آراء الخبراء و ..( عرض الحائط)

** قبل شهرين كان (مقترحاً)، ولكن اليوم صار(قراراً)، وعلينا الرفض ..أحدهم، هدم منزله بغرض التجديد، وكان يظن أن الشارع العام هو المكان المناسب لفرش ركام وتراب الهدم، ولكن رفض جيرانه الفكرة خوفاً من مخاطر الشوارع العالية على منازلهم في فصل الخريف، فجلس على تل ركام وتراب الهدم حائراً..ابنه، وكان بذكاء هبنقة، شعر بحيرته و أراد مساعدته، قدم المقترح قائلاً : ( أبوي رائك شنو لو حفرنا آبار في حوشنا ده وكبينا فيها التراب والركام المحيرك ده؟)، وصار حال إبنه، بهذا المقترح، هماً آخر على قلبه وعقله..وهكذا تقريباً حال الناس والبلد مع طرائق تفكير ولاة أمر التعليم العام ..!!
** هدموا المرحلة المتوسطة ، وجلسوا على تلها، ثم إكتشفوا – بعد خراب مالطا – خطأ الهدم..وأخيراً، فكروا في إصلاح الخطأ، ولكن بذات طرائق تفكير ذاك الإبن، أي حفر بئر للتخلص من التراب، أوهذا ما يسمونه حالياً ب( قرارإضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس في إعتبارا من العام 2015)، كما قالت صحف الأسبوع الفائت..لك أن تتخيل فكرة أن تلحق إبنك بمدرسة وهو في السادس من عمره، ويبقى فيها إلى أن يبلغ من العمر (15 سنة)، وإذ رسب في الفصل التاسع وفكر في الإعادة يكون قد بلغ ( 16 سنة)..ثم لاتنسى قد يكون لك طفلاً في السادس من عمره مع صبيان مراهقين في ذات المدرسة..هكذا التربية والتعليم إعتباراً من ( العام 2015)..!!
** الفصل التاسع ليس حلاً لقضية خلقها نهج (التنفيذ قبل التفكير)..نفسياً وتربوياً، هذا الفصل( كارثة أخرى)..ليس من العقل إبقاء التلميذ في فناء مدرسة ( تسع سنوات)، وليس من العقل أن يرافق الطفل صبياً مراهقاً طوال ساعات النهار في فناء المدرسة.. ثم السواد الأعظم من مدارس الريف لاتزال (مختلطة)، ويجب التفكير في مغبة أن يصبح صبياً في السنة التاسعة (15 سنة) زميلاً لطفلة في السنة الأولى (6 سنوات)..أنتم – بهذا الفصل التاسع – تحيدون عن قواعد التربية السليمة والتعليم القويم.. فالإنجليز كانوا رحماء على أبناء بلادي عندما وضعوا السلم التعليمي المثالي للتربية والتعليم (4/4/4)..وكذلك الحكومات الفائتة كانت رحيمة عندما تواثقت على السلمي التعليمي المثالي الآخر (6/3/3)..فلماذا لايتواضع نهجكم ويعترف بالخطأ، ثم يعيد قواعد التربية السليمة الى مدارس بلادنا بالعودة إلى (4/44) أو (6/3/3)، بدلا عن التمادي في الخطأ بمقترح ( 9/3) ..؟؟
** وبالمناسبة، توصيات مؤتمر التعليم بالخرطوم، وكذلك بكنانة، لم تشمل إضافة الفصل التاسع بمرحلة الأساس، بل رفض خبراء المؤتمر والعلماء هذا المقترح، وإقترحوا إضافة الفصل الرابع بالمرحلة الثانوية، ك ( خيار أم خير)..كيف صار ذاك المقترح المرفوض بالإجماع واقعاً مرتقباً في (العام 20015)؟..ولماذا حشدت الوزارة الخبراء بمؤتمري الخرطوم وكنانة، وهي التي لن تعمل بآرائهم؟ ..تخدع وزارة التربية الرأي العام حين تنسب إضافة الفصل التاسع بمرحلة الأساس للمؤتمرين (كنانة والخرطوم)، لقد تم رفض المقترح بالإجماع..!!
