لماذا يامولانا ….. ؟؟

كُلّ سودانى تَابِعٌ الْجِلْسَةِ الْأَخِيرَةِ لِمُحَاكَمَة عُمَر الْبَشِير لاشك قَضَى لَيْلَتِه وَهُو مُحْبِطٌ مِن مجريات تِلْك الْمُحَاكَمَة لَقَدْ كَانَ الْقَضَاءُ السودانى فِى كُلِّ الْعُهُود شامخا وَمُحْتَرِمًا ومهابا وَأَعْطَى نَمُوذَجًا لِكَيْفِيَّة تَحْقِيق الْعَدَالَة ومازلنا نَذْكُر محاكمات سَدَنَةٌ مَايُو فِى الزَّمَن الْجَمِيل فَقَدْ كَانَتْ نَمُوذَجًا لِكَيْف تُجْرَى الْمُحَاكَمَات وَتَابَعَهَا الْعَالِم فأطمئن عَلَى الْعَدَالَةِ فِى السُّودَان وَلَم يَتَدَخَّل إطْلَاقًا فِى الشَّأْن القضائى فَقَدْ كَانَ الْقَضَاءُ قَادِرًا وراغبا فِى تَحْقِيق الْعَدَالَة وَتَابَعَهَا الشَّعْب فَازْدَاد فَخْرًا بقضاته وَزَادَت القضائيه عَزّة وَاحْتِرَامًا وَطَالَت قامتنا وَنَحْنُ نَسْمَعُ اشادات الشَّعْب السودانى بمولانا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِه وإِدارَتُه للجلسات ونلمس حُزْمَةٌ والكريزما الَّتِى يَتَمَتَّعُ بِها وَلَمْ نُشَاهِد طِوَال هَذِه الْمُحَاكَمَة الَّتِى اسْتَمَرَّت طَوِيلًا تَجَاوُزًا مِن محامى أَوْ مُتَّهَمٍ فَقَد ألزمتهم الْمَحْكَمَة حُدُودَهُم وَحَتَّى اللُّغَة الَّتِى كَان يُتَخَاطَب بِهَا المحامون مَع الْمَحْكَمَة كَانَتْ لُغَةً رَفِيعَةٌ ويشوبها الاحترام والتقدير فَشَهِد الْعَالِم لِلْقَضَاء السودانى أَمَّا فِى محاكمات سَدَنَةٌ الْإِنْقَاذ الَّتِى تُجْرَى هَذِهِ الْأَيَّامِ فَشَتَّان بَيْنَ هَذِهِ وَتِلْك وَالْوَاضِح أَن مافعلته الْإِنْقَاذ فِى الْقَضَاءَ قَدْ أَنْتَج مِثْلِ هَذِهِ الْمُحَاكَمَات فالمحاكم غَيْر الْمَحَاكِم والمحامين غَيْر المحامين وَالْقُضَاة غَيْر الْقُضَاة وَاللُّغَة غَيْر اللُّغَة فلأول مَرَّة نَسْمَع هتافات ضِدّ الْمَحْكَمَة وَدَاخِل المُحْكَمَةٌ وَيَتَقَبَّلُهَا الْقَاضِى وَلَا يَعْتَبِرُهَا مَهِينَة للمحكمه وَلَا يُحَاكِم مثيرى هذِهِ الفَوْضَى والشغب ولأَوَّلِ مَرَّةٍ يَتَجَرَّأ محامون عَلَى إهَانَةٌ الْمَحْكَمَة أَمَامَهَا ويصفونها بِأَنَّهَا مَسِيسُه وَعِنْدَمَا بَلَعَت الْمَحْكَمَة الْإِهَانَة بَدَأ المتهمون أَيْضًا يرددون الْإِهَانَة وَخَرَجَ بِهَا المحامون ليرددوها إمَام وَسَائِلُ الإعْلاَمِ ولينعوا السُّلْطَة القضائيه السُّودانِيَّة للشَّعْب السودانى وَعَلَى مَرْأًى وَمَسْمَعٍ مِنْ الْعَالِمِ وتناقلتها وَسَائِل التَّوَاصُل الاجتماعى وَلَم يَتَبَقَّى لِكَمَال عُمَرَ وَعَبْدُ الرَّازِق إلَّا أَنْ يَنْصِبُوا خَيْمَة إمَام الْمَحْكَمَة لِتُقْبَل الْعَزَاء فِى السُّلْطَة القضائيه وَكَم كَان محزنا أَنْ تُقْبَلَ السُّلْطَة القضائيه الْإِهَانَة وَلَا تُرَدُّ عَلَيْهَا حَتَّى بِسَطْرَيْن هَذِه السُّلْطَة القضائيه الَّتِى عَرَفَهَا الْعَالَمِ مِنْ خِلَالِ مواقفها أَيَّام نميرى قَوِيَّةٌ شَجَاعَة لَا تَنْكَسِرُ وَإِنَّمَا كُسِرَتْ الْحُكْم الْعَسْكَرِىّ وَعَلِمْت قَضَاه الْعَالِم كَيْف يَنْحَازُون