جوبا ترقص على رماد الخرطوم

دولة الجنوب الوليدة كثيراً ما تتعامل مع السودان بنصف عقل ومزاج غائب وكل ما يتنفس صباح يشعر الناس بأن «جوبا» تمضي نحو البر بوعد رئيسها الذي قطعه في خطابه بعيد الانفصال بأنه لن يتخلى عن المتمردين فى ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وهو حديث يؤكد إشعال مزيد من النيران وإن تجمل «سلفا كير» وكابر يبقى «باقان» هو الأفصح في الحديث وصاحب الحضور الدائم في مؤامرات دس السم في تفاحة المصفوفات والاتفاقيات وتظل جوبا تتوسد ماضيها وملفات الحرب متناسية أن السلام يجُب ما قبله من خسارة وإلا ما استطاع قرنق وسلفا كير نفسه أن تطأ أقدامهما الخرطوم وتستقبلهما هي وتنسى أحزانها كانت تستطيع أن تقذف فى وجهيهما حمم وشظايا غضبها وتثأر دون أن تترك أحداً يجلس على كرسيها الوثير فقد استقبلتهما والشعب السوداني يتابع بفضول ووحشة سرها في نصف ضحكة هي التي اليوم تجعل الجميع يصرخ لا مهابة الموت ولكن لأجل اليقظة والاكتراث .. بالأمس أنهى وزير الخارجية علي أحمد كرتي ومدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا المولى عباس زيارة تنبيهية إلى جوبا وحملا رسالة خطية من الرئيس المشير عمر البشير يخاطب فيها «جوبا» بالكف عن دعم التمرد ضد السودان ونقلا انشغالات السودان بشأن الدعم العسكري واللوجستي والتسهيلات التي تقدمها دولة الجنوب للمتمردين وأثرها السلبي على تنفيذ اتفاقية التعاون الأخيرة من هنا أقول إن سيف الخصومة كثيراً ما يقتل صاحبه أو أن يقتسم معه الضربة وبالتالي دعم جوبا للمتمردين أصبح ليس أمراً خفياً ولا اشتباهًا ولا هو اتهام تفصل فيه التحقيقات أو النظر وفق حديث السيد «سلفا كير» الذي قال إن بلاده ليست لديها رغبة في الإضرار بمصالح السودان وإنهم ملتزمون بالاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين ولكننا من كرسي المراقب نقول إن دولة الجنوب تحاول المزايدة في الموضوع وكان على وفد السودان أن يطالب بلجنة تحقيق عاجلة وليست على الطريقة المتكاسلة التي نطق بها سلفا كير حتى تكشف حقيقة تلك القواعد العسكرية للمتمردين التي تستضيفها دولة الجنوب وتغدق عليها وموزعة بعناية وخطة إستراتيجية محكمة في مساحة «1200» على الحدود في غرب وشمال بحرب الغزال وتلك الأخرى القريبة من حدود السودان مع إفريقيا الوسطى بجانب القوات المرابطة في ولاية الوحدة منطقة «فارينق» وهي منطقة تجمع القوات التي افترست أبوكرشولا ولا يزال الدعم والخطر يأتي منها وهناك مليشيات أخرى في منطقة واراب وهي التي تتحرك لإحداث المناوشات المنظمة في منطقة أبيي كل هذا الانتشار يستهدف دارفور وكردفان ولم يقف دعم جوبا عند هذا الحد بل هناك ثلاثة معسكرات رئيسية بأعالي النيل أحدها قرب ملكال وآخر بالناصر لإسناد متمردي النيل الأزرق وكل هذه التجمعات العسكرية تتم فيها حلقات التواصل والتنسيق بواسطة كوادر عسكرية ومقاتلين من الجيش الشعبي ومخابراته التي هي ذات صلات مباشرة مع المخابرات الإسرائيلية التي تسند ظهر التمردات وتمنحها الثقة في رفع سقوفاتها ومطالبها ذلك له كفيل بفضح نوايا «جوبا» الإجرامية ومواجهتها بأنها السيَّاف الحقيقي في قتل الأبرياء بأبي كرشولا وغيرها من مناطق التمرد ويلزم الحكومة أن تفصل في إدارة الملف ما بين الخلاف بين السودان ودولة الجنوب ومتمردي قطاع الشمال الذين هم أصلاً مواطنون سودانيون لأنَّ جوبا تُصر على نقل خلافها إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن وهناك قضايا داخلية أصغر من أن تحل في إطار أممي وأخرى حلها ما بين القضاء السوداني والإنتربول دون تسويف سياسي وعلى الحكومة والشعب السوداني أن ينظر بعين مفتوحة في التعامل مع القضايا الوطنية والسودان كله يقاتل من أجل البقاء موحداً ويحاول أن يصرف عنه كيد التقسيم والمؤامرة التي ينفذها* بعض أبنائه بلا خجل وهم يطأون الجثث في جنوب كردفان والنيل الأزرق دون خشية من حساب التأريخ وتأنيب الضمير وهم يدوسون شرف البلد بلا عاطفة رغم أن العاطفة وحدها لا تصنع بلداً متماسكاً لكن الإرادة هي التي تعطي العزيمة والنجاح.. إن بلداً فيه أمثال العميد الركن عادل علي الكناني قائد متحرك المنتصر بالله 2 لتحرير أبوكرشولا ورفيقه العميد الركن بحر أحمد بحر وخلفهما رجال الأجهزة الأمنية المساندة والدفاع الشعبي لقادرون أن يحموا ظهر الخرطوم دون النظر في خسائر المعارك فهي أصل في العمل العسكري والحرب كر وفر لكنهم لن يحملوا على جيوبهم المنديل الأبيض الذي يُرفع لإعلان الاستسلام بالامس زارهم قادة المجاهدين الزبير بشير طه وكمال الدين إبراهيم ومعتصم ميرغني ووجدوهم رجالاً يتكئون على شجاعتهم وبسالة رجال القوات المسلحة التي على مر التاريخ ما خسرت معركة إلا وفتحت شهيتها لمعركة قادمة يواجهون عدوهم بالصدور إذا نفدت أدوات النزال وآلياته لكن لا أحد يفكر في الهروب وهم الذين قمعوا التمرد في الجنوب وكانوا منتصرين حتى أخر معركة قبل السلام..
جوبا مطالبة بمراجعة كتاب وصحائف مصالحها فإن فعلت ذلك فستجد أن خير شعب الجنوب في صناعة علاقات متينة وراسخة مع الخرطوم وليس «تل ابيب» التي يبتهج قادة الجنوب حين يحجون إليها في رحلة تأمين وجودهم، وإذا انتبه الجميع فسيدركون أنَّ وجود علاقات حسنة ومتقاربة ما بين الخرطوم وجوبا لا يعني القطيعة بين جوبا وتل أبيب أو حرمان دولة الجنوب من أن تحتفظ بخصوصيتها مع دولة الكيان الصهيوني ولكن إسرائيل هي التي ترى عبثاً أن السودان أحد أضلاع ممانعة إطلالتها من على النيل الذي هو أحد خزاناتها المستقبلية وهو موعد قطعته مع شعبها ليصبح امتداداً لدولتهم المزعومة «من الفرات إلى النيل» وهي قد كسبت الفرات وأرضه وأضافت خريطته إلى ألبوماتها الإستراتيجية ولذلك تتحرش بالسودان وتضغط على دولة الجنوب لتعمل على عداوة السودان* ولو كان ذلك ضد رغبات قادة وشعب الجنوب..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام خارم بارم انظر فالرقص عندنا بالخرطوم لا جوبا واين كنت يا شاطر عندما قصفت واحرقت قرى كتم وبرام هل كانت قواعد اسرائيلية لا تبكى ابو كرشولا بل ابكى السودان الذى فتته الكيزان بسياسة كل من عارضك كافر مصيره النار وحلال قتله وما تنسى جوبا عاصمة دولة مطلوب احترامها قسرا ام طوعا .

