التنظيم.. التنظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

جلست أسفل جبل المروة في مكة المكرمة عقب انتهائي من الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، كنت مُجهدةً كليّاً من الزحام والتدافع الرهيب، فجاء وجلس إلى جانبي الصديق (الطيب سعد الدين) مدير الإعلام بمكتب والي الخرطوم..

قلت للطيب : (منذ آخر مرة أدّيت فيها العُمرة لم يكن عدد المسلمين من دول شرق آسيا بهذا القدر) والحمد لله،

المُلفت في أمر الآسيويين ليس قوة الإسلام وتطبيقه روحاً ومضموناً، وليس تبتلهم واعتكافهم لأداء المناسك، وليس حبهم الكبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن المُلفت هو التنظيم الشديد والدقة والانسجام كوفودٍ وبعثاتٍ.

الرجال يرتدون إحرامات دُبِّجت بها بياناتهم وعَلَم بلادهم ، كذلك تمّ توحيد زيّ النساء بأشكال وخمارات مميّزة أو فراشات ملوّنة على الرأس أو ملابس مُصمّمة برُسومات واحدة وألوان صارخة، أضف إلى ذلك البطاقات التي تتدلى حول رقابهم والتي تحمل الاسم والصورة والتلفونات في حالة الطوارئ واسم الفندق ومسؤول البعثة، بالإضافة إلى شنطة صغيرة بها مصحف وسجادة وسبحة وقارورة لحفظ الماء أو المشروبات وكيس داخلي لحفظ الأحذية داخل الحرم.

الحقيبة نفسها تضمّنت الاسم والصورة والبيانات.. أبرز ما في ذلك التنظيم كان توحيد لون وشكل الحقائب السفرية وأيضاً تعليق كارت مسلفن ومطول به الاسم والصورة والبيانات ، لذلك لم نسمع أبداً بشنطتي راحت واللاّ ما اتشحنت.. واللاّ في زول شال شنطتي..!

خارج السور:

حين رأيت تنظيم الآسيويين في العُمرة أدركت لماذا لم يتم التعرف على جثمان (بنت جيراننا) في تدافع منى إلاّ بعد شهر وعبر خاتم الزواج الذي كان منحوتاً عليه اسم زوجها.

*نقلا” عن التيار