لشعوبهم وَكَانَتْ أَوّلَ مَنْ تَصَدَّى لِحُكْم الْبَشِير فَكَانَت مَذْبَحَة الْقُضَاةِ وَلَكِنَّ ولأَوَّلِ مَرَّةٍ فِى تَارِيخ السُّلْطَة القضائيه السُّودانِيَّة يَنْسَحِب قَاضِى وَيَتْرُك سَاحَة الْعَدَالَة خاليه فَمَا أَعْتَدْنَا الِانْسِحَاب وَهَذِه الاهانات إذَا قِبْلَتَهَا السُّلْطَة القضائيه وقضاتها فَهِى مرفوضه لَنَا تَمَامًا نَحْنُ الَّذِينَ تربينا فِى كَنَف هَذِه السُّلْطَة.
فِى الْجِلْسَةِ الْأَخِيرَةِ لِمُحَاكَمَة الْبَشِير وَجَمَاعَتُه رَأَيْنَا لأَوَّلِ مَرَّةٍ مُتَّهَم يُوسُفَ عَبْدِ الْفَتَّاحِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ الْقَاضِى فِى صُورَةِ مَقْلُوبَةٌ استفزت الشَّعْب السودانى وترجاه الْقَاضِى أَن يَهْدَأ بَدَل أَنْ يَخْرُجَ أُورْنِيك مُحَاكِمَة ايجازيه مِنْ دَرَجَةِ وَيَرْدَعْه بِالسِّجْن لِيَتِمّ تَحْوِيلُه مِنْ هَذَا الْفُنْدُق خَمْسَة نُجُوم الَّذِى يَعِيشُ فِيهِ فِى كَوَبَر و يَأْتُونَ مِنْهُ معطرين يَلْبَسُون أَزْهَى الثِّيَاب وَكَأَنَّهُم قادمون لِعُرْس (فيحول مَع الْقِتْلَة وَاللُّصُوص فَيُعْرَف مَعْنَى السِّجْن )وعندما رَأَى جُمْهُور الْمَحْكَمَة مافعله يُوسُفَ عَبْدِ الْفَتَّاحِ قَامُوا بمجاراته وهتفوا فَطَلَبَ مِنْهُمْ الْقَاضِى أَن يصمتوا لِأَنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ الْحَقُّ وَلَكِنْ قَالَ لَهُمْ مِنْ حَقِّ الْمُتَّهَم أَنْ يَفْعَلَ مايفعل لِأَنّ المتحرى.
– [ ] ذَكَرَ أَقْوَالًا غَيْر الَّتِى قَالَهَا الْمُتَّهَم ! ! فَكَذَّبَت الْمَحْكَمَة عَقِيد الشُّرْطَة المتحرى وَصَدَّقَت الْمُتَّهَم فَكَيْف عُرِف الْقَاضِى أَن الْمُتَّهَم صَادِقٌ فِيمَا قَالَ والقاضى لَمْ يَحْضُرْ الاستجواب ؟ ! مَعَ أَنَّ كَذَبَ الْكِيزَان يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ عَلَمًا قضائيا وَأَسْأَل كَيْف يُقِيم قَاضِى اِسْتِجْوَابٌ مُتَّهَمٍ عَلَى الْهَوَاءِ مُبَاشَرَة وَأَثْنَاء مُحَاكِمَة لَمْ تَكْتَمِلْ بَعْد ؟ ؟ واساسا اِسْتِجْوَابٌ الْمُتَّهَم أَثْنَاء التحرى لاقيمة لَهُ إذَا نَفَى الْمُتَّهَمُ أَنَّهُ قَالَهُ فَيُصْبِح كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنْ هَذِهِ ضَجَّة مَقْصُودَةٍ مِنْ هَيْئَةِ الدِّفَاع لِاخْتِبَار الْقَاضِى وَبَعْدَ هَذَا ستسود الفَوْضَى وَأَسْأَل أَيْن هَيْئَة الاتهام هَلْ هُمْ حُضُور أَم غِيَاب ؟ ؟ ! ولفنى الْحُزْن بَعْدَ نِهَايَةِ الْجِلْسَة وَلَم أَرْضَى أَنْ تَتِمَّ الِاسْتِهَانَة بِالْقَضَاء السودانى و مَنْ مَنَّ ؟ ؟ مِنْ كُوزِ مُتَّهَم بنهب أَمْوَال الْمَدِينَة الرِّيَاضِيَّة ! ! فَلِمَاذَا جعلتمونا نُبِّيت فِى تِلْكَ اللَّيْلَةِ حزانى ولاشك إنَّ أُمَّنَا القضائيه بَاتَت والدموع عَلَى خَدَّيْهَا يامولانا ؟
مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ مُحَمَّدُ عُثْمَانُ
omdurman13@msn
يا مولانا خليك من تشكيل الكلمات واكتب عادي فهي اريح للقراءة.
