أخبار السودان

(مع الوالي في فشله)..!

عثمان شبونة

* يخبرك المشهد بأن الحكومة لا تتعامل مع مواطنين سودانيين؛ خدمتهم واجب عليها وفرض عين.. بل لا تشك بأنها تتعامل مع (أعداء نوعيين!) بهذا الاستدراج للمعاناة التي يكابدها المواطن بخصوص (المقطوعات!).. أعني الماء والكهرباء..! ثم يزيد المسؤولون البلوى بالترهات (البدائية) أو كما يفعل وزير الكهرباء معتز موسى الذي ملأ فمَه بأن التيار الكهربائي 100% ولا توجد قطوعات..! فكان الرد عليه بصوت واحد من المواطنين في مختلف أنحاء السودان بأن ما يقوله بهتان؛ وأظنه سمع (صيحاتهم) وسخرياتهم..!
* التطمينات الجوفاء للمواطنين في ما يخص الخدمات؛ سمة ملازمة لمنسوبي السلطة بلا استثناء.. يعدون الخدع فلاحاً والتنكر للحقائق انتصاراً.. فكأن بينهم وبين أهل السودان ثأر قديم؛ ليجعلوا حياتهم أسفل سافلين..!
النص:
* أمس الأول جمع والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين قادة العمل الصحفي لإفطاره؛ وأبدى تفاؤله بالمستقبل (كالعادة)..!! كان بعضهم ينتظر أن يبث الوالي خبراً يجدي نفعاً في أوج أزمات الولاية (التي هي صورة لأزمات السودان).. وعلى رأسها أزمات (الماء ــ الكهرباء ــ الصحة)..!
* أما بعض الصحفيين؛ فكانوا يتوقعون العودة بخيبة الظن، لأن (الحادثات) في الولاية أكبر من أي حديث.. وأولها مشكلة اللحظة (إنعدام الماء).. وفي سبيل الدفاع عن (سياساتهم المائية!) وأعمالهم الخدمية؛ عدّد الوالي الكثير من النقاط والأرقام.. وجاء في خبر الزميل رئيس التحرير قول الوالي: (نحن لانبرر للقصور؛ وعندما تسلمنا وجدنا أن الحكومات السابقة كانت تعتمد على مياه الأبار كمصادر بنسبة 56%، وعلى مصادر مياه النيل بنسبة 44%.. والحل الجذري في الإعتماد على المحطات النيلية). انتهى.
* أول علامات خلل المسؤول تحميل الحاضر بمصائب الماضي مراراً؛ بالنظر إلى طول فترة الحاكمين ومنهم (والي الخرطوم نفسه).. إنها فترة كافية لصنع المعجزات؛ لولا أنهم فاشلون بالفعل.. ولسنا بصدد الدخول في مغالطات رقمية واقتراح حلول.. فالمواطن الذي يقتطع من قوت عياله ليغذي خزنة المياه لا يأبه بتفاصيل الأرقام والحلول.. ما يرجوه هو استمرار الخدمة طالما (دفعه للأموال) مستمر..! وبهذه الرداءات في خدمة المياه و(انقطاعها) يكون الوالي (لا يبرر للقصور) بل يصنعه جملة وتفصيلا..! مع ذلك يبدي تفاؤله..! كيف يكون التفاؤل بالنقص والتقصير؟! الإجابة في علم الغيب!! أو يكون (التلذذ) بمصائب المطحونين مدعاة للتفاؤل..!
* النقص في المياه بلغ 500 متر مكعب؛ كما ذكر الوالي.. وأرى أنه رقم يمكن (سد فجوته!) دون لجلجة.. بل هو رقم متواضع بالنظر إلى (خزينة المياه) التي لا تشبع من جيب المواطن؛ وكذلك بالنظر إلى قرب الوالي من (النيل)..!
* عن أزمة النظافة قال والي الخرطوم: (الحديث عن وجود تدهور صحي صحيح؛ لكن الخرطوم من أفضل الولايات صحياً، ولاتوجد بها أمراض وبائية؛ مؤكداً أن تقارير الصحة العالمية أشارت بأن المؤسسات الصحية في الخرطوم كافية وزيادة مقارنة بعدد السكان).. هكذا جاء في سياق الخبر الذي نشرته (الجريدة).
* والحديث عن قطاع الصحة والبيئة والأمراض يطول.. لكن الملاحظة المهمة أن الوالي يتحدث عن (كم)؛ وليس (كيف)..! فالكفاية في الصحة ليست بعدد المرافق فقط؛ إنما المحك الحقيقي في (نوع الخدمة) هل يرضى عنها المواطن؟ وهل تتناسب مع واقعه (المنسحق) بالفقر والغلاء؟!
خروج:
* في إفطار الوالي ــ كما أورد الخبر ــ دعا وزير الاعلام محمد يوسف الدقير الصحفيين؛ ألا يوصف شعار (صيف بلا قطوعات) بالفاشل..!
ــ كيف لا يكون صيفاً فاشلاً وقطوعات المياه والكهرباء مستمرة؟!
* أيها الوزير: لو كنت مواطناً عادياً لبحثت عن كلمة (أضخم) من الفشل..!
أعوذ بالله
ــــــــــــ
الجريدة ــ الثلاثاء

