مقالات سياسية

لم يبقَ لعبد الحي شيء يغطي به عورته

غازي محي الدين عبد الله

في الوقت الذي تتدافع فيه طيور الوطن المهاجرة من مهاجرين و ومغتربين لإرسال تحويلاتهم إلى أهلهم في السودان عن طريق البنوك النوافذ القانونية و الشرعية للتعاملات المالية بعيدا عن السوق السوداء و تجار العملة الذين ما فتئوا يلحقون بالاقتصاد السوداني ضررا بالغا و يزيدون من معاناة الشعب السوداني يوما بعد يوم، أطل علينا (الشيخ) عبد الحي بفتوى تحرم تحويل الأموال عبر النوافذ الشرعية بحجة ان راس الدولة معطوب، شيوعي علماني لا يُرى في المساجد و حلقات الذكر…

و أباح بهذه الفتوى المعاملات المالية التي تتم بشكل غير شرعي وشرعن للسوق السوداء و هدم بذلك أركان الإقتصاد السوداني وبفتواه هذه زاد من معاناة الشعب السوداني و ليس من معاناة رأس الدولة المعطوب..

فتحويلات المهاجرين و المغتربين عبر النوافذ الشرعية لا تدخل جيب راس الدولة المعطوب و لا ترفع من معاناته الاقتصادية فهو شخصيا لا يعاني الفقر و العوز لكنها تسهم بشكل رئيسي في توفير العملة الصعبة للدولة و تسهم في محاربة السوداء و تؤسس لإقتصاد قوى متماسك يرفع من معاناة الشعب السوداني و يحقق له قدرا من سد حاجاته الأساسية من المأكل و الملبس من تعليم و صحة الخ..

لا أدري من أين جاء هذا العبد بهذه الفتوى التي تخنق شعبا بكامله و تضيق عليه في معيشته و تتركة عرضة للفقر و المرض و تغني حفنة من الطفيليين على حساب الاإقتصاد الوطني بينما صاحب هذه الفتوى الشرعية ينعم بالراحة و رغد العيش في تركيا العلمانية يتمرغ في فنادقها ذات الفرش الوثير و يتمتع بكل ما لذ و طاب من خيرات الدنيا و لا يأبه لما عليه الشعب من ضيق و مسبغة جراء تلاعب تجار العملة (الكيزان و الطفيليين) في أسعار الصرف و تحكمهم بذلك على مجريات الإقتصاد السوداني..

و بهذه الفتوى العرجاء يكون عبد الحي قد دخل في زمرة الذين يفتون بغير علم و الإفتاء بغير علم من اعظم الكبائر و الذنوب العظيمة و على المسلم الحق أن يتقي الله و لا يفتي إلا عن علم و عن بصيرة، و لا أدري أين البصيرة هنا من فتوى عبد الحى قال تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون) و لقد جعل القول على الله بغير علم في المرتبة العليا فوق الشرك، لعظم خطره وعظم فساده، قال تعالى في وصف الشيطان (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) هذا من ناحية و من ناحية أخرى في آداب المفتي و المستفتي يقول العالم صالح بن فوزان الفوزان ((لا يجوز للعالم أن يفتي بغير الحق من أجل إرضاء السائل أو من أجل إرضاء غيره أو من أجل طمع دنيوي يأخذه على فتواه بغير الحق هذا من تبديل أحكام الله سبحانه وتعالى، فالأمر خطير جدًّا. كما أنه يجب على العالم إذا سئل أن يقتصر على موضع السؤال فيجيب السؤال ولا يجيب عن شيء لم يُسأل عنه إلا إذا كان السائل يحتاج إلى هذا)).

و نفس هذا ا(الشيخ) الضلالي كان قد أفتي في برنامج تلفزيوني قبل سنوات بتحريم تجارة العملة أو تجاة الصرف كما أسماها و استند الى الإمام الغزالي ذكر في كتابه إحياء علوم الدين ان بعض التابعين قالوا في تجارة الصرف اي تجارة العملة ( لو ان اهل النار خيروا ان يتجروا لاتجروا في الصرف) وأكد لانها ذات ربح سريع و انها امر ربوي لذلك امر السائل ان يبتعد عن هذه التجارة و شتان ما بين فتوى اليوم في عهد حكومة الثورة و فتوى الامس في عهد الرئيس البشير الذي لم يبخل على الشيخ بالاموال..

إن اختلاف عبد الحي السياسي مع رأس النظام الحالي الذي يحكم بتفويض شعبي غير مسبوق دفعه لهذه الفتوى و بذلك يكون قد وقع في المحظور وهو الطمع الدنيوي الذي دفع به ان يضر شعبا كاملا فقط لإختلافه سياسيا مع راس الدولة المعطوب كما يرى هو بينما الشعب يرى أن عبد الحي معطوبا من رأسه إلى اخمص قدميه.. و اخيرا تبا لعبد الحي و تبا لفتواه.

غازي محي الدين عبد الله
سلطنة عمان
[email protected]

 

‫2 تعليقات

  1. بهذا يساهم عبدالحي في هدم الدين بزيادة فقدان ثقة الناس في رموزه و أئمته و سخريتهم منهم بل و احتقارهم لهم

  2. وهل هناك من يلبى دعوة تاجر العمله زير النساء عبدالحي يوسف؟؟؟
    دعه يفتي ويصرح ويصرخ وهو يمرغ في نعيم تركيا، لينكشف أمره أمام القلة التي تسمع قول هذا الهارب من العداله..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..