** وقالها الخبير التربوي، الأستاذ يوسف عبد الله المغربي، لنائب رئيس الجمهورية ووالي الخرطوم ووزير التربية والتعليم وآخرين، عندما زاروه مساء الاثنين الفائت عبر برنامج التواصل الرمضاني، خاطبهم الخبير التربوي بكل وضوح : ( لقد رفضنا مقترح الفصل التاسع في المؤتمر توجساً على وجود فوارق عمرية كبيرة بين تلميذ السنة الأولى وتلميذ السنة التاسعة، وهذا الفصل يناقض الأهداف الأساسية للتربية والتعليم)..هكذا آرأء الخبراء، وقيادة الدولة على علم بآرائهم، ولكنها تغض الطرف عنها.. وعليه، يبقى الأمل في الآباء بمجالس الآباء..تمردوا على (الفصل التاسع)..!!
سؤال بسيط ومشروع: هل قارن الخبراء مستوى تعليمهم في السابق ومستوى التعليم حاليا؟ النتيجة والاجابة واضحة: لا مجال للمقارنة حتى ما بين خريج الكتاب السابق وخريج الثانوي العالي الحالي. أسالونا نحن في الجامعات وكيف نعاني حتى نعيد تصحيح المسار!!!
شكرا أخي الطاهر على هذا الموضوع الخطير والكارثي.. وعلى الجميع مناهضته بقوة للحفاظ على أجيالنا القادمة بعدما تدهورت الحالية.. واسمح لي بأن أعيد عرض مقالة لي بهذا الشأن كتبتها قبل عام ونصف من الآن.. مع شكري لكم وللجميع
موضوع
قائمة الصحف
القيادى الاخوانى السابق ثروت الخرباوي : مناظرة من (زمكان) عمر البشير يقطع زيارته لنيجيريا خوفاً من القبض عليه ياسر عرمان : الحكومة تعتقل (1200) من بينهم نساء واطفال وتطلق سراح المعتقلين على اسس اثنية جنوب السودان يواجه هجمة حقوقية أزمة غاز حادة بنيالا ربنا ينتقم من اللي كان السبب حماية المستهلك تطالب “الصحة” بتحديد صلاحية المياه الأحزاب ترحب بتعين ولاة جدد لولايات كردفان لجنة تحقيق إفريقية في مقتل السلطان كوال تبدأ اعمالها من اديس ابابا القبض على (الملثم) قاتل خريج هندسة (النيلين) تسرّب بخوذة رائد فضاء يلغي مهمةً لناسا ميزان الحياة والموت مصطفى بكرى : رسائل (السيسى) ومؤامرة (الإخوان) النقد الدولي والسودان .. بقلم: د.أنور شمبال الكاف يؤجِّل لقاء الزمالك والأهلي للأربعاء الموسيقى تقلل الألم لدى الأطفال هيئة مياه الخرطوم تصوم عن ضخ إكسير الحياة المحكمة توجه تهمة السرقة في مواجهة شقيقتين سرقتا مبلغ (10.000) جنيه من والدهما سنار تنتج 70% من الموز بالسودان وتصدره عربياً هجوم بالصواريخ والمدافع الرشاشة على معسكر للجيش في سيناء العثور على جثة طبيبة أسنان طافية بشاطئ الريفيرا والى غرب كردفان : النهود عاصمة ثانية النائب الأول: الدولة مقصرة في ضبط الأسواق وحماية الأسعار فوائد الفول .. الهلال أمام تحدي الفرسان للعبور في كأس السودان الجيش يكشف عن هوية منفذ الهجوم على اليوناميد الهلال يسضيف الفرسان مساء اليوم بملعبه المريخ يؤدي مرانا باستاده امس ويواصل اليوم إستعداداً لمواجهة الخرطوم عصام العريان : هكذا نجح الجيش في خطته ابراهيم الخضر مرشح الوطنى لانتخابات والي الشمالية “بفعل الخير” الله يرزق شاب بعروس في ساحات المسجد الحرام تزوج من دون رضا عائلة الزوجة.. فخسر ذكورته مساجلة مع ابن حزم الأندلسي حول الإلفة والإيلاف! .. بقلم: الخضر هارون لقاءات للرحيل .. بقلم: اميمة عبدالله /الخرطوم الإمارات تسحب الجنسية من الفنانة أحلام ! كل الفنانين مؤتمر وطني (مصطفي سيد أحمد نموذجا) شباب الجزيرة ? بين الإكتئاب والهروب في انتظار اعلان نعي الزراعة! عناوين الصحف الرياضية الصادرة بالخرطوم صباح اليوم الاربعاء 17 يوليو 2013 السجن «15» عاماً لتاجر تحرش بطفلة بالحاج يوسف مجموعة تحتال على