هجليج قد عادت

هجليج قد عادت

حمد حسين
[email][email protected][/email]

هجليج قد عادت؛ وإن كان استردادهاباهظا, ولكن ليته لنا واعظا؛ فما كان غيابها إلا عن تقصير, و مغبة سوء التدبير؛ في معاملة الجار و المستجير؛ لأننا إذانصب أحد نفسه علينا أميرا, صيّر البلاد ضيعة واتخذ له عليها قصورا, و نكح من النساء ثيباتِ أو أبكارا حورا, و جاء بأهله وبوأهم في الأرض جناتِ ودورا, وأطَرَنا في حظيرته دواجنَ لا تُغادر سورا, وجرد سيفه ليسومنا الظلم و التحقيرا, و صرنا عبيدا لا ننال من ذهبه قطميرا, وألغي عقولنا و تولي لنا التفكبرا, إذ صار هو في كل الشؤون خبيرا, فيسوقنا زمرا إلي الحرب عيرا, فنظل فيهانصف قرن نصلي سعيرأ, و لما يصبح الناس شهيدا أو جريحا أو أيسرا, فاوض الخصم فَذّاً دون أن يستشيرا, إذ لا يملك في كل الشأن غيره ناقة أو بعيرا, واتفق مع غريمه في غيابنا مقررا تقريرا, والاتفاق لمّا يجف مداده نقض عهده المسطورا, و دق للهيجاء طبلا و نادي نفيرأ.
ها هي هجليج عادت, فيجب ألا يكون استرجاعها مسوِّغا ل(الحزب) الذي بيده كل السلطات, الاستمرار في عقيم قديم ما اتبع من سياسات, زعمابأنه وحده جاءبإحدي المعجزات, و قادر علي صنع المستحيلات, و فيصر علي ما يصدقه من توهُّمات, كظنه البقاء علي العرش مدي الحياة, ب(تمكين) مولايه بنيل كل الامتيازات, وبإطلاق أيديهم في السرقات, وإلهاء المنتفعين و المتسلقين بالفتات, وبتوزير أبناء (السادة) النكرات, و رشوة آبائهم بالمنح والهبات, أو بما يدعون من مكذوب (التعويضات), علي ما كسبوا بسخرة الشعب من ثروات؛ و بحرمان الأحرار والأبرار من كل الخدمات, فهم لا يجدون أدني شيئ من (الحريات), و لا يلتفت إليهم إلا عند الملمات, أو امتطاء ظهورهم إلي الانتخابات, أو تسخيرهم في الحرث و بطونهم خاويات, و لا حظ لهم عند الحصاد في الثمرات, و كواهلهم مثقلات بالجبايات, أو سوقهم خداعا إلي الممات,باستعدائهم علي بعضهم لتسود العداءات, فيتأجج بينهم لظي الحروب الطاحنات, فتبيد نفوسا وراء الثأر لاهثات, في غيبة عقولهم المستغفلات.
و عادت هجليج وعودتها لا ينبغي أن تتخذ للإمعان في (الاقصاءات), بامتشاق حسام التخوين والاتهامات, و هز قناة تصفية الحسابات, وكيل الشتائم و البذاءات, و تصعيد العنف ضد ما يحمل السلاح من (الحركات), والجنوح إلي الفجور في الخصومات, باغتيال المخالفين ب(التصفيات), وإزهاق الأرواح اليريئة ب(الإبادات).
ها هجليج عادت, و يجب أن تلهم عودتُها (السلطةَ) العظات, لتميط عن بصيرتها الغشاوات, وتطب عقلها من اللوثات, وتقلع فورا عما اغترفت في حق العباد من موبقات, من فساد وتعد علي الحرمات, وما جرّت علي البلاد من عظيم الويلات, وتكفر عما اجترحت من سيئات, و تخضع – في عدالة – لمحاكمات, و إلا فإنها لتسعي إلي نحر الذات, لأن هذا الشعب خبير ب(الهبّات).
ها هي قد عادت هجليج, فهل في عودتها لما يعرف ب(الأحزاب) بعض عبرة؟ أو تلهمها في الوفاق فكرة؟ حتي تعير حال الوطن نظرة؛ أم ستُبْقِي علي بالي خطابها بذات لغاتها, مجترة دارس إيدولوجياتها, كأنها أهدافا منشودة لذاتها,
عادت هجليج, فهل عوتها ترشد حَمَلة السلاح , مغاضبين لطلب حق مباح, أن يَسْمَوْا علي التِرات والإحن, حتي يعود السلام للوطن, فليس عصيا عليهم الانتقاما, ولكن هل سيورث الأرض سلاما؟
عادت هجليج؛ أيها السودانيون, فهل تزيل عودتها ما دب بينكم من الدعوات الجاهلية, كالتردي إلي القبلية, حتي انقسمتم إلي عربية و زنجية, و السقوط في درك الجهوية, حتي انزلقتم إلي التنابز ب(غربية )و (نيلية), و خضتم وحل العنصرية, فكدتم أن تصبحوا كمّاً بلا ماهية, و إنه حقا لشر البلية, أن يغدو الإنسان شر البرية.
عادت هجليج؛ فهل في عودتها عودة الرشد لمن سعي لرضي السلطان, فأضله بتزيين باطل ظاهر البطلان, و لم يكترث لإغضاب الديان, وسكت عن الصدع بالحق كالشيطان.
عادت هجليج, فهل بعودتها يُجَرّدُ قلمٌ حامله ليس لغير الحق بخائف, يُجِدّ في تسويد الصحائف, بمحض وعي غير زائف,؟
عادت هجليج, ونقول لإخوتنا في الجوار, خير لنا حل الخلاف بالحوار, كي نعيد الوحدة لهذي الدار.
عادت هجليج عزيزة لأرض فداؤها المُهَجُ * فعمّت فرحة و بجمع الشمل يُبْتَهَجُ
أرض وسعت كراما زانهم حلم وعلا بهم علم أوليس سيرة صالح الأسلاف تُنْتَهَجُ
هجليج عادت, فلنعلن عن الشقاق توبة, و لتكن للوعي إلينا أوبة,

تعليق واحد

  1. “أبناء (السادة) النكرات”و “و رشوة آبائهم بالمنح والهبات,” دي شلتيها من نافع!

    “في غيبة عقولهم المستغفلات”
    جرى لعقلك يا بت حاجة؟ و الله العظيم دا شعب لو رصيتي الخريجين من الجامعات كيزانهم و شيوعينهم، مما عملوا جامعة الخرطوم ليوم القيامة، ما يساووا المخ الفي ضفرهم!!

  2. يا ابن كيزان لو تفهم في السياسة دي لعبة كيزان بعد انفراج سفينتهم بواسطة برنس ليمان وكانت على وشك ان تغرق فدعني اسالك خرسانة والمجلد بها الجبهة الثورية فكيف وصل الجيش واباد الحركة الشعبية الجنوبية وحتى الان جيش الهنا لم تتعدى الخرسانة فكيف انها تستطيع الوصول الى هجليج فاحلم وامرح كما تشاء فانك مكابر او لا تعرف السياسة فتصريحات الكتاب والقادة يدل على هزائمكم في المعارك وغدا لناظره قريب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..