الحسابات الخاطئة فى التعامل تقودك لنتائج خاطئة

المهندس / سلمان إسماعيل بخيت على
الحسابات الخاطئة فى التعامل تقودك لنتائج خاطئة وهذا ما وقع فيه بوتن أو فالنقل ما أوقع فيه الغرب بوتن فالغرب هو من خطط ودبر لهذه الحرب كى يدخل روسيا فى حرب وينتف ريشها قبل ما تصل لمرحلة يمكنها فيها أن تهدد الغرب ، وحرب أوكرانيا تعتبر حتى يومنا هذا هزيمة كبيرة لروسيا مع حجم الدمار الكبير الذى ألحقته القوة الروسية بأوكرانيا وتشريد الملايين من مواطنيها للدول المجاورة ولكن هذا لايكفى لو علمنا أن لدى روسيا نحو مليوني جندى إحتياطى بينما ما لدى أوكرانيا حوالى 900 ألف ، ولروسيا 4173 طائرة تملك اوكرانيا 318 طائرة فقط ، وللجيش الروسى 772 طائرة مقاتلة مقابل 69 طائرة أوكرانية ، أما طائرات النقل فلدى روسيا 445 ولأوكرانيا 32 ، وبالرجوع لهذه الأرقام يتخيل لك أن حرب روسيا فى اوكرانيا لن تستغرق أكثر من إسبوع ، فما هى مسببات عدم حسم الحرب حتى الأن نحن نتحدث عن حصار وضرب من الجو والأرض لكييف دون إستيلاء عليها .
عندما طلب الرئيس الأوكرانى فلودامير زلينسكى من الغرب إغلاق المجال الجوى لاوكرانيا فى وجه الطيران الروسى ودعمه بطائرات حربية رفض الغرب ذلك لأنه لا يريد لاوكرانيا ان تدخل مع الروس فى حرب جوية غير متكافئة وتريد لاوكرانيا ان تكون لها يد الطولى فى حرب بريه وان تبدد روسيا جهودها فى الجو والبحر ، وفى الحروب عادة تكون هنالك ثلاث جيوش لا رابع لها ، القوات البرية ، القوات الجوية ، فالقوات البحرية ، فبينما القيادة المركزية لإدارة الحرب والتوجيه والسيطرة والتحكم والإستيلاء تكون لدى القوات البرية ، تأتى القوتين الجوية والبحرية كقوتين مساعدتين لها تسدد ضرباتها من البعد لتمنح فرصة للقوات البرية للإستيلاء والسيطرة وهذا ما كان ينقص الجيش الروسى الذى يملك القوة الثانية عالميا جوا وبحرا ، وكان يظن ان الضربات التى يوجهها للمدن الأوكرانية من الجو كافية بأن تجعل كل اوكرانيا تهرول نحو الحدود الروسية والبيلاروسية وتسلم لها اوكرانيا خالية من البشر فى طبق من ذهب ، ليخيب ظن بوتين ويفاجا بمقتل ما يزيد ان الألف جندى من رجاله فى أقل من أسبوعين وكانت المفاجأة الثانية التى أذهلت بوتين هى المقاومة الأوكرانية وأن كيف الأوكرانيون يرسلون عوائلهم لبولندا ورومانيا ودول اخرى ويرفضون اللجوء نحو روسيا أو روسيا البيضاء ، بل ما أذهل بوتين هى عودة الألوف من الاوكرانيون العاملون بالخارج وتسليم أنفسهم للانضمام لجيش المقاومة الأوكرانى ، ويمكن أن نقول ان الإستخبارات الروسية كانت ضعيفة فى مقابل العقل الغربى الذى كان يفكر للأوكرانيين وهنا لا بد أن نذكر بأن من يريد أن يكسب أى حرب ، يجب أن تكون قوته على الأرض هى القوة الضاربة ولهذا السبب تجد فى دول الأنقلابات العسكرية يكون قائد الأنقلاب من القوات البرية وليس من القوات الجوية أو البحرية ولهذا السبب ابتلينا بعبود ونميرى والبشير والبرهان ، ولهذا السبب لن يكون فى يوم من الأيام حميدتى قائدا عاما للجيش السودانى أو قائد إنقلاب عسكرى ، لذا نجد منذ ان نفذ البرهان إنقلابه الفاشل فى 25 إكتوبر 2021م يدور الحديث حول الفريق الركن عصام الدين محمد حسن كرار قائد القوات البرية السودانية ، فأمر القيادة حسب التخصص يتعدى الجيش الى تخصصات أخرى ، فنجد المهندس المدنى تميزه مهنته للقيادة مع بقية التخصصات الهندسية من ميكانيكا وكهرباء ومساحة وكيمياء وغيرها ، وفى مجال الطب تكون الأولوية للطب الباطنى عن بقية التخصصات الطبية والطب المساعد ..
فهل يمكن أن نقول لقد هزم العقل الغربى وإستخباراته الروس فى حربهم مع أوكرانيا مع التفوق الكبير فى التسليح والعتاد والبشر ، مما يؤكد أن التأهيل العسكرى للقوات البرية الروسية لم يكن فى مستوى تأهيل القوات الجوية ، والقوات الجوية لا تحتل ولكنها تدمر وتحرق وتهرب ، والحرب فى دولة زى أوكرانيا يمكنها تحويل خطوط مترو الأنفاق الى ملاجىء ، فالتدمر كل المدن وينجو البشر وبعد هزيمة روسيا أو وقف الحرب بإتفاق ناتج عن حوارهما يخرج السكان من الملاجىء ويعاد ما دمرته الألة الروسية …