القمة الافريقية? اهتمام بملفي الجنائية.. ومكافحة الفساد..
تقرير: نفيسة محمد الحسن
تكتسب القمة الافريقية التي تنطلق عمالها اليوم الاحد تحت شعار? «الانتصار في مكافحة الفساد..نهج مستدام لتحويل افريقيا»..اهمية استثنائية?فيما بتعلق بتوقيتها في ظل العديد من الأزمات التي تواجه الدول الافريقية او الملفات العديدة المطروحة على جدول اعمالها?ويمثل الحدث الابرز التوافق الافريقي ضد المحكمة الجنائية الدولية واستبدالها بمحكمة افريقية لحقوق الانسان..حيث تمر القارة الافريقية بمرحلة تحول من فكرة السيادة الوطنية المطلقة نحو رؤية أكثر عولمة للعلاقات الدولية تشتمل على القانون الجنائي الدولي? وبتأكيدات العديد من المراقبين الافارقة اصبحت الجنائية دون تأثير فعال على المستوى الدولي ?
ووصف البعض قراراتها ب « حبر على ورق» ?بتراجع مواقفها المتتالية وتقزمها في ظل الوحدة والمواجهة من الدول الافريقية التي ظلت ترفض تسليط سيف هذه المحكمة على رقاب رؤساء الدول الافريقية وغض الطرف عن دول عظمى ما فتئت ترتكب جرائم وفظائع بحق شعوب ودول دون ان تحرك الجنائية ساكناً تجاههم?.يتصدر الموقف من المحكمة الجناية الدولية اجندة القمة الافريقية التي تبدأ اليوم و تستمر ليومين على التوالي.
مكافحة الفساد..
واذا كانت القوة الافريقية ضد الجنائية الدولية عنواناً رئيسياً للقمة الا ان عناوين اخرى تفرض نفسها كما ظهر في الاجتماعات الوزارية .. حيث قال موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي اهم اجندة القمة وضع قرارات حاسمة ضمنها الاصلاح المؤسساتي للاتحاد ?وحول اختيار موضوع العام 2018 الذي يختص بمكافحة الفساد، اكد فكي ان وجاهة هذا الخيار بديهية..نظرا لجسامة آفة الفساد في القارة واثارها المدمرة على التنمية الاقتصادية.. والتماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي..ويقود الرئيس عمر البشير وفد السودان للمشاركة في القمة بعد اجتماعات لجنة الاتحاد الافريقي الوزارية التي عقدت على مدي يومين دعت مجلس الأمن لسحب احالة السودان الى المحكمة الجنائية? وتأكيد امتثال الدول الاعضاء في الاتحاد لمقرراته بشأن تلك المحكمة ..بعد دعوات الاتحاد الافريقي في فبراير من العام الماضي لانسحاب جماعي من المحكمة الجنائية الدولية ، بيد ان الدعوة لم تكن ملزمة اعترضت عليها نيجيريا والسنغال وترك خيار الانسحاب للدول لتقرر بشأنه منفردة..ورفضت الاجتماعات الاولية استهداف المحكمة الدولية للدول الافريقية وتعطيل خطواتها الداخلية لتحقيق العدالة والمصالحات خاصة بعد الاستهداف الاخير لبورندي وجنوب افريقيا وتوقيع اتفاقية المقر بخصوص استضافة القمم الافريقية بمايضمن الحصانة الكاملة لرؤساء ووفود الدول المشاركة في تلك القمم بشكل واضح وصريح ?ودعا الاجتماع لتوقيع بروتكول «مالابو» الاساسي للمحكمة الافريقية لحقوق الانسان لتفعيل الاليات الافريقية?
إصلاح المؤسسات?
