«دراما».. جوهانسبرغ!

محمد خروب
حبس الافارقة, بل العالم, أنفاسه، عندما نجح نشطاء حقوقيون وممثلون عن المجتمع المدني, في استصدار قرار من احدى المحاكم في بريتوريا بمنع سفر الرئيس السوداني الجنرال عمر البشير لمدة اربع وعشرين ساعة, كمهلة للنظر في طلب المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه, لمواجهة الاتهامات الموجهة اليه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور (على ما نصّ اتهام المحكمة في العام 2009).
واذا كانت «السياسة» في النهاية قد انتصرت على «القانون» الذي تمثّله المحكمة العليا في جنوب افريقيا, وربما المحكمة الجنائية الدولية التي «تتسلل» السياسة الى كثير من مواقفها, وبخاصة في خضوعها لضغوط الدول الامبريالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة, التي تملأ الدنيا ضجيجاً وهي «ترطن» بحقوق الانسان والديمقراطية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم والقيم, التي تدوسها بصاطير المارينز وتحرقها قنابل الطائرات وصواريخ البوارج, فيما هي لم تُوقِّع على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية, ولم تكتف بذلك بل حصلت على ضمانات بعدم تقديم أي من جنودها ومسؤوليها الى المحكمة, مقابل «تمرير» أي قرار يتعلق بالمحكمة تحت طائلة الفيتو, ناهيك عن الاتفاقات «الثنائية» التي عقدتها مع دول عديدة وبخاصة في الشرق الاوسط (المُبتلى بالارتكابات والجرائم الاميركية والاسرائيلية) تنص على عدم السماح بتسليم أي جندي أو مسؤول اميركي للمحكمة, رغم أن هذه الدول مُوقّعة على نظام روما وهي عضو في المحكمة, ما يرتب عليها مسؤولية اخلاقية وسياسية وقانونية تجاه المحكمة, لكنها المصالح والخوف من اميركا القادرة على اطاحة الحكومات واغراق أي بلد في اتون الفوضى والحروب الاهلية.
نقول: انتصرت السياسة على القانون, وعاد الجنرال الى بلاده, لتستقبله جماهير غفيرة بالطبل والزمر والهتافات واليافطات والمُجسّمات, وخصوصاً «النعش» الذي يحمل المحكمة الجنائية في اشارة الى «موتها», لكن كل ذلك الذي جرى في الخرطوم – ولم يكن عفوياً كما يجب التنويه – لا يُغيّر من حقيقة وتداعيات وأبعاد ما جرى في جوهانسبورغ, والارتباك الذي خيّم على اجتماعات الاتحاد الافريقي في نسخته التي تحمل الرقم (25), بعد أن تخلّى عن اسمه القديم باقتراح من الأخ قائد الثورة وملك ملوك افريقيا, وتم اعتماد الاسم الجديد «الاتحاد الافريقي» رسمياً في العام 1990.
كما لم يُغيّر وصول البشير الخرطوم بدون وداع رسمي «جنوب افريقي» او إعلان عن موعد مغادرة طائرته ووقت وصوله بلاده، حقيقة الخِشيَة (اقرأ الخوف) من اعتراض طائراته او انزالها في احد مطارات دول راغبة بالانتقام منه او متحمسة لدور المحكمة الدولية او حتى دول كبرى (غربية بالطبع) تريد البروز كمدافعة عن العدالة الدولية (….) أو تسعى الى لعب ادوار جديدة في المنطقة التي تضربها الفوضى ويستبد بها العنف وخصوصا في نيل «جزء» من كعكة النظام الاقليمي الجديد الذي هو الان في طور البروز والتشكّل، عبر رسم خرائط جديدة للمنطقة، تطوي صفحة سايكس بيكو الى حد كبير, وتؤسس لدويلات وكانتونات طائفية ومذهبية واثنية فسيفسائية على النحو الذي شارك فيه الجنرال البشير نفسه ارضاء للغرب عندما وافق على تقسيم السودان, وما يلوح الان في الافق من احتمالات بروز دولة (او دولتين) كردية مستقلة في شمال سوريا أو كردستان الغربية / روّج آفا (دع عنك اقليم كردستان العراق).
تداعيات السماح للجنرال البشير بمغادرة جوهانسبرغ, ستترك اثارها على المشهد السياسي والحزبي «المتوتر» في جنوب افريقيا, وبخاصة ان بلاد نلسون مانديلا محسوبة على الدول الديمقراطية في العالم ولا مجال للشك بأنها كذلك, رغم كل ما يحدث فيها من تجاذبات سياسية ومواجهات ذات طابع عِرقِي, او حتى عنصري وديني احيانا, ويرتع في فضائها «الحكومي» فساد كبير, الا انها تُحلّ في اطار من القانون والشفافية وتلتزم السلطة التنفيذية «المُنْتخَبة» قرارات السلطة القضائية.