شاب باسم شرطة المكافحة السودان :قضية زواج الرئيس نميري من روضة جوان بطولة النيل الكبرى للأندية تنطلق يوم السبت القادم بالخرطوم شراب قمر الدين .. يزيد من مناعة الجسم ويقوى الأعصاب وينظف الأمعاء سبعة قتلى في مصادمات عنيفة بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس المعزول النائب الاول : يكرم الفنان الموسيقار محمد الامين فيديو يوثق اعتداء أنصار مرسي على طفل بميدان رمسيس المذيعة أسماء ابو بكر :(ما حاعمل اعلان عدس او تونة ..!!) الفلكي أنورأحمد عثمان:السبب الذي جعلني أختار الذهاب إلى المريخ هو حبي للاستشكاف، وكتجربة جديدة أردني يخترع “ثلاجة الفقراء” تعمل بلا كهرباء مرشد الاخوان المسلمون :لا تصوموا استعدادا للمعركة الكبرى التسويهو كريت في القرض تلقاه في جلده والنتيجة مؤتمر الوزير الصحفي ركلات الترجيح تبتسم لهلال كادوقلي وتقوده لدور الثمانية من كأس السودان على حساب الامل بالصورة..غادة عبد الرازق استغلوا شكلي المثير .. كيف يحسن الصوم من الحالة الصحية والنفسية تغذية الأطفال في رمضان.. (أكل بايت).. ونظام غذائي لا يسكت صرخات الجوع أشهبون وتطريز الحكاية في المقامات (مكفرات الذنوب
Share on facebook
Share on twitter
مواضيع ذات صلة
ما قبل مؤتمر التعليم الثالث – نوفمبر 2009م
معلم بلا تأهيل.. اقم على التعليم مأتماً وعويلاً
رؤية حول مناهج التعليم العام
بمناسبة انعقاد مؤتمر التعليم القومي
الخبير التربوي محمد فقيري في حوار قضايا التعليم
دور كليات التربية في إعداد وتدريب المعلم بكلية التربية جامعة الخرطوم..! «2-3»
أصدقاءك يقترحون
التعليم في السودان.. الواقع والغايات
فيصل عوض حسن نشر في السوداني يوم 06 – 05 – 2012
قبل نحو ثلاثة أسابيع، صدر قرارٌ حكومي بإضافة سنة رابعة لمراحل التعليم قبل الجامعي، وذلك بُناءً على توصيات المؤتمر القومي للتعليم أو مُؤتمر التعليم العام (كما أطلق عليه البعض)، الذي ختم أعماله قبل نحو شهرين من الآن. ولعلنا بدايةً نُؤكِّد على أنَّ مجرَّد انعقاد مثل هذا المؤتمر نراه أمراً إيجابياً ويستحق الإشادة باعتبار أنَّ التعليم هو أهمَّ عناصر وأدوات تحقيق مضامين التنمية الشاملة (اقتصادية وسياسية واجتماعية)، وبناء المُجتمعات الإنسانية القوية السليمة التي يسودها الرفاه والسلام، وكلما ارتفعت مُستويات الجودة في النظام التعليمي ارتفع مُعدَّل النمو العام والنمو الاقتصادي بنحوٍ خاص، وبالتالي زاد الناتج القومي الإجمالي ونصيب الفرد منه.ومع تقديرنا للجهد الكبير الذي بذله المؤتمرون (إعداد أوراق العمل حول محاور المؤتمر الرئيسة أو عبر المُناقشات والمُداخلات الموضوعية، ومن ثم وضع وصياغة المُقترحات والتوصيات اللازمة ومن ضمنها التوصية التي أشرنا إليها في صدر هذا المقال)، إلا أنَّ أغلب التوصيات التي توصَّلوا إليها صعب التحقيق نظراً للعمومية والضبابية التي اعترتها. فقد شملت تلك التوصيات اتجاهات عديدة وجوانب لا تدخل ضمن الأولويات التي يحتاجها التعليم حالياً، وتُكلِّف مبالغ طائلة لا تُرهق فقط ميزانية التعليم وإنَّما أصلاً غير مُتوفِّرة وبحاجة لمصادر ضخمة وستُثقل على طرفي العملية التعليمية (دولة ومُواطنين)، وبالطبع لسنا بحاجة للتذكير بالتحدِّيات الاقتصادية والمالية الكبيرة التي تُواجه السودان هذه الأيام، هذا بخلاف الأعباء الأُخرى والمتعلِّقة بنحوٍ خاص بالمناهج الدراسية والقائمين على أمرها، مما يجعلنا نتَّجه دائماً نحو المُمكن (من حيث التكلفة والقُدرة على التنفيذ).
