بين فواجع السيول تنبت الازهار

(قال الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) الاية سورة يوسف

? ليس الهدف إيراد الاية الكريمة للشرح والتفسير، فعلماؤنا الأفاضل تناولوا مضامينها وموجهاتها، لكننا استدعيناها لاستخلاص قيمة مضافة فمن معايشة لصيقة لمحنة المفجوعين بالثالوث ” السيول، الامطار، الفيضانات” والتي ضربت العاصمة السودانية وغالبية الولايات أكلت الاخضر واليابس وحصدت النفوس البريئة والمواشي والدواب، واتلفت الطرق والجسور وخلفت آثارا بيئية وصحية مقلقة تعمل السلطات ومؤسسات المجتمع المدني وشركاؤهم من المجتمع الاقليمي والعالمي لدرء افرازاتها الخ.

? بتمعن في مفردات الاية الكريمة (سبع عجاف وسبع سنبلات خضر) نلمس التدافع والتآزر والتعاطف الانساني مع مسارات ” الانقاذ والاغاثة والايواء “، ونقول ان التعمير ضرورة ظرفية ومن المهم ان يسير جنبا الى جنب مع الثلاثي ولا احد يمكن ان ينكر ان احد أهم اسباب الكارثة الخلل في البنية التحتية والسكن في اودية السيول الخ وبما ان السودان لديه كل المقومات “كسلة لغذاء العالم”، فهناك ضرورة لان يقود مبادرات استثمارية طموحة مدروسة بعلمية في مجالات المشروعات الزراعية والحيوانية والتصنيع الغذائي والدوائي لتنوع مناخه وبحكم الأراضي الزراعية الواسعة البكر والتي ارتوت مطرا وخيرا بما حمله الطمي من قيمة مضافة للأراضي الزراعية ولتبني الرجوع للريف وتعميره واستثمار اراضيه لاجل الحياة الكريمة.

? السودان سلة لغذاء العالم ظلت محصلتها على ارض الواقع احبارا على الورق وفي ذاكرة الاجيال.. لذلك يجب استخلاص العبر والمضامين من هذه الكارثة وهو ما اطلقنا عليه لا “لرتق الثوب” والتي نتبناها ضمن اللجنة القومية السودانية التي انتظمت اعمالها بسفارتنا بالدوحة لاقامة مشروعات التعمير بأحدث ما وصلت اليه فنون المعرفة الهندسية والعمرانية وبالتضامن مع المؤسسات الخيرية القطرية التي قطعت اشواطا في مراحل الإغاثة.

? نعلم تماما ان الاغاثة والايواء لهما الاولوية القصوى والمقدسة قياسا بالاعداد الكبيرة للاسر المتضررة والمفجوعة، ولكن المنطق الاستراتيجي يحتم ان نبدأ في العمل ” للسبع سنابل القادمات” لتعمير ما دمر بتخطيط علمي وباحدث ما وصلت له علوم الهندسة والتخطيط وللاستفادة من الاراضي الزراعية المغمورة والتي غذت المخزون الجوفي لدرجة الشبع.

? ان توجيه جزء اساسي من الميزانيات لاعادة خريطة البنية التحتية من مصارف وطرق وجسور ومدن وقرى نموذجية للمتضررين بانظمة مبتكرة وبفتح الآفاق للمبدعين والمبتكرين واستدعاء التجارب الخلاقة لمماثلتها ومحاكاتها وهذا ما نطمح له بعقد ورش عمل بمشاركة المهندسين السودانيين وجمعية المهندسين القطريين وشركائهم لتقديم افكارهم لقيام قرى ومدن نموذجية وبمواصفات مثالية خاصة ولقطر تجارب ناجحة كسوق واقف والمدارس المستقلة والله من وراء القصد..

عواطف عبداللطيف

[email][email protected][/email]

اعلامية مقيمة بقطر

همسة: أجمل الزهور واعطرها تفتحت وسط الاشواك

تعليق واحد

  1. لا “لرتق الثوب”!!! أوصـلتم البلد الى أسـفل سـافلين بممارساتكم العجيبة في النهب والسرقة وتدمير المشاريع أيها الكيزان والآن تفتحون ابواب السفارات وتجعلون منها مراكز للاسـتجداء والشـحدة!!! سبحان الله البلد كانت عامرة قبل مجيئكم المشئوم.. هل سـيصل شئ من هذه الصدقات الى المحتاجين؟ الله أعلم لأن سـيرتكم أصـبحت معروفة للقاصي والداني حتى أشـكالكم تدعو للريبة والشـك.

  2. يا ستنا عواطف عبداللطيف المحترمة إنك غارقة في المثالية مع إحترامي لمقاصدك ؟؟؟ كيف تتوقعي مثل هذه الأعمال الجليلة الوطنية من حكومة لصوص فاسدة وفاشلة ؟؟؟ إنه لا يوجد حل في العالم لمشكلة هؤلاء المشردين من السيول غير تجميعم في مخيمات تتوسطها صاريج مياه صالحة للشرب مرتفعة عن الأرض لتعطي إندفاع كافي للمياه وكذلك بها حمامات عامة موقتة للرجال والنساء والأطفال ووحدات علاج ميدانية وحراسة ؟؟ ومطابخ مركزية بجانبها مخازن للطعام ؟ وذلك الي أن تبني لهم بيوت شعبية حديثة في منطقة مختارة و ممسوحة ومخططة جيداً ومرتفعة و منسوب إرتفاع شوارعها أوطي من منسوب أرضياتها ؟؟؟ وأتحدي أي مسؤول بحكومة الإنقاذ الكاذبة أن ينشر صورة واحدة بها مثل هذا المعسكر والذي لا يمكن لإنسان عاقل في هذا الكوكب أن يجد حل غير ذلك ؟؟؟ وتذكروا أن بشيرنا الهمام يتبرع بالملايين لمعسكرات الفلسطينيين ويكرم الفريق القومي المصري لكرة القدم بآلاف الدولارات والسيارات ويتبرع بآلاف الرؤس من الأبقار لمصر وما خفي أعظم وشعبه الآن يلتحف السماء ؟؟؟ والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..