الطيور الفنية المهاجرة.. أغنيات تبحث عن (عش)

الخرطوم: خديجة عائد:
قامات شاهقة هجرت دفء أحضان الوطن.. وأسماء كبيرة ابتعدت عن سماء الإبداع السوداني لسنوات.. وطيور هجرت (أوكار) الأدب والفنون والجمال إلى مساحات الغربة.. بعضها عادت الى وطنها وأخرى تنتظر من ينتشلها ويعود بها الى أرض الوطن، لتستقر وتنعم وتعيش أجواءها في بلدها..

منذ سنوات طويلة ظللنا نسمع عن (مطربين) اختاروا الابتعاد عن الوطن.. فكان فنان أفريقيا الأول (محمد وردي) قد ابتعد أكثر من عقدين عن بلده، وأيضاً الفنان الطيب عبد الله الذي عاد من غربته.. وهناك الموسيقار الموصلي والراحلان مصطفى سيد أحمد وهاشم ميرغني.. والبلابل اللائي عُدن بعد غربة طويلة.. كما ان المطربين الشباب أيضاً ساروا في نفس الطريق وهاجروا، مثلاً في فرقة عقد الجلاد التي حصدت ملايين المعجبين منذ بداياتها، انفرط عقدها وهاجر منها حمزة سليمان وعوض الله وعمر بانقا، ونجد أسامة الشيخ ومصطفى السني الذي يتواجد الان بالبلاد وسيكون هذا العام ضمن كوكبة برنامج (أغاني وأغاني) بقناة النيل الأزرق، والمبدع سامي المغربي وعاطف أنيس وغيرهم من الطيور المهاجرة!
ـــ كل المطربين الذين آثروا الابتعاد عن الوطن والتغريد خارج أرجائه، خرجوا لأسباب لم تعلن بشكل رسمي، وبالتالي ليس من ثمة مفر أن يخمن كل منا على هواه، وما قد يبدو من تباين أسباب الخروج إلا أن ثمة عاملاً مشتركاً واحداً بينهم جميعا! أو ربما خرج (المطربون) مثلهم مثل الكثيرين من أبناء السودان تحت ضغط الظرف العام، اضطروا إلى الهجرة مواصلين أو مؤجلين مشاريعهم الفنية، فهناك من لم يتخل عن مسيرته الفنية فمثلاً (مصطفى سيد أحمد) خرجت كل روائعه وهو في الغربة وكذلك (هاشم ميرغني)، ومن المطربين الشباب (عمر بانقا) المتواجد بأمريكا منذ التسعينات واصل مسيرته مشاركاً في كل المناسبات، بل أصدر البومات هناك.. كما أن الفنان (علي السقيد) الذي اشتهر في الاغتراب بأغنيته (فرحانة بيك كل النجوم) التي أحدثت له نقلة كبيرة على الرغم من هجرته في أوائل التسعينات إلى خارج الحدود فهو فنان في وجدان السودانيين، وعلى الرغم من أن (السقيد) فقد دفء منابرالوطن لكنه اكتسب التجربة في الغربة لتصبح بصمة خاصة به.. نماذج كثيرة تحكي عن (مطربين) ملأوا الدنيا جمالاً ثم ابتعدوا عن أرض الوطن على سبيل المثال هناك كثيرون لا يعرفون الفنان (فتحي حسين) ولكنهم يعرفون أغنيته الشهيرة (حروف للعزيزة) التي كتب كلماتها الأستاذ الشاعر سعد الدين إبراهيم ولحّنها الموسيقار العميد معاش عمر الشاعر، وتغنى بها عدد كبير من الفنانين من بعده حتى ظنّ البعض أنها ملك هؤلاء (المرددين) وأشهرهم الفنان الطيب مدثر.. وحتماً هي سنوات الغربة الطويلة التي وصلت الى (25) عاماً متواصلة جعلت الكثيرين لا يعرفون من هو (فتحى حسين) مغني أجمل أغنية في بداية السبعينات والتي تمنى كثير من الفنانين لو كانت لهم من بينهم الراحل (وردي) في حديث سابق له مع شاعرها الذي تعاون معه في أغنيات أخرى.
ــ كثيرون يعتقدون ان ابتعاد الفنان من الساحة الفنية لفترة طويلة يعتبر خصماً عليه، لذلك عند عودته يحتاج إلى مجهود كبير لإعادة الجمهور من خلال وسائل الإعلام المرئية والإذاعات والصحف، ويرون أن الغربة لا تعطي مثلما تأخذ من المطرب، ان طالت المدة أو قصرت فهي محسوبة عليه، والبعد عن الوطن والأهل في حد ذاته مؤثر وله موقف سلبي وفقاً لحديث (ميرغني البكري) الناقد الفني لـ (الرأي العام)، مشيراً الى أن (الغربة) ستكون خصماً على الفنان في عدم الظهور في الساحة الفنية بالقدر المطلوب، وزاد (البكري) بل ان الغربة تقتل (المطرب) فنياً لأنه يحتاج الى الاتصال المباشر مع الجمهور، ولكنّ (البكري) رجع وقال: حديثي لا ينفي أن للغربة والهجرة فوائد في الاستماع إلى إيقاعات أخرى مختلفة وإتاحة الفرصة للمُشاركة في مهرجانات الأغنية السودانية الخاصة في تلك البلدان المقيمين بها! وقال: جانب آخر في الغربة، إنّها سبب رئيسي للمعاناة والمعاناة تولد الإبداع، وهذا يحسب من الإيجابيات، ومن زاوية أخرى لقد تُتاح للمطرب المغترب فرصة جيدة للتعامل مع الكثير من المبدعين والمطربين.!

الراي العام

تعليق واحد

  1. الموضوع جميل فى جوهره ضعيف فى محتواه
    ينبه الى ان الكاتب ذو محدودية معرفه
    ولم يذكر ما السبب فى هجرة الكوادر الفنيه
    التى هى كوادر من المجتمع الذى هاجرت منه كفاءات كثيره فى شتى المجالات
    ثانيا الاحصاء اعتمد عاى معرفة الكاتب البسيطه ولم يبحث عن اى اسماء غير معرفته؟
    ونسى عبد الله محمد وعمار السنوسى وعادل صديق ومحمد الامين فى هجرته الاولى وطارق ابوعبيده
    وموسيقيين افذاذ ازهرى عبد القادر واحمد عبد الرحمن والمرحوم عبد الرحمن عبد الله
    وعبد الحفيظ كرار ونادر رمزى ونادر السودانى ومجدى العاقب وميرغنى الزين وسعيد العاقب
    وفائز مليجى وميكائيل الضو وسليمان اكرت وماهر تاج السر جلها طيور السمندل
    ونسى فى السياق انور عبد الرحمن احد مؤسسى مجموعة عقد الجلاد واقحم عوض الله بشير؟
    ونسى الصادق شيخ الدين وشقيقه الوافر ورشا شيخ الدين وحسن مبارك ونانسى عجاج
    اكتبو لنا ما يفيد لقد اهلكت الانقاذ تعليمنا وثقافتنا ارحمونا بنشر ينشر الوعى والحقيقه
    ولى عوده بمقال؟

  2. مجاهد عمر وكوكبه من فنانى بلادى لم يجدوا مواعين اعلاميه تستوعبهم فهم فى مهاجر قسريه واختياريه
    هناء عبيدى ووليد يوسف وابناء احمد المبارك وضياء ميرغنى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..