اعتراف

قبل هذا التاريخ كان الطبيب طارق يمارس عمله الطبى بكل جد واجتهاد فى مستشفى عطبرة المركزى يحيط مرضاه بكل عناية ويخلق جسرا من( التواصل الصحى) بينه وبينهم الا انه وبمرور الشهور وربما السنوات انتبهت ادارة المستشفى لطاقمها الطبى لتجد (طارق) امامها طبيبا وهو الذى لم يكن يوم ضمن المقبولين باحدى كليات الطب— المنتشرة فى الوطن الذى يعانى اهله الملاريا والحمى الصفراء والفشل الكلوى— ولم يدرس يوما فى مدرسة الممرضين ولم تمر عينه على كتاب بين دفتيه مادة علمية صرفة تتعلق بالطب او الصيدلة او العلوم او مايمت لهم بصلة مباشرة وحينها اطلقت الصحافة عليه الطبيب المزيف
الان التاريخ يعيد الحادثة بطريقة مغايرة بعض الشىء فالدكتور زكى بشير الامين العام لمجلس المهن الصحية والطبية كشف للصحافيين عن وجود عدد(170) عاملا ليس لديهم سجلا طبيا واعتبر زكى ذلك خطرا على المرضى كما اكد ان مجلسه سيعمل على اخضاع اى ممارس لم يوفق اوضاعه الى امتحان الكفاءة
انتبه المجلس الان فقط الى عدم وجود سجلات طبية بمعية البعض رغم ممارستهم للعمل داخل مستشفى الخرطوم الذى يعد من اكبر مستشفيات العاصمة الحضارية يؤمه المرضى من داخل وخارج الولاية يدخل المواطن عبر بوابته الواسعة وهو لايدرى ان من ينتظره بالداخل يفتقد للاهلية الصحية لكنه يمارس عمله فى بيئة صحية طبية لايمتد فيها ?للاسف– السؤال عن مكان وزمان التسجيل والتاهيل لهذه الوظيفة او الزامية الحصول على سجل يمنحه الالتحاق بالعمل داخل الدائرة الصحية !
الاعتراف سيد الادلة والدكتور زكى قدم اعترافه بوجود (الخطر) الذى يتربص بالمرضى وهنا يتساوى كل الخطر جملة واحدة فارتفاع اسعار الدواء خطر على المرضى وصعوبة الحصول على التداوى خطر يهدد المرضى ونقص ادوية السرطان والفشل الكلوى خطر على المرضى وغياب الرقابة الصحية خطر على المرضى وكثرة الاخطاء الطبية خطر يحدق بالمرضى وافتقاد البيئة الصحية للتاهيل والتجديد والتحسين والتحديث خطر ملموس يشاهده ويعيشه المرضى والقائمة تترى بالعيوب والمسا ؤىء.
ضمن سلسلة( الانتباه المتاخر) الذى يجتهد فيه المجلس نجده يكشف عن استبعاد كوادر صحية اجنبية من البلاد لعدم حاجة البلاد اليها والسؤال هنا كم ياترى من السنوات كانت هذه الكوادر ضمن القائمة الصحية العاملة بمستشفيات الوطن وهى عبء على جسده الموجوع الى ان جاءت لحظة الاعتراف بعدم حاجة البلاد اليها؟
امتحانات لقياس (الكفاءة)بعد سنوات وسنوات من ممارسة العمل الصحى على اجساد المستشفيات التى فتحت ابوابها للتوظيف فاندفع نحوها المئات فى غياب الوعى بحقوق المرضى والضوابط والرقابة القائمة على اختيار المؤهل المناسب فى مرفق يرتبط ارتباطا مباشرا بالمرضى … كانت الخطر بعينه!!! والذى يود المجلس الان ازالته بسبع سنوات فى السجن او الغرامة …معقول يادكتور!!!
همسة
اسرجتها خيلى ذات ليل ….
اوردتها كل الربى المنثورة ….
وركضت خلفها ..حافية….
كى اسائلك الامان……
وركضت خلفها ..حافية….
كى اسائلك الامان……
دعوهم يعترفون وسياتي يوما يعترف هذا النظام انه اخطأ حينما افترس رعونة القائمين على دفة الحكم ويمها ستجدين نفسك راكضة ولكن بحذاء حنين الذي عثرنا عليه في باحة حزب الزفت المؤتمر الغير وطني