ثمة أسئلة منطقية تطرح نفسها بقوة بشأن توصيتنا الرئيسة التي بدأنا بها هذا المقال (إضافة سنة دراسية للسلم التعليمي)، لعلَّ أبرز هذه الأسئلة يتمثَّل في: هل بإضافة عام دراسي للمراحل التعليمية يتركَّز الحل للارتقاء بمُستوى التعليم بنحوٍ عام والتعليم تحت الجامعي بوجهٍ خاص؟ وهل تمَّ تهيئة المدارس لاستيعاب تلاميذ هذه السنة (فالمدارس أصبحت إما أساس وتحوي ثمانية فصول أو ثانوي وتحوي ثلاثة فصول)؟ وهل تمَّ تجهيز المنهج الدراسي لتلاميذ هذه السنة المُضافة؟ وما أثر هذا المنهج على تحصيلهم العلمي وتسلسله وتناسقه مع مواد كل سنة دراسية أخرى (سابقة ولاحقة) وما يُمكن أن يُضيفه ذلك لمعارفهم؟ وهل ُروعيت طاقة أولئك التلاميذ الاستيعابية لمُقرَّرات هذه السنة؟ ثم هل تمَّ تجهيز المُعلِّمين (الأساتذة) للتعاطي مع هذه المُتغيِّرات الجديدة على الأقل من ناحية تدريس المناهج المُقرَّرة التي حتماً بل يستلزم تغييرها لتتماشى مع هذه التوصية أو التغيير الجديد؟ وهل تمَّ احتساب التكاليف المالية والفنِّية المُترتِّبة على هذه السنة الإضافية ما بين رواتب الأساتذة إلى مواد علمية ومطبوعاتها وغيرها من الأعباء؟ ومن الذي سيتحمَّلها هل الدولة أم أولياء الأمور؟ والسؤال الأهم: أين بقية عناصر التعليم مما يجري (المُعلِّم، المدرسة سواء مبان أو مُعينات، المناهج وواضعوها ومدى قدرتهم على وضعها) وغيرها العديد من الأسئلة.
واقع الحال يقول إنَّ هناك أموراً أكثر أهمِّية وأعمق أثراً بكثير من مُجرَّد إضافة سنة دراسية لمراحل التعليم قبل الجامعي حتى نضمن تطوُّر العملية التعليمية. فالنواقص والاحتياجات الضرورية لهذه العملية مُعقَّدة ومُتشابكة تبدأ بالمُعلِّم أو المُدرِّس باعتباره أهمَّ عناصر العملية التعليمية، والذي يعكس واقعه الماثل ترديا وتدهورا كبيرين خاصَّة ما يتعلَّق بالمزايا الممنوحة للعاملين في حقل التدريس، مما جعل المُؤهَّلين منهم يهجرون هذه المهنة أو يهربون إلى المدارس الخاصَّة أو السفر لخارج السودان لتستفيد من كوادرنا الدول الأخرى. وللحقيقة أولئك النفر أو تلك النُخبة من المُعلِّمين معذورون فيما قاموا به من فعل (هروباً كان أو هجر
للمهنة أو البلد بكاملها)، فلديهم مُتطلَّبات حياتية شأنهم في ذلك شأن بقية خلق الله، وما يجدونه من مُقابل مادِّي وعيني لا يُغطِّي عُشُر ما يحتاجونه. وثمَّة مُشكلة أيضاً في تأهيل المُعلِّمين، حيث كان في السابق يجري إخضاعم ? أي المُعلِّمين ? لسلسلة من الدورات التدريبية والتأهيلية المُتواصلة، تبدأ قبل التحاقهم بحقل التدريس أو التعليم وتستمر إلى مراحل مُتقدِّمة خلال مسيرتهم بمواقع عملهم المُختلفة، مع رقابة دورية من قبل مُوفدي وزارة التربية والتعليم آنذاك، ولا زلنا نتذكَّر حالة الحرص والقلق والتوتُّر التي تنتاب المدرسة بكاملها (بدءاً بالمدير وانتهاءً بأصغر عامل فيها) حينما يُعلَن عن حضور مُفتِّشي التعليم، الذين كانوا يدخلون الفصول ويحضرون الحصص المدرسية ويُدوِّنون مُلاحظاتهم عن أداء المُعلِّم (المُدرِّس) وتفاعل التلاميذ معه، وفي ضوء ذلك تجري عمليات المُحاسبة أو التحفيز سواء للمُدرِّس أو إدارة المدرسة المعنية.
