الشمال لم يتمرد بعد

حرص اتحاد كرة القدم على اقامة مباراة السودان وزامبيا في تصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بمدينة كريمة بالولاية الشمالية في اطار تفعيل الرياضة بالولاية الشمالية التي تعاني من تدهور مريع في كرة القدم اضافة الى تدهورها في كثير من المناحي و من الاهمال الشديد من كل حكومات السودان المتعاقبة
وليست الولاية الشمالية بحدودها الحالية هي التي تعاني بل نجد ان كل الشمال القديم يعاني من الاهمال ويفتقد الى ابسط مقومات الحياة والذي يزور قرى الشمال سيعرف هذه الحقيقة حيث تشكو تلك القرى من انعدام خدمات الصحة والتعليم بل حتى الزراعة قد اصابها الجفاف والتصحر نتيجة العشوائية في ادارة المشاريع وعدم الاهتمام الكافي من قبل المركز ويمكن القول وبوضوح تام ان الولاية الشمالية تعد من الولايات التي لا تجد دعما كافيا من المركز مقارنة بالولايات الاخرى في الشرق والغرب وفي الجنوب
وصعوبة الحياة في الولاية الشمالية جعل عدد سكانها لا يتجاوز 700 الف نسمة مقارنة بعدد سكانها في الثمانينات كما لم يساهم طريق شريان الشمال باي نهضة ملموسة بل نجده قد زاد من هجرة الشباب بعد ان وجدوا الطريق معبدا للهروب كما ظل مطار مروي متوقف عن الخدمة لاسباب غير معروفة
ولكن اهل الشمال ظلوا قابضين على جمر القضية ولم يتمردوا ولم يتذمروا من ضيق الحال نعم هاجر شباب الشمال تاركين ابائهم وامهاتهم يكابدون مرارة الوحدة وهجير الحياة ليوفروا لهم حياة افضل ولولا مهاجرو الشمال وهم كثر لا اغلقت الشمالية ابوابها ولا اصبحت ملاذا للصحراء وللثعابين وللعقارب وللتماسيح
ان الزائر الى الشمالية ويصلي في مساجدها يجدها خاوية من الشباب وكل ذلك بسبب ضيق الحياة وصعوبة المعيشة معظمهم هاجر لايجاد سبل حياة افضل لاهلهم رغم رفض الامهات لغربة الابناء
ومن اروع اغنيات الطمبور تلك التي كتب كلماتها الشاعر علاء الدين عبد الرحيم عافي منك وراضي عنك سو رضاي(كان مسـافـر شـان عـلاجي بـلـقي في شـوفتـك دوايا وكان عشـان تـســقـيــنـا نهـلك نحـن بي حنـك روايا كان عشـان كــرعــيــنـا راحـل نحن بي بـعدك حفايا)
اذكر ان والي النيل الابيض الحالي الاستاذ عبد الحميد موسى كاشا وكان وزيرا للتجارة وقتها ولقد رافقته في زيارة لمدينة ابو حمد اذكر انه اقر بسوء وضع المدينة وقال ان ابناء دارفور ان عاشوا فيها لتمردوا منذ وقت طويل وماقاله كاشا يؤكد ان مدن الشمال تعاني وتعاني ربما اكثر من مدن السودان الاخرى ولكن اهل الشمال لم يحدث ان تمردوا او عبروا عن رفضهم بل وحتى احتجاجاتهم التي تظهر من حين لاخر دائما تكون بسبب قضايا كبيرة تمس ارضهم وحقوقهم في المنطقة
وتدهور مناطق الشمالية قراها ومدنها جعل كثير من ابناءها يتصدون للمهمة كما فعل صلاح عبد الله قوش قبل الانتخابات قبل الماضية وكما فعل برطم المرشح المستقل الذي فاز في اخر انتخابات برلمانية وغيرهم كثيرين اقاموا مشروعات في المياه وساهموا في بناء عدة منشئات صحية واجتماعية
ولكن تبقى الشمالية من اكثر ولايات السودان فقرا ومرضا حيث تقول الاحصائيات ان اكبر نسبة للاصابة بالسكري توجد في الشمالية بخلاف امراض السرطان وكل هذه الاسباب بسبب صبرهم وتحملهم المشاق

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ موسى كاشا ههههها ههها،،،
    ياخي عيب الحكومة دي كلها فاقد تربوي ولايجب وصفهم بمثل هذه الالقاب،،
    الاستاذ!!!!!!

  2. هو موسي كاشا بس جون قرن قال الفرق بينا بينكم انو نحن بس عندنا الغابة وأنتو لوكان عندكم غابة كان من المفترض تتمردو من بدري

  3. كاتلين الجدادة وخامين بيضها وبرضو بتشتكوا

    ياخى تلتين الحكومة وكبار التنفيذيين والدبلوماسيين وتماسيح المؤتمر الوطنى من ولايتى الشمالية ونهر النيل وبرضو تقولوا مظلومين

    الخيبة والخيابة في أولادكم الذين ظلوا في السلطة لأكثر من ربع قرن ولم يخدموا إلا أنفسهم

    بعدين ولاية كل عدد سكانها 700 ألف يعنى أمبدة وحدها بتشيل أربعة أضعافها دايرين تعملوا فيها شنو؟ كله كم مدرسة ومستشفى والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..