  2. السيد فضل الله رابح …

    محاولات ألقاء اللوم وتحميل الاخرين نتيجه أخطاء الدوله السودانيه لن يجدي نفعا , نحن عشنا كل فتره الاستقلال نستمع الي حديث المؤامره وأمريكا واليهود , وبعد عقود اتضح أن أمريكا هي التي أجبرت الدوله السودانيه بالتوقيع على صك هزيمتها ( نيفاشا) ..

    ففي ذلك الصك عرف الشعب المغيب بالدعايه الحكوميه الكاذبه بأن الدوله هي دوله ظالمه وفاجره وأن الحرب في الجنوب كانت حرب غير أخلاقيه وغير قانونيه وكل ما قيل عن استهداف وخلافه هو محض أكاذيب .

    والامر ذاته ينطبق على مناطق الصراع الاخرى …

    المهمشون يريدون دوله المواطنه والعداله والمساواة ومن أجل ذلك حملوا السلاح , وهذه المطالب مطالب مشروعه ومنطقيه , فالسودان ليس (ضيعة) لأحد يعطي ويمنح , ونظريه الأسياد نظريه بالية (exp) , جميع السودانيين أولاد تسعه , وجميعهم خلقهم الله , وجميعهم متساووون في كل شيئ , خصوصا في أمتلاكهم للدوله.

    شفت كيف ؟!!!

    أهه قول جوبا تنكرت لرفقاء الأمس في شورك كده الدوله حتنتصر بالضربه القاضيه ؟!!!…

    يا أخي من أشهر مقولات (الثقافة العربيه) ما ضاع حق ورائه مطالب …

    كلمه السر (العداله)

  3. ياخى اكتب بموضوعية شوية وراعى عقل و ذوق القارئ!!!!عهد التسطيح والتجهيل انتهى يا (شيخنا)

  4. لا احد ينكر او يغالط ان يد العصابة الصهيونية الخفية ( الماسونية) قد فعلت كل الذي جري فى السودان خاصة منطقة البحيرات فى الجنوب واخيراً قضية دارفور التى تفجرت والمطالبات المستمرة لأعضاء الكيان الصهيوني بالكونجرس الامريكي وتباريهم فى توجيه التهم على السودان وإصرارهم على فرض عقوبات .. شواهد ومعالم عديدة تؤكد حقيقة التدخل الصهيوني تحت غطاء العدالة والحرية والعمل على إسقاط الحكومات عبر الثورات وذلك لإخفاء نواياهم الحقيقية التى تهدف الى هدم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضي والانحلال والإرهاب .. بالتأكيد هذا لا ينفى وجود اخطأ فى الحكومة والمجتمع بحاجة الى دراسة معمقة لأجل وضع الحلول والإصلاح بلا تغافل عن مخططات الصهاينة ..!!

  5. لا احد ينكر او يغالط ان يد العصابة الصهيونية الخفية ( الماسونية) قد فعلت كل الذي جري فى السودان خاصة منطقة البحيرات فى الجنوب واخيراً قضية دارفور التى تفجرت والمطالبات المستمرة لأعضاء الكيان الصهيوني بالكونجرس الامريكي وتباريهم فى توجيه التهم على السودان وإصرارهم على فرض عقوبات .. شواهد ومعالم عديدة تؤكد حقيقة التدخل الصهيوني تحت غطاء العدالة والحرية والعمل على إسقاط الحكومات عبر الثورات وذلك لإخفاء نواياهم الحقيقية التى تهدف الى هدم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضي والانحلال والإرهاب .. بالتأكيد هذا لا ينفى وجود اخطأ فى الحكومة والمجتمع بحاجة الى دراسة معمقة لأجل وضع الحلول والإصلاح بلا تغافل عن مخططات الصهاينة ..!!

  6. انت يا اخينا و كت عندك العقيد فلان و العقيد علان و المجاهد فلتكان مالك بتكورك الجنوب الجنوب و لا دي فرفرة مذبوح ….. دايرين تستمروا باكذب و النفاق و الاصطياد في الماء العكر ….. مستحيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..