كل هذه المظاهر والإجراءات تلاشت واختفت الآن، وهي بلا شك لها عظيم الأثر في النتيجة النهائية المُتحصَّل عليها. فبخت الرضا الذي كان منبع تأهيل المُعلِّمين أو النبع الذي يُغذِّي مدارس السودان المُختلفة بالمُعلِّمين المُؤهَّلين والقادرين على أداء الرسالة التعليمية بالوجه الأمثل تلاشى وأصبح جامعة بتخصُّصات مُختلفة ولم يتم تهيئة البديل اللازم له، وفي ذلك مُخالفة حتَّى للتطوُّرات العلمية الحديثة ومجالاتها التي من بين أهمَّها مناهج التدريس وهو مجالٌ تُجرى فيه رسائل الماجستير والدكتوراه! ومما ساهم في تردِّي مُستوى المُعلِّمين أنَّ هذه المهنة استوعبت الكثيرين غير المُؤهَّلين لأدائها كالخرِّيجين الجُدد الذين لا يجدون وظائف مُناسبة لتخصُّصاتهم، فيلجؤون للتدريس وتستوعبهم الوزارة للنقص في الكادر التدريسي الذي هجر المهنة (كما أسلفنا لأسبابٍ عديدة أشرنا لبعضها أعلاه ولا يسع المجال لذكرها)، فنجدهم بجانب افتقارهم للخبرة اللازمة لأداء المهنة، يفتقرون أيضاً للحكمة والحصافة التي كانت سمة مُميِّزة للرعيل الأوَّل من المُعلِّمين، اكتسبوها نتاجا لخبرات سنوات طويلة من العمل في هذا الحقل المهم وبذلك ازدادت المُشكلة تعقيداً وتأزُّماً.
ثاني عناصر العملية التعليمية يتمثَّل في المناهج، وهي أيضاً كانت تُعدُّ وفقاً لقواعد وفي إطارٍ من المُؤسَّسية والتنظيم، يُراعى فيها التنوُّع المعرفي تحت إشراف نُخبة مُتميِّزة ومُتنوِّعة التخصُّصات والدرجات العلمية من الخُبراء والتربويين، وهي أيضاً (المناهج) كانت تخضع لمُراجعة وتقييم وتقويم بشكلٍ دوري يأخذ في الاعتبار المُستجدَّات والمُتغيّرات التي تحدث في البيئة الداخلية والخارجية للسودان، كما تأخذ في الاعتبار الجانب النفسي والعُمري للتلاميذ، بعكس ما يجري حالياً فلم يتطرَّق له المُؤتمرون بشكلٍ أكثر تحديداً وتفصيلاً ووضوحاً وإنَّما جاءت التوصية الخاصة به عامَّة وغير مُحدَّدة المعالم، وبالتالي صعوبة تطبيقها أو تطبيقها بنحوٍ ينعكس سلباً ولا يُحقَّق ما نصبو إليه. فالناظر لحقيبة تلاميذ الأساس يجدها ممتلئة وينوء بحملها أولئك الصغار مما يضطر أولياء الأمور ? في كثير من الحالات ? سواء كان الأب أو الأم لحملها إنابةً عنهم، فضلاً عن الدروس الخصوصية التي يتلقَّاها التلاميذ منذ السنة الأولى أساس وهو ما لم يكن يحدث سابقاً، مع مُلاحظة أنَّ جميع المدارس أو في غالبيتها مدراس خاصَّة، أو