ويتوقع مراقبون ان تنطلق رئاسة كاغامي رئيس رواندا عملية اصلاح مؤسسة الاتحاد الافريقي الذي سيخلف رئيس غينيا كوناكري الفاكوندي على رأس الاتحاد الافريقي.. وهو الاصلاح الذي يجري الحديث عنه منذ عام ونصف.. وكان الرئيس كاغامي قد ترأس في يوليو من العام 2016 لجنة خصصت لدراسة ذلك .. ويقوم الاصلاح على ثلاث نقاط رئيسية ? بحث مجال تدخل الاتحاد الافريقي بشأن السلم والأمن والشؤون السياسية والتكامل الاقتصادي.. ووسائل تمكين افريقيا من ايصال صوتها الى الساحة الدولية?بالاضافة الى اعادة تعديل مؤسسات الاتحاد وتحسين تقسيم العمل بين الاتحاد الافريقي والمنظمات والمؤسسات الاقليمية. والاكتفاء بتنظيم مؤتمر قمة سنوي واحد بدلا من تنظيم قمتين في العام.. والنقطة الثالثة التمويل الذاتي للاتحاد الافريقي من خلال فرض ضريبة نسبتها0.2 في المائة على الواردات الاهلية التي لاتخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية?..
واكد المراقبون ان تكون الأزمات والنزاعات التي تواجهها القارة الافريقية واحدة من اولويات رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في جدول اعمال قمة الاتحاد الافريقي على غرار الفوضى في ليبيا وافريقيا الوسطى.. والمجموعات المتطرفة في بعض اطراف الساحل والمشكلات في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون.. بالاضافة الى مناقشة الوضع في الصومال وجنوب السودان.
إجماع عام?
واجمعت قمم الاتحاد الافريقي السابقة التزامها بالقرار الرافض لاستهداف المحكمة الجنائية للقادة الافارقة واعلنت تمسكها بماخرج به الرؤساء الافارقة خلال قمتي اديس وجوهانسبيرج، بالاضافة الى تكليف لجنة وزارية للاتصال مجلس الأمن الدولي لتوضيح مواقف الدول الافريقية في هذا الصدد، في حالة عدم استجابة مجلس الأمن لارادة الدول الافريقية حول القضية علي اللجنة الوزارية وضع خطة للخروج الجماعي للدول الافريقية من المحكمة الجنائية الدولية?
واكد المحلل السياسي د/ أسامة زين العابدين ل»الصحافة» اذا توافق الجميع خلال فعاليات القمة ستأتي القوة الافريقية من منطلق الوحدة الافريقية مشيراً الى تضامن الدول الافريقية مع السودان، وقال ان القرارات التي خرجت بها القمم السابقة تعد خطوة مهمة نحو الأمام سواء بما يتوافق وشعار هذه الدورة أو في مجالات أخرى خاصة الأمنية?
خطوات ثابتة?
وأوضح زين العابدين أن القرارات التي صدرت تمثل أهمية بالغة في إطار خطوات ثابتة للاتحاد الافريقي لتنفيذ اجندة الاتحاد الافريقي لسنة 2063 باعتبار أن هناك جملة من الإجراءات التي دأب الاتحاد الإفريقي على اتخاذها حيث قرر اتخاذ جملة من الاجراءات العملية سواء على مستوى ترقية حقوق المرأة وعلى مستوى بعض الملفات الأمنية إلى جانب المطالبة بإصلاحات عميقة في توسيع تمثيل افريقيا في مجلس الأمن الدولي بالاضافة الى القرار الخاص بالانسحاب الجماعي من المحكمة الجنائية.. وفي حال الاتفاق على موقف موحد ضد المحكمة الجنائية الدولية ربما يشكل القرار الذي اتخذته القمة الافريقية الاخيرة ضغطاً علي دول اوربية ذات مصالح استراتيجية في افريقيا فيكون لها تأثيرها ..
الجدير بالذكر انه جرى امس الاول بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا انتخاب 10 أعضاء جدد بمجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي من مجموع 15 عضوا لمدة سنتين.. نظرا لانتهاء ولاية الاعضاء السابقين يوم 31 يناير الجاري.. بينما سيتم انتخاب الاعضاء الخمسة الاخرين في العام 2019 لولاية تمتد ثلاث سنوات.
الصحافة.