لن تترك المحكمة العليا في جنوب افريقيا المسألة.. تمر، والحزب الوطني الحاكم هو الان في وضع لا يُحسد عليه بعد ان انتهك دستور البلاد وانتصر لشعارات «الحصانة» التي يتمتع بها رؤساء الدول وغيرها من الكليشيهات التي عادة ما تلجأ اليها الدول والاحزاب او التنظيمات السياسية من اجل الحصول على «شعبوية» لا رصيد لها في مواجهة حقائق العصر ومعادلات القوة والتحالفات القائمة. هذا لا يعني بالطبع اعتبار المحكمة الجنائية الدولية وكأنها طاهرة ونقية ومُبرّأة من المؤامرات والانتقائية والوقوع تحت تأثير العواصم الامبريالية. الا ان «دراما» جوهانسبرغ تُؤسس لمشهد جديد, سوداني واقليمي ودولي، ما يمكن اعتبار ما حدث في اقصى جنوب العالم دخولاً في مرحلة جديدة, ستُجبر الجنرال البشير على التفكير اكثر من مرة قبل المُغامَرة بالمشاركة في قمة او زيارة خارجية وهي ربما ستمنح بعض عواصم دول الجنوب, مبرراً كي تتملص من دعوة البشير او الاعتذار من عدم قدرتها على تقديم الضمانات له في الاجواء او داخل اراضيها, فضلا عن انها ستوفر ريح إسناد الى المنظمات الحقوقية الدولية والاقليمية (بمن فيها العربية إن رغبت) كي تُمارس دورها الاخلاقي والقانوني ازاء كثير من الحالات والارتكابات, التي يواصل اصحابها الافلات من العقاب، وليس المقصود هنا البشير… وحده.
محمد خروب
[email][email protected][/email] الراي
مقال محترم يستحق القراءه ..
ادارة الراكوبة فتحت ابوابها كاملة للدجاج وكلاب الامن لبث سمومها…
الخطة مدروسة ومكثفة ..
انتبهوا
او اغلقوا صحيفة الراكوبة .
الناس ديل امتلكوا الة ضخمة من الاعبلام للتشويش والتضليل …حتى المساحات الضيقة المتاحة لنا ضايقونا فيها ..
على ادارة الراكوبة الانتباه ..لمنع هؤلاء الغجر الخبثاء ..
واذا ما قادرين اشرف ما تنشروا اي خبر جديد او تمنعوا التعليقات من الكل لانهم مفرغنهم ومفضنهم بحوافز عالية لغزو الاسافير ..الناس ديل بكونوا نايمين معظم السنة ما بصحوهم ويلزومهم للطراش والاستفراغ الا في مثل هذه الزنقة
اذا فسد جزء من الجسد يجب أن يُبتر
حتى لاينتشر الفساد والمرض الى باقي الجسد
البشير فاسد ويجب بترة
لماذا يعلق مصير أكثر من ثلاثين مليون سوداني يمصير هذا الرجل الملطخة يداه بدماء الابرياء؟؟
لماذا التضحية بمستقبل بلد بحاله بمستقبل شبابه وأجياله ويكون في يد شخص واحد وبعض السدنة الفاسدين القلة الذين يعيشون بيننا؟؟
لماذا يدافع البعض عن البشير ويعتبر هذا مساس للذات السيادية للدولة السودانية وكرامة السودانيين وهو الذي لم يٌصن حرمة دماء السودانيين ؟؟؟!!!
لماذا لايذهب البشير الى المحكمة الجناية ليُثبت للعالم برأتة وشجاعتة ونبلة في آن واحد ,,,, هذا أذا كان واثقاً من نفسه؟؟
هذة اسئلة موجهة للاذكياء فقط وليس الاغبياء
يقول الكاتب ” انتصرت السياسة على القانون”.. مع مساندتي لحقوق كل المظلومين وسيادة العدالة ودولة القانون لا أرى أن محكمة الجنايات الدولية محكمة “قانون”.. هل تصدق أن قانون إحالة السودان للمحكمة تضمن مادة تستثني أي أمريكي من العقوبة إذا وجد متورطا في جرائم في دارفور؟ بمعنى لو أن سودانيا تم تقديمه للمحكمة الدولية بتهمة جرائم حرب في دارفور وكان محظوظا وبحمل الهوية الأمريكية فما عليه إلا إبرازها لبذهب إلى بيته معززا مكرما وذلك استنادا إلى صلب قرار مجلس الأمن الدولي حيث أصرت أمريكا على هذا البند حتى لا تعترض على الإحالة!!! بينما تتم محاكمة زميله السوداني الآخر الذي يحمل الجنسية السودانبة فقط لأنه سوداني وليس أمريكي؟!!