تحمل صفات المدارس الخاصَّة عبر ما تستهلكه من رسومٍ يدفعها أولياء الأمور لإداراتها ومع ذلك فإنَّ مُحصِّلة النتائج تراجعٌ واضح في التحصيل العلمي وذلك رغم الدرجات العالية التي يحصُل عليها بعض التلاميذ في امتحانات الأساس أو الثانوي ولكنها لا تعكس بالضرورة تحصيلاً علمياً رصيناً، ودليلنا الدعوات هنا وهناك بضعف قدرات الخرّيجين سواء فيما يتعلَّق بقدراتهم اللغوية (العربية والانجليزية على حدٍ سواء) أو المعرفية العامَّة، وعجزهم عن المنافسة في الوظائف وغيرها. وهنا قد يقول قائل إنَّ حديثنا عن مراحل التعليم الأولى (أساس وثانوي) ولا علاقة بالخريج، ودفعنا هو أن هاتين المرحلتين هما أساس أو نواة انطلاق التلميذ نحو الجامعة وما فوقها، ولا يخفى على الجميع أنَّ الأساس إذا كان قوياً وسوياً فسيتبعه بقية البناء وإلا فالعكس، كما نستشهد أيضاً بدوافع وأسباب قيام هذا المُؤتمر والأحاديث والتصريحات سواء رسمية أو شعبية وجميعها تصب في هذا الاتجاه.
مُؤخَّراً برزت أشياء سالبة تتعلَّق بالمناهج أيضاً، ومن ذلك ما أثارته صحيفة السوداني الغراء من خلال التحقيق الممتاز الذي أجراه وأشرف عليه السيد مدير تحريرها الأستاذ عطاف مُختار، ولم نجد الفرصة للتعقيب عليه في حينه رغم إعجابنا الشديد بالمُستوى الراقي للطرح وعُمقه وأهمِّيته وخطورته. وقد دار هذا التحقيق حول موضوع تدريس الهولوكوست في إحدى المدارس الخاصَّة بقلب الخرطوم، وفي ذلك إشارة واضحة لضعف الدور الرقابي على المناهج التي تُدرَّس لأبنائنا وبناتنا وما خُفي أعظم. وبالرجوع لماضينا القريب، نجد أنَّ مناهجنا كانت جامعة ومانعة وبها الكثير من الموضوعية والاستفادة التي أتاحت لأجيالنا والأجيال القريبة التي تلتنا التميُّز والتفرُّد في أداء أعمالهم بعد توفيق الله عز وجل، والتي توزَّعت في كل المواد على نحوٍ ذي علاقة بماضينا وحاضرنا ومُستقبلنا دون حشوٍ غير مرغوبٍ فيه، أو مشكوك في أمره. وللحقيقة هذه حالة غريبة، فبينما يجهلُ العديد من أبنائنا (حالياً) تاريخ أمَّتهم سواء الإسلامية والعربية العامَّة أو السودانية الخاصَّة (قديمة كانت أو مُعاصرة)، نراهم يدرسون تاريخ الهولوكوست وغيرها من الموضوعات التي لا ننكر أهمِّية الإحاطة بها ومعرفتها، ولكن الأولى هو معرفة ما يلينا ويلتصق بنا، بخلاف ما أثبتته هذه الحالة من ضعفٍ أو غياب شبه كامل أو كامل في الرقابة على المناهج من قبل الجهات المعنية.
