينتهي الأمر أخيراً بابن أبوروف عبد الخالق محجوب كسكرتير عام للحزب بعد عوض عبد الرّازق.” ويا كبرة فولايه! تكبير!
من احتاج إلى مثل شوقي وعادل ومحمد جلال لانصافه طال انتظاره. فقد غاب عنهم في تحرير ضغينتهم على الشيوعيين ووصمهم بالعنصرية أن عوض، لا عبد الخالق، هو الذي احتل مركز سكرتارية الحزب بعد معركة 1947 التي شارك فيها عبد الخالق وهو ما زال طالباً بمصر ضمن طلاب شيوعيين جذريين لم تعجبهم تقية عبد الوهاب السياسية. فإذا وقع اقصاء عبد الوهاب بسبب “عرقه الدساس” فالوزر الأكبر واقع على عوض “الذي مسك بدلو” في مرواحة على أغنية سودانية اتهمت الرئيس جونسون نائب الرئيس كنيدي الذي تولى رئاسة أمريكا بعد اغتيال كنيدي. قالت الأغنية:
كندي مين كتلو
أسألو جونسون المسك بدلو.
وعجبت حد العجب كيف لبعض قادة الرأي العام عندنا تستخفهم ذائعة عن اقصاء عبد الوهاب من حستو لعرقه فيعيرون بها لا يلوون على شيء. فلم يمنع عادل عبد العاطي دون الخوض العميق في شأن “عرق” عبد الوهاب “الدساس” الذي شرده عن قيادة حستو وهو يعلم أن الأمر لا يعدو أنه شائعة قال “إننا لا نملك من الحيثيات ما يؤكد أو ينفي هذا الزعم”. ولم يطرأ له أن يستوثق من الذائعة كما ينبغي لكاتب ينتظر القراء منه الأكيدة أو ماهو قريب منها. ولمّا تنصل عن تبعة الكاتب في الاستيثاق طربقها على رأس عوض عبد الرازق الذي أحبه وطلب له الخير والنصفة من شيعتنا في حزب أستاذنا عبد الخالق محجوب. وهذه “قلدة” الدب في عرف الخواجات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اجتمع خلق من خلوق الله التعبانة الجيعانة حول جيفة وهموا بأكلها لكنهم في الأول ارادوا تحديد من الذي اصطاد الجيفة أو بالأحرى مين لقاها وجابها وطال بيهم الجدل والغلاط والجيفة تزداد جيفنة وعفنة وهم يزدادوا جوعاً وتعباً … وعبدالخالق ولا عبد الرازق ولا أبو جلابية ترقش ولا أبو عراقي مرقع .. وما زلنا حول الجيفة نتغالط والجيفة زايدة عفانة.
    لم يصدق شاعر كمثل الذي قال:
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم
    ونحن -والشكر لي ألله- لا يوم كنا أهل ولا يوم كان لينا عزم

  2. يا عبد الله … يا عبد الله ؟ هل انت بتقول ان شوقي بدري عنده غبينة مع الحزب الشيوعي ؟من اين اتيت بهذا الكلام ؟؟ اليس التقد والنقد الذاتي من اهم مقومات العمل الشيوعي .

  3. يا عبدالله علي ابراهيم ايه حكاية ” استاذنا” عبد الخالق دي فياخي هناك صفات كثيرة للرجل فاما ان تقول الشهيد, او الزعيم او المفكر , اما استاذنا هذه فما قادرين نلقي ليها تفسير سوي انك عايز تقول انك تركت الحزب الشيوعي والغريب في كل كتاباتك تشيد بعبد الخالق الذي هو صنع الحزب الشيوعي بينما تهاجم الحزب الشيوعي يعني دي نفهما كيف ؟يا اخي بطل اللولوة اللغوية وورينا بالضبط انت عايز شنو؟