الحديث عن ما يسميه البعض “العدالة الدولية” كلام فارغ، فهل هذه عدالة، وهل من العدالة أن تتم الإحالة للمحكمةمن أكبر هيئة سياسية في العالم”مجلس الأمن” بمعنى أن يكون غربال المحكمة سياسيا وليس عدلبا، فحين تتم المطالبة بمحاكمة نتنياهو يرفض المجلس وحين بتعلق الأمر بدولة أفريقية مثل السودان تتم الإحالة بسرعة البرق؟ هل هذه هي “العدالة الدولية” هذا يسميه الأفارقة ولهم ومعهم كل الحق “عين الظلم”.. الذين لم بفهموا سبب امتناع الاتحاد الأفريقي للتعامل مع المحكمة أو حتى رفض جنوب أفريقيا للتعامل معها رغم توقيعها على الميثاق عليه أن يقرأ هذه المسوقات وغيرها التي لم تترك للاتحاد الأفريقي أي مجال للتعامل مع هكذا محكمة، ولو كانت أوروبا في هذا الموقف لرفضت التعامل معها.. وأمريكا التي وصفت يوما المحكمة بأنها محكمة سياسية لا تتعامل معها ولكنها تعمل على استغلالها كأداة سياسية قذرة وليس كـ “عدالة دولية” كما يتصور بعض الموهومين.
لقد صرح أوكامبو بعد تركه المحكمة منتقدا أمريكا بأنها “لم تتعاون مع المحكمة في موضوع السودان وعملت لاستغلاله لفصل جنوب السودان” !!!!
هل هذه هي العدالة الدولية التي بتوهمها البعض؟
ياخروب والله انت اسم على مسمى. مهما بلغت خلافاتنا مع النظام لن نقبل لااجنبي ان يندس بيننا. روح حل مشاكل بلدك وخلينا في حالنا. والله انت وامثالك من اشعلتم الفتنة في العالم العربي وشردتم شعوبه لاجئين لعنة الله عليك اين ماحللت !!!
جات الحزينة تفرح ما لقت ليها مطرح
مثل مصرى انطبق على الخروب
لم يصدر قرار من محكمة انما (طلب)
خروب يخرب بيتك
ما تفترض فينا الغباء
ادارة الراكوبة فتحت ابوابها كاملة للدجاج وكلاب الامن لبث سمومها…
الخطة مدروسة ومكثفة ..
انتبهوا
او اغلقوا صحيفة الراكوبة .
الناس ديل امتلكوا الة ضخمة من الاعبلام للتشويش والتضليل …حتى المساحات الضيقة المتاحة لنا ضايقونا فيها ..
على ادارة الراكوبة الانتباه ..لمنع هؤلاء الغجر الخبثاء ..
واذا ما قادرين اشرف ما تنشروا اي خبر جديد او تمنعوا التعليقات من الكل لانهم مفرغنهم ومفضنهم بحوافز عالية لغزو الاسافير ..الناس ديل بكونوا نايمين معظم السنة ما بصحوهم ويلزومهم للطراش والاستفراغ الا في مثل هذه الزنقة
دستوريا انتهت صلاحية البشير وفقا لدستور 2005 والمادة 57 من الدستور الذى لقسم على حمايته في ولايته الثانية وفقا لاتفاقية نيفاشا 2005
وبذلك لم يعد يمثل السودان والسودانيين الا ناس دعوني اعيش الذين انتخبوه بنسبة 94% بمن حضر….
****
اذا عندكم موضوع يخص السودان والشعب السوداني ,ديمقراطية وست منستر ورونا ليه؟؟؟
التحية للكاتب محمد خروب
لا شك ان ما جرى بجوهانسبرج هو كذلك
الا ان الرئيس السوداني المشهور باسد افريقيا كثير التسفار والترحال
ةهنالك رحلة مرتقبة الى اندنوسيا قريبا
وقد يعود بعدها الرئيس البشير وقد تكون وجهته القادمة زيارة بعض الدول الاوربية
الرجل يستطيع التعامل مع المحكمة الجنائية فلا تقلق
رد ل علوى
كل الدفوعات الرسمية وغير الرسمية تتحدث عن عدم عدالة المحكمة والكيل بمكيالين!!! اذا سلمنا جدلاً بوجود جراءم مماثلة في اي مكان اخر ولم يتخذ حيالها اجراء لاي سبب ما هل هذا مبرر او مسوق لارتكاب الجريمة؟ المطلوب تبرير الاعمال اواثبات البراءة امام كل العالم كما ذهب الاخرون من قبل!!! ( نبقى لنوع الجري دا والزوغانات والمطاردات في كل قمة؟ وشنا بقى صغير ذنبنا شنو؟)
الحقيقة معروفة للقاصى والدانى كل شئ واضح ما عائز درس عصر نظرة لاى شئ تكفى مهما كانت
مدرسة
مستشفى
مطار
وزير
سفير
عسكرى
زراعة
صناعة
مواصلات
رئيس
من الافعال الفاضحة التي قامت بها حكومة البشير و سوف يتم الكشف عنها في الاسبوع المقبل عندما تقدم حكومة جنوب افريقيا دفوعاتها امام المحكمة العليا في جوهانسبيرج — هي قيام حكومة المؤتمر الوطني بمحاصرة 1400 جندي و ضابط من جنوب افريقيا في القوة العاملة ضمن ( الينوميد ) في دارفور — و استخدامهم كرهائن منذ صدور قرار المحكمة بعدم السماح بالسفر للبشير و حتى عودته الي الخرطوم —
هذا الموقف المخزي من الحكومة السودانية يفضح ممارساتها الاجرامية و انها تدير البلاد بعقلية رجال العصابات و المافيا —