تعليق واحد

  1. ماكان يفعله رامبو في إسبوع فشل حسين أن يفعله في عام .
    متعك الله بالصحة والعافية أخي رامبو.
    تقع المسؤلية علي عاتق من أتي به واليا للخرطوم ، وكل مايعاني منه المواطنين منعذابات في الحصول علي مياه الشرب ووجودوسيلة للمواصلات كل ذلك محاسب عليه من أتي بهذا الوالي .

  2. والله يا شبونة اول مرة فى حياتى منذ ان عرفتك عبر كتاباتك . اطالع لك كلام عقلانى ومنطقى بعيدا عن التهور فى القول والسب والذم الذى لايخدم قضايا المواطن , كلامك جميل والله واتمنى ان تسير على هذا النهج , بس لو خليت اعوذ بالله دى تكون ماقصرت

  3. تحياتى استاذ شبونه وحفظك الله ورعاك . السيد الوالى عندما تم تعيينه كوالى لم يتم ذلك لكفاءته المعهوده .لا لتجويد الخدمات السيئه فى الولايه . بل كان ذلك ضمن محاصصات الكيزان الخاصه وولاء عبحخ الرحيم لصديقه البشير فى كل الاحوال .
    السيد عبد الرحيم اين ما ذهب فان الفشل سيكون رفيقه ولعلك تذكر ان بمجرد استلامه لمفاتيح الولايه بدا بكيفية الارتزاق بارض الولايه .
    لم يجد المسكين أرضا * يأكلها * فصرح بلا خجل بأن الحتات كلها باعوها ، اى انهم لم يتركو لى شئ ….
    وحتى الامس بالتحديد كان قد اصدر منشورا بتكوين لجنه لحصر الاراضى بولاية الخرطوم وفرز ما هو حكومى منها وما هو خاص او أهلى ليبيع الحكومى او تسجيله باسمه او اسم ذويه طبعا …
    هذا هو عبد الرحيم محمد حسين … لا يمكن ان يتعدى تفكيره مصلحته الشخصية أبدا ابدا . اما المويه والكهرباء والنفايات ..و ..و فهى فى اسفل قائمة اهتماماته .

  4. رمضان كريم
    قلت لى 500 متر مكعب يعنى 2500 برميل او 110000 جالون او 5000000 كريستال حجم عائلي باللهى فى فضيحة اكثر من كدة استهلاك شعبية واحدة بس يفوق هذا الرقم يعنى اصبح مقياسنا بالقديم و لا الجديد

  5. العجز 500 متر مكعب ؟ هذه لا تكفي لملء حوض سباحة! لا أقول الوالي و لكن أي حوض سباحة !

  6. النقص في المياه بلغ 500 متر مكعب

    تعقيب : المساحة تساوى 10متر فى 10متر فى ارتفاع 5متر دى بس المحتاج ليها والى الخرطوم لحل قطوعات المياة والله الكمية المزكورة بابور صينى 18حصان بيسقى بيها فدان واحد بتاع ابوسبعين خلال 8ساعة تشغيل

    التاجر الفاشل النابعرف بيضرب حساباته
    وايضن السياسين السودانيين كمية العمل المطلوب منهم انجازة لتحقيق الهدف بدليل

    والى الخرطوم لوفكر فى الرقم 500م مكعب بساوى بالبلدى حجم حوش 20*20*2.5

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..