( حجاب الفكي)

** أن يأتي النازح بأسرته من الريف إلى المدينة، هارباً من ويل الحرب أو بعد جفاف الزرع والضرع، و باحثاً عن أبسط وسائل الحياة التي تجنبه الفناء بالرصاص أو بالجوع، و يبني لنفسه وأسرته ظلاً من الطين و الزبالة والكرتون بأطراف المدائن، ثم تسمي السلطات الحكومية مباني الظل بالعشوائية وتعمل على إزالتها بالبلدوزر أو توفيق وضعها بالتخطيط والتوزيع الرسمي، فكل هذا ( شئ طبيعي)، وتقريباً يحدث بكل دول العالم الثالث و..(الأخير طبعاً) ..!!

** ولكن، أن يقصد أحدهم سلطات التعليم العام والعالي ، حاملاً طلب التصديق بمرفق تعليمي عام أو عالي، وتصدق له تلك السلطات بالمدرسة أو بالمعهد أو بالكلية مقابل رسوم يدفعها صاحب الطلب، ويذهب ويبني مرفقه التعليمي ويعلن شروط القبول ثم يقبل الطلاب عبر إستمارات سلطات التعليم، ثم تسمي ذات السلطات هذا المرفق التعليمي بالعشوائي غير المعترف به، فهذا (شئ غير طبيعي)، ولايحدث حتى في دول العالم (الثالث والأخير)، ولكن يحدث في ..( بلادنا) ..!!

** قبل ثلاث سنوات، أعلنت وزارة التربية بالخرطوم عن نجاحها في حصر ما وصفتها ب (100 مدرسة عشوائية)، ثم أعلنت عن تواصل عمليات حصر بقية المدرس العشوائية بغرض (إغلاقها كلياً)، هكذا كان الحدث قبل ثلاث سنوات..وإلى يومنا هذا، لم توضح الوزارة نتائج الحصر إن كان عدد المدارس العشوائية فقط تلك المائة أم نقصت أم زادت ؟..وكذلك لم توضح مصيرها..ولكن الواقع يؤكد أن بالخرطوم مدارس عشوائية لم تغلق، وأنها لاتزال تستوعب التلاميذ رغم عدم إعتراف الوزارة بها.. والمؤسف أن المدارسة العشوائية تلتزم بسداد رسوم التأسيس – وغيرها من الرسوم – لخزائن السلطات الولائية والمحلية، ومع ذلك هي مدارس عشوائية وغير معترف بها..نعم، فالسلطات تعترف بالرسوم التي تدفعها تلك المدارس، ولكنها لاتعترف بالمدارس..والتفكير في هذه المعادلة قد يذهب بالمرء إلى (مستشفى التيجاني الماحي)..!!

** ذاك شئ، والشئ الآخر ما يلي نصاً : ( نحذر الطلاب الذين لم يتم قبولهم في الجامعات من اللجوء للمؤسسات التعليمية التي لم يرد اسمها في دليل القبول، ونوضح أن التسجيل بهذه المؤسسات يعد ضياعاً للزمن وهدراً للمال، وأن الوزارة لم تعترف بشهاداتها ولن توثقها، ونفيد بأن عدد هذه المؤسسات التعليمية غير المعترف بها (14 مؤسسة)، وكلها مخالفة لشروط وإجراءات الوزارة)، أوهكذا يحذر أسامة العوض، مدير الإعلام بوزارة التعليم العالي..هذا التحذير كما تحذير الفكي لصياد قصده طالباً حجاباً يجنبه أنياب الأسد، فأعطاه الحجاب قائلاً : (البس حجابي ده وإن شاء الله الأسد ما ح يوشفك، ولو شافك ما ح ياكلك، ولو أكلك إن شاء الله ما ح تنفعو)..!!

** نعم، لو لم تلتزم تلك المؤسسات غير المعترف بها بدفع ما عليها من رسوم التأسيس وغيرها، لما عرف مدير إعلام وزارة التعليم العالي عددها ( 14)..فالتعليم العالي كما سلطات الولاية، تعترف برسوم المعاهد والكليات العشوائية ثم ترفض الإعتراف بتلك المعاهد والكليات .. إغلاق مؤسسة تعليمية – عامة أو عالية – غير مستوفية لشروط التعليم و(معروف العنوان)، ليس بأمر عصي على سلطات بلد تملك الدستور والقانون والجيش والشرطة والأمن والدفاع الشعبي والجنجويد..ومع ذلك لن يغلقوها، بل سواف يتواصل حلب رسومها ( سراً)، وعدم الإعتراف بها ( جهراً)..وبهذا النهج المخادع، يدفع الطالب وأسرته ( الثمن المر)..!!

