عضو رابطة الاطباء الاشتراكيين “راش” النذير النقة: نتوقع كارثة بيئية كبيرة..
النذير النقة: المؤسسات الصحية تحولت لساحات معارك حربية..

انهيار تام لكل المرافق الصحية العامة بدارفور..
الخرطوم: امتنان الرضي
توقع عضو “رابطة الاطباء الاشتراكيين “راش ” النذير النقة
حدوث كارثة بيئية كبيرة بسبب الوضع الصحي في جميع المستشفيات بالعاصمة و الولايات ومراكز الإيواء والتكدس أمام المعابر خصوصا مع دخول فصل الخريف. وقال النقة بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اصبح الوضع كارثيا في ظل الوضع البيئي المعقد من مياه غير صالحة للشرب و أماكن تجمعات فوق السعة الاستيعابية ونقص الكهرباء وغيرها الامر الذي يتطلب دخول منظمات دولية متخصصة لتقليل الآثار المترتبة.
واضاف النقة في حواره مع الراكوبة ان انسحاب وتنصل وزارة الصحة من مسؤولياتها كبقية مؤسسات الدولة مثل الشرطة وغيرها زاد الامر تعقيدا اذ قامت بدور المتفرج في أول الازمة ثم تحولت لدور المبادر مثلها مثل المبادرات العاملة في استمرار الخدمات الصحية وكأن الوضع الصحي يخص وزارة اخري .
حدثنا عن وضع المستشفيات والمؤسسات الصحية بشكل عام?
المؤسسات الصحية منذ الحرب بين الدعم السريع والجيش السوداني تحولت لساحات معارك حربية في انتهاك صريح للقوانين و الأعراف الدولية اما بالاحتلال أو القصف وايضا هناك صراع بين الطرفين للحصول علي الإمداد الدوائي واستهداف عربات الإسعاف و الحد من حركتها وعدم التعاون مع المنظمات التي ترغب في العمل اذ سعى الطرفان لجر الكوادر الطبية لطرف دون الاخر بعيدا عن مهنيتها في معالجة الجرحى و المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة وذلك بالترهيب و الترغيب و الاعتقالات.
ماذا عن ولاية الخرطوم خاصة?
ولاية الخرطوم تعتبر العمود الفقري للنظام الصحي في السودان. حاليا توقفت الخدمات الصحية الا من بعض المستشفيات الطرفية مثل المستشفى التركي و بشاير و البان جديد و النو و ام بدة ومستشفي ام درمان للاطفال كل هذه المستشفيات تعمل عبر متطوعين من لجان المقاومة و الكوادر الطبية وبمشاركة بعض المنظمات في ظل الوضع الأمني السيء داخل العاصمة مع توقف المراكز المتخصصة لامراض الكلي و امراض القلب و المخ والأعصاب و والنزيف المعوي وغيرها .
وكيف الوضع الصحي في الولايات الان?
الوضع الصحي في بعض الولايات تأثر بالنزوح الواسع و حتي التي صمدت بفعل المبادرات لن تصمد طويلا في ظل مشاكل الإمداد و نقص الأدوية خصوصا أدوية الأمراض المزمنة مثل أدوية زارعي الكلى و أدوية غسيل الكلي و أدوية السكر و أدوية امراض الدم و امراض الاورام والعلاج الكيماوي لبعض السرطانات اضافة للأدوية المتقذة للحياة.
اما الولايات المتاثرة بالنزوح بعض مراكز غسيل الكلي و مراكز الأورام تعمل فوق طاقتها الاستيعابية و بالتالي اذا لم يتم تدارك الأمر سوف تتوقف عن العمل _ فلو أخذنا ولايتي النيل الأزرق و جنوب كردفان كامثلة لولايات نظامها الصحي منهار ما قبل الحرب و بالتأكيد تأثر وضع الخدمات الطبية فيها بفعل النزوح.
وماذا عن ولايات دار فور التي تمدد لها الصراع بين طرفي الحرب?
في غرب دارفور هناك انهيار تام حيث توقفت كل المرافق الصحية العامة والخاصة التي تعرضت للنهب و التدمير الا من بعد المنظمات و العيادات المتنقلة و وبالتأكيد لن تستطيع تغطية كل الحاجة في ظل الصراع الحامي هناك.