والله يا مولانا ، سمعت لما دار في المحكمة وعجبت لضعف القاضي وعدم مقدرته لادارة محكمته بصورة تحفظ لها هيبتها وسلطتها لأن هيبة وسلطة المحكمة مستمدة من القانون ومن ان المحكمة هي عنوان العدالة وصرحها الذى يجب ان يحترمه الجميع ، لذلك ان وقوف الكل عندما يدخل القاضي للمحكمة لا يعنى وقوفهم للقاضى لشخصه ، بل المقصود الوقوف للمعنى الذى يمثله القاضي ، ولذلك يجب ان يكون القاضي بقدر مسؤولية هذه المهمة والا عليه ان يتنحى او ينحى ، ولأن صورة القضاء تهم رئاسة القضاء فعلى رئيسة القضاء ان تراقب عمل هذه المحكمة فاذا رات ان صورة القضاء امام الجميع يمكن ان تهتز فعليها ان تغير هذا القاضي فورا ، ان صورة القضاء ليست مهمة رئيسة القضاء وحدها بل هي مسؤولية المجتمع كله ، من المهم جدا ان تكون هيبة القضاء وعدالته مراقبة من الجميع وان يكون حريصا عليها ولذلك حرص من اسسوا القضاء الحديث ان تكون الجلسات علنية حتى يراقب المجتمع العام أداء القضاء وليراقبه ، ومن هنا جاءت المقولة الشهيرة : justice should not only be done , it should be seen to be done ، ان محاولة الفلول والكيزان واشباههم هز ثقة الناس في القضاء ، يجب ان تقابل بحزم وقوة ويجب لجمهم وردعهم جميعا ، متهمين ومحاميهم وحضور ذويهم ومعارفهم داخل قاعة المحكمة ، ولاستعادة هيبة المحكمة اقترح الاتى :-
أولا :- يجب حصر الحضور في القاعة بالبطاقات فقط ، وعلى تأمين المحكمة ان لا يسمح لأى احد ان يدخل القاعة بدون بطاقة مهما كان ، وان تترك البطاقات امام القاعة عند الحارس او شخص التأمين ، وان يقيد الحضور في كشف او دفتر
ثانيا :- عند دخول القاضي للمحكمة ان يبتدر كل الحضور بقوله ان من يتكلم اثناء جلسة المحكمة او يرفع صوته سوف يعرض نفسه للمساءلة وبأن سوف يفتح فيه بلاغ ويودع الحراسة وسوف يمنع مرة أخرى من حضور المحاكمة ودخول المحكمة ، وهنا على الحارس الخارجي عدم تسليم الشخص المزعج بطاقته الا بعد المحاكمة ومعرفته لمنعه مستقبلا من الدخول
ثالثا :- تنبيه المتهمين الا يتكلموا الا بأذن المحكمة وان ينحصر قولهم في الرد فقط على ما يسألون منه من قبل المحكمة ، مثل ، رده على أقواله في يومية التحرى بأن يقول صحيحة او غير صحيحة فقط بدون اسهاب ، واذا كان اى متهم عنده طلبات تقدم مكتوبة عبر محاميهم .
رابعا : يمنع منع باتا صيحات التكبير والتهليل والهتافات داخل المحكمة ومن يصيح بذلك تتم معاقبته فورا ويمنع مرة أخرى من دخول المحكمة .