تعليق واحد

  1. (البس حجابي ده وإن شاء الله الأسد ما ح يوشفك، ولو شافك ما ح ياكلك، ولو أكلك إن شاء الله ما ح تنفعو)..!!

    أنّبن حجاب أكي ميري .

  2. (البس حجابي ده وإن شاء الله الأسد ما ح يوشفك، ولو شافك ما ح ياكلك، ولو أكلك إن شاء الله ما ح تنفعو)..!!حلوة دي …ياخي ساتي باقي لي ناس الانقاز ديل لو سخروا علمائهم عشان يكتبوا لينا حجبات (الفقر ما بجيكم ولو جاكم ما بقتلكم ولو كتلكم ريحنا منكم) ما كان احسن مما يقعدوا يعملوا لينا (البنت ولدت سليمة دعوها تنمو سليمة) …ولا رايك شنو ياشيخ الكاروري …اسف التكروني

  3. مفروض التعليم العالي والجامعات يكون مؤسس صاح
    جامعة الخرطوم
    جامعة السودان
    جامعة النيلين
    جامعة ام درمان الاسلامية
    جامعة الاهلية
    جامعة التقانة
    كفاية هذه الجامعات ويتم تاسيسها بحيث تقبل الاعداد الكبيرة من الطلاب وتكون في داخليات للطلبه
    وسكن جامعي
    واغلاق جميع جامعات الولايات والجامعات الخاصة الاخري
    ومساعدة الجامعات الحكومية وتمويلها من الصناديق المالية الزكاة وغيرها
    وبهذا نكون حلنا مشكلة نزيف الهجرة للاساتذة الي الخارج
    وحلنا مشكلة النقص في المعدات والمعامل
    وحلنا مشكلة السكن والنقل للطلبة

  4. انهم يفوقون سوء الظن العريض.

    هذا أصدق قول قيل في الأخوان المسلمين و قد قيل فيهم قبل أن يستلموا السلطة بزمن بعيد و هم في كل يوم يثبتون صدق هذا القول فيهم.

    يمهل و لا يهمل

  5. دي مثل القال لي ولده أمشي عوم في البحر و خلي التمساح ياكلك و تعال حانف وشيك

    المفروض كل مؤسسه علاجية في البلد خاصة او عامة ترخص من وزارة الصحة و أي اخطاء علاجية تصبح مسئولية المؤسسة و الوزارة و كذلك المؤسسات التعليمية من الروضة الى الجامعة ترخص للعمل من وزارة التربية و التعليم العام و وزارة التعليم العالي و أي إشكالية في عملها تسأل منها المؤسسة و الوزارة بلا دغمسة دي بس في الجلد!!!

  6. الاستاذ الطاهر ساتي، حفظك الله، فالواقع هو أن مؤسسة التعليم العالي هي العشوائية والدليل التوهان الذي يحدث في طرق قبول الطلاب الذي أصبح مسيسا ثم في نفس الوقت أصبح مصدرا لسلب أموال الناس بالباطل!! تعلم ذلك عندما يذهب الطلاب الى وزارة التعليم “العشوائي” والذي لا يعرف سلاطينه الا التجاوزات وباللجوء الى الخيارات والمماحكات والترضيات. الذين يصدرون القرارات هم ايضا عشوائيون بمعنى الكلمة، وحين تذهب الى شباك الوزارة لاستلام نتيجة القبول، هي عشوائية حتى “الطيش”، لتستلم ورقة صغيرة من الشباك تكاد تكون لا تري من في خلفه وتكون التعليق “نفاد الفرص”، فتلتفت يمينا ولا ترى شيئا وتلتفت يسارا ولن ترى شيئا، أو من تستطيع أن تسأله!! هناك حينما تلجأ الى الوزارات أو الى مكاتب القبول تجد نفس الصفوف العشوائية. تفرض الرسوم القسرية على الغلابة (تعليم خاص، تعليم نصف معفي وتعليم “أهل التمكين” والنسب الفئوية والنسب الحزبية والاستثناءات. أي تعليم عال يقولون؟ فوضى في كل شئ، حتى التعليم!!