اما في ولايات وسط دارفور وجنوب دارفور و شمال كردفان اغلب المستشفيات العامة والخاصة توقفت عن الخدمة بفعل الصراعات بين اطراف النزاع مما ادى الى مشاكل انقطاع الكهرباء و المياه والتي تعمل بمبادرات من وطنيين من لجان المقاومة و الكوادر الطبية وبمشاركة يعض المنظمات العاملة في المجال الصحي.
هناك مستشفيات ببعض الولايات تعمل. ولكن كيف لها ان تستوعب الكم الهائل ?
صحيح هناك ولايات غير متأثرة بالحرب بصورة مباشرة الا ان نقص الإمداد و زيادة الضغط عليها بسبب النزوح و مشاكل استقرار الكوادر الطبية بالتأكيد ذلك سيخلق مشاكل اذا لم يتم تدراكها.
فمثلا ولاية الجزيرة تحملت فوق طاقتها خصوصا المراكز المتخصصة مثل مستشفي الأورام و مركز القلب و بالتالي ظهرت مشاكل نقص معينات العمل واصبحت التكلفة عالية وعبء على المواطن للحصول علي اي روشتة من السوق الأسود.
كما تعطل خدمات العناية المكثفة وخدمات العناية المكثفة للأطفال وغرف عنابة الاطفال حديثي الولادة. لأن التي تعمل خارج الخرطوم تعمل عبر المبادرات و مبادرة الأطباء و الكوادر الطبية للامور “ومسايرتها” في ظل قلة أجهزة التنفس ونقص معنياتها.
كل ذلك. ونحن ندخل على فصل الخريف بالضرورة ستنتج مشاكل اخرى?
نعم وفي فصل الخريف تتكرر مشاكلنا معه سنويا. بينما هذا العام ونتوقع كارثة كبيرة اذا لم يتم الاستعداد له.خصوصا مع مشاكل مراكز الإيواء و التكدس أمام المعابر في ظل وضع بيئي معقد و مياه غير صالحة للشرب و أماكن تجمعات فوق السعة الاستيعابية ونقص الكهرباء و ارتفاع درجات الحرارة والذي يتطلب دخول منظمات دولية متخصصة في الإيواء لتقليل الآثار المترتبة علي ذلك خصوصا مع اقتراب فصل الخريف ومن الملاحظ تاثر خدمات الرعاية الصحية الأولية من تحصين و غيره في إشارة واضحة لنقص الإمداد.
اذن في ظل هذا الوضع المعقد والانهيار التام للمؤسسات الصخية وعدم وصول المساعدات الانسانية. كيف ترون الحل?
نحن نرى ان المخرج الوحيد هو بناء جبهة مدنية عريضة تهدف لإيقاف الحرب دون قيد او شرط وضمان استمرار الخدمات الأساسية ومنها استمرار الخدمات الصحية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
دولة المؤسسات و الرعاية الاجتماعية و بالتالي بناء نظام صحي ومجانية الخدمات الصحية زيادة الصرف عليها بدل الصرف علي التسليح والامن والذي انقلب اليوم وبالا علينا بتدمير البني التحية وقتل الابرياء العزل و النزوح ومشاكله واثاره الصحية .
كلمة اخيرة تود قولها?
اقول ان النظام الصحي اصلا منهار وسبب ذلك تنصل الدوله من الصرف على الصحة مما كان له عظيم الأثر في الصحة وزاد من تكرار المشاكل ما قبل الحرب مثلا نقص الأدوية المنقذة للحياة وادوية الاورام وانعدم أكياس الدم التي ادت الي توقف العمليات الجراحية المجدولة و خلقت ربكة قبل الحرب بفترة بسيطة وايضا ضعف الصرف للطب الوقائي والاهتمام بالعلاجي لارتباطه لحوجه السوق ادي الي ظهور الامراض الوبائية الموسمية المرتبطة بالخريف مثلا و غير الموسمية وقد شهدنا انتشار الحميات النزفية في أكثر من ٥ ولايات منها العاصمة ، اضافة لمشاكل بيئة العمل وعدم استقرار الكوادر الطبية وعدم صرف مرتباتهم ومشاكل التدريب وغيرها ، مما يعني ان نظامنا الصحي اصلا غير مستقر وما بعد الحرب ستحدث كارثة كبيرة .