  4. الصراع الذي أبعد بسببه عوض عبدالرازق هو صراع جهوي,ذلك أن عوض عوض عبدالرازق ينتمي إلي القرية و ليس من أم درمان التي ينتمي إليها عبدالخالق محجوب و شيوعيين آخرين.
    ينتمي عوض عبدالرازق إلي قرية (الجابرية) بريفي الدبة في الولاية الشمالية. عمه هو الأستاذ/محمد خير عبدالرازق ناظر مدرسة الغابة جنوب الأولية في عقد الستينات. و هو في الأصل من منطقة الشايقية و نزحوا شمالآ منذ زمن قديم و إستقروا في الجابرية بريفي الدبة.هي ذات القرية التي ينتمي إليها الجنيد علي عمر و إن كان الجنيد ولد في الجنوب لأم دينكاوية و نشأ بين مدني و الخرطوم ثم سافر إلي مصر لدراسة الحقوق في جامعة فؤاد الأول.لكنه أبعد من مصر مع غيره من شباب الشيوعيين و إن كان الجنيد مترجم رصين لا يجاريه احد في الترجمة غير رفيقه هنري رياض المحامي و قد ترجما بعض الكتب سويآ.
    و لعوض عبدالرازق علاقة مصاهرة مع آل حمور(الحموراب). و هي من الأسر العريقة و أفرادها من أوائل الذين تعلموا تعليمآ عاليآ.و موطن آل حمور هو جزيرة حمور و هي الجزيرة التي حملت إسم جدهم حمور.
    ذات الصراع حدث للأستاذ/عبدالرحمن علي طه التربوي القدير و إنزوي بسببه في ركن قصي في قريته أربجي إلي أن مات.
    هذه هي حقيقة ذلك الصراع الذي أدي إلي إنقسام الشيوعيين بسبب تلك المذكرة الشهيرة التي كتها عوض عبدالرازق و قال فيها أن محاولة تطبيق النظرية الماركسية في المجتمع السوداني ذو الطبيعة الرعوية أمر سابق لأوانه.
    يمكن قراءة المذكرة في موقع سودانايل.

  5. الاخ عبدالله
    لك التحية
    انا من المتابعين لكتاباتك اتفق معها واختلف احيانا وكذلك في بعض البرامج التلفزيونية .
    لا يصح لمثلك ان يعوى كالكلاب !
    اتذكر ذلك ؟ مكانك لا زال شاغرا وانت تعرف كيف تعود ليس كلبا يعوي انما هاديا بهتم الحداة به .

  6. اجتمع خلق من خلوق الله التعبانة الجيعانة حول جيفة وهموا بأكلها لكنهم في الأول ارادوا تحديد من الذي اصطاد الجيفة أو بالأحرى مين لقاها وجابها وطال بيهم الجدل والغلاط والجيفة تزداد جيفنة وعفنة وهم يزدادوا جوعاً وتعباً … وعبدالخالق ولا عبد الرازق ولا أبو جلابية ترقش ولا أبو عراقي مرقع .. وما زلنا حول الجيفة نتغالط والجيفة زايدة عفانة.
    لم يصدق شاعر كمثل الذي قال:
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم
    ونحن -والشكر لي ألله- لا يوم كنا أهل ولا يوم كان لينا عزم

  7. يا عبد الله … يا عبد الله ؟ هل انت بتقول ان شوقي بدري عنده غبينة مع الحزب الشيوعي ؟من اين اتيت بهذا الكلام ؟؟ اليس التقد والنقد الذاتي من اهم مقومات العمل الشيوعي .

  8. يا عبدالله علي ابراهيم ايه حكاية ” استاذنا” عبد الخالق دي فياخي هناك صفات كثيرة للرجل فاما ان تقول الشهيد, او الزعيم او المفكر , اما استاذنا هذه فما قادرين نلقي ليها تفسير سوي انك عايز تقول انك تركت الحزب الشيوعي والغريب في كل كتاباتك تشيد بعبد الخالق الذي هو صنع الحزب الشيوعي بينما تهاجم الحزب الشيوعي يعني دي نفهما كيف ؟يا اخي بطل اللولوة اللغوية وورينا بالضبط انت عايز شنو؟

  9. الصراع الذي أبعد بسببه عوض عبدالرازق هو صراع جهوي,ذلك أن عوض عوض عبدالرازق ينتمي إلي القرية و ليس من أم درمان التي ينتمي إليها عبدالخالق محجوب و شيوعيين آخرين.
    ينتمي عوض عبدالرازق إلي قرية (الجابرية) بريفي الدبة في الولاية الشمالية. عمه هو الأستاذ/محمد خير عبدالرازق ناظر مدرسة الغابة جنوب الأولية في عقد الستينات. و هو في الأصل من منطقة الشايقية و نزحوا شمالآ منذ زمن قديم و إستقروا في الجابرية بريفي الدبة.هي ذات القرية التي ينتمي إليها الجنيد علي عمر و إن كان الجنيد ولد في الجنوب لأم دينكاوية و نشأ بين مدني و الخرطوم ثم سافر إلي مصر لدراسة الحقوق في جامعة فؤاد الأول.لكنه أبعد من مصر مع غيره من شباب الشيوعيين و إن كان الجنيد مترجم رصين لا يجاريه احد في الترجمة غير رفيقه هنري رياض المحامي و قد ترجما بعض الكتب سويآ.
    و لعوض عبدالرازق علاقة مصاهرة مع آل حمور(الحموراب). و هي من الأسر العريقة و أفرادها من أوائل الذين تعلموا تعليمآ عاليآ.و موطن آل حمور هو جزيرة حمور و هي الجزيرة التي حملت إسم جدهم حمور.
    ذات الصراع حدث للأستاذ/عبدالرحمن علي طه التربوي القدير و إنزوي بسببه في ركن قصي في قريته أربجي إلي أن مات.
    هذه هي حقيقة ذلك الصراع الذي أدي إلي إنقسام الشيوعيين بسبب تلك المذكرة الشهيرة التي كتها عوض عبدالرازق و قال فيها أن محاولة تطبيق النظرية الماركسية في المجتمع السوداني ذو الطبيعة الرعوية أمر سابق لأوانه.
    يمكن قراءة المذكرة في موقع سودانايل.