  7. يا اخ يا طاهر يا ساتى .. بالأمس كتبت تعليقا على هذا الخبر ذات نفسو عندما اورده ألأخ بكرى الصايغ وظننت انى من النابهين وقد اكتشفت ادق وانجع الوسائل لمعرفة ال 14 جامعه اللى لا تعترف بها سلطات التعليم العالى واللى رفضت ألأفصاح عنها نفس السلطات ..وذلك بحصر مصفوفة كل اسماء الجامعات فى البلاد الجامعات المعروفه والمعلومه والمسموع بها والمحدث عنها والخاصه وطرح اسماء الجامعات اللى تعترف بها الوزارة (الوارده فى الدليل الرسمى المذكور) وافتكرت انو تلقائيا حنعرف الحقيقه .. المعترف بيهو من الما معترف بيهو) .. لكن جاء رد ألأخ بكرى (ان لم يقصر فهمى) ان وزارة التعليم العلى تقوم احيانا باعتماد وتوثيق بعض الشهادات التى منحتها بعض الجامعات التى لا تعفرف بها الوزاره والى الحد ان بعض الطلاب قد منحوا شهادات “ماجستير ودكتوراه” من نفس هذه الجامعات التى لا تعترف بها الوزاره.. على كوووولللو حال يبدو اننا سنتزامل فى اسبتالية المرحوم “التجانى الماحى” (خال المحامى غازى سليمان)!!

  8. يا ساتى خليك من ده كلو نحن الموت عندنا بقى عشوائى وتحكى الطرفة ان سودانى توفاه الله ومكث بالقبر ثلاثة ايام ولم يتم سؤاله وقد اندهش لهذا الامر وفى اليوم الرابع جاءه نكير وقال له من اين انت فقال له من السودان فقال له نكير وما سبب وفاتك فقال توفيت اثناء عملية فى الزيتونة فقال له نكير انت فى سجلاتنا مفروض تموت سنة2036 فبكى السودانى بكاء شديدا ورفع يده شاكيا .

  9. تعرف يا استاذ ساتي
    الحاجة الحاصلة في السودان دي كووووووولها يمكن ايجازها في كلمتين
    تحصيل حاصل, طشاش وعمي, جربندية, حكم قوقوش
    معليش ياساتي لكن الصحافة البتكب كل صباح ومساء, المعارضة البقت عارض للاسف ما للحكومة او امتاسلمين
    ولكن لي نفسها ولينا نحن لا عارفة تعارض ولا عندهم برنامج واضح لانهاءهذه المهزلة الحاصلة والشعب عامل نايم لغاية ما ربنا عند الكريبة والعالم الخارجي ما عندي اي مصلحلة في ان يذهب هذا النظام او يحكم الي ابد الابدين وبالعكس الواضح ان العالم الخارجي من مصلحته ان يبقي بعد ان وضحت رغبة هذا العالم في وصول المتاسلمين للحكم والبفاء فيه حماية لهم من الارهاب لذلك يمكن لنا ان نجمل كل الحاصل في السودان لا يمكن ان يحدث في اي مجتمع الناس فيهو بتحترم نفسها واذا حدث انو حصل في مثل هذه الجتمعات التي تحترم نفسها فلن يسمح لهم بالبقاء في سدة الحكم لاكثر من الفتير التي يحدث فيها التداول لكنسه
    يمكن للصحف ان تكتب صباح مساء والمعاضة العارض ان تعارض كما تشاء ولن يجدي كل ذلك
    العلاج هو كيفية كنس هذه المسخرة الحاصلة

  10. التعامل مع التعلسم او خلافه من الامور العامة يتعامل معها مثل تصاديق الاكشاك بالاسواق الشعبية حيث تخول سلطات التصديق لأي جهة ترغب ثم تأتي السلطة الفوقية وتتنكر لذلك التفويض في تمثيلية مقننة يتم فيه توزيع الادوار والضحية الوطن والطالب الملتحق بهذه المؤسسة واسرته ..؟؟
    السؤال الملح اليوم ليس ال14 المغضوب عليهم، بل اين وصل التردي في حال اولئك غير المغضوب عليهم..؟؟.. ألم يضلو طريقهم..؟؟.. أليسو في الدرك الاسفل من جامعات العالم …؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..