العنصر الثالث من عناصر التعليم الذي لم يتطرَّق إليه المُؤتمرون أو فلنقل لم يجد حظه من الدراسة والبحث ومن ثم التوصية، هو مجالات التعليم التقني والحث على دخوله والتخصُّص فيه كما كان يجري سابقاً لخلق المُوازنة الضرورية بينه وبين المجالات الأكاديمية الأخرى. فقد جاءت التوصيات الخاصَّة بهذا النوع من أنواع التعليم عامَّة ويصعُب حقيقة تحقيقها واقعا مُعاشا، حيث جاءت في سياقٍ شبه عام ومُربك رغم أهمِّيتها. ولا يخفى علينا جميعاً ما يُعانيه سوق العمل السوداني وشباب الخرِّيجين من بطالة مع كثافة عددية هائلة في تخصُّصات أغلبها أكاديمية لا تجد حظها من العالم ليس تقليلاً من شأن مجالاتها ولكن لعدم الحاجة لها في الوقت الحالي، مع عجز واضح في مجالات تقنية كالصناعات والحرف (الفنِّيين الزراعيين، والحرفيين وغيرها)، ورُبَّما نعزي ذلك لتذويب المعاهد أو المُؤسَّسات التعليمة التي كانت مُتخصِّصة في هذا المجال سابقاً وضعف القائم منها (كالتدريب المهني، ومعهد شمبات، ومعهد الكليات التكنولوجية وغيره). وهنا أيضاً قد يردُّ البعضُ بالقول بأنَّ الجامعات القائمة، بها أنظمة لمنح شهادات دبلوم وسيطة في المجالات التي أشرنا لها وغيرها من الدفوعات، نقول: صحيحٌ ذلك ولكننا نعني المرحلة الثانوية أخذاً في الاعتبار عمر التلميذ حينها وعمره حين يكون في المرحلة الجامعية وأخذنا في اعتبارنا الفترة التي يقضيها في الدراسة الثانوية وما قد تُضيفه من أعباء على التلميذ وأسرته والدولة التي يمكنها الاستفادة من طاقته التي ستكون محصورة في التعليم ثلاث سنوات أو سنتين إضافيتين ينالُ بعدها الدبلوم وكان يمكن استغلالها في دعم الإنتاج، وأخذنا أيضاً الضعف الذي يعتري خرِّيجي هذه الدبلومات مُؤخَّراً ولكم أن تُقارنوا بين خرِّيجي المعاهد التقنية أو الفنِّية سابقاً وحاملي الدبلومات الوسيطة الحاليين لتُدركوا الحقيقة المُرَّة.
الأماني حقيقة كانت مُعلَّقة بأن ينظر المُؤتمرون في أمر تخفيف الأعباء المالية للتعليم على الدولة والأسرة وإمكانية إلغائها جنباً إلى جنب مع تجويد العملية التعليمية برُمَّتها (مدارس، مُعلِّمين، مناهج)، وهي أمور يُمكن تحقيقها دون إنشاء صناديق أو المجالس والآليات ولا بإنشاء المزيد من الجامعات الأهلية والربحية التي تملأ الدنيا دون إيجاد عناصر تسييرها أو أسباب نجاحها (كادر تدريسي مُؤهَّل ومناهج تعليمية رصينة) وغيرها من الكيانات التي لا تُجدي في هذه المرحلة التي تتطلَّب أفعالاً عاجلة وخطوات إنقاذية عملية وقابلة للتطبيق (تحسين المزايا العينية والمالية المخصَّصة للمُعلِّمين وتهيئة فرص تدريبهم داخلياً وخارجياً، الاكتفاء بالمناهج الدراسية الرصينة التي يحتاجها أبناؤنا فعلاً وتدقيقها ومُراجعتها وتكثيف الرقابة عليها، تخفيف الرسوم المفروضة على أولياء الأمور، تعزيز الرقابة على المدارس وحصر مُخالفاتها ومُعالجتها بنحوٍ فوري، إذكاء مفهوم المُحاسبة والعقاب جبناً إلى جنب مع التحفيز والتكريم وغيرها الكثير الذي لا يسع المجال لذكره وحصره).
باختصار نحن بحاجة ماسَّة وعاجلة لاستشعار وبلورة مفهوم ارتباط تحقيق التنمية التي ننشدها لا بالعُنصر البشري المُؤهَّل والقادر على بلوغ غايات هذه التنمية، وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية، والله من وراء القصد.
