في الحافلة القادمة من الفتيحاب لقلب السوق العربي فجاة رن هاتف الشاب الذي يجاورني ليخرج صوت مروة جبريل القادم من مظاهرة لندن حكومة الفقر تسقط بس حكومة الجوع تسقط بس حكومة الكوز تسقط بس وقتها تمني كل من بالحافلة الا يرد الشاب علي المتصل حتي يكملوا ما تبقي من النشيد وقتها تذكرت عبارة امي عليها الرحمة وهي تبعث الينا بالطمانينة (نحنا كنا وين وبقينا وين؟)
صحي نحن كنا وين، وهسة نحنا وين !!
اتذكر زمان كان فيه مجرد التفكير بمواجهة السلطة يمثل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء
استعيد
يومها وبرد الخرطوم في قمته كانت اسناننا تصطك ببعضها
لم نكن نتذكر نحنا اكلنا ولا لا
كانت الاصوات منهكة ولكنها قوية
كنا مجموعة من الطلاب
ننتظر في الشارع نتيجة إنتخابات جامعة النيلين
ونحن نعلم باننا سنخسرها مثلما حدث في المرات السابقة كنا مثل انصار المهدي حين دخول كتشنر نعلم انه لا نصر ولكن علينا ان نكاتل
يتلو القاضي النتيجة بفوز حركة طلاب البشير
ننخرط في موجة بكاء حارة
نحس كما نحن ضعفاء علي قوتنا
نتوسد سواعد بعض
ونبحث في جيوبنا الخاوية عن اموال تردنا الي بيوتنا
وفي بالنا انه في اي لحظة يمكن ان تحملك عربة جهاز خوفهم الي جهة غير معلومة
ناتي صبيحة اليوم الثاني
ونحن نعلم ان من هزمونا بسلطة الدولة سياتون لممارسة (التريقة) علينا
وهم يحملون النعش وقد كتبو عليه (تحالف القوى الوطنية)
لكنا كنا من موتنا ننهض
ونواصل المسيرة وفي بالنا الشعار ان نكون او لا نكون
كانت كينوتنا لا تنفصل عن تلك الارض التي نغنيها ان حنبنيهو والبنحلم بيهو يوماتي
الارض التي نصل الي قمة يقيننا بانها لن تموت باننا سنذهب ويبقي الوطن حي
تسقط بس
التي تردد هناك في الارض التي تموت من البرد حيتانها لم تكن وليدة تجمعهم اللحظي
كانت مسيرة من التعب والرهق
كانت ارواح تمضي الي حيث الكريم
كانت دماء تملاء الشوارع
كانت ابنة شرعية لسماعة التطبيب التي حملها معه الشهيد علي فضل
كانت علامات فخار ورجولة تزيين كتوف ضباط 28 رمضان
كانت تاتي محمولة فوق دبابات الموت التي صعد عليها الرجال في الشرق وفي الجنوب
كانت صدي لبسالة تلك النوباوية وهي تواجه الموت كل ساعة في كركورها
تسقط بس
كانت عبارة تكتب علي ظهر جوازات المغادرين وهم يحملون الوطن معهم الي المنفى
تسقط بس
كانت عبارة عن وجبة مشبعة في إعتصام المناصير وهم يقولون لا في وجه من قال نعم
تسقط بس
كانت الموسيقي التي يتردد صداها في حفلات ابوعركي البخيت وعقد الجلاد في سماوات البلاد الخانقة
تسقط بس
كانت سمكة للحياة تخرج من ترعة النشيشيبة التي دفنا فيها سودانيو دارفور دون ان ندفن القضية
تسقط بس
كانت ابلغ عبارة وهي تخرج من افواه اهل الشمال وهم يقاومون السدود في ارضهم
تسقط بس
كانت حليب الطهر القادم من اعتصامات اهل الجبال الشرقية
تسقط بس
كانت لوزة قطن تتفتح امام وجوه مناضلي تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل
تسقط بس
كانت هي تقرير اجتماعات المعارضة وهي تسعي لتحقيق الهدف الواحد
تسقط بس
كانت هي اللعبة التي يتبادلها الاطفال في احد حلال البلاد وهم يسخرون من مك البلد الذي لا يشبه البلد
تسقط بس
كانت هي الكفن الذي وشحنا به الراحلون وهم يتركون لنا الحلم وراهم عمار درار ومحجوب الشريف حميد وقائمة بطول غابات واشجار هذه البلاد
تسقط بس
هي رحلة حياة امتدت لثلاثون عاماً دون ان تسقط
تسقط بس
هي المقابل الموضوعي لنحنا قدامنا الصباح
تسقط بس
حين تبقي هي النشيد الجماعي فلا خيار غير ان تسقط بس
ياااه
حين تستدعي عمرك الذي استنزفه مك البلد والذين معه
ليست امامك
غير ان تهتف
تسقط بس
المهم
نحنا وصلنا خلاص
زي ما هو علي بعد خطوة من محطة
يسقط بس
نهايتو
حكومة بتخليني اكتب قدر دة
وتقروا قدر دة
تسقط بس
الزين عثمان
فيسبوك
أرجو تغير الإسم في العنوان إلى مروة جبريل إبراهيم
تسقط بس
أشهد إنك (كتّاب كتابة الجن) كما قال الراحل سيد احمد الحاردلو في رثاء الصحفي والكاتب بشير الطيب. أكدت الطبيبة الشابة مروة جبريل إبراهيم أنّ جيلها الذي يقود ثورة شعبنا – ثورة تحرير المدن – ثورة 19 ديسمبر هو الخلاص من كل ما لحق بشعبنا وبلادنا من ذل وهوان وجوع ودمار لمقدرات الوطن على يد نظام الإخوان المسلمين الذي سوف تقذف به أنتفاضة شعبنا المباركة قريبا جدا في مزبلة التاريخ بعون الله. لقد شاهدت مروة – حفظها الله – ذلك اليوم وهي تهتف مع زميلات وزملاء لها لساعات طويلة في التظاهرة الضخمة للسودانيين يوم السبت 30 ديسمبر في لندن. كانت تصدح بهذا الهتاف (حكومة القتلة ..) والمئات يرددون خلفها: (تسقط بس!) كان يوماً أشبه بحفل عرس كبيرفي المنفى لوطن سوف تزفه بناته وأولاده قريبا في موكب الحرية مع الشعوب الحرة. قريبا وقريبا جدا.
أكرر أخي الزين عثمان بأنك تملك موهبة في التعبير تحسد عليها. واصل الكتابة – فقط إنتبه لقواعد اللغة لو سمحت.