  10. الاخ عبدالله
    لك التحية
    انا من المتابعين لكتاباتك اتفق معها واختلف احيانا وكذلك في بعض البرامج التلفزيونية .
    لا يصح لمثلك ان يعوى كالكلاب !
    اتذكر ذلك ؟ مكانك لا زال شاغرا وانت تعرف كيف تعود ليس كلبا يعوي انما هاديا بهتم الحداة به .

  11. كتابة رائعة وتوثيق جيد يا أستاذ بارك الله فيك وفي يراعك وبيانك وفصاحتك وعنايتك بالتفاصيل والحقائق – في زمن كثر فيه التطاول واللفحي وفرش الملاية في فضاء الاسافير. لا أتفق معك في هذا التنزيه والتقديس المبالغ فيه لاستاذنا وحادي ركبنا الفذ عبد الخالق، فهو، علي عبقريته وتفرده وثاقب فكره، ابن أمرأة كانت تأكل القديد، ومثله كمثل أي بشر كان له بعض ما يعتري النفس البشرية من طموح وتطلع وإثرة وشح وجزع وتعجل إلخ… كمؤرخ واكاديمي ومنشئ وكاتب له طرائقه الفريدة في السرد، تهفو النفوس لما يكتب، ليس واجبك كيل المدح علي نهج حسان بن ثابت – مهمة الاكاديمي هي النقد والتقويم – النقد بلا هوادة وبلا رحمة كما كان يقول الشيخ الالماني – إذا لم نمارس هذا النقد كما ينبغي – لا نفرق بين عباده ولا نستنثي أحداً حتي عندما نكتب عمن نحب ونجل – لن نتمكن من التعلم من التاريخ بايجابياته وسلبياته ولن نخرج من هذه الوهدة وسنتحول إلي دراويش نسبح بحمد القادة وننرههم عن المعاصي. في إنتظار بقية الحلقات عن عبد الخالق وعوض عبد الرازق وصراع القيادة في الحزب الشيوعي – بالمناسبة الم يسترعي إنتباهك إنفراد عبد الخالق بقيادة الحزب قرابة العشرين عاماً منذ 1952 وحتي لحظة إستشهاده؟

  12. ذكر الراحل أحمد سليمان في كتابه .. ومشيناها خطىً .. أن الأستاذ عبد الخالق محجوب عمل على إزاحة عوض عبد الرازق من سكرتارية التنظيم حسداً من عنده لكي يتبوأ هو كرسي السكرتارية. لكن يبدو أن أحمد سليمان نفسه كتب هذه المعلومة في كتابه الصادر في الثمانينيات تحت تأثير الضغوط النفسية التي ظلت تساوره منذ فصله من عضوية الحزب الشيوعي عام 1970م، وقد بدا أنه كانت له حساباته الخاصة مع عبد الخالق السكرتير السابق فأراد تسويتها مستغلاً الغياب الأبدي للرجل!

  13. يا ريت يسخر عبدالله علي إبراهيم علمه و قلمه في كتابة ما يفيد بدل هذه الحكاوي التي لا تفيد القارئ شيئآ.
    الصراع من طبيعة البشر.و صراع الحزب الشيوعي في كل مكان ملئ بالأحقاد و الدم و حرق الشخصيات من أجل الزعامة و المجد.هذا هو تاريخ الشيوعية في كل مكان.و الآن سقطت الشيوعية و أصبحت جزءآ من التاريخو هل ستظل تكتب و تجتر في تاريخ بائس.
    يا عبدالله علي إبراهيم أعود و أقول أن الشيوعية سقطت في مزبلة التاريخ. و رحراح الشيوعية الموجود في السودان هو بقايا شيوعية أولاد ام درمان.
    منذ سنين ليست بعيدة و أيام الجامعة كان يحكي لي كل من د.محمد عوض حمور و هو طبيب أسنان و عيادته في نمرة ثلاثة بشارع محمد نجيب و د.فيصل عوض حمور و هو إختصاصي في أمراض الدم و يقيم في كندا,كانا يحكيان عن خالهما عوض عبدالرازق و شخصه و فهمه المتقدم للماركسية و المجتمع السوداني.قلت يومها ليته عاش ليري مآل الشيوعية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..