الفرق يا جماعه فى الاهداف السابقه للنطام التعليمى اللى قرو فى مدارسو زمان اصحاب القرار فى السودان وبين اهداف تعليم ألأنقاذ اللى رفعت شعارو – اعادة صياغة ألأنسان السودانى – وجابت لتنفيذو كوادرا ذات الحضور الواسع المرتكزات النوعيه والتوعويه .. ألأنقاز ما محتاجه لراى خبراء غير راى كوادرا .. الموضوع اصبح فى ايدين ألأباء واولياء ألأمور .. المساله ما محصوره فى السنه التاسعه وبس فى ألأساس او فى الثانوى ..المساله اكبر واعمق .. فى كوووول ما يتعلق بتعليم اولادكم وبناتكن .. الزى المدرسى القبيح وثقيل على الأجسام ولا يلائم دقس السودان ما يشتروه! ..ألأجلاس داخل الفصول يجب اعادته سيرته ألأولى (كراسى وادراج).. الكتب الكتيره الشايلنها اولادن على ظهورهم طوال اليوم اللى رشح انها صارت ذات تاثير على السلسلة الفقريه.. زيادة رواتب المعلمين الضعف على ألأقل لضمان بقائهم فى مدارسهم طوال اليوم الدراسى…اعادة المرحله المتوسطه الى النظام التعليمى اليوم وليس غدا.. وقف الهرجله الوظيفيه فى وزارة المعارف ..(وزير سابق يرجع وكيل للوزاره!! والى اسبق يرجع وكيل للوزاره ثم وزير ولائى!! التدخل النقابى السياسى المؤتمرى الوطنى فى تعيين ونقل وترقى المعلمين وفى الأستقطاعات الماليه من رواتبهم.. المعلمين محتاجين الى امان وظيفى ليؤدوا واجبهم.. التدريب المستمر.. ألأبتعاث ..المنهاج
بألأختصار يا قوم ادّوا الخبز لخبازينو ولو ياكلو نصو ..الساحه تفيض بقدامى المعلمين .. سلّموهم الموضوع وخلّوهم يشوفو شغلهم … وكفايه عبث ربع قرن من الزمن راح .. يا ايها ألأباء هذه مسؤوليتكم .. ألأولاد اولادكن والمستقبل يهمكم ويهم اولادكن ..اهو انا (معلم سابق) بقوللكم .. انتو احرار.. والله لا تلومون الآ انفسكم ولا ساعة مندم.
المصيبة يا استاذ ما ف الفصل التاسع . المصيبة الناس ديل ح يكون موجدين 2015 في الحالة دي ما ح يكون فى اي شئ ما التعليم بره اما لو ربنا رحمن منهم . ف مافي شئ من قراراتهم . ح يطبق
ونحن ننتظر منكم قيادة ثورة عارمة ضد هذا القرار أكتبوا عن ذلك كل يوم وأعلوا له (كسرات) ثابتة وما أوصل التعليم في بلادنا لهذا الإنحطاط إلا سكوتنا على هواة التجريب وأصحاب البنود الخاصة لقد أضاعوا تعليماً كان مضرب الأمثال في كل أنحاء الدنيا وأقاموا نظاماً وسلماً مشوهاً أعرجاً مليء بالرقع.
إننا ننتظر من أصحاب الزوايا والإخوة الصحفيين مساندتنا فليس إلى صوتنا وصول وأرجو أن نجعل السنة الحالية ميدان تحرير ضد هذا القرار ونأمل في مواصلة الحملة حتى لو إضطررنا لجمع توقيعات، هذه واحدة الثانية يحيرني ومنذ مدة إصرار وزارة التربية والتعليم على مواصلة العام الدراسي في شهر رمضان … هذه العشرين يوماً يا سادة ياكرام يمكن تعويضها واقتطاعها من أي إجازة قادة أو مد العام الدراسي من الناحية الأخرى والسبب؟؟ السبب يا أيها السادة أن لنا أطفالاً يعانون في الذهاب إلى المدرسة طوال العام فمنهم من يمشي على قدميه لمسافات طوال في حر وكرب شديدين وبيئتهم المدرسية هي زنك وحر وعد كهرباء وحتى لو في كهرباء ما في مراوح مقارنة بالمكيفات في المدارس التي يتخذ اصحابها قرار مواصلة التعليم في رمضان بما يملكونه من ترحيل وجو صحي معافى. وما هي المحصلة إما أن يفطر التلميذ وهو يحاول أن يتعلم الصيام في بيئة مدرسية لا تساعده أو يصبر على الصيام لكنه لن ولم يستوعب أي شيء مما درسه.